الأحد، يوليو 28، 2013

هذا... وقد أسقط الشعب الانقلاب





أخى المواطن... لا تحسبن وقوفي ضد هذا الانقلاب الإرهابي الدموي الفاشي على الديموقراطية، هو وقوف أمام إرادتك وضد رغبتك، إنما هو وقوف لمصلحتك أنت، ولأجلك أنت، ولأجل أبنائك وأبنائي، ومن أجل مستقبل ديموقراطي سليم، ننعم فيه جميعا بحرية الرأي وحرية التعبير وحرية التصويت.

وقوفي ضد هذا الانقلاب بسلمية لا يعنى أنني أتفق مع دعوات التكفير إن وجدت، أو مع دعوات العنف المضاد إن حدثت، أو حتى مع بعض الشعارات إن رفعت...
وقوفي ضد هذا الانقلاب هو وقوف ضد الاستبداد، وضد تكميم الأفواه، وضد عودة أمن الدولة ليتحكم في كل مفاصل الدولة، ويحدد مصيرها، وهو وقوف في وجه الحكم العسكري الذي أثبت فشله في إدارة البلاد لأعوام عديدة، وما حصدنا من ورائه إلا الذل والانكسار، وهو وقوف ضد عودة الحزب الوطنى الفاسد ليحكمنا من جديد!

فهو إذن وقوف يصب في مصلحتك أنت أولا؛ فأنت مثلى تريد حياة كريمة، وتريد ديموقراطية حقيقية، في دولة مدنية، ليست دينية ولا عسكرية، في دولة تحترم القانون، ويحترم أبناؤها القانون، وفي دولة تحترم  كل مؤسساتها ما يفرزه الصندوق من نتائج.

وهنا دعنى أجاريك في أفكارك وفي غضبك، وأذهب معك حيث تريد، فأنت تريد أن تقول بأن ما حدث هو أيضا من اختيار الشعب انتهى بوقوف القوات المسلحة بجانبه، فهب أننا جميعا صمتنا، واستسلمنا لما حدث، ومضينا قدما في إنجاز خارطة الطريق ثم جاء الصندوق بمن تريده أنت، وتشكلت حكومة، فاتفق وزير البيئة مع وزير التموين (تمثيل افتراضي) على أن يفتعلا أزمات لإسقاط من جاء به الصندوق، وذلك بعد أن يقوم وزير البيئة بتلويث الجو العام بالأخبار، والإشاعات مع تعمد إبقاء القمامة في الشوارع حتى يجبر الناس على الخروج، ثم قام وزير التموين بافتعال أزمات تمونية تجبر الناس كذلك على الخروج على الحكومة!  وخرج الناس في الشوارع يجأرون، وقام الوزيران ومن  يعاونهما بالاعتراف بمن نزل، ثم قاما بتصوير المشهد على أنه ثورة جديدة جدا، ثم قاما بإجراءات استثنائية أبطلت ما خرجت أنت من أجله. فما ردك؟

يا عزيزي إننا ننشدها دولة ديموقراطية مبنية على أساس ديموقراطي بعيد عن الحشد والحشد المضاد، فطالما تضررت أنت من حشود الزيت والسكر، ومن حشود الجنة والنار، فلا تدافع الآن عن حشود الإقصاء، وحشود الأمن المركزي!

الخميس، يوليو 18، 2013

اعتذار واجب



أعتذر إليك يا صديقي، فقد كنت محقا في اعتراضك، وقد تبين لي صحة تحليلك، ووضوح رؤيتك! أعتذر إليك وما من تبرير لدي سوىّ أننى كنت أمر بحالة من اليأس، نتج عنها ذلك التعبير!
أعتذر إليك يا صديقى، وأعتذر كذلك إلى كل المصريين الأحرار، الذين شككت للحظات في قدرتهم على الوقوف في وجه الظلم والاستبداد، طالما أن بطونهم شبعت، وأن حلوقهم ارتوت!

أعتذر إليكم جميعا، وأؤكد بقوة أن الشعب المصري الحر سوف يستعيد حريته، وكرامته -وبسرعة غير متوقعه- فالملايين التى خرجت -و تخرج كل يوم- رغم الجوع والعطش، غير عابئة بحرارة جو، ولا ببطش شرطة، ولا بتشويه إعلامي، قادرة على صنع مستقبل يضمن للجميع الحرية، والعزة، والكرامة!

الشعب المصري حر، هذا ما لمسته بنفسى على مدى أسبوعين تجولت فيهما بين مظاهرات في نهضة مصر، وأخرى في ميدان رابعة، وكذلك عند الحرس الجمهوري!

والشعب المصري لن يرضخ للظلم، ولن يخضع للاستعباد، هذا ما سمعته من شباب حر الفكر، ومستقل الإرادة، وغير مسيس وغيرمنحاز!

سيعيد الشعب المصري كرامته التى سلبت وسيشهد العالم له ثانية بأنه قادر على تغيير التاريخ، وسيخرج من هذه الأزمة أقوى وأنضج!

الأربعاء، يوليو 17، 2013

كلنا في الهوا سوا!





" لا يا محمد فوووق... نازل علشان النهارده الصبح نزلت الشغل من غير مغسل وشي علشان مفيش ميه،،،،، نازل عشان وأنا مروح من الشغل بقف ثلاثه أو اربع سعات علشان افول علشان مفيش بنزين ،،،،،،،،، نازل عشان كل كام يوم يجيلي زبون عايز يروح القسم علشان اتسبت واتسرق علشان مفيش امن،،،،،،، نازل علشان شوفت بلدي العالم حطها من ضمن الدول الحاضنة للإرهاب ،،،،، نازل علشان حاجات كتيير وعد بيها ومفيش حاجه اتحققت ،،،،،،،، نازل علشان بحب البلد دى ومش عايز أسيبها واهاجر،،،،،،،،، نازل علشان وعشان وعشان،،،،،،،،،،،،،،،،،، نفسي أشوف مصر بلد بتعامل مواطنيها ك بني آدميين"

كان هذا تعليقا من أحد أصدقائي المقربين ردا على مقالة كتبتها في الثالث والعشرين من شهر يونيو الماضي تحت عنوان (احترس.. تصريحاتك ترجع إلى الخلف)، تلك المقالة التى كانت سببا في ظهور نقاش حاد بينى وبين كثير من المقربين، أدى إلى ظهور مؤيدين ومعارضين لما ذكرت، وقد كان من ضمن ما كتبته مايلى:-
" أنا عارف إن كلامي بيوجعك، وعارف إنك دلوقتي مقفول منى، ومن كلامي، ومش عاوز كمان تكمل قراءة، بس إنت اللي وصلتنى للدرجة دي، وخليتنى مش متعاطف معاك خالص، ليه؟ ها أقولك ليه:
انت عارف لو انت نازل علشان تنادي بالتطهير، وتنادي باستكمال مطالب الثورة، ونازل ضد الغلاء، وضد الفساد، وضد القرارات العشوائية، والتعينات الخطأ اللى على أساس الثقة لا الكفاءة، كنت ها أكون معاك.
لو انت نازل علشان الأزمات الاقتصادية، وقلة البنزين، وشح السولار كنت ها أكون معاك!
لو انت نازل علشان عودة الأمن، والحد من البطالة، وفتح مصانع جديدة ها أكون معاك!
لو انت نازل علشان تعارض بسلمية ، وتنادي بتصحيح المسار ها أكون معاك!
 إنما انت نازل عشان الإقصاء، علشان تقصي الإخوان والإسلاميين من المشهد، وتستولى إنت على المشهد! عشان عاوز تفرض نفسك بالقوة، وعشان تعمل انقلاب على رئيس منتخب!
انت نازل علشان ترجع لنا العسكر، وترجع لنا الفلول واللي سرقونا ونهبونا!  أسف أنا مش معاك!"  انتهت المقالة!

والآن يا عزيزي الصديق، وبعد أن أصبح وزير الكهروباء، في عهد مرسى، الذي ثورت عليه؛ لأنه كان سببا في انقطاع المياه عنك، بسبب عدم وجود كهروباء للمواتير لترفعها إليك، هو نفسه وزيرا للكهروباء في الحكومة الجديدة!
 وبعد أن أصبح وزير البترول في حكومة مرسى هو نفسه وزير البترول الذي ثورت عليه لوقوفك بالساعات أمام محطة البنزين!!
 وبعد أن أصبح وزيرالداخلية، الذي كان سببا في عدم استتباب الأمن في عهد مرسي، هو الآخر وزيرا في الحكومة الجديدة، إلى جانب رئيس الحكومة المنتهى صلاحيته بمرور العمر، وأعضاء الحكومة من النظام قبل السابق!!! فماذا ترى؟!

شكرا يا عزيزى وأتفق معك تماما في جملتك:- " نفسي أشوف مصر بلد بتعامل مواطنيها ك بني آدميين"!

الثلاثاء، يوليو 16، 2013

المزاج العام




ليس هذا هو شهر رمضان الذي أعرفه، وليست هذه الوجوه التى أرها الآن هي تلك التى كنت أراها في كل رمضان يحل علينا.
فالشهر البيهيج لم يعد بهيجا، والشهر الكريم لم يعد كريما، والزينة التى كانت تملؤ الشوارع وتغطي واجهات البيوت تضاءلت بنسبة كبيرة، والروحانيات التى كنت أشعر بها عند قدوم هذا الشهر اختفت، والسعادة التى كانت تغطى وجوه الصغار قبل الكبار تلاشت!

كان الحال قديما وبمجرد أن نستمع لكلمة المفتى معلنا أن غدا هو أول أيام الشهر الكريم، كانت تأتيني رسائل تهنئة لم أكن أستطيع أن أرد على جميعها، وجاء رمضان هذا العام، وسمعنا ما قاله المفتى، فلم يلتفت له أحد، ولم يهنئ أحدٌ أحداً، وانشغل الناس كل بما هو فيه! ونظرت في صندوق رسائلى فلم أعثر سوى على رسالتين من أصدقائى المسيحيين!

كان الحال قديما وبمجرد أن نعرف أن غدا هو أول أيام الشهر الفضيل كنا نسمع الأطفال في الشوارع تخرج لتلعب وتغنى، وكانت أغاني وحوي يا وحوي رمضان كريم يا وحوي تملأ الدنيا!

كنت أظن أن هذا الشعور قد أصابنى وأفراد أسرتي فقط، إلا أن استقصاءا بسيطا قمت به بين كل من قابلتهم في الأيام القليلة الماضية أكد لى أن هذه حالة عامة يمر بها الجميع في مصر!

إن الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من الانشقاق، ولا مزيدا من العناد، فالبلاد ينتظرها مصير مجهول، يتحدث عنه المتفاؤلون -وأنا منهم- على أنه حرب أهلية، أما المتشائمون فيصفونه بنقطة اللاعودة!

الأربعاء، يوليو 10، 2013

مرسى لن يعود!




تنبيه/ عزيزي القارئ:-
قبل أن تصب علىّ لعناتك، وتعرض عن المقال فلا تقرأه، ظنا منك أن العنوان يكشف عما قد يقال، هذا إن كنت ممن يأملون عودة مرسى، أما إذا كنت ممن لا يأملون عودته فلا تفرح كذلك، وتظن أن ما في المقال قد يشفى غليلك، ويزيد من نشوة انتصارك!


مرسى لن يعود، فكل الدلائل تشير على ذلك وتؤكده، بدءا من الهجوم الشرس على أنصاره، والتعتيم الإعلامي الشديد على احتاجاجاتهم، وتظاهراتهم، وصولا إلى تأييد كثير من الدول العربية لما يحدث، بل وصمت الدول الأوروبية انتظارا لما ستسفر عنه الأحداث!

ومرسى لن يعود، فلم تعد لعودته أي معنى، لا سيما وأن كثيراً من الناس قد فرحوا، وهللوا لإزاحته من الحكم، الأمر الذي قد يؤدي إلى ثورتهم مرة أخرى إذا ما عاد، فتدخل البلاد في نفق أظلم منه، وأعتم.

ومرسى لن يعود، هذا ما يجب أن يعرفه أنصاره؛ فالقوات المسلحة ما كانت لتقدم على هذه الخطوة من دون أن تعرف عواقبها، ومن دون أن تبسط يدها على كل المفاصل، ومن دون أن تضع يدها على كل الأمور، وقد فطنت القوات المسلحة لاحتياجات الشعب المصري، الذي لا يهمه حرية أو ديموقراطية بقدر ما يهمه من مأكل ومشرب، فسعت منذ اللحظة الأولى للإطاحة بمرسي إلى توفير كل الاحتياجات، فانتهت أزمة البنزين، ولم يعد هناك انقطاع للكهروباء، وحصل الموظفون على رواتبهم في مواعيدها!

وأنى لمرسي أن يعود، وقد استقرت الأمور في مصر، اللهم إلا من بعض المظاهرات هنا وهناك، فقناة السويس تعمل بشكل منتظم، وحدودنا الخارجية مؤمنة تأمينا سليما، والبورصة تربح، والمصانع تعمل، الأمر الذي تريده أمريكا وحلفاؤها!

مرسى رحل، ورحل معه الدستور، ومجلس الشورى، وبعض القنوات الإسلامية، ولن يعود، ولن يعودوا!

مرسى رحل، وبقى أنصاره في الشارع، وتولت القوات المسلحة تعيين الرئيس ومساعديه! واختفت كل الوسائل البشرية لعودة مرسي!

السبت، يوليو 06، 2013

الحق في المعرفة





إذا كنت في بلد ديموقراطي فمن حقك أن تقول ما تشاء، وأن تفعل ما تشاء، في حدود القانون، أما عن حقك في المعرفة فهو أول أسس الديموقراطية؛ فحقك كمواطن في معرفة ما يدور في أروقة الاجتماعات السياسية، وحقك كمواطن في معرفة ما يدور في بلدك من مظاهرات، واحتجاجات واعتصامات، هو حق كفلته لك أسس وأصول الديموقراطية السليمة.

أما إذا كنت في بلد غير ديموقراطي فليس من حقك أن ترى إلا ما يعرضه عليك التليفزيون الرسمي، وليس من حقك أن تسمع إلا ما يلقيه عليك الحكام والمسئولين. في البلد الغير ديموقراطي أنت مشاهد، مستمع، متلقي، عبد!

في البلد الديموقراطي تٌنْذًر القنوات التليفزيونية إذا ما تجاوزت الخط المسموح لها، فإن عادت أنذرت مرة ثانية، وإلا أغلقت بحكم قضائي!
أما في البلد الغير ديموقراطي فإن السلطات الحاكمة تعطى لنفسها الحق في إغلاق ما تريده من قنوات، ومصادرة ما بها من معدات، مع اعتقال العاملين.

الحق في المعرفة أساس من أسس الديموقراطية، والعالم قد تغير، ووسائل الاتصالات قد تطورت، ومخطئ من يظن أن من اشتم رائحة الحرية الزكية، سيشتاق لرائحة العبودية العفنة!

الخميس، يوليو 04، 2013

الجيش لعبها صح!


طول عمري - زي ما انت عارف- بشجع اللعبة الحلوة، والتصرف اللي عمله الجيش في ال48 ساعة الأخيرة كان لعبة حلوة مفيش كلام! على فكرة تسميه انقلاب،أو تسمية تصحيح مسار، أو شرعية ثورية، أو تسميه نوع من أنواع الديموقراطية العسكرمدنية الحديثه، أو... كل التسميات والمسميات صحيحة، ومناسبة بدون أدنى شك، وستجد لها قبولا عند كثيرين!

طب إزاي الجيش لعبها صح؟ أقولك ازاي:-

خطاب مرسى "منتصف الليل"، وضع الجيش في مأزق خطير، إما الإنقلاب على وجه السرعة، وبشكل لا يبدو أنه انقلابا عسكريا، وإما ضياع هيبة القوات المسلحة، ومن ثم تحجيمها وإبعادها عن المعترك السياسي، والأخطر من ذلك هو خلع السيسي ومحاكمته، فكان لابد من حل وسط، يؤكد على عدم رغبته في السلطة، ويظهر أن مؤسسات مهمة في الدولة مثل الأزهر، والكنيسة، والداخلية تدعمه، ويظهر أيضا أن المعارضين يتصدرون المشهد!

وقد كان... واتفق المجتمعون على خريطة الطريق، وعطل الدستور، وعين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا للبلاد، فأقسم اليمين على أنه سيحترم الدستور المعطل، وسيوقظ القانون النائم، وهلل المهللون وصفق المصفقون...و...

وأغلقت القنوات الإسلامية، ومنع الصحفيون من نقل اعتصامات المعارضين (المؤيدين سابقا) وتم التشويش على قنوات أخرى... وصمت عن هذا الأمر أناس صدعوا رؤوسنا بالدفاع عن الحريات!

الاثنين، يوليو 01، 2013

سعيكم مشكور!




48 ساعة هي المهلة التى حددها القائد العام للقوات المسلحة، لكل الأطراف المعنية، كي تجتمع على شئ، وتتفق على حل، لتهدئة الشارع، وإلا... فسوف يضع هو خارطة طريق يشرف هو بنفسه على تنفيذها.

بيان السيسي جاء كالضربة القاضية، فما أن أخذ الإخوان يتنفسون الصعداء من مرور يوم أمس بسلام، حتى فوجئوا ببيان شديد اللهجة، يصف نزول الشعب  بالأمر المبهر الذي أبهر الجميع!
وبيان السيسي جاء كالعادة به كثير من الإبهام، يمكن تفسيره على أكثر من وجه، ويمكن رؤيته من أكثر من زاوية! وقد رأيت الخطاب مرتين، مرة مطمئن، ومرة أخرى غير مطمئن.
رأيت الخطاب مطمئنا، حينما أعطى مزيدا من الوقت كي يجتمع الناس ويتناقشوا. ورأيته غير مطمئن عندما ذكر أنه في حال انسداد الأفق، وفي حال عدم الاجتماع، فإنه سوف يضع هو خريطة الطريق التى ينبغي على الجميع الالتزام بها!

البيان يظهر العقلية العسكرية القائمة على إصدار الأوامر، وتطبيقها حرفيا. ويظهر أيضا العقلية العسكرية التى يضيق صدرها زرعا باللعبة السياسية التى تعتمد على الشد والجذب!

البيان يقول بوضوح: " ملعون أبو التحول الديموقراطي على أم الشرعية، أنا عاوز المولد دا يتفض بسرعة!"

الآن حصحص الحق





 آسف لو الكلام دا ها يزعلك، وها يصحيك من نشوة انتصارك، ولكنها الحقيقة ياعزيزى، فكن صبورا علىّ؛ لأن حديثي هذا يصب في مصلحتك، وقد يدعوك للتأمل، ولمواصلة النضال:-
إن كنت تظن أن خمس ساعات أمضيتهم في التحرير، أو في الاتحادية، أو في أي مكان خرج فيه المصريون يعارضون الرئيس، كفيلة بإزاحته عن منصبه، فأنت واهم، أو على الأقل فأنت مخدوع!
ما هكذا تحرر الأوطان!
 وإن كنت تظن أن الصور التي التقطت لك، أو التقطتها، وأنت في التظاهر، ستخلدك، وستفتخر بها يوما، لأنك جاهدت بخمس ساعات من وقتك، فأنت واهم، واحذر، فقد تكون هذه الصور ذكرى أليمة، ولعنة دائمة!!
 ما بالصور تحرر الأوطان!
وإن كنت تعتقد أنك وحدك في هذا البلد، وأنك المهيمن، المسيطر، المنتصر، القادر، فأنت واهم، واحذر من الغرور، فإنه أول أبواب الهزيمة!
فما بالظن تحرر الأوطان!
ما فعله المصريون بالأمس كان مجرد خطوة، وإن لم تتواصل معها خطوات أقوى، وأسرع فستنسى تلك الخطوة مع تلاحقات الأحداث وتسارعها، وسيبرز في المشهد اعتصام المؤيدين، وسينسى الناس ما فعلتموه، وسيأتى شهر رمضان!
الآن حصحص الحق لنعرف من هو صاحب النفس الطويل، ومن بإمكانه مواصلة بذل الوقت، والجهد في خدمة قضيته، ولمصلحة وطنه!
الآن حصحص الحق لنعرف من يصدق في قضيته من أجل وطنه، ومن يجاهد من أجل تحقيق مصلحة شخصية ضيقة!