الاثنين، ديسمبر 31، 2012

الربيع العربي في برلين 81

أريج عبدالله وأحمد مسعد

 
في الطريق إلى المتجر تقابلنا مع غسان التونسي، والذي أخبرنا بأنه اشترى لتوه ملابسا بأسعار مخفضة من محل بالقرب من هذا المكان، وأوصانا بأن نشتري منه إن أردنا، ثم جاء معنا فحمل ما اشتريناه! وفي طريق عودتنا رأينا الناس من بعيد يبدأون حركة أيام الإجازات المعتادة، فهذا يمارس رياضة المشي، وتلك قد علقت في أذنيها السماعات لتجري على نغمات الموسيقى، وهذه العجوز تصطحب كلبها في سعادة لكليهما، وذلك الرجل يحمل ما اشتراه من المتجر عائدا حيث بيته مثلنا!

كنا( كمال وغسان وأنا) أول الواصلين لدى مها الأردنية، ولم يمض كثير من الوقت حتى توافد الباقون، فجاء أحمد مسعد ثم تبعته مها التونسية فأريج ومنة ثم لمياء، وقدمت لنا أروى التونسية – التى تقتسم السكن مع مها الأردنية- القهوة والشاى وشرائح من الخبزمع قطع من الجبن المتعفن "هكذا يطلقون عليه"، ونوعان مختلفان من المربى، وجاء هذا الفطور على خلاف ما توقعت قد ظننته إفطارا شرقيا لا سيما وأن الدعوة كانت من فتاتين عربيتين!  "واشتقت  حينها إلى الفول والطعمية"

وبحق فقد استمتعنا بحسن الضيافة والكرم الواضح، وكاد كل شئ يمر بسلام لولا أن سكبت القهوة على ملابس أريج، فانزعجت وانزعج لذلك الجميع، ولولا أن تدخلت عناية الله لتطور الأمر ولكن الله سلّم!

وكنا قد اتفقنا بالأمس على أن نجتمع لنخرج سويا لزيارة بعض الأماكن المشهورة في برلين مثل: "حديقة الحيوان" و "برج التليفزيون" و "حديقة التيرجارتن" وغيرها، وكنا قد اتفقنا- ولا أدرى عما إذا كانت كلمة اتفقنا تتناسب مع هذا المقام أم لا، فعندما يجتمع العرب فلا اتفاق على موعد ولا اجتماع على موقف-، ولنتجاوز هذه الكلمة ونحملها على المجاز، فلقد اتفقنا بالأمس على أن ننطلق في موعد أقصاه الحادية عشرة صباحا ولكن نظرا لتأخر البعض وتراخي البعض الآخر تم تأجيل الموعد حتى الواحدة والنصف ظهرا...

وبعيد الموعد المحدد انطلقنا وما أن وصلنا إلى محطة قطار أوستبانهوف حتى اختلفنا فمنا من رأى أن نذهب أولا إلى حديقة الحيوان ومنا من رأى أن حديقة الحيوان ليست بالمكان المناسب، واقترح البعض أن نذهب إلى برج التلفزيون أولا، بينما رفض البعض هذا الاقتراح حتى اضطررنا أن نقوم بالتصويت طبقا لما تعلمناه من الديمقراطية ، وهنا صوتت الأغلبية على أن نتجه أولا إلى حديقة الحيوان ثم ننظر إن كنا ندخلها أم لا ! ولما وصلنا إليها عدنا فاختلفنا، ففريق قال ندخل وفريق قال لا وكنت مع من قال لا، وتركنا أحمد وأريج وعبد الله ليدخلوها!

الأحد، ديسمبر 30، 2012

الربيع العربي في برلين 80

كمال وغسان


السبت 15 سبتمبر

 

يوم جديد مختلف – هذا ما أتمناه ليومي هذا- ولما لا وهو يوم سيخلو من الرسميات والمحاضرات والزيارات والكلام عن الديمقراطية والسياسة! وعلى الرغم من عدم ارتباطي بأي موعد مبكر إلا أن جسمي يبدو أنه قد اعتاد على القيام مبكرا، فنهضت لأذهب سريعا إلى الإنترنت فلعل أحدا قد أرسل إلي رسالة، وأود كذلك أن أنشر المقالتين التى كتبتهما صباح الأمس "حيدر حيدر"، و " الدكتاتورية أسهل بكثير".


وفي مقهى الإنترنت التقيت بكمال الفلسطيني فأخبرنى بأنه قضى الليل كله في هذا المكان يتحدث مع خطيبته في فلسطين، وسمعته يحدثها عنى، ثم ناداني أن أسلم عليها، وفعلت.

في هذه الأثناء تقريبا اتصلت بي مها الأردنية تخبرني بأن الإفطار جاهز وأنهم ينتظروني. وأخبرت كمال عن هذا الإفطار ووافق على أن يأتى معنا كذلك!

على وقع خطواتنا الهادئة متجهين أولا لأحد المتاجر كي نشتري شيئا ندخل به على مها الأردنية ، حكى لى كمال عن قصة حب وعلاقته بمحبوبته الفلسطينية وشيئا عن حياته. كان كمال قد بلغ من العمر ما يجعله مضطرا ليتخلى عن المغامرات حتى يبدأ حياة مستقرة، وبالطبع لن أحكي الآن ما حكاه لى عن نفسه، فهذا مما لا يصح تدوينه ولا يجوز؛ فأنا أعرف أنه ما حكى لي ما حكاه إلا ليستشيرني، مؤتمنا إياى على أسرار لا تخصنى، ومن المحال أن أبوح بها!
 
في الطريق إلى المتجر تقابلنا مع غسان التونسي، والذي أخبرنا بأنه اشترى لتوه ملابسا بأسعار مخفضة من محل بالقرب من المكان، وأوصانا بأن نشتري من ذلك المحل إن أردنا، ثم جاء معنا ليحمل ما اشتريناه! وفي طريق عودتنا رأينا الناس من بعيد يبدأون حركة أيام الإجازات المعتادة، فهذا يمارس رياضة المشي، وتلك قد علقت في أذنيها السماعات لتجري على نغمات الموسيقى، وهذه العجوز تصطحب كلبها في سعادة بدت على وجهيهما، وذلك رجل يحمل ما اشتراه من المتجر عائدا حيث بيته، مثلنا!
 
 

وداعا ترافكو!

اليوم وبعد ثمانية أعوام كاملة أجدنى مضطرا لأودع العمل في شركة ترافكو على أمل التفرغ الكامل للبحث العلمى. وأنا إذ ألُملم أوراقي مودعا العمل في إحدى كبريات شركات السياحة المصرية، أجدني وقد تعلمت فيها الكثير على مدار تلك السنوات الثمانية بفصولها المختلفة، وأجدنى وقد تعرفت فيها على الكثير من الزملاء والأصدقاء، وزرت من خلالها الكثير من الأماكن والمواقع في مصرنا الحبيبة من أقصاها إلى أقصاها، وأجدنى  وقد ازدادت فيها خبراتي الحياتية والعملية والثقافية، وتكونت لدي بلا شك إدراكات ميَّزتنى كثيراً عن غيرى!

وداعا ترافكو!
واليوم وبعد تلك الأعوام التى عشناها سويا بأفراحها وأطراحها، وجدّها وهزلها، لا أملك من أمري سوى ترديد أبيات شاعر اضطرته لحظة الوداع مثلى:
أحبابنا سرتم بروحي وهل *** يبقى بغير الروح جثمان
أوحشتم الدنيا لعيني فمـــا ***   يحلى بإنساني إنســـان
أحبابنا ما الدار من بعدكم ***  دار ولا الأوطان أوطــان
ليس عجيبا جزع إنما الــ *** عجيب أن أبقى وقد بانوا
لو فارقوا الجنة مع حسنها **مات من الوحشة رضوان 


سأفتقدكم!
محمد شحاتة 




السبت، ديسمبر 29، 2012

الربيع العربي في برلين 79

 


وجاء عبد الرحيم ومن بعده أحمد وأوشك الطعام أن يكون جاهزا، فطلبت من أحدهما أن يتصل بمها الأردنية إن كانت ترغب في المجئ، وما هي سوى دقائق معدودات حتى دق الجرس فدخلت مها الأردنية ومعها كل من:لمياء، ومنة، وأريج، ثم لحق بهم التوانسة مها وأروى وغسان. وأشفقت على الدجاجة!

وبينما انكب الأخوة والأخوات العرب يجربون طبيخي اكتفت الفتيات المصريات بمشاهدة ما نفعل، وبدأت أستمع وأستمتع بكلمات المديح والإطراء  مثل: " الله، مممم، لذيذ، تسلم يدّك"، فازدادت لدي ثقتي بنفسي وانكببت على ما وصلت إليه يدي من طعام حتى أتيت عليه، وبينما نحن منشغلون ومخلصون ومستمتعون بما نأكل، فإذا بجرس الباب يدق، ليدخل علينا اليمنيين مشتاق وخالد- ولات حين مناص-فقد قضي الأمر، سوى من بقايا البقايا التى أبقيناها لهما!

واحتاجت أروى التونسية أن تغسل كوبا زجاجيا تشرب منه، ولما دخلت المطبخ سمعنا صراخها وهي تقول : أتغسلون أطباقكم بهذا المسحوق؟! فقلت لها: نعم. فانفجر ت تقول: ألم تقرأ ما كتب عليه إنه مسحوق لتنظيف دورات المياه؟!

وتبادلت وعبدالرحيم النظرات والاتهامات، مندهشين بما نسمع وغير مصديقين لما تقول. متى كان هذا، وكيف؟! لقد اشتريناه سويا؟! أحقا لم نقرأ؟! وما العمل إذا؟! إننا نغسل به منذ أسبوع!! يا إلهى!

ولما تأكدنا من ذلك صمتنا لبرهه، وفي حركة لا إرادية بدأ الجميع يضعون أيديهم على بطونهم! وساد المكان حالة من الهستيريا الممزوجة بالضحكات والدموع!

وانهالت على التعليقات الساخرة: "مسحوق لتنظيف الحمام! احجز لنا من فضلك في أقرب مستشفى! أين كانت أعينكم عندما اشتريتموه؟! وردد بعضنا الشهادتين!

ثم قالت مها التونسية موجهة كلامها نحوى "وأنا كنت فرحانه بالأكل المصري وافتكرت الأفلام المصرية اللي بيتقال فيها رُمي عضمك يا أختى رُمي !!!" وانفجر الجميع ضاحكون، ومر وقت طويل من السمر سريعا،استمعنا فيه لحكايات عربية بلهجات مختلفة، وكانت ليلة عربية ساخرة باقتدار، ضحكنا فيها كثيرا، حتى ضاع إرهاق هذا اليوم وماحدث فيه، واقتربنا من بعضنا أكثر فأكثر، حتى أحسسنا أننا صرنا عائلة واحدة، الأمر الذي أعطى الفرصة لمها الأردنية أن تدعونا لنتناول عندها الإفطار في صباح الغد، ثم جلسنا حتى منتصف الليل نخطط  ماذا سنفعل بعد الإفطار، فغدا السبت  أول أيام نهاية الأسبوع !

 

الربيع العربي في برلين 78



سرت في طريقي لا أدري إلى أين، فقط تركت لقدماي العنان كي تذهبا بي حيثما شائتا، وراودتنى أفكار كثيرة حادة...

" سألقى بكل ما اشتريت في صناديق القمامة، لا بل سأحرقها حتى لا يبقى منها شئ، وسأرد إليهم أموالهم التى دفعوها! لا لا سأبقى على ما اشتريت من هدايا وسأرد إليهم أموالهم ، فما ذنب من اشتريناها من أجلهم"!

ولكنى عدلت عن رأيي مفضلا حسن الظن بهبة، فلعلها فهمت أنني قد أنفقت كل النقود في وريقات من البردي، فهي لم تكن ممن شاهد ما اشتريت، أو لعلها لا تحب ورق البردي، سأخبرها في أول فرصة أننى اشتريت أشياءا أخرى قيمة وسأخبرها كذلك بأنني دفعت أكثر مما دفعوه!

وواصلت السير في طريق لا أعلم له نهاية، أخرج من حى لأدخل في آخر وأدخل من شارع لأخرج من نهايته، حتى صرت لا أعرف أين أكون ولا في أي الأحياء أسير! ولولا أمطارا بدأت تتساقط  فوق رأسى ما انتبهت للوقت، فقد مضى على سيرى أكثر من ساعة ونصف، وتذكرت أن المحلات تغلق أبوابها في الثامنة وأن على أن أشترى أغراضا كثيرة، فقد وعدت عبد الرحيم أن أصنع له عشاءا مصريا سيظل أبد الدهر يتذكره، ووعدت مها الأردنية كذلك إن جاءت أن تأكل من يدي مالم تأكله من قبل، بالأضافة إلى ما ينتظره أحمد مسعد الذي يبدو أنه قد غار من رامز، لذا اتجهت سريعا إلى أقرب محطة للأتوبيس فركبت أول من وصلها حتى اقتربت من مسكنى، فأسرعت إلى متجر كبير يسمى " ليدل" واشتريت منه دجاجة كبيرة وأشياءا أخرى ثم عدت إلى المنزل لأطبخها!

قمت بإعداد طبق كبير من سلطة الخضار مع طبق أكبر من المكرونة المحمرة مستخدما البهارات المصرية التى أحضرتها معى من مصر، والتى أكسبت الطعام رائحة زكية استنشقها كل من مر من أمام البيت!

وجاء عبد الرحيم ومن بعده أحمد وأوشك الطعام أن يكون جاهزا ، فطلبت منه أن يتصل بمها الأردنية إن كانت ترغب في المجئ، وما هي سوى دقائق معدودات حتى دق الجرس فدخلت مها الأردنية ومعها كل من: لمياء، ومنة، وأريج، ثم لحق بهم التوانسة مها وأروى وغسان. وأشفقت على الدجاجة!

الجمعة، ديسمبر 28، 2012

الربيع العربي في برلين 77

 


وبعد أن أنهى الدكتور جيدو محاضرته ذهبت إليهن مستفسرا عن سبب عدم الاقتناع، فقالت هبة: "على فكرة إحنا عاوزين فلوسنا، إنت شكلك كدا ضحكت علينا، وبعدين الراجل دا – تقصد الدكتور جيدو-ما يستحقش أي هدية لأنه اتكلم بطريقة مش كويسة عن اليمن، وكمان "مشتاق"اتخانق معاه"!

وأسرعت إلى "مشتاق اليمنى" أسأله عما حدث، فرأيته وقد بدت عليه علامات الانفعال والغضب، على الرغم من كل محاولات التهدئة التى قام بها خالد اليمنى وآخرون، ثم جاءت السيدة/ نيكول رينفرت وقدمت إليه اعتذارا وحاولت أن تشرح له الموقف، إلا أن مشتاق سد أمامها كل الطرق، ورفض رفضا باتا قبول اعتذارها قائلا: لابد وأن يأتى ليعتذر هو بنفسه! وما هي سوى لحظات حتى جاءه الدكتور جيدو معتذرا، فنظر إليه مشتاق باشمئزاز قائلا: وأنا لا أقبل اعتذارك!

ماذا حدث يا مشتاق؟ أأترككم لخمس دقائق فأعود وأجدكم تتعاركون! ماذا حدث يا عزيزى، ألا يمكنكم العيش بسلام من دونى؟! ولم يجبنى مشتاق سوى بقوله: مفيش، مفيش، ثم أخذ يلملم في أوراقه.

وعلمت بعد ذلك من أحد الزملاء أن مشتاق قد علق أيضا على الأبحاث التى قام بها الدكتور جيدو عن المجتمعات العربية، وانتقد فيها افتقادها للكثير من مقومات البحث العلمى؛ الأمر الذي أغضب الدكتور جيدو فنال من الثورة اليمنية، واصفا الشعب اليمني بأنه عالة على المجتع العالمى!

وعلى الرغم من أننى رأيت في عدم قبول مشتاق للاعتذار أمرا مبالغ فيه؛ إلا أنني بعدما علمت بما حدث، صرت مؤيدا لما فعله، بل وداعما له!

وخرجنا جميعا من المبنى عائدين إلى مساكننا، فقد كانت زيارة هذا المركز هي آخر الزيارات في هذا اليوم، وأراد بعض الزملاء أن ندخل لنتسوق في بيت من بيوت التسويق الكثيرة القريبة من المكان؛ إلا أنني فضلت أن أسير وحدي؛ فكلمات هبة لا يزال صداها يرن في أذني!!

"على فكرة إحنا عاوزين فلوسنا، إنت شكلك كدا ضحكت علينا"! ولا أدرى كيف ضحكت عليهم، ولا متى كان ذلك! وهل من العدل والإنصاف أن يكون جزاء من استقطع من وقته وجهده وماله كي يشترى تلك الهدايا ويتحمل عبئ المسئولية وثقل الأمانة أن يسمع مثل هذا الكلام؟! وأصابتنى الكآبة!

سرت في طريقي لا أدري إلى أين، فقط تركت لقدماي العنان كي تذهبا بي حيثما شائتا، وراودتنى أفكار كثيرة حادة...

" سألقى بكل ما اشتريت في صناديق القمامة، لا بل سأحرقها حتى لا يبقى منها شئ، وسأرد إليهم أموالهم التى دفعوها! لا لا سأبقى على ما اشتريت من هدايا وسأرد إليهم أموالهم، فما ذنب من اشتريناها لهم"!

الخميس، ديسمبر 27، 2012

الربيع العربي في برلين 76



وفي نهاية لقائنا حرصنا على أن نأخذ صورة مع السيد كلاوس براندنر ، بعدها عدنا للمرة الثالثة حيث مقاعدنا في الأتوبيس لينطلق بنا إلى مبنى قديم في وسط العاصمة برلين يقع به مكتب لهيئة المنح العلمية والسياسية (SWP) فصعدنا للطابق الثاني لندخل في قاعة كبيرة مستطيلة التقينا فيها السيدة نيكول رينفرت والدكتور جيدو اشتاينبرج.

 وأخذ الدكتور جيدو يشرح لنا عن نشاط هذه المؤسسة الذي يتركز على الأبحاث التى تتعلق بالمجتمع العربي ثم وزع علينا صورا من هذه الأبحاث مثل " من هم السلفيون؟"، "توابع الصراع الليبى على إفريقيا" ،" وحشية القوة في سوريا"، " قطر والربيع العربي"، "الجيش والإخوان". واستوقفنى من هذه الأبحاث البحث الذي يتكلم عن "السلفية" فأخذت أقرأ فيه، بينما هو يلقى المحاضرة!

ولما انتهى من كلامه رفعت يدي كي أسأل سؤالا فلما أذن لي قلت : سيدي لقد اطلعت سريعا على ما مررتموه إلينا من أبحاث فاستوقفنى بحثكم المعنون بـ ( من هم السلفيون؟) ورأيت أن هذا البحث ينقصة الكثير من المعلومات الموثقة  فلم أجد فيه مصدرا واحدا يمكننى الرجوع إليه، ثم إنكم قد ذكرتم أنواعا للسلفيين وتركتم أنواعا أخرى! فكانت إجابته بأن هذه الأبحاث اعتمدت على البحث الميداني وهي بعيدة إلى حد ما عن الأ بحاث الأكاديمية!

ولم أقتنع بما قاله السيد جيدو ففضلت الخروج من القاعة لأن النوم قد بدأ يراودنى، لا سيما بعد وجبة السمك التى أكلناها! ولما عدت كانت المحاضرة قد أوشكت على الإنتهاء فأخرجت كالعادة ورقتين من البردي كي يعطيها أحدنا كهدية رمزية للمحاضرين، ولأن هبة وسارة لم يقدما أي هدية منذ بداية المنحة، لذا فقد أرسلت إليهما بالورقتين كي يقدموها هذه المرة، وفوجئت بأنهما أرجعاها إلي مرة أخرى فلما استفسرت عن ذلك، أرسلت لى  سارة ورقة مكتوب عليها :- " لأنى مش مقتنعة"!
وبعد أن أنهى الدكتور جيدو محاضرته ذهبت إليهن مستفسرا عن سبب عدم الاقتناع، فقالت هبة: " على فكرة إحنا عاوزين فلوسنا، إنت شكلك كدا ضحكت علينا، وبعدين الراجل دا – تقصد الدكتور جيدو- ما يستحقش أي هدية لأنه اتكلم بطريقة مش كويسة عن اليمن وكمان مشتاق اتخانق معاه"!
 
 

الأربعاء، ديسمبر 26، 2012

الربيع العربي في برلين 75



وانتهت المحاضرة الجافة - هكذا أطلقت عليها- فمنذ بدايتها حيث تأخر السيد فينسيل عن الموعد، وأثنائها حيث الكلام الرتيب والإجابات التى جاءت معظمها مغلفة بالمصطلحات الدبلوماسية التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، ونهايتها حيث لم نخرج بشئ يذكر ولم نستفد شئيا، اللهم إلا بعض الصور الغير تقليدية التى التقطها رامز.

وعدنا حيث مقاعدنا في الأتوبيس الذي انطلق بنا نحو البرلمان الألماني وبالتحديد إلى مبنى باول لوبا في القاعة رقم 1. 501 لنجد في انتظارنا ثلاثة من كبار المتخصصين في الشأن العربي للبرلمان الألماني وهم:- السيد يؤاخم هورستر، والسيد كلاوس براندنر، والسيد جونتر جلوسر.

وانقسمنا بالتالي إلى ثلاثة مجموعات حسب تخصص كل واحد من أولئك النواب؛ فمثلا جلست المجموعة المصرية مع السيد كلاوس براندنر، لأنه رئيس المجموعة المتخصصة في الشئون المصرية. وجلس زملائنا المغاربة والتونسيين سويا مع السيد جونتر جولسر فهو رئيس المجموعة المتخصصة في شئوون المغرب العربي، وجلس الباقون " اليمنيين والأردنيين والفلسطيننين واللبناني" مع السيد يوأخم هورستير المسئول عن المجموعة المتخصصة في شئون الشرق الأوسط.

وانضمت إلى مجموعتنا المصرية ليلى أرمانيوس وكذلك أحد مساعدي النائب كلاوس براندنر، وتبين لى أن النائب كلاوس براندنر هو النائب الذي سيتدرب عنده زميلنا أحمد مسعد، لذا فقد كان من الطبيعى أن يحرص أحمد مسعد على أن يجلس بجواره وملتصقا به ومنصتا لحديثه وفي بعض الأحيان منشكحا بمعرفته!

وقد شعرت ورامز بتجاهل واضح من جانب السيد النائب لكلينا، فقد وجه وجهه شطر الفتيات المصريات وأخذ يتبادل معهن أطراف الحديث، معرضا عنا إعراضا كاملا؛ إلا أن رائحة شرائح السمك مع الأرز التى قدمت إلينا جعلتنا نعرض كذلك عن الحديث معه وأجبرتنا أن ننصت فقط لما بين أيدينا.

ولأن الألمان يحسبونها بالسحتوت فلم يكن لمساعد النائب نصيبا من السمك، لأنه ببساطة لم يكن مدعو لهذا الاجتماع؛ إلا أن شهامة المصريين وعلى رأسهم أحمد مسعد أبت أن تأكل وجار لها جوعان، لذا فقد عرض أحمد عليه أن يأكل من نصيبه؛ ورفض العرض معللا أنه ليس من محبى السمك!!

ولما انتهينا من أكل السمك وما أعقبه من أيس كريم أتى إلينا علاء الفلسطينى مستفهما من السيد النائب عما توصلت إليه صفقة الغواصات الألمانية لمصر وإسرائيل، ولم أهتم بمعرفة الإجابة على ذلك!

الربيع العربي في برلين 74


 
وما أن انتهيت من الكتابة حتى أسرعت في ارتداء ملابسي وأخذت حقيبتى وتوجهت نحو الأتوبيس فقد كانت التاسعة، وكان بانتظارنا كلا من الآنسة ليلى أرمانيوس والسيد يورجن بيترز، وما أن اكتمل العدد حتى انطلق بنا الأتوبيس نحو مبنى وزارة الخارجية، وهناك التقينا بالسيدة كارين جوته فصعدنا خلفها إلى الطابق الثالث حيث قاعة صغيرة بها مائدة مستطيلة رصت عليها أكواب الشاي والقهوة، واستقبلنا فيها شاب في الثلاثينيات من العمر، أخبرنا بأنه سيتحدث إلينا قليلا حتى يصل السيد/ فولكمار فينسيل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية.

ولم يمض وقتا طويلا حتى دخل علينا السيد "فينسيل" و معه السيد "بوخ فالد"، وتحدث إلينا السيد فينسل بقوله " إن ألمانيا لديها رغبة شديدة في التعاون مع كافة الدول العربية وخصوصا دول الربيع العربي"، وذكر أيضا أن الحكومة الألمانية تعمل مع نظيرتها المصرية على استرجاع الأموال المهربة خارج مصر. ثم تطرق به الحديث عن المساهمات التى تقدمها وزارة الخارجية الألمانية في مجال نشر اللغة والثقافة الألمانية؛ فتحدث عن إسهامات معهد جوته، وعن المنح الدراسية التى تقدمها الهيئة الألمانية للتبادل العلمي وكذلك عن منظمات المجتمع المدنى التى تمولها وزارة الخارجية الألمانية.

وكان سؤال أحدنا عن مدى استقلالية  القرارات والتوجهات لتلك الهيئات والمنظمات التى تمولها وزارة الخارجية الألمانية، وكان جواب السيد "فينسيل" أن وزارة الخارجية الألمانية لا تتدخل من قريب أو من بعيد في عمل تلك المنظمات والهيئات وأنها "أي المنظمات والهيئات" تتمتع بالحرية الكاملة في تنفيذ مشاريعها وخططها.

وطرحت هبة العقاد سؤالا أيقظ عند الكثيرين منا مشاعرا امتزجت فيها الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب مع الكثير من مشاعر الضيق والألم فقالت:- لماذا تلك المعاملة السيئة التى ينتهجها موظفى السفارة الألمانية بالقاهرة مع المتقدمين لطلب الحصول على تأشيرة دخول لألمانيا؟"

وكان رد السيد فينسيل لا يحمل جديدا، فذكر أن زيارة ألمانيا  تعتبر مطمعا للكثيرين الذين ما أن تطأ أقدامهم أرض ألمانيا حتى تراودهم فكرة البقاء فيها، الأمر الذي يسبب عبئا كبيرا على الحكومة الألمانية، ثم وعد وعدا دبلوماسيا بأنه سوف يتواصل مع السفارة الألمانية في القاهرة للعمل على تقديم المزيد من التسهيلات للمواطنيين!

وكان سؤالي موجها للسيد "بوخ فالد" حول دور وزارة الخارجية الألمانية في التواصل مع الأزهر الشريف كمؤسسة وسطية تعبر عن المسلمين في مصر وخارجها! وكان رد السيد بوخ فالد بأن وزارة  الخارجية ترغب في التواصل مع الجميع، إلا أن الأزهر موسسة دينية ليس لها علاقة بالسياسة ومن ثم فنحن نحترم ذلك.

وبينما أخذ الكثيرون منا في إعداد سؤال يطرحونه على السيدان "فينسيل وبوخ فالد"، انشغل رامز في التقاط الصور غير التقليدية للزملاء!!!

الثلاثاء، ديسمبر 25، 2012

الربيع العربي في برلين 73



الجمعة 14 سبتمبر

وجهتنا اليوم ليست إلى البرلمان الألماني، بل هي إلى مبنى وزارة الخارجية الألمانية، وسيأتى الأتوبيس في التاسعة صباحا ليأخذنا من أمام السكن، ووجدت أمامي وقتا كافيا لأفرغ أفكارا أرقت نومتى فأحضرت الورقة والقلم وكتبت ما يلى:-  

الدكتاتورية أسهل بكثير

"ما أصعبها هذه الديمقراطية وما أكثر إجراءاتها ، فلجان رئيسية، ثم لجان منبثقة، ولجان منبثقة من اللجان المنبثقة، ومعادلات وموائمات وموازنات ثم تعديلات وفي النهاية يكون التصويت. قمنا بالأمس بعمل محاكاة للبرلمان الألماني والإجراءات والخطوات التى يتبعها النواب إذا ما أرادو سن قانون ما.

 قسمنا المشرفون إلى أربعة مجموعات كل مجموعة تمثل حزبا " حزب الحكومة المتحالف مع حزب آخر، ثم حزب معارض ذو نسبة كبيرة من عدد النواب و حزب رابع ليس له تمثيل كبير في البرلمان" هذا الحزب المحدود العدد من النواب أراد أن يسن قانونا يسمح للمجتمع الألماني بأن يقرر مصيرة باستفتاء عام في حالة تجاهل البرلمان ومرور أكثر من ثمانية أشهر على مطالبة المواطنين بهذا القانون.

 وقد وضع الحزب شروطا لهذا الأمر منها على سبيل المثال أن يحمل الطلب توقيعات أكثر من 400 ألف مواطن. وفي حالة تصويت 20% من الناخبين سوف يصدر القانون. وقمت مع خمسة من زملائي بتمثيل دور النواب في الحزب الذي يريد سن هذا القانون وعلينا أن نقوم بإقناع حزب الحكومة أو الحزب المعارض أو كلاهما بهذا القانون.

 في البداية اخترنا رئيسا للبرلمان وبعد ذلك أمر رئيس البرلمان بتشكيل لجان من الأحزاب المختلفة لمناقشة هذا القانون المقترح، وبعد ذلك اختارت كل لجنة رئيسا لها ونائبان ثم بعد ذلك بدأنا نتفاوض مع الأحزاب الأخرى في محاولات مستميته لإقناعهم ثم بعد ذلك مناقشة كل مادة على حدى ومن ثم التصويت عليها، ثم الاجتماع مرة أخيرة لمناقشة القانون في جلسة عامة ثم التصويت عليه....

تذكرت البرلمان الأول بعد الثورة الذي تم حله من قبل المجلس العسكري بكلمة دكتاتورية بحتة نسفت مجهودات لم أكن ولا كثيرين مثلي يعرفون أنها تبذل في تلك اللجان.."

وما أن انتهيت من الكتابة حتى أسرعت في ارتداء ملابسي وأخذت حقيبتى واتجهت نحو الأتوبيس فقد كانت التاسعة، وكان بانتظارنا  كل من ليلى أرمانيوس والسيد يورجن بيترز، وانطلق بنا الأتوبيس حتى وصلنا إلى مبنى وزارة الخارجية فالتقينا بالسيدة كارين جوته فصعدنا خلفها حتى الطابق الثالث حيث قاعة صغيرة بها مائدة مستطيلة رصت عليها أكواب الشاي والقهوة، واستقبلنا فيها شاب في الثلاثينيات من العمر أخبرنا بأنه سيحدثنا قليلا حتى وصول السيد/ فولكمار فانسيل

الاثنين، ديسمبر 24، 2012

الربيع العربي في برلين 72


 
وصدمه رأيي مرة أخرى عندما سمع إجابتي على السؤال الذي قام بطرحه: هل تعتقد أن الإخوان سيحصلون على نفس النسبة في البرلمان القادم؟ فقلت له نعم أرى أن الإخوان سيحصلون على نفس النسبة إن لم يكن أكبر من التى حصلو عليها في البرلمان الذي تم حله، وأخذت أدلل له على صحة رأيي فقلت: إن الإخوان لديهم خبرة كبيرة في الانتخابات وقد حصلو على نسبة 40 في المائة من المقاعد في البرلمان السابق على الرغم من أنهم لم يترشحو سوى على 50% من المقاعد فماذا لو وزعوا مرشحيهم على 100% من المقاعد وماذا أيضا لو تحالف معهم السلفيين إذا شعر كلاهما أو أحدهما بالخطر؟

وقاطعنى بقوله ولكن الإخوان لم يحصلوا في الانتخابات الرئاسية سوى على 52% من أصوات الناخبيين الأمر الذي يظهر انخفاضا كبيرا في شعبيتهم . فقلت له كلامك صحيح ولكن لابد من التفريق بين الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات وبين الانتخابات البرلمانية، فلكل منها عوامله المساعدة وظروفه، وقلت له بأن التكتلات الحزبية والدينية تلعب دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية، ولكنها لا تستطيع لعب هذا الدور في الانتخابات البرلمانية وضربت له مثالا بالإخوة الأقباط؛ فإن بإمكانهم تغليب الكفة لصالح مرشح بعينه في الانتخابات الرئاسية بينما لا يمكنهم فعل ذلك مطلقا في الانتخابات البرلمانية لأنهم ببساطة لا يعيشون في دائرة انتخابية واحدة! واقتنع برأيي.

 ثم انتقلنا بالحديث إلى السلفيين وحجمهم ومدى تأثيرهم على القرارات السياسية التى سيتخذها الإخوان، ثم عن المعارضة ومدى تواجدها في الشارع ومن ثم قوتها و تأثيرها وما المتوقع منها، وقد أخذ منى السرد حقه، وأخذ الحوار منا كذلك حقه فطالت حباله وتشعب مواضيعه واحتجنا لشئ من الترطيب فطلب النائب من الجرسون أن يأتى لنا بأيس كريم!

 

وكانت التاسعة مساءا قد حلت، فاتصل النائب" اشتيفان كون"  بإدارة النقل في البرلمان كي تقوم بتجهيز سيارة توصلنى إلى حيث أسكن، وحتى يتم ذلك أخذنا في ترتيب ما يمكننا عمله سويا في الأيام القادمة، واقترح على النائب أن ألقى محاضرتين عن الوضع الراهن في مصر ، إحداهن في دريسدن والأخرى في جورلتس، ووافقت.

عدت إلى البيت فجلست مع عبد الرحيم قليلا أشاهد التلفاز ومايبث فيه من أخبار وكان أهمها وأبرزها هي الأخبار عن المظاهرات المتوقع حدوثها غدا الجمعة ردا على الفيلم الأمريكي المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم، واستئذنت من عبد الرحيم فدخلت غرفتى وأغلقت بابها على وأخرجت ورقة وقلما ثم كتبت ما يلى:-

 

حيدر حيدر

 

 ·  المشهد الأول

كنت حديث عهد بالدراسة الجامعية حيث انتفض الطلاب في المدنية الجامعية ضد رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري " حيدر حيدر" ساعتها خرج الطلاب عن بكرة أبيهم وخرجت معهم لا أدري ما هي الوليمة ولا ما هي أعشاب البحر ولم أعرف حتى من هو حيدر حيدر... وأخذتني الحماسة فجو المظاهرات لا يمكن وصفه ثم صحت بأعلى صوتي " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" في البداية كنت أردد خطأ حيث استبدلت كلمة خيبر بكلمة حيدر، فنبهني أحد الزملاء بأن الصحيح هو خيبر خيبر، نسبة إلى غزوة خيبر التي انتصر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على يهود خيبر. وواصلنا الهتافات حتى صرنا نهتف " الإسلام قاااادم ...قاااادم" فسألني أحدهم في عفوية من هو إسلام هذا ، وظن صاحبي إن شخصية تدعى إسلام ستأتي لتفض المظاهرة !!!

حينها قتل منا واحد وجرح أكثر من 90 آخرين بطلقات مطاطية -لا وقت الآن لتفصيلها- وحدثت حالات اختناق كثيرة، ثم حرقت مدينتنا الجامعية جراء القصف المتوالي للقنابل الغاز المسيل للدموع ثم حرمنا الوجبات الغذائية لمدة أسبوع.

على الجانب الآخر نفذت جميع نسخ الرواية من الأسواق وازداد رصيد حيدر حيدر البنكي، وظل كثيرون منا بعاهات مستديمة..

 · المشهد الثاني

ذهب بوش في زيارته الأخيرة للعراق فرماه " الزيدي" بحذائه على مرمى ومسمع من كل العالم، فماذا حدث من الشعب الأمريكي ردا على تلك الإهانة؟ هل انتفض الناس في الاثنين والخمسين ولاية أمريكية والتي يزيد عدد سكانها على عدد سكان جميع الدول العربية ؟!! لم نسمع شئيا!

 · المشهد الثالث

قتل في هذا الأسبوع السفير الأمريكي في ليبيا " وما أدراك ما السفير الأمريكي" فماذا كان من رد فعل للشعب الأمريكي ! هل خرج في مظاهرات؟ هل اعتدى على السفارة الليبية؟ هل حرق علم ليبيا؟ هل هل هل !!

 · المشهد الرابع

قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

ألا يفهم من الآية الكريمة أن رد الفعل يجب أن يكون مساويا للفعل ولا يزيد عليه! أرجو التدبر والتعقل!

بأبي وأمي يا رسول الله... ولكن بالعقل

ثم ذهبت لأنااااام

الربيع العربي في برلين 71




كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا بقليل، وكانت الشمس تستعد للرحيل فألقت بشفقها البرونزي فوق برج برلين، وكذلك فوق  منارات الكنائس التى برزت صلبانها من بين عمائر العاصمة، وكان المشهد رائعا، فدفعنى لأن أتقدم بالشكر للنائب وبدأنا نتعرف على بعضنا البعض.

أخبرني بأنه زار القاهرة ضمن وفد برلماني في شهر يوليو الماضي وأنه مهتم كثيرا بمصر وبما يحدث فيها لا سيما وأن أخته متزوجة من مصرى، ثم سالني عن انطباعي عن البرلمان الألماني، فقلت له : إن الدكتاتورية أسهل بكثير.
 
وحكيت له ما حدث وقمنا به اليوم من محاكاة للبرلمان، وكيف أن الديمقراطية تستهلك وتستنفذ الكثير من الوقت والجهد والمال، ثم أنها في الحقيقة لا ينتج عنها سوى قرارات دكتاتورية، وما على الأقلية سوى أن ترضخ لها قائلة سمعنا وأطعنا. ورأيته قد ابتسم لي بعد أن ظل يستمع لكلامي بإنصات شديد ثم قال: 

هذه هي الديمقراطية، وهي تعنى ببساطة حكم الأغلبية للأقلية، بغض النظر عما إذا كانت أرآء هذه الأغلبية على صواب أو على خطأ، وأنا أعلم جيدا أن الديمقراطية ليست هي أفضل نظم الحكم ولكنها أفضلها حتى الآن، وعلى الجميع أن يعرف قواعدها ثم يتقبلها حتى يمكنه أن يحقق بها أفضل النتائج.

وقطع حديثنا سؤال الجرسون الذي ما إن اقترب منا حتى انحنى انحناءة خفيفة بعثت إلينا بكثير من الاحترام وقال: ماذا يمكننى أن أقدم لكما من مشروبات ومأكولات؟  فطلب كلانا كوبا من عصير المانجو، ثم اخترت من قائمة الطعام رقم 25 بعد أن طلبت تعديلا بسيطا عليه، فقد احتوى الطلب في البداية على لحم بقري مع بطاطس بالفوتكا، فاستئذنته أن تكون البطاطس بالزيت العادي وليست بالفوتكا؟!!

وانتقلنا إلى الحديث عن مصر وما حدث وما يحدث فيها، وكان لديه فضول كبير في معرفة كيف وصل الإخوان للحكم، وما مدى قوتهم وقدرتهم على اجتياز المرحلة المقبلة خصوصا بعدما أصبح منهم الرئيس الذي أطاح بالعسكر، وجاءت إجابتي صادمة له بعض الشئ- هكذا قال لي-  فقد أخبرته بأنه بعد الثورة لم يبقى من المؤسسات سوى مؤسستين قويتيين منظمتيين هما " الجيش والإخوان" وكلاهما أراد بسط سيطرته الكاملة على المشهد فإن لم يستطع فعلى الأقل أن يستفيد منه، وقد بدى هذا الأمر واضحا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة حينما وقف الجيش وبشدة خلف الفريق أحمد شفيق، وحشد الإخوان كذلك كل ما يملكوه للوقوف خلف الدكتور محمد مرسى، ولأن الإخوان لديهم الخبرة الميدانية وكثير من المصداقية التى استطاعو كسبها على مدار سنوات ليست بالقليلة على أرض الواقع فقد نجحوا على الرغم من الكثير من المعوقات التى وضعت في طريق مرشحهم!

وصدمه رأيي مرة أخرى عندما سمع إجابتي على السؤال الذي قام بطرحه: هل تعتقد أن الإخوان سيحصلون على نفس النسبة في البرلمان القادم؟ فقلت له نعم أرى أن الإخوان سيحصلون على نفس النسبة إن لم يكن أكبر من التى حصلو عليها في البرلمان الذي تم حله، وأخذت أدلل له على صحة رأيي فقلت: إن الإخوان لديهم خبرة كبيرة في الانتخابات وقد حصلو على نسبة 40 في المائة من المقاعد في البرلمان السابق على الرغم من أنهم لم يترشحو سوى على 50% فقط من المقاعد، فماذا لو وزعوا مرشحيهم على 100% من المقاعد؟ وماذا أيضا لو تحالف معهم السلفيين إذا ما شعر كلاهما أو أحدهما بالخطر؟

وقاطعنى بقوله ولكن الإخوان لم يحصلوا في الانتخابات الرئاسية سوى على 52% من أصوات الناخبيين الأمر الذي يظهر انخفاضا كبيرا في شعبيتهم . فقلت له كلامك صحيح ولكن لا بد من التفريق بين الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات وبين الانتخابات البرلمانية، فلكل منها عوامله المساعدة وظروفه، وقلت له بأن التكتلات الحزبية والدينية تلعب دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية، ولكنها لا تستطيع لعب هذا الدور في الانتخابات البرلمانية وضربت له مثالين أحدهما بالإخوة الأقباط والثاني بالأخوة الصوفيين، فإن بإمكانهما تغليب الكفة لصالح مرشح بعينه في الانتخابات الرئاسية بينما لا يمكنهم فعل ذلك مطلقا في الانتخابات البرلمانية لأنهم ببساطة لا يعيشون في دائرة انتخابية واحدة! واقتنع برأيي.

السبت، ديسمبر 22، 2012

الربيع العربي في برلين 70

 

 
في الجلسة العامة رفضت الأغلبية مشروع القانون فلم تنفع معها المجهودات التى بذلت ولم ينفع معها كذلك البرديات التى أهديناها لهم!

وكدت أصرخ من الحنق والضيق؛ فسحقا لديموقراطية استنفذت منا وقتا وجهدا وأعصابا لتلقي بنا في أحضان استبداد ودكتاتورية الأغلبية التى لا تبغي من قراراتها سوى المصلحة الشخصية الضيقة؛ معتمدة على ما اغتنمته من أصوات أناس ربما لا يعلمون شيئا عما يدور في القاعات المغلقة، وتساءلت: هل هذه هي الديمقراطية، وما الفرق إذا بينها وبين الدكتاتورية؟! ورأيتها لعبة قذرة!


ودق جرس هاتفي معلنا استقبال رسالة، ففتحتها فإذا هي من سوزنا مساعدة النائب "اشتيفان كون" تخبرني فيها بأنها تنتظرني خارج القاعة، وخرجت إليها فسألتنى عما إذا كنت قد انتهيت من البرنامج أم لا؟ فقلت لها: لقد أوشكنا، ووجدتها فرصة كي أنتهي من حالة الحنق والضيق اللتين أصبت بهما منذ قليل ، وعدت لآخذ أغراضي ثم ذهبت معها.

 صعدنا سويا حتى قبة البرلمان وهناك التقيت لأول مرة بالنائب الشاب "اشتيفان كون" واستئذنت سوزانا لارتباطها بأعمال في مكتب النائب، واستقبلني النائب اشتيفان بترحاب كبير وترحيب أكبر، ثم دعاني على العشاء في مطعم فخم يقع خلف القبة الزجاجية ويطل على مدينة برلين.

كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا بقليل، وكانت الشمس تستعد للرحيل فألقت بشفقها البرونزي فوق برج برلين، وكذلك فوق  منارات الكنائس التى برزت صلبانها من بين عمائر العاصمة، وكان المشهد رائعا، فدفعنى لأن أتقدم بالشكر للنائب وبدأنا نتعرف على بعضنا البعض.

أخبرني بأنه زار القاهرة ضمن وفد برلماني في شهر يوليو الماضي وأنه مهتم كثيرا بمصر وبما يحدث فيها لا سيما وأن اخته متزوجة من مصرى، ثم سألني عن انطباعي عن البرلمان الألماني، فقلت له : إن الدكتاتورية أسهل بكثير.

الجمعة، ديسمبر 21، 2012

الربيع العربي في برلين 69


 
ولعبت مها الأردنية أيضا دور الوسيط في بعض الأحيان حينما احتدت المناقشات وتأزمت الأمور وتصلبت كل مجموعة لرأيها، كما أن لمياء المصرية بذلت مجهودا كبيرا في محاولة إقناع الأطراف الأخرى للتصويت معنا على هذا القرار، وبذلت أيضا مجهودا كبيرا في خفض سقف التعقيدات التى تعوق كسب كثير من الأصوات، وبينما استسلم مشتقاق اليمنى لمحاولاتنا المضنية لكسب تأيده، أبدى علاء الفلسطينى تعنتا واضحا معتمدا على انتمائة إلى حزب الأغبية الذي يرى في تمرير هذا القانون انتقاصا من صلاحيات نوابه!

وبتعنت علاء الفلسطينى وفريقه كدنا نصل إلى طريق مسدود؛ فلا ضوء يظهر في النفق، ولا أمل يلوح في الأفق، ورأيت أن أخفف من حدة هذه النقاشات وتلك المشادات، فأعطيت الرجل الذي يدربنا على عملية المحاكاة كاميرتي وطلبت منه أن يقوم بتصويرنا، وحينها انفجر الجميع في الضحك!

وتوصلنا مع المجموعات الأخرى إلى اتفاق بمقتضاه حدثت تغيرات طفيفة على الشروط التى وضعها حزبنا؛ الأمر الذي شعرنا معه بنشوة الانتصار وتمنينا أن تكون مجموعتنا الأخرى بقيادة سمية المغربية قد حققت نجاحات مشابهة حتى نضمن تصويت الأغلبية على مشروع القانون!

وليس كل ما يتمناه المرء يدركه؛ بل غالبا ما تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن، فقد أخفقت المجموعة الثانية في تحقيق أي تقدم يذكر، حتى أن رامز بدى عليه الانزعاج الشديد من عدم استجابة حزب الأغلبية والأحزاب المتحالفة معه لتوسلاته وعروضه!

وفي الجلسة العامة رفضت الأغلبية مشروع القانون فلم تنفع معها المجهودات التى بذلت ولم ينفع معها كذلك البرديات التى أهديناها لهم!

الخميس، ديسمبر 20، 2012

الربيع العربي في برلين 68


في البداية قمنا بالتصويت لاختيار رئيس من بيننا للمجموعة، فوقع الاختيار على لمياء المصرية، ثم اخترنا سمية المغربية نائبة لها وبدأنا في دراسة مشروع القانون، هذا القانون باختصار هو عبارة عن قانون يعطي مجموعة من الأشخاص في المجتمع الألماني الحق في تقرير مصيرهم في قضية ما بموجب استفتاء عام، وذلك في حالة ما إذا تجاهل البرلمان طلبهم استصدار ذلك القانون، شريطة أن تمر ثمانية أشهر على تقديم هذا الطلب للبرلمان. وقد وضعنا " أي الحزب" شروطا أخرى لضبط هذا القانون منها على سبيل المثال أن يحمل الطلب توقيعات أكثر من 400 ألف مواطن، وأن يصدر القانون في حالة تصويت نسبة لا تقل عن 20% من المواطنيين بالإيجاب لصالح القانون.


وبعد أن قمنا بدراسة المشروع وكيفية الدفاع عنه، قمنا كذلك بوضع استراتيجية للتعامل مع الأحزاب الأخرى المعارض منها والمؤيد، ثم انقسمت مجموعتنا إلى مجموعتين، مجموعة برئاسة لمياء، ومجموعة أخرى برئاسة سمية تركناها بعد أن أخذنا عليهم عهدا أن يبذلوا قصار جهدهم في إقناع الآخرين. وتحت قيادة لمياء انتقلنا إلى قاعة أخرى التقينا فيها بمجموعات من الأحزاب الأخرى، وكان لا بد لهذا الاجتماع من رئيس، هكذا تقول الديمقراطية، فكانت مها الأردنية هي الرئيس. ولا أدرى لماذا حصلت هي دون غيرها على الرئاسة من دون انتخاب كما تقول الديمقراطية، ولا أدري كذلك لماذا كان كل رؤساء المجموعات من الجنس الناعم؟!

والحق يقال بأن مها الأردنية أثبتت أن الجنس الناعم يستطيع أن يكون قائدا يمكنه أن يدير الجلسات بحرفية عالية وبحكمة  قوية، ويستطيع كذلك أن يكون حازما صارما إذا ما احتاج الأمر لذلك، وتعجبت لذلك !

ولعبت  مها الأردنية كذلك دور الوسيط في بعض الأحيان حينما احتدت المناقشات وتأزمت الأمور وتصلبت كل مجموعة لرأيها، كما أن لمياء بذلت مجهودا كبيرا في محاولة إقناع الأطراف الأخرى للتصويت معنا على هذا القرار، وبذلت أيضا مجهودا كبيرا في خفض سقف التعقيدات التى تعوق كسب كثير من الأصوات، ولم نكن نتوقع مطلقا أن نحقق أي نجاح!

الأربعاء، ديسمبر 19، 2012

الربيع العربي في برلين 67


 
والتقيت في المتحف بالتونسيان مها وغسان ، وكنا متأثرين كثيرا بصور التعذيب والتنكيل التى تعرض لها الشعب اليهودي على يد النازييين؛ إلا أن صور تعذيب الفلسطينيين واللبنانيين والسورين وكذلك المصريين واستباحة عرضهم واغتصاب أراضيهم على يد الإسرائيلين  لم تغادر مخيلتيى مما جعلنى لا أتردد لحظة كي أكتب في دفتر توقيعات المتحف " بحب مصر وبكره اسرائيل"!

كان في انتظارنا عند باب الخروج من المتحف الكثير من الزملاء فاتفقنا على أن نذهب أولا لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم القريبة من البوندستاج حتى يمكننا العودة سريعا لنكمل ما وضع لنا من برنامج. ولما مررنا من أمام أحد المحلات التى تبيع الهدايا التذكارية المكتوب علي بعض منها "برلين" والمرسوم على البعض الآخر صورا لبوابتها وأشهر معالمها أراد أحمد مسعد أن يدخل ليشتري تي شرتا مطبوع عليه "أحب برلين" مما جعلنا نتخلف عن المجموعة وذهبنا سويا إلى محطة القطار التى جلسنا أمامها بالأمس فدخلنا مطعم ماكدونالدز فاشرتينا منه شيئا أكلناه.

بعد ذلك عدنا سريعا حيث مبنى باول لوبا فوجدنا في انتظارنا اثنين من العاملين في البرلمان أخبرانا بأننا سوف نقوم بعمل محاكاة لما يتم علمه في البرلمان الألماني من اختيار الرئيس والوكيلين ومن مناقشة القوانيين وتحضيرها في اللجان المتخصصة، ثم التصويت عليها في الجلسة العامة. وتم اختيار سناء المغربية كرئيس للبرلمان فأدت اليمين الدستورية،وتلت علينا جدول الأعمال، ثم قسمونا إلى مجموعات كل مجموعة تعبر عن حزب من الأحزاب، وأعطو كل مجموعة منا  نسخا من مشروع لقانون يريد أحد الأحزاب مناقشتة ومن ثم التصويت عليه. وكانت مجموعتى ( لمياء، منى، سمية، رامز) هي التى اقترحت مشروع القانون هذا، وعلينا أن نقنع أحزاب المعارضة الأخرى ويا حبذا لو استطعنا اقناع الحزب الحاكم أيضا بالتصويت على هذا المقترح! ترى هل سننجح أم لا؟!

الثلاثاء، ديسمبر 18، 2012

الربيع العربي في برلين 66


 
اقترح علينا علاء الفلسطيني أن نذهب سويا لتناول طعام الغداء؛ فبالقرب من المكان الذي نحن فيه توجد مطاعم كثيرة ؛ إلا أننا "رامز وأحمد وأنا" فضلنا أن ندخل المتحف الذي يقع أسفل النصب التذكاري، واضطررنا للوقوف في الطابور!

في أثناء وقوفنا في الطابور سألتنا  إحدى الموظفات عن أي اللغات نتحدث حتى تعطينا نشرة إعلانية لذكرى المحرقة؟ فطلبنا منها نشرة بالعربية إن وجد، فقالت إن لديها نشرات متوفرة بعشرين لغة وبطريقة برايل أيضا.

المتحف مجهز بأحدث ما توصل إليه العلم من إنتاج في مجال شاشات العرض والتقنية الفنية، ومقسم إلى عدة قاعات؛ فقاعة الأبعاد تحتوى على المفكرات اليومية والخطابات والمذكرات الأخيرة التى كتبها اليهود خلال فترة الاضطهاد، بالإضافة إلى شاشة كبيرة تعرض باستمرار أعداد ضحايا البلدان الأوروبية المتضررة في أعقاب عام 1937. وبجوارها تقع قاعة العائلات حيث يتم فيها عرض صور ووثائق شخصية تعكس مقاومة يهود أوروبا للمحرقة وتحكي عن كيفية تشتييت شمل 15 عائلة يهودية وطردهم وقتلهم. ثم قاعة الأسماء التى يتمكن الزائر فيها من الاستماع إلى أسماء وسير مختصرة لليهود القتلى والمفقودين من جميع أنحاء أوروبا الذين يحتاج الزائر على حسب ما ذكره المتحف- حوالي ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة وعشرين يوما لقراءتها... أما قاعة الأماكن فيعرض فيها حوالي 220 موقعا يمثلون مواقع اضطهاد وإبادة يهود أوروبا وغيرهم من الضحايا على هيئة صور وأفلام تاريخية!

لقد استطاع اليهود بحق عرض قضيتهم بحرفية عالية واستفادوا من تلك الأحداث المأساوية كثيرا ولا أدري لماذا تذكرت القصة التى عنوانها " ذبابة في فنجان قهوة"  والتى تقول بأن ذبابة وقعت في فنجان رجل أوروبي وآخر أمريكي وثالث صيني ورابع إسرائيلي فماذا كان تصرف كل واحد منهم في هذا الفنجان؟

الأوروبي ترك فنجان القهوة وغادر المقهى، والأمريكي أخرج الذبابة وألقاها في سلة المهملات وشرب القهوة، والصينى أكل الذبابة ورمى القهوة؛ أما إلاسرائيلي فقام بالآتى:
باع القهوة للأمريكي والذبابة للصيني وظل يصرخ ويصيح بأن أمنه قد انتهك، واتهم الفلسطينيين بأنهم هم من وضعو الذبابة في فنجانه، ثم اتهم حزب الله وسوريا وإيران باستخدام أسلحة جرثومية، وطالب أمريكا بالمزيد من المساعدات العسكرية وطالبها أيضا بقروض ميسرة وسريعة لشراء فنجان قهوة جديد، ثم طالب المقهى بتقديم قهوة مجانية مدى الحياة له ولجميع يهود العالم كتعويض عما حدث!
 
والتقيت في المتحف بالتونسيان مها وغسان.