الجمعة، أغسطس 30، 2013

من أجل تحسين شروط القهر





تُغلق القنوات وتُعتقل القيادات، فيتذمر الناس، يُحظر التجوال ويبدأ  الحظر من السابعة مساءا وينتهي في السابعة من صباح اليوم التالى، فيتذمر الناس أكثر فأكثر، تُعسكر بعض الميادين وبعض الشوارع، فيزداد التزمر، تُوقف حركة القطارات، ثم تُغلق بعض محطات المترو الهامة و الرئيسية، فيبلغ التزمر مداه، عندها تقل ساعات الحظر، فيحمد الناس ذلك ويشكروه، وتصبح أمنيتهم الوحيدة  لو تفتح أمامهم محطات المترو المغلقة حتى يتمكنوا فقط من تغيير الإتجاه!

ومن أجل تحسين شروط القهر، ولمزيد من التوضيح أهديك هذه القصة:-

ذهب يهودي إلى الحاخام يشكو له حياته التي لا تطاق في غرفة وحيدة يسكنها هو وزوجته وأمه وأبوه
وعشرة أبناء.  استمع الحاخام إلى شكوى اليهودي إلى النهاية، ثم صمت قليلاً وكأنه ينتظر الوحي وأخيراً قال: الحل أن تربي خنزيراً معكم في الغرفة. دهش اليهودي وقال: عجباً يا سيدنا! أقول لك إن الحياة لا تطاق، وأننا بلغا أربعة عشر شخصاً في غرفة، وإذا بك تنصحني أن أضيف إلى ساكني الغرفة خنزيراً!!؟
وفي هدوء وحزم قال الحاخام: اسمع الكلام يا رجل، ولا تجادل ولا تناقش!
ولأن اليهودي يعرف أن الحاخام يمتلك من الحكمة وبُعد النظر ما لا يتأتى لشخص من العامة مثله أن يدركه، فقد امتثل على الفور لأمر الحاخام، وفي المساء دخل اليهودي على أسرته ومعه خنزير. وقبل أن يتم الخنزير أسبوعاً مع الأسرة البائسة كانت الحياة قد أصبحت لا تطاق، وصارت أسوأ بكثير مما كانت عليه سابقاً. أحدث الخنزير قدراً كبيراً من الفوضى في الغرفة، فكان يقلب الأثاث ويحطم الأطباق ويبرطع هائجاً في الغرفة، فضلاً عن فضلاته التي كان يخلفها وراءه في كل مكان. باختصار: أصبحت الحياة جحيماً بكل معنى الكلمة في وجود الخنزير.
ذهب اليهودي إلى الحاخام وحكى له عن مأساته التي تفاقمت بعد أن نفذ فتواه. نظر إليه الحاخام وقال له في بساطة: الآن حان الوقت للتخلص من الخنزير. تخلص من الخنزير يا بني ثم أخبرني بالنتيجة.
في اليوم التالي ذهب اليهودي إلى الحاخام وقال له في ارتياح شديد: صدقت يا سيدنا... الحياة أصبحت الآن أفضل بكثير بلا خنزير. أنت رائع يا سيدي الحاخام!

الثلاثاء، أغسطس 20، 2013

من غير عنوان!




أول امبارح اتصل بيا واحد صاحبي وفـ وسط الكلام قالي إن فلان زميلنا المسيحي قابله وقاله إنه مش ها يقدر يتكلم معاه زي الأول! ليه يا فلان؟ علشان انت بتدعم الإرهابيين الإخوان!

فلان المسيحي ده أنا أعرفه، وأعرف انه من الناس المحترمة جدا أصحاب المبادئ، ولم أتصور أبدا أن يخرج منه مثل هذا الكلام العنصري الإقصائي، ولولا ثقتي في أن صاحبي هذا لا يكذب، لما صدقت!

و إمبارح شيرت على الفيس بوك مظاهرة مغربية متضامنة مع الإخوان، فلقيت تعليق من زميل  مسيحي يتطاول علىّ، ويصفني بأنني لم أعد مصريا، لأنني على حد قوله أدعم الإرهابيين الإخوان!
إللي ما يعرفوش زملائي المسيحيين هؤلاء،  إن أصحابي وأصدقائي المسيحيين أكثر من أصحابي وأصدقائي المسلمين، وإن منهم ناس زي "أشرف عدلي"، و"إيهاب عبده" رافضين تماما للإنقلاب العسكري وضد اللي بيحصل من العسكر دلوقتي... وإن ليّ أصحاب مسيحين اتصلوا بيا أثناء فض اعتصام رابعة علشان يطمنوا عليا، على الرغم من تأيدهم للإنقلاب!

أنا إرهابي لأنني أقف ضد انقلاب عسكري همجي فاشي دموي دكتاتوري... وأنت وطني لأنك تؤيد هذا الإنقلاب!!! 
أنا إرهابي لأني أخالفك الرأي وأناقضك في التفكير... حقا لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة! آه والله العظيم !!!

الاثنين، أغسطس 19، 2013

إنسانيتي على المحك!





لو أنني رأيت يوما بأم عينى - وأظنه قريب- أن حمدين صباحي، وأحمد شفيق، وعمرو موسى، ومن على شاكلتهم، بالإضافة إلى السيسي، ومحمد إبراهيم يٌقَطّعون إربا إربا فلن تتحرك لتقطيعهم أي مشاعر عندي، ولن تُزرف من عينى دمعة  لأجلهم ، ولن أنطق بكلمة تواسي محبيهم؛ فبأفعالهم قتلوا إنسانيتي، وبأقوالهم حرضوني، وأوصلوني لحالتى هذه!

نعم إنسانيتي أصبحت على المحك لأهوال يشيب لرؤيتها الولدان، فماذا تنتظر ممن شاهد أطفالا تحرق، ونساءا تضرب، وفتيات تقنص، وشباب يصفى جسديا، وشيوخ لا تستطيع أن تنجو بأنفسها!
إن إنسانيتي التى كانت تغضب لدهس نملة، أو قتل فأر أصبحت لا تعبأ بالموت، بل وتفضله على الحياة، وتتمنى أن يكون قريبا!

إنسانيتي أصبحت على المحك وأنت السبب في ذلك، فقد جردتني من كل مشاعر الرفق واللين والتسامح! فلتتحمل أنت وحدك ما سيحدث!!

الأربعاء، أغسطس 14، 2013

أسباب تأجيل فض الاعتصامات!





أراد السيسي أن يفض الاعتصامات فخرج على الناس يطلب تفويضا، فأعطاه الناس التفويض، فبعث بالتفويض إلى رئاسة الوزراء، فقام رئيس الوزراء بتفويض وزارة الداخلية، ومنذ ذلك الحين ووزارة الداخلية تعلن عن قرب موعد فض الاعتصامات، مضى على ذلك التفويض حوالى أسبوعان، ثم ما لبثت الداخلية بتأجيل الفض تأجيلات متتالية، بدعوى أن الوقت غير مناسب، أو أن الأعداد في ازدياد، أو أنه قد تم تسريب الخبر!
 وسمعنا تبريرات كثيرة، ومتعددة، حتى أنه لم يعد هناك جديدا نسمعه في هذا الأمر، وأردت أن أساعدهم في التبرير، فاخترعت قصصا علها تشد من أذرهم، وتبيض من وجوههم، وحرصت على أن تكون القصص بها جوانب رومانسية وأخرى إنسانية، فالشعب المصري شعب رومانسي وإنساني بطبعه، ومن تلك القصص ما يلى:

1- قصة حب تؤجل فض اعتصام رابعة العدوية!

ذكر مصدر مسئول أن السبب الحقيقي وراء التأجيلات المتوالية لفض اعتصامي رابعة والنهضة هو الحرص الشديد على حياة ابنة أحد لواءات الداخلية والذي يعمل مساعدا للوزير، وعلى الرغم من التأكيد على أن الفتاة ليست لها ميول إسلامية، ولم تذهب إلى الميدان للمطالبة بعودة مرسي أو الشرعية، وأن سبب اعتصامها في الميدان منذ ما يقرب من أسبوعين يكمن في رغبتها من الزواج بصديقها الذي لا يلقى ترحيبا من الأسرة، مما أدي إلى هروبها من البيت وتوجهها مباشرة إلى ميدان رابعة العدوية!

وذكر المصدر أن جهودا كبيرة تبذل في هذا الشأن من عدة أطراف لإقناع الفتاة بالعودة إلى منزلها، حتى يتثنى لقوات الداخلية اقتحام الاعتصام ! هذا وتهيب وزارة الداخلية بكل أصدقاء الفتاة بالعمل على إقناعها للخروج من الاعتصا؛ فمصلحة مصر فوق كل اعتبار!

2- جواب التفويض وصل!

أنا ليا واحد قريبي شغال في موقع حساس جدا في وزارة الداخلية، اتصل بيا النهاردة الصبح وقالي: لو ليك حد في اعتصام رابعة أو النهضة خليه يروّح بيتهم بسرعة؛لأن قرار فض الاعتصام اتمضى خلاص من الفريق السيسي وفـ طريقه لمكتب الوزير، وخلاص كلها ساعات ويروحوا يفضوهم. وقالي كمان: إن اللي كان مخليهم عمالين يأجلوا الفض كل شوية إن فيه عميد بيتحجج بإبنه اللي لسه مخلص ثانوية عامة وعاوز يدخله كلية الشرطة، بس خلاص الوزير حلف له ع المصحف انه ها يشوف له واسطة!


أنا بصراحة مش عارف عمي عادل فراش الداخلية ده بيقولي كده من باب الحرص على مصلحة الناس ولا لأ، ولكن ما على الرسول إلا البلاغ.... اللهم بلغت، اللهم فاشهد!

3- البط يؤجل فض اعتصام رابعة والنهضة

ذكر مصدر غير مسئول في وزارة الداخلية أن سبب تأجيل فض اعتصام رابعة والنهضة يكمن في وجود عدد غير قليل من البط  في الميدانين، وذكر المصدر أن المعتصمين في الميدانين قد أتوا بأعداد كبيرة من البط، وقاموا بتربيته في الخيام، وذلك لأن البط له قدرة كبيرة على التنبؤ بمواعيد فض الاعتصام! وأكد المصدر على أن الداخلية تقوم الآن بالبحث عن طرق غير تقليدية  لإخراج البط من الميدان، ومن بين  هذه الطرق العمل على إرسال عدد من الثعالب إلى هناك لاصطياد البط!