الجمعة، ديسمبر 28، 2012

الربيع العربي في برلين 77

 


وبعد أن أنهى الدكتور جيدو محاضرته ذهبت إليهن مستفسرا عن سبب عدم الاقتناع، فقالت هبة: "على فكرة إحنا عاوزين فلوسنا، إنت شكلك كدا ضحكت علينا، وبعدين الراجل دا – تقصد الدكتور جيدو-ما يستحقش أي هدية لأنه اتكلم بطريقة مش كويسة عن اليمن، وكمان "مشتاق"اتخانق معاه"!

وأسرعت إلى "مشتاق اليمنى" أسأله عما حدث، فرأيته وقد بدت عليه علامات الانفعال والغضب، على الرغم من كل محاولات التهدئة التى قام بها خالد اليمنى وآخرون، ثم جاءت السيدة/ نيكول رينفرت وقدمت إليه اعتذارا وحاولت أن تشرح له الموقف، إلا أن مشتاق سد أمامها كل الطرق، ورفض رفضا باتا قبول اعتذارها قائلا: لابد وأن يأتى ليعتذر هو بنفسه! وما هي سوى لحظات حتى جاءه الدكتور جيدو معتذرا، فنظر إليه مشتاق باشمئزاز قائلا: وأنا لا أقبل اعتذارك!

ماذا حدث يا مشتاق؟ أأترككم لخمس دقائق فأعود وأجدكم تتعاركون! ماذا حدث يا عزيزى، ألا يمكنكم العيش بسلام من دونى؟! ولم يجبنى مشتاق سوى بقوله: مفيش، مفيش، ثم أخذ يلملم في أوراقه.

وعلمت بعد ذلك من أحد الزملاء أن مشتاق قد علق أيضا على الأبحاث التى قام بها الدكتور جيدو عن المجتمعات العربية، وانتقد فيها افتقادها للكثير من مقومات البحث العلمى؛ الأمر الذي أغضب الدكتور جيدو فنال من الثورة اليمنية، واصفا الشعب اليمني بأنه عالة على المجتع العالمى!

وعلى الرغم من أننى رأيت في عدم قبول مشتاق للاعتذار أمرا مبالغ فيه؛ إلا أنني بعدما علمت بما حدث، صرت مؤيدا لما فعله، بل وداعما له!

وخرجنا جميعا من المبنى عائدين إلى مساكننا، فقد كانت زيارة هذا المركز هي آخر الزيارات في هذا اليوم، وأراد بعض الزملاء أن ندخل لنتسوق في بيت من بيوت التسويق الكثيرة القريبة من المكان؛ إلا أنني فضلت أن أسير وحدي؛ فكلمات هبة لا يزال صداها يرن في أذني!!

"على فكرة إحنا عاوزين فلوسنا، إنت شكلك كدا ضحكت علينا"! ولا أدرى كيف ضحكت عليهم، ولا متى كان ذلك! وهل من العدل والإنصاف أن يكون جزاء من استقطع من وقته وجهده وماله كي يشترى تلك الهدايا ويتحمل عبئ المسئولية وثقل الأمانة أن يسمع مثل هذا الكلام؟! وأصابتنى الكآبة!

سرت في طريقي لا أدري إلى أين، فقط تركت لقدماي العنان كي تذهبا بي حيثما شائتا، وراودتنى أفكار كثيرة حادة...

" سألقى بكل ما اشتريت في صناديق القمامة، لا بل سأحرقها حتى لا يبقى منها شئ، وسأرد إليهم أموالهم التى دفعوها! لا لا سأبقى على ما اشتريت من هدايا وسأرد إليهم أموالهم، فما ذنب من اشتريناها لهم"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق