الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

تحية إجلال!


زرفت عيناي اليوم وأمس وأنا أشاهد اصطفاف الناخبين المصريين في طوابير امتدت في بعض الأحيان الي بضعة كيلو مترات! في مشهد أقل ما يوصف بأنه تاريخي! وما كان لهم أن يصطفوا وما كان لمرشحيهم أن يترشحوا وما كان لعيني أن تزرف لولا دماء سالت وأرواح زهقت وأجساد مزقت وأعضاء قطعت.. فتحية إجلال لشهداء ثورتنا المجيدة.

إن من ضحوا بأرواحهم من أجلنا. من أجل حريتنا، من أجل كرامتنا، من أجل حضارتنا، من أجل قوتنا، من أجل عزتنا، من أجل وحدتنا؛ يستحقون أن نتذكرهم وندعوا لهم بالرحمة. 


              لن ننساكم

محمد شحاتة


الاثنين، نوفمبر 28، 2011

نزيهة الأصلية!


 في مثل هذه الأيام -العام الماضي- كانت تجرى انتخابات مجلس الشعب -الذي تم حله- وكعادتي في مثل تلك الإنتخابات لم أكن أعيرها أي اهتمام، اللهم إلا السؤل عمن نجح في بلدتنا وعمن رسب! ولقد سألت جدي في العام الماضي عما إذا ما كان قد قام بالتصويت أم لا؟ فأجابني بأنه ذهب بحمارته إلى اللجنة الإنتخابية وعند وصوله قام الحاضرون بإجلاسه علي كرسي وقدموا له الشاي وصوتوا بدلا منه.. أما أبي فقد ذهب منتصف النهار وقالو له "بأننا انتظرناك طويلا فلما تأخرت قمنا بالتصويت بدلا منك"! وابن عمي الذي لم يجد اسمه في الكشوف ووجد اسم اخته التي ماتت منذ سبع وعشرون عاما! 

اليوم تجرى أول انتخابات نزيهة في مصر... وليس حكمي بالنزاهة حكما مسبقا ولكنه حكم حتمي لمعطيات سليمة.. فلقد كسرنا حاجز الخوف، وحطمنا جدار السلبية، وجرفنا التربة الفاسدة، وحفرنا أساسات الثقه، ووقفنا في طابور طويل كي نبني بنيانا يستحيل هدمه، ثم زيناه بالنزاهة الحقيقية بعيدا عن تلك المزيفة. فلتحيا مصر ولنسعد بها!


والله المستعان
محمد شحاتة

الأحد، نوفمبر 27، 2011

لك صوتي ولكن!

عزيزي المرشح لمجلس الشعب سأعدك أن يكون صوتي لك علي الرغم من أن هناك أكثر من مائة وأربعون مرشحا غيرك محتاجين لصوتي... فإن كنت تريده فحقق لي ما يلي:- 
1- دستوراً قوياً يضمن للأقليات حقوقهم ويحاسب المسئولين.
2- دولةً قويةً أفتخر بانتسابي إليها ويفختر أبنائي بها كذلك.
3- حكومةً تعمل ليل نهارعلى إرضائي وتذليل العقبات من أمامي.
4- سلعاً متوفرةً بأسعار في متناول جيبي.
5- تعليماً جيداً لأبنائي ثم عملا محترما فيما تخصصوا فيه.
6- احتراماً لآدميتي وتقديرا لآرائي.
7- قضاءاً على كل الملوثات "السمعية والبصرية والأنفية"

فإن صدقتني فسأصدقك أيضا بعد أربع سنوات وإلا فصوتي لغيرك سيكون!

والله المستعان
محمد شحاتة

1433



هذا العدد المعنون به المقال هو عدد الأعوام التي مرت علي هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة حيث الاضطهاد الفكري والفساد السياسي والحصار الإقتصادي والكبر والعناد والكفر... إلى المدينة المنورة حيث بناء الدولة الحديثة وإعداد الدستور وإبرام العهود والمواثيق وإرسال الرسل ومن ثم الإزدهار الإقتصادي والنمو الفكري والإجتماعي ...


في العام الماضي حدثت ثورة علي الظلم وعلي الفساد...علي التوريث والإستعباد.. علي كل أنواع  الاضطهاد.. والحمد لله أن انتهى العام بكل أحداثه المحزن منها- وإن كثر- والمفرح منها -وإن قل-.

نريد أن يكون العام الجديد بداية جديدة لنهضة واسعة وأن يكون أيضا بداية عهد جديد للحرية وأن يتذكره أبناؤنا متفاخرين بما حققناه فيه.
كل عام والخير أنتم 

والله المستعان
محمد شحاتة

السبت، نوفمبر 26، 2011

لا للوصاية!



قرأت اليوم خبرا أفزعني! الخبر يقول بأن الكنيسة قد قامت بتوزيع قوائم بها المرشحين الذين ينبغي علي المسيحيين أن يقوموا بالتصويت لها! هذا الخبر نشرته كلا من أخبار مصر واليوم السابع وقامت بنفيه بعد نشرة المصري اليوم... ولأني أشكك كثيرا في هذه المواقع وما يتسابقون لنشره دون التحقق من صحته... وللعمل بقول المولي عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) "الحجرات الآية رقم 6"  فقمت من فوري بالإتصال بأحد أصدقائي المسيحين وهم كثر، وسألته عن صحة هذا الخبر فأكده لي معللا بأن هناك كثيرون من الممكن أن يغرر بهم وأضاف بأن الكنيسة تعرف أكثر !!
لو صح هذا الخبر - وأرجو ألا يكون صحيحا - فستكون مأساة وسيحدث الاستقطاب وسيؤدي هذا الاستقطاب إلى وجود مجلس شعب ضعيف أساسه الإستقطاب الطائفي والقبلي والديني والعرقي وربنا يستر!!
إنني أرجوا أن يكون اختيار المصريين -المسلمين والمسيحين واليهود والبهائيين والملحدين- مبنيا علي اقتناع دون تدخل من أحد أو وصايه من مؤسسة فلم يعد للوصايه بيننا مكان!

والله المستعان
محمد شحاتة




الخميس، نوفمبر 24، 2011

التلفزيون المصري!



"يحكى أن طفلا كان كثير الكذب، سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه: أنقذوني أنقذوني.. إني أغرق. فجرى زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه خدعهم، وفعل معهم ذلك أكثر من مرة. وفي المرة الأخيرة ارتفع الموج، وكاد الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كعادته، فلم يلتفتوا إليه؛ فغرق!!"

 تلك قصة مشهورة جدا تدرس للأطفال في الروضة.. ويتعلمون منها الصدق في كل تعاملاتهم سواءً كانت مرحا أو كانت جداً.. ولقد تذكرت هذه القصة عندما كنت أشاهد الفضائية المصريه وهي تحاول بكل جهد أن تقول صدقوني صدقوني، فأنا أنقل الخبر بحيادية تامة .. ولكن للأسف بعد فوات الأوان!!


إنّ بناء الثقة لا يأتي بغتة؛ بل يحتاج إلى سنوات من البناء، وإلى اجتياز اختبارات صعبة وإلى عبور الحواجز وتخطى العقبات! فهل أنتم جاهزون؟!

والله المستعان
محمد شحاتة

انفلونزا التصوير


لم يكن نزولي ميدان التحرير أول أمس للمشاركه في الإعتصام أو حتى للتظاهر . بل كان مجرد إشباع تلك الرغبة التي تمزقني وهي "حب الفضول". ولكي أرى بعيني ما يحدث؛ فلم أعد أثق في ما أسمعه ولا في ما أشاهده... ونزلت، وتجولت في أرجائه وتوقفت في الأماكن التي كنت فيها في فبراير الماضي، أتذكر ما كان يُلقي من خطب وما كان يُسمع من هتافات ويُرى من لافتات...واليوم (أي أول أمس) لم أرى أمامي سوى العشرات ممن جاءو فرادا أو في جماعات لا تزيد في أكثر الأحيان عن أربعة أشخاص.. ولفت انتباهي أولئك الذين يحملون لافتات ويجوبون بها الميدان آملين في أن يقوم أحد بتصويرهم أو أن يُلتفت إليهم.. ورأيت كذلك جمعا ليس بالكبير لا يفعل شيئا سوي الوقوف... فتساءلت لماذا يقف هؤلاء هنا!! وجائتني الإجابة: بأن هناك كاميرا لقناة فضائه (سي بي سي) وقنوات أخرى تنقل بثا مباشرا، ويريد هؤلاء أن تُلتقط لهم صورة....واصلت سيرى إلي أن دخلت الصينية التي قد استبدل شجرها وزرعها بخيام بالية في وسط مياه للصرف الصحي بها أكياس من القمامة... فدخلت خيمة كبيرة فيها بعضا من الأطباء الذين يقومون بمعالجة المصابين، وبجوار تلك الخيمة كانت هنا خيمة كبيرة مكشوفة قد تسللت إليها بعضا من أشعه الشمس، وكان فيها شباب كثيرون نائمون وقد تركو الكمامات معلقة في أعناقهم .. ولحظة دخولي هذه الخيمة رأيت شابا يوقظهم قائلا: (هيا استيقظوا حتي تقوموا بمعاونة إخوانكم الذين يقذفون الأمن بالحجارة).. بدا لي مشهد استيقاظ هؤلاء الشباب مريبا.. فطريقتهم في الإستيقاظ وعزوفهم عن القيام بسرعة والنهوض لمساعدة إخوانهم يوحي بأنهم يؤدون عملا قد كُلفوا به... وليس عملا هم من كلفوا أنفسهم بأدائه..
قد لا يعجب كلامي البعض.وقد تكون رؤيتي هذه تمت من خلال عين قاصرة عن الإحاطه بكل الجوانب.. ولكن هذا ما رأيته!


والله المستعان
محمد شحاته

الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

كلا لن أقسم أمامه!

بعد أن قدم الدكتورعصام شرف استقالته بالأمس وقد وافق عليها المجلس العسكري اليوم... اتصل مندوب المجلس بالدكتور فلان الفلاني كي يقوم بتشكيل الحكومة الجديدة. وما أن قام الدكتور فلان الفلاني بمشاوراته واستقرعلي التشكيل النهائي للحكومة الجديدة؛ حتي قيل له غداً ستؤدي اليمين أمام المشير.. وهنا رد الدكتور فلان الفلاني قائلا:- كلا لن أقسم أمامه!!  (ملحوظة:- هذا الخبر من وحي الهستيريا الدماغية للكاتب)
 إن المشير-مع احترامي الكامل لسيادته- لم يقسم أمام أحد حتى يضطر رئيس الوزراء القادم للقسم أمامه... بل وجب علي رئيس الوزراء القادم أن يؤدي اليمين أمام الشعب قائلا:- "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا علي مصر الثورة، وألا أكون عميلا لخارجي أو لداخلي. وأن أحترم كرامة المصريين. وأن أجتهد في رفع الظلم عن المظلومين. وأن أحاسب الفاسدين الظالمين. وأن أعمل جاهدا علي تلبيه الحاجات وتحقيق الأمنيات والتقدم والرفعه لمصر بدون تمييز وبدون محاباة. والله على ما أقول شهيد". 
..................................اللهم ارحم مصر...................................


والله المستعان
محمد شحاته


العناوين!


المشهد الأول:-
منذ فترة ليست بالقليلة - ربما تجاوزت السبع سنوات- وأنا مقاطع لشراء الجرائد المصرية الحكومية منها والمعارضة.. وللأمانة : أحيانا كنت أستعيرها أو أقترضها ممن غرر به واشتراها... وبالأمس وبجوار الميدان الأشهر في العالم وفي حوالي الساعه العاشرة صباحا توقفت قدماي أمام بائع الجرائد فألقيت نظراتي علي جرائده المرصوصة علي الألواح الخشبية ؛ فصعقت من عناوينها المرعبة...تهيج رهيب.. وسباق مع الإثارة...  ولم يعجبني إلا عنوان واحد هو ( .. لعن الله من أوقدها) ...  لقد كان الميدان هادئا حيث كنت فيه ولم يكن فيه سوى العشرات -أقسم علي ذلك-!!  هل لهذا الحد لم أعد أرى- صحيح أن نظري قرب علي نهايته إلا أنني مازلت أميز بين الأشياء...
المشهد الثاني:-
انتهت زيارتي عند أستاذي الدكتور توفيق برج، ثم أصر علي أن يأتي معي لتوصيلي.. وفي المصعد الكهربائي ركبت معنا أم وابنتها التي لا تتجاوز السادسة عشر.. وقامت الأم بتعريف ابنتها للدكتور برج حيث قالت : هذه هي الثائرة الصغيرة.. مصرة علي أن تذهب إلى الميدان. قلت لها ألا تعلمين أن الميدان خطر الآن. قالت أعلم هذا تماما!
المشهد الثالث:-
من مدينة نصر الي بلدتي في وسط الدلتا كانت الحياة عادية جدا جدا وكأن شيئاً لم يكن!!!


والله المستعان
محمد شحاته

الاثنين، نوفمبر 21، 2011

الحمل الكاذب!


لم يكن عم مصري عبد المنعم -وهو فلاح عاش طوال عمره في قريته أم الكنانه- منجباً للأطفال... حتي وصل به الحال والمآل أن ييأس من التفكير في وجود ولي للعهد يرثه في هذه الأطيان الكثيرة التي جمعها سواء بالإرث أو بالجهد علي مدار الستين عاما الماضية والتي هي سنوات عمره الأن... ولم يكن عم مصري عبد المنعم مستسلما لعدم إنجابة للأطفال بل لقد طرق كل الأبواب في سبيل تحقيق حلمه.. ولما لم يجد حلا؛ سافر الي مكه وحج البيت ودعا... عل الله أن يرزقه بالولد.. ولما عاد من الحج وفي شهر فبراير الماضي تزوج من شابة صغيرة، رأى فيها تغيرا، والتمس منها أملا، وانتظر معها ولدا.. ومرت الأيام وجاءت الشهوروارتفع مؤشرالأمل بعد أن علم أن زوحته الشابة ستنجب طفلا بعد تسعة أشهر...وتهيئ عم مصري لاستقبال المولود الجديد.. بل وتهيأت القريه بأكملها كي ترى وريث العهد، و تشهد الأمل المننتظر.. وفي أشهر الحمل حدثت كثير من العقبات التي كادت أن تعصف بهذا الحمل (الحلم) إلا أن إصرار عم مصري وتمسكه بالأمل وبذله كل غال وثمين في سبيل تحقيق حلمه أوصله الي الشهر الأخير... وجاء الشهر الأخير بما لا يشتهي عم مصري.... فتبين له أن الحمل كاذب، وأن الحلم بعيد المنال...
http://muhamadshehata.blogspot.com/2011/11/blog-post_21.html

والله المستعان
محمد شحاته

الأحد، نوفمبر 20، 2011

هذا هو أستاذي!

أم الآخرة



لم تنجح الكمامة التي اشتريتها اليوم من صيدلية بجوار منزلي من منع وصول الغاز القاتل الذي يسمونه تجاوزا (مسيل للدموع) الي أنفي.... ولم تنجح جرعات التفاؤل التي أخذتها علي مدى الشهريين الماضيين من منع وصول الكآبة والحزن إلي عقلي وقلبي!! المشهد الحاضر يلقي بظلال من الحزن ممزوجة بروائح عفنة قاتلة...  في مشهد يوحي بيوم من أيام الأخرة في قلب عاصمة أم الدنيا التي لم تعد كذلك.. بل وجب علي أن أسميها من الآن فصاعدا أم الأخرة... من اليوم مصر عندي هي أم الآخرة... نعم مصر لم تعد أما للدنيا وأصبحت أما للآخرة!!
يحز في قلبي أن أرى بلدي التي أفتخر بترابها هكذا!! يعتصرني الألم حينما تسرق بلدي أمامي ولا أستطيع فعل شئ!! ينزرف الدمع من عيني حزنا علي أحلام ضاعت في خضم صراعات بين بني جلدتي!!
إلا أن عزائي الوحيد هو قول ربي ( أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين)


والله المستعان
محمد شحاته


عفوا لقد نفذ رصيدكم!



عزيزي العميل.. إن الشحن الذي قدمناه لكم علي مدى تسعة أشهر قد نفذ الآن.. ونود أن نذكركم بأنكم قد وقعتم عقدا ينص علي تسليم الشريحة في موعد أقصاه ستة أشهر من بدء استلامكم الشريحة؛ إلا أنه علي ما يبدو لم تكن تلك الفترة كافية لإنجاز مهمتكم. فقدمتم لنا إلتماسا تطلبون فيه مدة إضافيه لا تزيد عن ثلاثه أشهر أخري...  وهاهي قد انتهت ... لذا نرجوا منكم تسليم الشريحة بطريقة سلمية؛ وإلا سنضطر آسفين لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية.....

 عزيزي  العميل:-  يرجي الضغط علي أي رابط يعجبكم لقراءة تاريخ من سبق ونكس وعدة معنا؛ حتي يمكنكم فهم ما يمكن أن نفعلة...


والله المستعان
محمد شحاته

السبت، نوفمبر 19، 2011

رفقا بعلياء المهدي!


دارت دورة الإعلام بأنواعه المختلفة (المقرؤة والمسموعة والمنظورة) حول ما فعلته المدونة الشابة علياء المهدي من تصوير نفسها وهي عارية، ووضع صورها علي مدونتها، وتدافع مئات الألاف لدخول صفحتها لمشاهدة ما رفعته من صور، في خطوة إن دلت علي شئ فإنها تدل علي شيزوفرينية لا مثيل لها.. فكيف لكم تنكرون ما فعلته علياء وتسارعون لمشاهدته؟؟!
لست مع ما فعلتة علياء بنفسها وإن كنت أحاول التماس الأعذار لها داعيا  الله أن يهديها إلي الصواب.... ولكني حينما ألوم فعلتها وكي أكون منصفا وجب علي أن ألوم ما فعله الأخرون من تسليط الضوء علي الفعل دون النظر في سبب الفعل والظروف التي أدت إليه والبيئة التي خرجت منه ومن ثم النظر في نتائجه سواء بالإيجاب أو بالسلب...
ما من شك عندي في عودة علياء إلي الصواب شريطة أن نحاورها دون أن نقوم بتجريحها... وأن نناقشها دون أن نشهر بها... وأن نحترم رأيها دون أن نسفهه... فبالحوار تنجلي الأفكار...ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب المثل فقد كان ما كان قبل إسلامه... وفي عصرنا الحديث كان سيد قطب صاحب الظلال -رحمه الله- يدعو الي ما تدعو إليه علياء اليوم، ولكن الله مَنّ عليه فهداه........


والله المستعان
محمد شحاته



الجمعة، نوفمبر 18، 2011

سياسة العناد!!



لا أدري لماذا تذكرت هذه القصة اليوم؟؟ ربما لكونها ذات صلة وثيقة بما يحدث في ميدان التحرير؛ جراء وثيقه المجلس العسكري، والتي اشتهرت بوثيقه السلمي؛ علي الرغم من أن السلمي لاناقة له فيها ولا جمل.. وهنا اسمحوا لي أن أضع تحت كلمة جمل عدة خطوط؛ لأن الجمل سيكون هو بطل القصة التي تذكرتها.... أو لكون القصة تشتمل علي أمور عدة، تعكس ربما واقع أليم ملئ بسلبياته وتناقضاته وفرد عضلاته.....
وحتي لا أكون مملا مثل برامج التوك شو فإليكم القصة مع إعطائكم الحق المطلق في التفكير والتحليل....
تقول القصة:-
" رسب أحد الطلاب في مادة التعبير، وهذا أمر غير اعتيادي أن يرسب طالب في مادة سهلة كالتعبير، فلما سُئل المدرس عن سبب رسوبه أجاب:- بأن إصرارالطالب علي الخروج عن موضوع التعبير الذي أطلبه منه إلي موضوع أخر أدى إلي رسوبه. قِيل له فلتعطنا بعضا من الأمثلة علي ذلك...  وهنا قال المدرس :- ذات مرة طلبت منه أن يكتب عن الربيع فانظروا ماذا كتب؟ وأخرج ورقة من بين مجموعة من الأوراق، ثم قرأ:-
" فصل الربيع من أجمل الفصول في السنة، تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل أن يشبع من تلك المراعي، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمال بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى ... والجمل حيوان أليف …. الخ.  ويستمرالطالب في التغزل في الجمل، وينسى الموضوع الرئيسي.. فقيل له قد يكون قرب موضوع الربيع من الجمل وارتباطه بالرعي هو الذي جعل الطالب يخرج عن الموضوع.. فقال المدرس: كلا، بل سأعطيكم مثالا أخر. فقد  طلبت منه أن يكتب عن الصناعات والتقنية في اليابان، فانظروا ماذا كتب... وأخرج لهم ورقة أخري فيها ما كتبه الطالب وهو كالتالي:-
"تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات، لكن البدو في تنقلاتهم يعتمدون على الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمال بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى .. والجمل حيوان اليف... الخ. قيل له هل هناك موضوع ثالث؟  فأجاب المدرس نعم.  فكل موضوع يبدأ فيه لنصف سطر ينتهي بصفحات عن الجمل.. وهذا موضوع بعيد جدا عن الجمل:- اكتب موضوعا عن الحاسب الآلي وفوائده! فانظرواماذا كتب: "الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو لأن البدو لديهم ( الجمل ) والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمال بكل سهولة ويسر .ويربي البدو الجمل ، فهو سفينة الصحراء ، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى .. والجمل حيوان أليف …الخ"
ثم قام المدرس بإخراج صورة من الشكوي التي أرسلها الطالب إلي الوزير بعد تكرار مرات رسوبه في ماده التعبير  :-
"معالي وزير التربية والتعليم ………السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لمعاليكم تظلمي هذا وفيه أشتكي مدرس مادة التعبير؛ لأني صبرت عليه صبر الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى.. والجمل حيوان أليف، وكما تعلم سعادتكم فإن الجمل يستمد طاقته من سنامه الذي يخزن فيه الكثير من الشحوم، أما عيني الجمل ففيها طبقة مزدوجة تحمي العينين من الرمال والعواصف.. آمل من معاليكم النظر في تظلمي هذا وظلم المدرس لي مثلما ظُلم الجمل في عصرنا هذا بأكل كبدته في الفطور في جميع الوزارات والدوائرالحكومية .."


 انتهت
والله المستعان
محمد شحاته





الخميس، نوفمبر 17، 2011

دعاية وإعلان


اليوم ليس مثل كل الأيام.. هو يوم مختلف عن سابقيه.. فهل لأني لم أرجع إلي البيت مباشرة كعادتي بعد انتهاء عملي اليومي؟؟!  وقادتني قدماي إلي هذا المكان حيث طوحت بحقيبتي، و خلعت حذائي، ورميت بنفسي علي النجيلة، وقد فتحت زراعي كعصفور فتح جناحيه مستمتعا بالطيران سابحا في سماوات فضائيه لا نهاية ولا حدود ولا عوائق لها..... كلا بل  إنه يوم مثل كل الأيام .. فيه كانت الوجوه هي الوجوه. والأشخاص هم الأشخاص. وحتي الطلبات التي يطلوبنها مني كانت هي هي... قهوة للأستاذ علي، وشاي بالحليب للأستاذ محمد، وشاي بدون حليب للأستاذه نجلاء، ونسكافيه للأنسه هدي و و و... حتي التعليقات والأسئلة  كانت هي هي... "فين السكر يابني؟ "والله ما تتأخرشي عليا"... "وانت إيه؟!" "جايب لي الشاي بارد، طب اشربه انت بقي"!! و و و و و و.... 
لا لا هو يوم مختلف؛ بدليل أني جئت إلي هنا.. نعم هو يوم بلا شك مختلف بكل المقاييس عن سابقيه.. فأنا لم آت إلي هذا المكان من قبل... ولم أسمع خرير الماء من قبل... ولم أشاهد ملاحقة الأمواج لبعضها البعض من قبل... لم أسمع زقزقه العصافير بهذا الجمال من قبل.. ياااه... ماأجملك يا نهر النيل..... وما أروعك يا هدوء ... وما أزهلك يا راحة البال...
يجب أن أكون صادقا أكثر مع نفسي..اليوم بحق يوم مختلف عن سابقيه.. فأنا ما  كنت لآتي الي هنا لولا ما حدث اليوم... نعم ما كان لي أن أهرب إلي هنا لولا تلك الواقعه التي هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.... مالهم ومالي؟؟! ألا تكفيهم معاناتي اليومية كي أحصل علي قوت لي ولأطفالي! ألا يكفيهم تحكم رؤسائي وتلككهم وتربصهم بي؟؟ ما عساهم سيقدمون لي؟ وما عساهم سيغيرون؟؟ إنهم مثل سابقيهم لا يظهرون إلا عند احتياجهم لأصواتنا... لقد سئمتهم، وسئمت طريقتهم في الدعاية والإعلان عن أنفسهم...
إن هذا الرجل الذي أعطاني ورقة الإعلان عن مرشحه و قادني إلي الخيمة المنصوبة علي قارعة الطريق؛ حيث قام أخرون بإلقاء محاضرة كلها وعود يصعب بل ويستحيل تحقيقها... وهذه اللافتات التي امتدت علي نواصي الشوارع، وعلقت علي جدران المباني، ووصلت بين الأعمدة، وربطت بين الأشجار... وهذه الملصقات اللانهائية التي لا يخلو منها حائط لمبني، أو لافتة لإشارة، أوحتي صندوق للقمامة.. كل هذا أدي إلي هربي إلي هنا....
لقد قررت ألا أعطي صوتي إلا لمن يستحقه.. فإن لم أجد فلسوف أبطله..
( من يوميات عامل بوفيه)



والله المستعان
محمد شحاته








الأربعاء، نوفمبر 16، 2011

صديقي الإخواني!

 
أعلم جيدا أنك قد لاقيت الأمرين كي تصل إلى ما أنت عليه اليوم. وأعلم أنك تهدف إلي الإصلاح، وتحمل الخير لمصر .. وأعلم أنك تعلم أن الوصول إلي القمة سهلُُ ولكن البقاء عليها أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.. 
صديقي الإخواني....أثبتت لنا التجارب بأن للكرسي سحرُُ لا يقاوم.. وأن السلطة مرض قد يعز الشفاء منه.. لذا أشفق عليك مما هو آت وأهديك هذه القصة:-
"كانت البطة تتحدث مع الثور فقالت له: ليتني أستطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة. فأجاب الثـور: ولم لا ؟ يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى تساعدك على الصعود. وقد كان ففي اليوم الأول سكب الثور روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها... وفي اليوم الثاني حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة، وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة ... وهنا سارعت البطه للصعود... وما أن وضعت قدميها علي قمة الصخرة حتي شاهدها صيادُُ فأرداها!"
صديقي... انتهت القصة واسمح لي أن أقول لك ما فهمته منها وهو :-
 (يمكن للقذاره أن تصعد بك إلى الأعلى ولكنها لن تبقيك طويلاً)


صديقي ... أرجو ألا يضيق صدركم يوما من نقد أبديه.. أو من نصح أسدله فأنا فيك أنشد حرية وعدالة...
والله المستعان
محمد شحاته

شكراً لكم!

اليوم تخطي عدد زائري مدونتي الألفي  زائر.... إن سعادتي لا توصف.... وفرحتي لا تقدر.... وخجلي لا يمكن إخفاؤه..


الشكر كل الشكر لمن دلني علي هذا الطريق... الشكر كل الشكر لمن شجعني، ودفعني كي أبوح بمشاعري.... الشكر كل الشكر لمن انتقدني حرصاً منه علي أن يُخرج مني الأفضل... الشكر كل الشكر لمن ناقشني، وحاورني، وجادلني بغية الوصول إلي الحقيقة.... فالشكر كل الشكر لكم....

محمد شحاته

الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011

صديقي الوفدي!


لي صديق وفدي..يفتخر دائماً بكونه وفدي ..ويفرح حينما  أناديه بالوفدي.. بل ويرد علي قائلا:- نعم وفدي وأفتخر... وأعتقد أن صديقي هذا يكاد  يكون هو الوفدي الوحيد الذي أعرفه إن لم يكن كذلك بالفعل. كنت كلما قابلته مازحته بقولي يا فلولي! نسبه للفلول؛ حيث أن الوفد قد ضمت قوائمه أعضاءاً سابقين من الحزب الوطني المنحل..فيجيبني بأن الوفد يجري من المصريين مجري الدم في العروق... ثم يردد شعار حزبه ( الوفد مستقبل له تاريخ)..
 

بالأمس استمعت إلى حوار مع رئيس حزب الوفد والذي نفى فيه بشدة أن الوفد ليبرالي أو علماني أو ديني!! فماذا أنتم إذاََ؟!! قال بأنه وطني!!
أعتقد بل أكاد أجزم بأن صديقي هذا يعيش في الوهم... فأي تاريخ يتحدث عنه؟ وأي مستقبل ينشده؟  فالوفد مستقبل له فلول وله تاريخ ولكن ليس له جغرافيا!! ( ممكن أن يكون له تاريخ من الإخفاقات)
مالي والتاريخ ؟ ومال أبي وأمي والتاريخ ؟ ومال الفقراء والعاطلين والتاريخ ؟ ورحم الله من قال:-

ليس الفتى من قال كان أبي ****** إنّ الفتى من قال ها أنا ذا 

ولصديقي الوفدي وكل وفدي أهديه هذا البيت:-
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ****** ويأتيك بالأخبار من لم تزود

والله المستعان
محمد شحاته 


الاثنين، نوفمبر 14، 2011

فل لكن محترم!


جاءت الثورة وجاءت معها ألفاظا لم نكن نستخدمها من قبل. ومن هذه الألفاظ لفظة فلول، ومفردها فل والمعني باختصار: المهزوم والمكسور. وقد أنحصرت هذه اللفظة على أعضاء الحزب الوطني المنحل دون غيرهم، وأصبح مجرد إطلاق هذه الكلمة يعتبر سب وذم علي من تقع عليه..
ومع الثورة وبعدها تعالت الأصوات معلنة رفضها انضمام أي من الفلول للمجلس الجديد. بل وطالبوا بمحاصرتهم ومحاكمتهم.. وسمعنا بقانون الغدر وقانون إفساد الحياه السياسية وكلها ألفاظ وقوانين لم نسمع بها من قبل.....


الحق يقال أنني لم أكن في يوم من الأيام أحب الحزب الوطني ولا أستلطفه ولا أحب أعضائه ولا أستلطفهم.. إلا أن كل منصف يرى أن في عزلهم وإقصائهم فعل لا يخل من العنصرية... ولطالما طالب الأحزاب التي كانت توصف بالمعارضة والجماعات التي كانت تنعت بالمحظورة والممنوعة من عدم عزلهم.. وحاربوا لسنوات ولسنوات من أجل حريتهم ورفع الظلم عنهم وعدم إقصائهم .. فما أشبه اليوم بالبارحه!!


ومن هنا أسجل اعتراضي واحتجاجي على منع أي أحد من المشاركة.. فليشارك من يشارك وليترشح من يترشح وعلي الشعب أن يختار!!

والله المستعان
محمد شحاته

في بيتنا فأر (القصة الكاملة)



لم يكن غريبا أن تعيش الفئران في بيتنا، كان شيئا عاديا؛ فالبيت قديم قدم أجدادي، عاشت فيه أسرتى لعقود، وولدت فيه. هو بيت من طابقين، جدرانه من الطوب اللبن، مسقوف بأخشاب جادت بها تربة الدلتا الخصبة، تحيط به الأراضى الزراعية من جميع الجهات، وتجرى من أمامه قناة مياه صغيرة، بيئة مناسبة لاستيطان الفئران، كبرت وترعرعت وكونت أجيالا ورثتها أجيال أخرى.
 ولم نكن ومعنا الفئران من يسكن هذا البيت فحسب؛ بل كان ولا يزال يسكنه الكثير من الحيوانات والطيور: بقر، وجاموس، وحمير، وماعز، وخرفان، وهناك دجاج، وبط، وأوز، وأزواج كثيرة من الحمام...
 حاولنا مراراً وتكراراً أن نغري القطط لتعيش معنا، فباءت جميع محاولاتنا بالفشل، ولم نعرف السبب، وبدى لى أن القطط تخشى فئران بيتنا لما قد تسببه لها من مخاطر قد تؤدي إلى إحراجهم أمامنا؛ ففئران بيتنا بحجمها الكبير، تبدو وكأنها من نوعٍ شيطاني قد غلبت عليه جينات الفريزيان، فأظهرت للقطط أنها ليست فئران عاديه يمكنها أن تؤكل من قبل قطط أصغر منها حجما.
كان من الطبيعي أن تشاهدها وهي تتجول بأريحية شديدة داخل غرفات البيت وممراته، وكان من الطبيعي أن ترى فتحات كثيرة داخل الجدران، وتحت وفوق الأبواب والنوافذ. حاولنا كثيرا أن نغلق هذه الفتحتات، وكلما أغلقنا إحداها وجدناهم وقد فتحوا غيرها في أماكن أخرى، ومع مرور الوقت سلمنا واستسلمنا للأمر الواقع، وارتضيناهم جبرا أعضاءا مؤسسين!
كان يؤرقني في وجودهم شيئا وحيدا، أن يأتي لزيارتي صديق ممن أنعم الله عليه ببيت ليس به فئران، كنت أخشى زيارة هذا الصديق، أخشى أن يرى أحدهم -وهو يلعب ويمرح- فيُقْضى عليه. أعرف أنه لن يحتمل رؤيتهم، وأنه لو احتمل مرة فلن يحتمل الأخرى، ولن يعاود الزيارة.
 وفي مساء يوم من الأيام جاء أحدهم لزيارتى، فدعوت الله أن تمرالزيارة بسلام، فاستجاب الله دعائي، ومرّ الوقت من دون أن يخرج فأر ليلعب أو يلهو، وهمّ صاحبي بالاستئذان، وذهبت في وداعه، وعند الباب وقعت قدماي على فأر كبيرالحجم، بطئ الحركه، كريه المنظر، فدهسته وخرج منه دماء كثيرة!! كانت لحظة فارقة!
كرهت الفئران كرها شديدا، ولم تعد لي طاقه لرؤيتهم، أو حتى لسماع أحاديث عنهم، كرهتهم، كرهت كل شئ عنهم، وحتى أفلام ميكي ماوس كرهت مشاهدتها!!!
مرت أيام، وتبعتها شهور، وربما أعوام، وانتقلت من بيتي القديم إلى بيت جديد، فاخترت أن أسكن طابقه الخامس، أردت أن أبتعد عن الفئران، ولكن هيهات هيهات. 
في يوم من أيام الشتاء الباردة، والتي يصحبها في الغالب تساقط أمطار، وبهطولها يأتي الخير إلا في قريتنا؛ فالأمطار تسبب لنا مشكلة كبيرة في التنقل؛ تمتلئ الطرقات بالوحل، وتبتل الأسطح بالماء، فتغرف البيوت وتنهار الجسور! في عصر ذلك اليوم الممطر جاءت لزيارتنا صديقة أجنبية هي الدكتورة  فيرا من دوله لاتفيا. تناولنا الغداء سويا، ثم خرجنا إلى البلكونة نلقي نظرة على  البيوت، والأراضي الزراعية من تحتنا. رأينا خروج الفلاحيين بحيواناتهم وحميرهم، ورأينا انتشار الأغنام والدجاج فرحين بانقطاع الأمطار، وعودة الشمس. كانت الدهشة واضحة على وجه الدكتورة فيرا، قالت: أنتم تعيشون في حديقة حيوان مفتوحة!! ثم أصرت أن تخرج لتتجول في القرية. حاولت إثنائها عن الخروج هذا اليوم، فباءت كل محاولاتي بالفشل، كنت أخشى الوحل والتزحلق!
خرجنا جميعا -رجالا ونساءً- نتحسس في طرقاتنا أماكن لم تصبها الأمطار، حمل كل منا عكازا  في يده ليقيه شرالتزحلق، ثم شمرنا عن سيقاننا.  انتهت الجولة بسلام، فعدنا فرحين إلى شقتنا، وأخذ النسوة في إعداد طعام العشاء...
لم يمر كثير وقت حتى سمعنا صراخا وعويلا، خرجت زوجتي من المطبخ لتخبرنا أنها رأت فأرا! فأرا! فأرا! وقع ذكر اسمه من أذني موقع القنبلة مما تسقط عليه. اعتدلت من جلستي، وبحركه لا إراديه رفعت قدمي من الأرض ثم أطلقت صرخة مدوية تستفهم، بل ترفض أي إجابة لتأكيد الخبر، ومرحبة بأي إجابة تنفيه.
أكدت زوجتي الخبر، وتطوعت من دون طلب، فأقسمت!!! ترانى ماذا أفعل لهذه الفئران؟ تركت لهم بيت العائلة القديم يمرحون فيه ويلعبون دون قيد أو شرط، ارتضيت أن أسكن  في الطابق الخامس، في شقة يفترض أنها للبشر وفقط!!! 
 نظرت إلى الدكتورة فيرا فوجدتها لم تتأثر!! علّها لم تفهم ماذا يجري. أخبرتها بالأمر، فلم تبدى دهشة! سألتها ألا تخافين؟! أجابت بعدم اكتراث: لا شئ يدعو للخوف.  بعثت إجابتها شيئا من الطمأنينة إلى قلبي، وقام أبي بهدوء، فذهب إلى المطبخ وتبعته أمي..
خرج النسوة من المطبخ مسرعين، تاركين ورائهم معركة بين والديّ في مواجهة الفأر.اجتمع جمعنا في الصالة، سمعنا أصوات لضربات بالعُصّي تارة، وخبطات في الحلل والأطباق تارة أخرى. شاهدنا خروج الفأر من المطبخ، اقترب من مكان جلوسي، أفزعني، أغمضت عينى، نهضت واقفا على الكرسي، رأيته يقترب من الباب، كان يريد أن يخرج، وكان الباب مغلقا!
 اختبأ الفأر تحت كنبة بجوار الباب، اختبأ بجواري، تبعه أبي بعصاه فهرب منه، دخل خلف النيش، تبعه أبي يضربه بعصاه من الجانب الأيمن للنيش، ذهبت أمي إلى الجانب الأيسر لتطوقه. انهالاعليه بالضرب، كان ماكرا، وقف في المنتصف في مكان لا تصل إليه  ضرباتهما!
نهضت من مكاني إلى غرفة النوم؛ أبحث عن عصا أطول فلم أجد سوى حامل الستائر، أنزلته. عدت إليهما، توقف الضرب لثوان حتى يتمكن والدي من حمل حامل الستائر، شعر الفأر بشئ ما يدبر له، فرَّهاربا إلى المطبخ.
 رأى الفأر باب غرفة النوم مفتوحا فدخلها مسرعا، وكان هذا هو الخطأ الثالث الذي وقعت فيه !!! كان خطأي الأول يكمن في عدم إحكام باب الشقة عند خروجنا منها لنتجول في القرية. وكان خطأي الثاني عندما أغلقت باب الشقة بإحكام عند سماعي نبأ وجود هذا الضيف الثقيل!!
دخل الفأرغرفة النوم فاسشعرت حجم المأساة؛ فالغرفة مليئة بالأثاث، وبها أماكن كثيرة يصعب علينا الوصول إليها، ويسهل على الفأر الاختباء فيها؟ وحدث ما كنت أخشاه، بحثنا عنه في كل مكان في الغرفة، وانضم إلينا الجالسون في الصالة، وامتلأت الغرفة بكل الحضور، ثم اختفى الفأر تماما.
صعدت أعلى الدولاب أنظر خلفه فلم أجد شيئا. قمنا جميعا بكتم أنفاسنا لبضع دقائق حتى لا يصدر منا صوت، وانتظرنا فلم نر حراكا ولم نسمع صوتا..
أردت أن أطمئن نفسي وزوجتي فقلت لها: أعتقد أنه خرج... وطلبت منهم أن نجلس للطعام....
كنت على يقين أن الفأر لم يخرج، وأن الليلة ستكون ليلة ليلاء، لا نوم فيها ولا هناء! وانصرف الحضور، وذهبت فيرا لتنام في غرفتها... وذهبنا ننام في غرفتنا، التي أصبحت في ظل المتغيرات الجديدة غرفة للضيف الملعون...
غلبنا النعاس، فنمنا. ولما انتصف الليل أيقظتني زوجتي لتخبرنى أنها سمعت صوتا، انتبهت من نومتي فزعا، أوقدت الأنوار فانتبه الفأر، رأيته واقفا على التسريحة، نظرت إليه فلم أجده فأرا واحدا، رأيتهما فأرين! ياإلهى!!
عاودت النظر مرة ثانية فرأيته فأرا واحد، وعلمت أن الفأر الثاني ما هو الا صورته التي في المرآة.. ومن دون أن أدري خرج مني صوت مرتفع بدد معه سكون الليل، ليقفز الفأر من فوق التسريحة فيختفى!!!
 هنا تأكدنا من وجوده في الغرفة، ففتحت له الباب عله يخرج، علّنا ننام. لم يمض وقت طويل حتى استيقظنا مرة أخرى، كان الصوت هذه المرة قادما من الصالة. خرجت إليها فوجدت فيرا نائمة على الكنبة بجوار الباب.. سألتها: لماذا تنامين هنا يا دكتورة؟ أجابت بأنها سمعت أصواتا في غرفتها فانسلت وخرجت، ثم أحكمت إغلاق الباب بوضع سجادة الصلاة أسفل منه كي لا يخرج الفأر من تحته. كان تصرف فيرا ينم عن ذكاء وخبرة، عكس كل تصرفاتي!!!
 انتظرنا حتى أذن للفجر، صليناه ثم شمرت عن ساعدي. سألتهما من سيدخل معي لحسم المعركة؟ رفضت زوجتي الدخول معللة أنها ستقف في الخارج تتابع الأمر من بعيد لتتاكد من أن الفأر لم يخرج! استجابت فيرا لطلبي، أغلقنا الباب بإحكام ووقفنا نستمع. حركت عصاتى أكثر من مرة حتى سمعت صوتا قادما من أسفل السرير، ضربته بعصاتي، فاختفى الصوت. نزعت المرتبة وملل السرير وبعضا من الكراتين والأوراق، لمحت زيله في وسطها... ومن دون أن أفكر أطلقت ليدي العنان فانهالت عليه بضربات متلاحقه ولكنه قفز واختفي!! قمت بتحريك السرير، فلمحته يقف بمكر في مكان يصعب علي رويته منه!! قلت له: تعالى ياماكر...
سمعت ضحكة عالية، كانت فيرا، ضحكت عندما رأتني منهمكا أتصبب عرقا، لم أعر الضحكة اهتماما، واصلت مقاومتي!! كان الأمر بالنسبه لي لا يعدو عن كونه تحديا ، كان الأمر حياة أو موت.. خرج الفأر من تحت السرير متجها خلف الشوفونيرة، حركتها فوقعت على ذيله، صرخ صرخه عالية، ثم سكت. ترى هل مات؟! لم أكن متأكدا! قد يكون في الأمر خدعة، ماذا أفعل؟ ماذا أصنع؟ جائني فكرة، رفعت الشوفونيرة قليلا، فكانت المفاجأة، لم يمت الفأر، قفز مسرعا نحو السرير، انزلقت قدماه فوق الكراتين، لم يستطع مواصلة القفز، أدركت اللحظة الفارقة، فوجهت عصاتى نحوه لأضربه بكل قوتي، أرديته صريعا... ابتسمت!


بقي أن أذكر أن الفأر كان يحاول الهرب من هذه الغرفة، وعندما فشل قام بقرض سجادة الصلاة! تمت











والله المستعان
محمد شحاته

في بيتنا فأر !! (الجزء الثاني)


وفجأة سمعنا صراخا وأصواتا عالية، ثم خرجت زوجتي تخبرنا بأنها رأت فأرا.... وقع ذكر اسم الفأر من أذني موقع القنبلة مما تسقط عليه. فاعتدلت من جلستي وفي حركه لا إراديه رفعت قدمي من علي الأرض وقلت مستفهما رافضا أي إجابة لتأكيد الخبر ، بل ومرحبا بأي إجابة لنفيه. وأكدت زوجتي الخبر بل وتطوعت دون طلب، فأقسمت !!! وصرخت بصوت حزين مرتفع :- ماذا علي أن أفعل لهذه الفئران؟ فقد تركت لهم بيت العائلة القديم يمرحون فيه ويلعبون دون قيد أو شرط وارتضيت أن أسكن  هنا في الطابق الخامس وفي شقة يفترض أنها للبشر فقط!!!  ونظرت إلى الدكتورة فيرا فوجدتها لم تتأثر!! فقلت: علها لم تفهم ماذا يجري. فأخبرتها بما جري فلم تتأثر، فسألتها ألا تخافين؟! فأجابت بلا.  فبعثت إجابتها بشئ من الطمأنينة إلى قلبي... ثم قام أبي بهدوء وذهب إلى المطبخ وتبعته أمي.. وخرج النسوة من المطبخ وتجمعنا جميعا في الصالة نستمع إلى أصوات ضربات بالعصي تارة وخبطات في الحلل والأطباق تارة أخرى.. ثم شاهدنا خروج الفأر سريعا من المطبخ قادما إلينا في الصالة.. وكان على ما يبدوا أنه يريد أن يخرج من حيث دخل.. فلما وجد أن الباب مغلقا دخل تحت كنبة بجوار الباب. فتبعه والدي فهرب الفأر ودخل خلف النيش وخلفه والدي يضرب بعصاه من جانب النيش الأيمن ثم ذهبت والدتي الي الجانب الأيسر للنيش وقاما بتطويقه وانهالا عليه ضربا إلا أنه لم يمت فقد كان ماكرا يقف في مكان لا تصل إليه الضربات ..ونهضت من مكاني ذاهبا الي غرفة النوم؛ أبحث عن عصا أطول فلم أجد سوى حماله الستائر فأنزلتها. ولما ذهبت اليهم وفي وقت تغير العصي فر الفأر متجها إلى المطبخ. إلا أنه لما رأى باب غرفة النوم مفتوحا دخلها مسرعا وكان هذا هو الخطأ الثالث الذي وقعت فيه !!! كان خطأي الأول هو عدم إحكام غلق باب الشقة عند خروجنا منها للتجول في القرية. وخطأي الثاني عندما أغلقت باب الشقة بإحكام عند سماعي نبأ وجود هذا الضيف الثقيل!!
دخل الفأر غرفة النوم وهنا أستشعرت حجم المأساة فكيف لنا أن نخرجة منها والغرفه مليئة بالأماكن التي يصعب علينا الوصول اليها ويسهل عليه الإختباء فيها؟ وبالفعل بحثنا عنه في كل مكان في الغرفة وانضم إلينا الجالسون في الصالة وامتلأت الغرفة بكل الحضور.. واختفي الفأر؛ حتي أنني صعدت أعلى الدولاب كي أنظر خلفه فلم أجد شئيا. وقمنا جميعا بكتم أنفاسنا بضعة دقائق حتي لا يصدر منا صوتا .. ولكن لا حراك ولا صوت... وهنا أردت أن أطمئن نفسي وزوجتي فقلت لها أعتقد أنه خرج ... هيا بنا نتناول العشاء....
كنت علي يقين أنه لم يخرج وأن الليلة ستكون ليلة ليلاء... وانصرف الحضور وذهبت فيرا لتنام في غرفتها... وذهبنا ننام في غرفتنا التي أصبحت أيضا غرفة الضيف الملعون... غلبنا النعاس، فنمنا. ولما انتصف الليل أيقظتني زوجتي منبهة إياي بأنها سمعت صوتا!! انعدلت من نومتي فزعا وأوقدت الأنوار فانتبه الفأر وكان واقفا علي التسريحه فنظرت إليه فوجدته ليس واحدا بل اثنين ولما دققت النظر علمت أن الفأر الثاني ما هو الا صورته التي في المرآة.. وهنا دون أن أدري خرج مني صوت مرتفع بدد سكون الليل فقفز الفأر من فوق التسريحة واختفي!!! لما تأكدنا من وجوده في الغرفة فتحت له  الباب عله يخرج... ثم نمنا... لم يمض وقتا طويلا حتي استيقظنا مرة أخري ولكن هذه المرة علي صوت في الصالة... ذهبت الي الصالة فوجدت فيرا نائمة علي الكنبة التي بجوار الباب.. قلت لها لماذا تنامين هنا يا دكتورة؟ قالت بأنها سمعت أصواتا في غرفتها فانسلت وخرجت، ثم أحكمت إغلاق الباب بوضع سجادة الصلاة أسفل منه حتي لا يخرج!! كان تصرف فيرا ينم عن ذكاء وخبرة، عكس كل تصرفاتي!!! انتظرنا حتي أذن للفجر فصليناه ثم شمرت عن ساعدي وقلت من سيدخل معي لحسم المعركة؟ قالت زوجتي لن أدخل؛ بل سأقف في الخارج أحرس المكان حتي لا يخرج... ودخلت معي فيرا ووقفنا نستمع علنا نعرف مكانه.. فسمعت صوتا من تحت السرير فضربت بعصاتي، فلم يتحرك. نزعت المرتبة وملل السرير وكانت هناك بعض من الكراتين فلمحت زيله في وسطها... وبدون أن أدري أطلقت ليدي العنان فقامت بضربات متلاحقه ولكنه قفز واختفي!! قمت بتحريك السرير فلمحته وكان يقف بمكر في مكان يصعب علي رويته منه!! قلت له تعالى ياماكر... فسمعت ضحكة عالية وكانت هي فيرا لما رأتني منهمكا غارقا في عرقي!!! فلم أعر الضحكة انتباها وواصلت مقاومتي!! إنها بالنسبه لي حياة أو موت.. خرج الفأر من تحت السرير متجها خلف الشوفونيره فقمت بتحريكها فوقعت علي ذيله فصرخ صرخه عاليه ثم سكت..... قلت إنه قد مات حتما. ولكني لست متأكدا!! ماذا أفعل؟ ماذا أصنع؟ فجائني فكرة رفع الشوفونيره فرفعتها فكانت المفاجأه لم يمت بل قفز مسرعا نحو السرير واعتلي الكراتين فاتجهت نحوه وضربته بكل قوتي حتي ارديته صريعا وهنا ابتسمت!!

بقي أن أذكر أن الفأر  كان يحاول الهرب من هذه الغرفة ولما لم يستطع قام بقرض سجادة الصلاة. فلما انتهت المعركة اكتشفنا حجم التمزيق!!!
                                                                          انتهت


والله المستعان
محمد شحاته



في بيتنا فأر !! (الجزء الأول)



لم يكن غريبا أن تعيش الفئران في بيتنا...  فهو بيت قديم في وسط الأراضي الزراعية ومبني بالطوب اللبن.. ولم نكن نحن فقط من يسكنه؛ بل كانت وما تزال  تسكنه الكثير من الحيوانات والطيور من أمثال البقر والجاموس والحمير والماعز والخرفان وكذلك الدجاج والبط والأوز وأزواج من الحمام... وقد حاولنا مرارا وتكرارا ان نغري القطط كي تعيش معنا إلا أن كل محاولاتنا قد باءت بالفشل. فعلي ما يبدو لم تكن الحياه عندنا مغريه للقطط علي وجه أخص وذلك لما تمثله الفئران من مخاطر قد تؤدي الي إحراجهم أمامنا... فهذه الفئران بحجمها الكبير والتي تبدوا أنها من نوع شيطاني قد غلبت عليه جينات الفريزيان أظهرت للقطط أنها ليست فئران عاديه تؤكل من قبل قطط أصغر منها حجما....ولقد كان من الطبيعي أن تشاهد فتحات في الجدران وتحت وفوق الأبواب والنوافذ... وكنا كلما هممنا بسد أحدها وجدنا فتحات في أماكن أخري حتي استسلمنا وسلمنا بوجودهم وارتضيناهم جبرا أعضاءا مؤسسين!
 الشئ الوحيد الذي كان يؤرقني في وجودهم هو أن يأتي لزيارتي أحد الأصدقاء ممن أنعم الله عليهم ببيوت ليس بها فئران ولا يسمعون عنها الا من خلال الحكايات وأفلام الكرتون من أمثال (ميكي ماوس)...وفي يوم من الأيام أتي أحدهم لزيارتي... ومرت الجلسه بسلام، ولم يظهر فأر واحد، حتي هم صاحبي بالاستئذان وعندما ذهبت في وداعه وعند الباب وقعت قدماي علي فأر كبير الحجم بطئ الحركه فدهس وخرج منه الدماء..
ومن ساعتها كرهت الفئران ولم تعد لي طاقه لرؤيتهم أو حتي لسماع اسمهم بل و حتي ميكي ماوس كرهت  مشاهدته!!!


ومرت الأيام والشهور .. وفي يوم من أيام الشتاء البارده والتي يصحبها تساقط للأمطار، و بقدومها يأتي الخير إلا في قريتنا!! فالأمطار تسبب لنا مشكله كبيره في التنقل؛ حيت تمتلئ الطرقات بالوحل وتبتل الأسطح ...وفي عصر هذا اليوم الممطر جاءت لزيارتنا الدكتوره فيرا من دوله لاتفيا .. وبعد ان تناولنا الغداء سويا وقفنا نلقي نظره  علي البيوت والأراضي الزراعية من تحتنا... ومع خروج الفلاحيين بحيواناتهم وحميرهم وخروج الاغنام والدجاج منتشرين بعد انقطاع الأمطار وعودة الشمس ، وكانت الدهشة واضحة علي وجه الدكتوره فيرا مما دعاها ان تقول انه شئ رائع ان تعيشون في حديقه حيوان مفتوحه!! وأصرت أن نخرج لنتجول في القريه رغم كل محاولات إثناءي إياها عن ذلك ....( وياليتنا ماخرجنا)
بعدها خرجنا جميعا في جوله في القرية نتحسس في طرقاتنا أماكن لم تصبها الأمطار بعدما حمل كل منا عكازا يقيه من التزحلق وقد قمنا جميعا بالتشمير عن سيقاننا ...ولما انتهت الجولة وقد عدنا الي الشقه وأخذت النسوة في إعدا طعام العشاء وفجأة......
http://muhamadshehata.blogspot.com/ 

                                                          (وللقصة بقية...) 


والله المستعان
محمد شحاتة

السبت، نوفمبر 12، 2011

أقصر قصة قصيره




كنت أسكن مع زميل كفيف في غرفة واحدة. وكانت هذه الغرفة صغيرة جدا.. لم تكن لتحتمل أكثر من فردين وكنا نسميها بالغرفة المزدوجة.  ومن ضيق الغرفة وُضِع السريران فوق بعضهما وكنت أنام في الدور العلوي.
وما كان ليدب  بيننا الخلاف (عادة ما يحدث هذا في المدينة الجامعية) بخصوص موعد إطفاء الأنوار؛  فهو بطبعه كفيف لا يرى، وأنا بطبعي أنام مبكرا......
 ليس لتلك المقدمة أي علاقة بما سأحكيه عن أقصر قصة قصيرة سوى صديقي هذا.

فقد كان له  أصدقاء كثر من الوسط الفني (ممثلون ومخرجون وإذاعيون وأدباء). وبحكم هذه الصداقات كان يحضر صالونات الشعر والأدب.  وكان يصطحبني معه، بما أنني أهوى الشعر وأحب الأدب... وذهبنا ذات مرة الي صالون أدبي في مدينة نصر، وكان يضم هذا الصالون أدباء، وشعراء من مصر، وبلدان عربيه، كلهم ينتهجون نهج الأدب الحديث، والشعر الحر... وهذا النوع من الشعر والأدب لا أعرفه ولا يعرفني.....  فدراستي في الأزهر كان معظمها يدور حول الأدب والشعر الجاهلي.  والشعر والأدب الاسلامي، مرورا بالعباسي ،والاموي، والمملوكي، والعثماني و الاندلسي وصولا الي  أحمد شوقي ومعاصريه....

ولما وصلنا الصالون وبدأ الحضور في أخذ أدوارهم  كي يدلوا بما في جعبتهم، بدأت أستمع..
قال منظم الندوة وهو يقدم أحدهم:-
الآن مع شاعر العصر في الشعر الحر :-
ورأيتني أستمع لشعر لم أتبين له وزنا، ولا قافية، ولم أفهم منه شيئا ..... قال فيما أذكر..

مرت بعدما وقفت
ثم وقفت بعدما مرت
ولم تمر بعدها

عادت
ولما جاءت
ذهبت
وذهبنا
ثم عدنا

ومررنا بكل
ما عندنا

الحياة أنهار
بها أسرار
والسماء والقمر
والنحل والعطر
والنهر والسهل
كلها أطوار.....

ثم جاء دور القصة.  وهنا قال منظم الندوة:- والآن مع أقصر قصة قصيرة.
انتبهت جيدا؛ حتي أستمع لأقصر قصة قصيرة، والتي سيلقيها الأديب المصري.... حيث قال:-

وقفت العصفورة فوق الشجرة ....نظرت الي أعلي ...ثم هبطت..
انتهت القصه

وهنا لم أاستطع أن أتمالك أعصابي، وأصابتني هستيريا الضحك...

والله المستعان
محمد شحاته

منقوووول


يا أهلا بالإخوان !! .. غريبة


كلمة غريبة وضعتها من عندي زيادة في العنوان .. وستتفهم معناها عندما تقرأ المقالة للنهاية وترى المفاجأة التي في آخره !!
======
إذا جاءت نتيجة الانتخابات فى مصر بمثل ما جاءت عليه فى تونس منذ أيام قليلة وفاز الإسلاميون بالأغلبية فى البرلمان، فيا ألف أهلا وسهلا ويا ألف مرحب.
ما دامت الانتخابات حرة نزيهة فإن نتائجها فوق العين والرأس، ولا بد من الاحترام الكامل الآمن لإرادة المواطنين وقرار الشعب، بل لعلِّى أؤكد أن الأغلبية لو تحققت لجماعة الإخوان المسلمين إذا شاءت أصوات ملايين المصريين فإن فى ذلك خيرا كثيرا كبيرا.. لماذا؟
سأقول لك لماذا، بشرط أن تنسى حبك أو كرهك، موافقتك أو مخالفتك للإخوان وأنت تقرأ أسبابى!
أولاً: جماعة الإخوان وحزبها السياسى الحرية والعدالة جماعة متماسكة ومنظمة وذات قيادة واضحة وقدرات فى إدارة جسمها السياسى عالية ومتمكنة، وهذا ما تحتاج إليه مصر فعلا فى توقيت كل الكيانات فيه مرتبكة ومتعثرة، بل ومنفلتة أحيانا، والقيادات الموجودة على رأس الأحزاب والتيارات عاجزة عن إلجام إيقاع الفوضى فى قواعدها وتحت ضغط يومى من الانشقاق والتمرد والرفض، وهو ما يجعل رسوخ الجسم وثبات القيادة عند الإخوان عاملا حاسما فى بث الاستقرار فى الوضع السياسى المتذبذب والعشوائى.
ثانيًا: جماعة الإخوان ذات خبرة طويلة فى العمل التنظيمى ومتغلغلة فى كل أنحاء مصر فضلا عن أن أعضاءها وعناصرها من شتى الطبقات والشرائح الاجتماعية، فهى ليست جماعة محسوبة على فقراء مثلا أو أغنياء فقط أو عمال دون الفلاحين أو مهنيين دون الحرفيين، بل هى ممثلة لخريطة مصر الطبقية والثقافية، ومن ثم معرفتها بالواقع (جغرافيا وتاريخًا) وتعرُّفها تفاصيله، يجعلها ذات بصيرة غير معزولة ولا منفصلة عن الناس ومشكلاتهم وطموحاتهم.
ثالثا: إن أغلبية واضحة متحققة فى البرلمان للجماعة تسمح بوجود عمود فقرى شرعى ثابت وصلب، ووسط ما يمكن أن تخرج به النتائج المتوقعة من عشوائية وتفتت وأرخبيل منتظر من المجموعات والفلول التى قد لا تتمكن من التفاهم الديمقراطى سريعا، وتصبح قابلة أكثر للتنازع والتصارع بحكم انعدام الخبرة السياسية والنيابية، وعدم تناسب طموحاتها التى تحلم بها بإمكانياتها التى تملكها فعلا، فإننا نحتاج داخل البرلمان إلى جماعة رئيسية وضابطة تشكّل حماية لمجلس الشعب من مشكلات الهواة والحواة الذين سيدخل بعضهم حتما إلى مقاعد البرلمان.
رابعا: إن الإخوان يدعون إلى أفكار ويطرحون شعارات منذ أكثر من ثمانين عاما، وهى لم تطبَّق قط على أرض الواقع، وقد نختلف فى كثير أو قليل مما يذهبون إليه ويسعون نحوه، لكننا لا نحن ولا هم رأينا مدى فاعليته أو نجاحه أو فشله على الأرض، حيث لم ينفَّذ قط، من هنا هى فرصة للتحقق من نفعه وللتأكد من جدواه وهو حق للإخوان فى ممارسته أخيرا، فإن أفلح أثبتوا لأنفسهم ولنا قيمته ونجاعته فى حل مشكلات البلد، وإن فشل فإنها الديمقراطية، وليحاسبهم الناس فى الانتخابات التالية.
خامسا: الإخوان جماعة عانت الأمرّين وذاقت العذاب مثنى وثُلاث ورُباع فى بعض من عصر الملكية وفى الجمهوريات الثلاث، ودخل أعضاؤها السجون والمعتقلات وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والنفى وقسوة الظلم وضحوا بالغالى وبالروح أحيانا من أجل مبادئهم وأدركوا خطر وألم ومحنة أن تنتهك الحكومات الحقوق والحريات وتهتك أمان الناس وتمزق العائلات تحت هجمات العسس والعسكر والأحكام القضائية المتعسفة العاصفة بكل قيم العدل، إذن وصول الإخوان إلى الأغلبية وإلى الحكم لو حصل سيعنى أننا أمام جماعة ستحترم حرية الإنسان، فهى قد جربت الحبس وتؤمن بحق المواطن، فهى عانت من نزع الحقوق وتأبى أن تلجأ إلى ما لجأ إليه السابقون الذين طاردوهم فى الرزق والحرية والأمان، وهو يصب ختاما فى إحساس معارضى الإخوان ومنافسيهم بالطمأنينة أن هذه الجماعة لن تظلم ولن تخسف بحق ولا ترتكب جرائم هى أول من عرفت فداحة أثرها، ويحرم الظلم على نفسه من ذاقت نفسه الظلم سنينا!
سادسا: وصول الإخوان إلى الأغلبية يعطى كذلك أملا لكل تيار أو جماعة أو حزب أو حتى لفرد شعر يوما باليأس من تحقيق الحلم أو اهتزت ثقته فى الوصول إلى نتيجة لما يفعل أو حصاد لما يزرع، بأن هناك أملا ماثلا دائما وأنه لا يأس مع الحق ولا تراجع عن الهدف ولا ملل من الفشل ولا إحباط من العقبات، فالجماعة التى ظلت منذ عام 1928 تسعى كى تقود وتتمكن فتتعثر بالضربات المميتة والساحقة والعقبات الهائلة والأعباء الطائلة نجحت أخيرا. بعض من قيادات الإخوان الحاليين ظل محبوسا فى السجون اثنين وعشرين عاما، فإذا به يمكن أن يصبح حاكما أو وزيرا أو مسؤولا فى بلده يحقق فيه وبه وله ما تم سجنه وتعذيبه كى لا يفكر حتى فى تحقيقه (لا كى يحققه أصلا)، سبحان الله! إذا تحققت فعلا أغلبية الإخوان فهو درس إنسانى قبل أن يكون سياسيا!
----------------
الغريب في الأمر أن كاتب هذا المقال رجل تخصص في مهاجمة الإخوان ....
إنه ... إبراهيم عيسى

الجمعة، نوفمبر 11، 2011

مصر بلا عجائب !


هل يعقل بأن أم الدنيا، وهبة النيل، وصاحبة البحرين،والبحيرتين،والمحميات الطبيعية، والخمس واحات، وسلاسل الجبال، وشبه الجزيرة، وصحراء بيضاء، وأخرى سوداء، وأودية، ومنخفضات، وعيون، وكهوف.... هل يعقل أن تستثني من التصويت الذي يجرى اليوم (11.11.11) لاختيار أفضل الأماكن الطبيعية في العالم، لنيل لقب عجائب الدنيا السبع الطبيعية؟؟!
لا أكتمكم سرا حينما أقول إنني و منذ أن سمعت بهذا التصويت هرعت الي نشرات الأخبار والإنترنت؛ كي أبحث عن خبر ترشيح مصر لهذه المسابقة فلم أجد.. وكانت المفاجأة أن هناك ثلاثة دول عربية قامت بترشيح أماكن لديها وهذه الدول هي:- الإمارات، ولبنان، والأردن مشتركة مع فلسطين. الإمارات قامت بترشيح جزيرة لها تقع في الخليج العربي، ولبنان قامت بترشيح مغارة، والأردن مع فلسطين قامتا بترشيح البحر الميت.... وقد نسي المسئولون المصريون أو تناسوا ترشيح أي مكان في مصر!!! هل نضبت مصر أن يقوم أهلها بترشيح أي مكان فقط لمجرد الترشيح؟! هل عدمت مصر وجود أماكن تصلح للترشيح ؟ أم أن الأمر يدخل أيضا في افتراض نظرية المؤامرة!!!
فهنيئا للدول العربية الثلاث وهنيئا لأهلها مع تمنيات لهم بالتوفيق وغبطتهم علنا نفيق!

والله المستعان
محمد شحاته

الخميس، نوفمبر 10، 2011

شيزوفرينيا

 

تذكرت ذلك المسلسل الذي شاهدته منذ عامين وكان عنوانه (شرف فتح الباب) والذي قام ببطولته الرائع يحيي الفخراني.. كانت تدور أحداث المسلسل حول رجل يدعي شرف اسما ووصفا. حتي اضطرته ظروف الحياه القاسيه، وظلم الشركه الغادر، أن  يخلتس مالها.. وارتضت نفسه له ذلك، بعد أن زين الشيطان لعينيه هذه الفعله وأمده بكل الحجج والبراهين لتبرير مصيبته... وأصبح شرف فتح الباب ضحية لتلبيس إبليس...
الأمر تعدي شرف ومسلسله، وهبط الي أرض الواقع مستنسخا منه أمثله كثيره فاقت الحصر وتغلبت علي العدد..فقد استمعت أذناي في الأيام القليله الماضية الي قصص متعددة، وحكايات كثيرة، كلها تدور حول هذا النوع من الشيزوفرينيا. هذه الشيزوفرينا، أو الانفصام في الشخصيه، أو كما يحلوا لي أن أطلق عليها مصطلح " تغيير الأقنعه "؛ جديرة بأن تهدم مجتمعنا من أساسه مع تقويض بنيانه. فأولئك الذين لايتركون فرضا من فروض الصلاة إلا ويؤدونه في المساجد، والذين لا يمر عليهم عاما دون حج لبيت الله الحرام وغيرهم ممن للفقراء متصدقين وعليهم محسنين، لا يجدون غضاضه في أن يختلسوا أموالا، أو أن يسرقوا أعمالا، أو أن ينقضوا عهودا، أو أن يقترفوا ذنوبا...إنها شيزفرينا العصر... والتي تدعونا الي التفكير في أسبابها، وتدعوا الخبراء والمفكرين الي اكتشاف علاج لها... وإلا فالأمر خطير والمستقبل لم يعد يحتمل منا أي تقصير..

والله المستعان
محمد شحاته