الربيع العربي في برلين 55

 

ثم فتح باب النقاش فرفعت جميع الأيدي...

وتولت السيدة كارين جوته تنظيم طرح الأسئلة، وكان عليها أن توازن بين الوقت المتاح وبين عدد الأسئلة المطروحة؛ لا سيما وأن الجيمع لديهم ما يودون طرحه؛ مع الوضع في الاعتبار بأن رئيس البرلمان لديه مواعيد وارتباطات أخرى ينبغى أن تؤخذ في الحسبان!

واختلفت الأسئلة باختلاف طارحيها، وجاءت متنوعة نظرا لتنوع بلداننا وتباينها؛ فهذا عبد الرحيم المغربي أعطيت له الكلمة فاعتدل في جلسته وحيا رئيس البرلمان شاكرا إياه على دعوته الكريمة كي نتعرف على الديمقراطية الألمانية، ثم علت حدة صوته فجأة وارتفعت حينما قال:" أنتم ليس لديكم تواجد كاف عندنا في المغرب، لقد ركزتم جل دعمكم في بلدان بعينها، فأعطيتم مصر وتونس النصيب الأكبر من الاهتمام، نريدكم أن تأتوا إلينا فنحن ننتظر منكم المزيد " وكان رد رئيس البرلمان بأنه جرى العرف أن يكون المغرب العربي ساحة مقصورة على فرنسا وأسبانيا، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مشروع تعليمي ستقوم به ألمانيا بالتعاون مع المملكة المغربية قريبا جدا، ثم وعد رئيس البرلمان عبد الرحيم بأنه لن يكتفي بهذا المشروع وأنه ستكون هناك مشاريع أخرى في القريب العاجل.

ودارت كلمة سناء وعبدالله حول هذا الأمر؛ إلا أن عبد الله اعترف في بداية كلمته أن مصر وهي شقيقة الأردن الكبرى بحكم عدد السكان، والتاريخ، والحضارة، والموقع، والدور السياسي المؤثر الذي تلعبه في المنطقة تكون مغرية للغرب كي يلقى بكل ثقله الثقافي والسياسي والتعليمي بها، وطالب عبد الله كذلك بالمزيد من المشاريع الثقافية في بلده.

أما غسان والذي سرق منى سؤالى الذي كنت قد أعددته منذ الأمس ومنتظر طرحه على رئيس البرلمان بفروغ الصبر فقال بنبرة صوته ذات الشجن الذي لا تخطئه أذن: سيدي الرئيس إن سوريا إحدى الدول العربية التى تمر اليوم بمأساة حقيقية تستوجب الدعم والمساندة من الاتحاد الأوروبي وخصوصا ألمانيا ولم نسمع حتى الآن سوى شجب واحتجاج واستنكار، الأمر الذي لم يرقى لمستوى تلك الجريمة النكراء التى يمارسها النظام ضد شعبه الأعزل!