ملخص كتاب استمتع بحياتك للعريفي

محمد حسن سعودي يكتب: ملخص كتاب استمتع بحياتك للدكتور العريفي

بسم الله الرحمن الرحيم

 فى البداية أود أن أخبر حضراتكم بأن كتاب "استمتع بحياتك" للدكتور محمد العريفي هو من أفضل الكتب التي قرأتها على مدار السنتين الماضيتين. والدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي هو داعية إسلامي سعودي، ودكتور في العقيدة، وأستاذ مساعد في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود.  وهو أيضاً عضو رابطة علماء المسلمين وعضو الهيئة العليا للتنمية البشرية، وعضو فى عدد من المكاتب الدعوية والهيئات الإسلامية، وله العديد من المؤلفات القيمة والهامة جدا مثل: "ضع بصمتك"، "إنها ملكة"، "فى بطن الحوت"، "نهايه العالم"، "العالم الأخير"، "اركب معنا"، "الدرر البهية فى الألغاز الفقهية" وغيرها. وقد حصل الدكتور على بعض الإجازات فى القرآن الكريم وفى علوم الحديث الشريف. أما بخصوص هذا الكتاب الذي نحن بصدد تلخيصه،  فالهدف الأساسي منه هو الوصول إلى كيفية للتعامل مع الناس، ليصل بك الحال لتكون محبوباً منهم، ومؤثرًاً فيهم، بما تملكه من أسلحة فتاكة، وسترى النتائج العجيبة من تطبيق ما بداخله.

 وقصة الكتاب حدثت بالفعل مع مؤلفه الدكتور العريفي، فعندما كان العريفي يقرأ كتاب "فن التعامل مع الناس لدايل كارنيجي" وجد نفسه يقول: "إن كارنيجي وضع شرطًاً لمن يقرأ الكتاب وهو أن يعيد قرأته كل شهر حتى يتمكن من الوصول إلى الغاية المنشودة من الكتاب، وبالفعل قرأت الكتاب أكثر من مرة، وطبقت ما بداخله فوجدت العجب العجاب، فقلت لنفسي: هذا الكتاب أَلفه كارنيجى لأجل سعادة الدينا، فماذا لو عرف الإسلام وأخلاقه، فحصّل سعادة الدارين؟ ماذا لو جعل مهارات التعامل مع الناس عبادة يتقرب بها العبد الى ربه؟" فعزم الشيخ العريفي على تأليف هذا الكتاب "استمتع بحياتك" وجعله يبحث فى فنون التعامل مع الناس فى ظل السيرة النبوية. فبحث فى مواقف النبى صلى الله عليه وسلم، ومواقف الصحابة الكرام، والرجال من أمتنا، فوجد ما يغنينا ويزيدنا، فعقد العزم على تأليف الكتاب. هذا ويذكر العريفي أن هذا الكتاب قد تجاوزت نُسخه المليوني نسخة، وترجم إلى سبع تراجم بفضل الله.

وبصراحة فقد حلصت على النسخة السعودية من الكتاب، مما جعلني أقسم الكتاب إلى أجزاء حتى أنتهي من قراءته سريعاً؛ لأن عدد صفحاته تعدت الأربعمائة صفحة. ولتعلم أخي القارئ أن هذا الكتاب يأثر ويجذب كل من يقرأه كما يجذب المغناطيس المعادن. وإني لأنصح باقتنائه، وبالمداوة على قرأته حتى تطبيق قواعده، وحتى يتثنى لك الاستفادة القصوى منه. ولتحقيق غايتك فقد قسمته إلى خمسة أقسام. في القسم الأول أهتم الدكتور العريفى بتعريف القارئ بكيفية الوصول إلى ذاته، وكيفيه تطويرها، وأيضا كيفيه إستخدام وإستغلال المهارات الخاصه به، وكيفيه التعامل مع الفقراء والنساء والأطفال والمخالفين فى الرأى. ومن بعض أقواله: "كن حيا لاميتاً ... تفاعل بكلامك..... بتعبيرات وجهك حتى يأنس الاخرين بك " وكلها مستوحاة من قصص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن قصص الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

 وأما الجزء الثاني فقد عمل فيه الشيخ العريفي على تعريف النفس بكيفية كسب القلوب، ووضع لها  100 طريقة لكسب قلوب الناس، ومن بعض أقواله "ليس النجاح أن تكتشف ما يحب الأخرين، وإنما النجاح أن تمارس مهارات تكسبك بها محبتهم" ومنها أيضا: "أحسن النية – استعمل الطُعم المناسب بضم الطاء – اختار الكلام المناسب، وكيف تكون لماحاً –وأن تراعي شعور الآخرين } وهنا وصف الشيخ الناس بأنهم كمعادن الأرض، وصدق ورب الكعبة؛ فمنهم الذهب ومنهم الفضة. أما الجزء الثالث فتوغل الشيخ مع القارئ إلى قلوب المخالفين له فى الرأى، وإلى كيفية التعامل معهم، وأيضاً كيفية إقناعهم. وأعترف أني استفدت من هذا الجزء كثيراً، وأيضاً كيفية معالجة الأخطاء بسهولة ومن بعض أقواله: "خير الداعين من يدعو بأفعاله قبل أقواله" وأيضا: " نبه على الخطأ باختصار، ولا تلق محاضرة"

 أما الجزء الرابع وقبل الأخير فهنا يُعلم الشيخ القارئ إلى كيفية استخدام الأسلحة التى يمتلكها وهو لا يدرى ومنها "الابتسامة"، وكيفية جعل لغة اللسان لغة عذبة بسيطة مؤثرة، وأيضا كيفية وضع الخطوط الحمراء، وتعلم التواضع والاهتمام بالمظهر الخارجي، والصدق، والشجاعة، وتعلم الثبات على الموقف، والعفو عن الآخرين، وكف الأذى، وضبط اللسان. ومن بعض أقواله: "كل إنسان له مفتاح، ومعرفة طبيعة الإنسان تدلك على معرفة المفتاح المناسب" وأيضا: "الناس كلما أشعرتهم بقيمتهم وأظهرت الاهتمام بهم، ملكت قلوبهم، وأحبوك"

أما الجزء الخامس والأخير فيسعد الشيخ القارئ بكيفية أن تكون ساحراً، نعم ساحرا تسحر الناس بالكلام المؤثر في النفوس، والذى يصل إلى القلب مباشراً، وفن الاستماع وفن الحوار، وإستغلال الفرص وعدم تركها تضيع أمام عينيك وكيفية قطع الطريق على المعترضين بسهولة، بل وبالعكس تماما جعل معارضيك يهتمون بك ويحبونك، ومن بعض أقواله: "نحن نتعامل مع القلوب وليس مع الأبدان"

وفى الختام ... أنصح بهذا الكتاب لكل مهتم بالقراءة، ولكل داعية ولكل مقبل على الحياة، وبخاصة طلاب الثانوية وطلاب الجامعة؛ فهو مما لاشك فيه كتاب مفيد وقيم جداً....... أقول لك كن بطلا وأبدأ الآن واقرأ الكتاب!