وصدمه رأيي
مرة أخرى عندما سمع إجابتي على السؤال الذي قام بطرحه: هل تعتقد أن الإخوان
سيحصلون على نفس النسبة في البرلمان القادم؟ فقلت له نعم أرى أن الإخوان سيحصلون
على نفس النسبة إن لم يكن أكبر من التى حصلو عليها في البرلمان الذي تم حله، وأخذت
أدلل له على صحة رأيي فقلت: إن الإخوان لديهم خبرة كبيرة في الانتخابات وقد حصلو
على نسبة 40 في المائة من المقاعد في البرلمان السابق على الرغم من أنهم لم يترشحو
سوى على 50% من المقاعد فماذا لو وزعوا مرشحيهم على 100% من المقاعد وماذا أيضا لو
تحالف معهم السلفيين إذا شعر كلاهما أو أحدهما بالخطر؟
وقاطعنى
بقوله ولكن الإخوان لم يحصلوا في الانتخابات الرئاسية سوى على 52% من أصوات
الناخبيين الأمر الذي يظهر انخفاضا كبيرا في شعبيتهم . فقلت له كلامك صحيح ولكن لابد
من التفريق بين الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات وبين الانتخابات البرلمانية،
فلكل منها عوامله المساعدة وظروفه، وقلت له بأن التكتلات الحزبية والدينية تلعب
دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية، ولكنها لا تستطيع لعب هذا الدور في الانتخابات
البرلمانية وضربت له مثالا بالإخوة الأقباط؛ فإن بإمكانهم تغليب الكفة لصالح مرشح
بعينه في الانتخابات الرئاسية بينما لا يمكنهم فعل ذلك مطلقا في الانتخابات البرلمانية
لأنهم ببساطة لا يعيشون في دائرة انتخابية واحدة! واقتنع برأيي.
ثم انتقلنا بالحديث إلى السلفيين وحجمهم ومدى
تأثيرهم على القرارات السياسية التى سيتخذها الإخوان، ثم عن المعارضة ومدى تواجدها
في الشارع ومن ثم قوتها و تأثيرها وما المتوقع منها، وقد أخذ منى السرد حقه، وأخذ
الحوار منا كذلك حقه فطالت حباله وتشعب مواضيعه واحتجنا لشئ من الترطيب فطلب
النائب من الجرسون أن يأتى لنا بأيس كريم!
وكانت
التاسعة مساءا قد حلت، فاتصل النائب" اشتيفان كون" بإدارة النقل في البرلمان كي تقوم بتجهيز سيارة
توصلنى إلى حيث أسكن، وحتى يتم ذلك أخذنا في ترتيب ما يمكننا عمله سويا في الأيام
القادمة، واقترح على النائب أن ألقى محاضرتين عن الوضع الراهن في مصر ، إحداهن في
دريسدن والأخرى في جورلتس، ووافقت.
عدت إلى
البيت فجلست مع عبد الرحيم قليلا أشاهد التلفاز ومايبث فيه من أخبار وكان أهمها
وأبرزها هي الأخبار عن المظاهرات المتوقع حدوثها غدا الجمعة ردا على الفيلم
الأمريكي المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم، واستئذنت من عبد الرحيم فدخلت غرفتى
وأغلقت بابها على وأخرجت ورقة وقلما ثم كتبت ما يلى:-
حيدر حيدر
· المشهد الأول
كنت حديث عهد بالدراسة الجامعية حيث انتفض
الطلاب في المدنية الجامعية ضد رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب
السوري " حيدر حيدر" ساعتها خرج الطلاب عن بكرة أبيهم وخرجت معهم لا أدري
ما هي الوليمة ولا ما هي أعشاب البحر ولم أعرف حتى من هو حيدر حيدر... وأخذتني
الحماسة فجو المظاهرات لا يمكن وصفه ثم صحت بأعلى صوتي " خيبر خيبر يا يهود
جيش محمد سوف يعود" في البداية كنت أردد خطأ حيث استبدلت كلمة خيبر بكلمة
حيدر، فنبهني أحد الزملاء بأن الصحيح هو خيبر خيبر، نسبة إلى غزوة خيبر التي انتصر
فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على يهود خيبر. وواصلنا الهتافات حتى صرنا نهتف
" الإسلام قاااادم ...قاااادم" فسألني أحدهم في عفوية من هو إسلام هذا ،
وظن صاحبي إن شخصية تدعى إسلام ستأتي لتفض المظاهرة !!!
حينها قتل منا واحد وجرح أكثر من 90 آخرين
بطلقات مطاطية -لا وقت الآن لتفصيلها- وحدثت حالات اختناق كثيرة، ثم حرقت مدينتنا
الجامعية جراء القصف المتوالي للقنابل الغاز المسيل للدموع ثم حرمنا الوجبات
الغذائية لمدة أسبوع.
على الجانب الآخر نفذت جميع نسخ الرواية من
الأسواق وازداد رصيد حيدر حيدر البنكي، وظل كثيرون منا بعاهات مستديمة..
· المشهد الثاني
ذهب بوش في زيارته الأخيرة للعراق فرماه
" الزيدي" بحذائه على مرمى ومسمع من كل العالم، فماذا حدث من الشعب
الأمريكي ردا على تلك الإهانة؟ هل انتفض الناس في الاثنين والخمسين ولاية أمريكية
والتي يزيد عدد سكانها على عدد سكان جميع الدول العربية ؟!! لم نسمع شئيا!
· المشهد الثالث
قتل في هذا الأسبوع السفير الأمريكي في ليبيا
" وما أدراك ما السفير الأمريكي" فماذا كان من رد فعل للشعب الأمريكي !
هل خرج في مظاهرات؟ هل اعتدى على السفارة الليبية؟ هل حرق علم ليبيا؟ هل هل هل !!
· المشهد الرابع
قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ
وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ
شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ
تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ
عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ألا يفهم من الآية الكريمة أن رد الفعل يجب
أن يكون مساويا للفعل ولا يزيد عليه! أرجو التدبر والتعقل!
بأبي وأمي يا رسول الله... ولكن بالعقل
ثم ذهبت لأنااااام
ثم ذهبت لأنااااام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق