الثلاثاء، ديسمبر 18، 2012

الربيع العربي في برلين 66


 
اقترح علينا علاء الفلسطيني أن نذهب سويا لتناول طعام الغداء؛ فبالقرب من المكان الذي نحن فيه توجد مطاعم كثيرة ؛ إلا أننا "رامز وأحمد وأنا" فضلنا أن ندخل المتحف الذي يقع أسفل النصب التذكاري، واضطررنا للوقوف في الطابور!

في أثناء وقوفنا في الطابور سألتنا  إحدى الموظفات عن أي اللغات نتحدث حتى تعطينا نشرة إعلانية لذكرى المحرقة؟ فطلبنا منها نشرة بالعربية إن وجد، فقالت إن لديها نشرات متوفرة بعشرين لغة وبطريقة برايل أيضا.

المتحف مجهز بأحدث ما توصل إليه العلم من إنتاج في مجال شاشات العرض والتقنية الفنية، ومقسم إلى عدة قاعات؛ فقاعة الأبعاد تحتوى على المفكرات اليومية والخطابات والمذكرات الأخيرة التى كتبها اليهود خلال فترة الاضطهاد، بالإضافة إلى شاشة كبيرة تعرض باستمرار أعداد ضحايا البلدان الأوروبية المتضررة في أعقاب عام 1937. وبجوارها تقع قاعة العائلات حيث يتم فيها عرض صور ووثائق شخصية تعكس مقاومة يهود أوروبا للمحرقة وتحكي عن كيفية تشتييت شمل 15 عائلة يهودية وطردهم وقتلهم. ثم قاعة الأسماء التى يتمكن الزائر فيها من الاستماع إلى أسماء وسير مختصرة لليهود القتلى والمفقودين من جميع أنحاء أوروبا الذين يحتاج الزائر على حسب ما ذكره المتحف- حوالي ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة وعشرين يوما لقراءتها... أما قاعة الأماكن فيعرض فيها حوالي 220 موقعا يمثلون مواقع اضطهاد وإبادة يهود أوروبا وغيرهم من الضحايا على هيئة صور وأفلام تاريخية!

لقد استطاع اليهود بحق عرض قضيتهم بحرفية عالية واستفادوا من تلك الأحداث المأساوية كثيرا ولا أدري لماذا تذكرت القصة التى عنوانها " ذبابة في فنجان قهوة"  والتى تقول بأن ذبابة وقعت في فنجان رجل أوروبي وآخر أمريكي وثالث صيني ورابع إسرائيلي فماذا كان تصرف كل واحد منهم في هذا الفنجان؟

الأوروبي ترك فنجان القهوة وغادر المقهى، والأمريكي أخرج الذبابة وألقاها في سلة المهملات وشرب القهوة، والصينى أكل الذبابة ورمى القهوة؛ أما إلاسرائيلي فقام بالآتى:
باع القهوة للأمريكي والذبابة للصيني وظل يصرخ ويصيح بأن أمنه قد انتهك، واتهم الفلسطينيين بأنهم هم من وضعو الذبابة في فنجانه، ثم اتهم حزب الله وسوريا وإيران باستخدام أسلحة جرثومية، وطالب أمريكا بالمزيد من المساعدات العسكرية وطالبها أيضا بقروض ميسرة وسريعة لشراء فنجان قهوة جديد، ثم طالب المقهى بتقديم قهوة مجانية مدى الحياة له ولجميع يهود العالم كتعويض عما حدث!
 
والتقيت في المتحف بالتونسيان مها وغسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق