أريج عبدالله وأحمد مسعد
في الطريق إلى المتجر تقابلنا
مع غسان التونسي، والذي أخبرنا بأنه اشترى لتوه ملابسا بأسعار مخفضة من محل بالقرب
من هذا المكان، وأوصانا بأن نشتري منه إن أردنا، ثم جاء معنا فحمل ما اشتريناه!
وفي طريق عودتنا رأينا الناس من بعيد يبدأون حركة أيام الإجازات المعتادة، فهذا
يمارس رياضة المشي، وتلك قد علقت في أذنيها السماعات لتجري على نغمات الموسيقى،
وهذه العجوز تصطحب كلبها في سعادة لكليهما، وذلك الرجل يحمل ما اشتراه من المتجر
عائدا حيث بيته مثلنا!
كنا( كمال وغسان وأنا) أول الواصلين
لدى مها الأردنية، ولم يمض كثير من الوقت حتى توافد الباقون، فجاء أحمد مسعد ثم تبعته
مها التونسية فأريج ومنة ثم لمياء، وقدمت لنا أروى التونسية – التى تقتسم السكن مع
مها الأردنية- القهوة والشاى وشرائح من الخبزمع قطع من الجبن المتعفن "هكذا
يطلقون عليه"، ونوعان مختلفان من المربى، وجاء هذا الفطور على خلاف ما توقعت
قد ظننته إفطارا شرقيا لا سيما وأن الدعوة كانت من فتاتين عربيتين! "واشتقت حينها إلى الفول والطعمية"
وبحق فقد استمتعنا بحسن
الضيافة والكرم الواضح، وكاد كل شئ يمر بسلام لولا أن سكبت القهوة على ملابس أريج،
فانزعجت وانزعج لذلك الجميع، ولولا أن تدخلت عناية الله لتطور الأمر ولكن الله سلّم!
وكنا قد اتفقنا بالأمس على أن
نجتمع لنخرج سويا لزيارة بعض الأماكن المشهورة في برلين مثل: "حديقة
الحيوان" و "برج التليفزيون" و "حديقة التيرجارتن"
وغيرها، وكنا قد اتفقنا- ولا أدرى عما إذا كانت كلمة اتفقنا تتناسب مع هذا المقام أم
لا، فعندما يجتمع العرب فلا اتفاق على موعد ولا اجتماع على موقف-، ولنتجاوز هذه
الكلمة ونحملها على المجاز، فلقد اتفقنا بالأمس على أن ننطلق في موعد أقصاه
الحادية عشرة صباحا ولكن نظرا لتأخر البعض وتراخي البعض الآخر تم تأجيل الموعد حتى
الواحدة والنصف ظهرا...
وبعيد الموعد المحدد انطلقنا
وما أن وصلنا إلى محطة قطار أوستبانهوف حتى اختلفنا فمنا من رأى أن نذهب أولا إلى
حديقة الحيوان ومنا من رأى أن حديقة الحيوان ليست بالمكان المناسب، واقترح البعض
أن نذهب إلى برج التلفزيون أولا، بينما رفض البعض هذا الاقتراح حتى اضطررنا أن
نقوم بالتصويت طبقا لما تعلمناه من الديمقراطية ، وهنا صوتت الأغلبية على أن نتجه
أولا إلى حديقة الحيوان ثم ننظر إن كنا ندخلها أم لا ! ولما وصلنا إليها عدنا فاختلفنا،
ففريق قال ندخل وفريق قال لا وكنت مع من قال لا، وتركنا أحمد وأريج وعبد الله
ليدخلوها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق