وقلبت بصري في القاعة بحثا عن المكان الذي يجلس
فيه رئيس البرلمان فلم أجده!
فذهبت مسرعا إلى النائب بورنزن أسئله عن رئيس
البرلمان؛ فنحن نود أن نعطيه هدية أحضرناها معنا من مصر له و للبوندستاج، فقال لي إن
رئيس البرلمان قد اضطر للاستئذان نظرا لارتباطه بموعد، ثم نادى على السيدة كارين
جوته وطلب منها أن تستأذن رئيس البرلمان في تحديد موعد لنقدم له ما أحضرناه،
فوعدتني بذلك.
وجاء موعدنا مع البوفيه الشرقي المفتوح، ما لذ
وطاب من الأطعمة والمأكولات والحلويات الشرقية التى امتلأت بها المائدة في تنوع
كبير يغرى العينين ويحيير العقل، ولم يفت القائمين على هذه المائده شئ، حتى الخبز
الشرقي الذي نسميه عندنا في مصر (العيش الشامي) والطحينة وبابا غنوج ويا سلام على
البقلاوة، وحتى الشاى العربي كان محسوبا!
والتقيت على المائدة بالسفير المصرى فتبادلنا
الترحيب، ودعاني أن نتواصل معه فقد ترك رقم تليفونه مع رامز، وقال يا حبذا لو جئتم
لزيارتي في مقر السفارة المصرية ببرلين؛ فشكرته على الدعوة الكريمة ووعدته بأنني
سأتشاور مع المجموعة لنلبي الدعوة!
التقى كل واحد من المجموعة بنائبه أو مساعد نائبة
الذي حضر الحفل، وبقيت وحدي وحيدا؛ فلم يحضر النائب الذي سأتدرب معه، بسبب انشغاله،
ولم يأتي مساعده كذلك، وصرت أتجول في القاعة، أقف مع هذا، وأحدث ذاك، وأستمع لكلام
هذا، وأنظر إلى ذاك حتى بدأ الحضور في الانصراف، وحتى بدأت الأصوات تخفو وتخفو،
إلى أن سمعت أحدهم ينادي:
" أعزائي: هلا ساعدتمونا وأخذ كل واحد منكم ما
يريده من المائدة؛ فما تبقى عليها سيكون مصيرة سلة المهملات" وتردد الجميع،
فكرر الرجل كلامه مؤكدا على أن مصير هذه المأكولات الشرقية اللذيه سيكون سلة
المهملات لا محالة، فاندفعنا نحو المائدة لنحمل ما نستطيع حمله، وكان تركيزي على الخبز
الشرقي (العيش الشامي) وطلبت منى أنمار مساعدتها حمل بعض الماكولات، وحملت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق