الثلاثاء، يونيو 30، 2015

مجهول يكتب: ملخص كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ



مجهول يكتب: ملخص كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ


الجمعة اللي فاتت اشتريت من معرض "رسالة" للكتب المستعملة كتابين: كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، وكتاب (الأدب الصغير والأدب الكبير) لابن المقفع. ولما روحت البيت و فتحت كتاب " البيان والتبيين" وجدت فيه ورقتين مكتوب فيهم مخلص للكتاب، قلت: يا من انت كريم يا رب، رزقتنى بملخص لكتاب مهم وصعب، بس لقيت ان فيه مشكله، الملخص مش مكتوب عليه اسم صاحبه، وعلشان كده أن مضطر إني أنسب الملخص ده لمجهول، لحين أن يظهر له صاحب.

من هو الجاحظ؟

هو أبو عثمان عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ؛ لأن عيناه كانت بارزتان. ولد الجاحظ سنة 159 هـ، ومات سنة 255 هـ، ولد في مدينة البصرة ومات فيها، وعاصر 12 خليفة. طلب العلم في سن مبكرة، فقرأ القرآن، ومبادىء اللغة، وتوجه إلى بغداد، وهناك تصدر للتدريس، وصار مسؤلا عن ديوان الرسائل للخليفة. يمتاز الجاحظ بأسلوب رفيع في الكتابة يجمع بين السهل والممتنع. كان محبا للكتب بطريقة غريبة، حتى قيل أنه لم يقع في يده كتاب إلا استوفى قراءته، وكان فقيرا لا يستطيع شراء الكتب، فكان يحرس  دكاكين الوراقين ليلا كي يقرأ الكتب مجانا.
ترك كتبا كثيرة، قيل أنها بلغت 360 كتابا، أشهرها البخلاء، والبيان والتبيين. قال ابن خلدون في مقدمته: "وسمعنا من شيوخنا في مجالس العلم أن أصول هذا الفن وأركانه -يقصد علم الأدب- أربعة دواووين وهي: (أدب الكاتب) لابن قتيبة، وكتاب (الكامل) للمبرد، وكتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، وكتاب (النوادر) لأبي على القالي"، ثم زاد عليهم كتابا خامسا وهو (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني...

وإليكم ملخص الكتاب بتصرف:

يعد كتاب (البيان والتبيين) أحد أركان الثقافة العربية القديمة، وأحد أهم المصادر الأدبية العريقة لأدبنا العربي القديم، وإلى جانبه كتاب (الكامل) للمبرد و(عيون الأخبار) لأبي قتيبة، و(العقد الفريد) لابن عبد ربه. ويقع الكتاب في مجلد يضم ثلاثة أجزاء، حرص الجاحظ على أن يضع في كل جزء خلاصة معرفته وثقافته، فقد صب ذلك صبا، وأشار إلى هذه النظرية إشارة توحي بتجربته وخلاصة فكره، حيث تحدث في الجزء الأول عن عيوب النطق، وعيوب الكلام من: لثغة، وتمتمته، وفأفأة، ولكنة أعجمية، وغيرها. وذكر كثيرا من أساسيات الفصاحة والبيان، والآلات الطبيعية، والآلات المكتسبة، وما ينبغي على المتكلم تجنبه، وما ينبغي على السامع تفهمه.
ثم انتقل إلى الحديث عن ألوان الكلام الذي يدل على البيان، والبلاغة، والنقد، وصناعة الكلام، وجمع فيه أقاويل وآراء عن البلاغة عند الأمم القديمة والمجاورة، وأشار إلى أسماء بعض البلغاء والخطباء والأمراء... وقد زين حديثه بشواهد شعرية ونثرية.
أما الجزء الثاني والذي نظن أنه قد قصد به التبيين فقد خصصه للرد على الشعوبية في طعنهم على العرب، وصدر هذا الجزء بأحاديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن السلف المتقدمين، والتابعين... إلخ. وكل ما في هذا الجزء ينبئك بأن الجاحظ أراد أن يبين للشعوبية قوة لغة العرب وقدرتهم على الكلام والتوضيح؛ فهو ينقلك من كلام الرسول الكريم، إلى خطابة الصحابة ورسائلهم، إلى كلام التابعين والسلف الصالح والخلفاء، ومنه إلى كلام الأعراب والفصحاء، سواء أكان ذلك شعرا أو نثرا، ثم إلى كلام الزهاد والنساك...
أما الجزء الثالث فقد قصد فيه الجاحظ فيما يبدو إلى التبيين، حيث صدره بكتاب (العصا واستعمل العرب لها)، وتحدث عن فوائدها في إشارات وفي حوارات قصصية ممتعة، وهو بذلك يرد أيضا على الشعوبية آراءهم وطعونهم على العرب واستعمالهم للعصا في حياتهم، واعتمادهم عليها في خطوبهم، وكالعادة فقد حشى الكتاب بألوان كثيرة من الخطب، وأقوال الأعراب، والنساك، والزهاد، والحمقى، والمغفلين، والمجانيين.
والكتاب فيه تقسيم فكري لموضوعاته عجيب، وفيه رؤيا يريد الجاحظ أن يوصلها للقارئ من خلال نظرية (البيان) التى تعني الإفصاح والإيضاح و(التَبَيُين) التى تعنى التفكر والتثبت و(التَبْيِين) التى تعنى التوضيح والتفهيم. وعلى الرغم من تداخل هذه النظريات بعضها ببعض في عمق كل جزء إلا أن الجاحظ قد قصد إليها قصدا، ونحن لانجزم بشئ ليست بين أيدينا مفاتيح قواعده، وإنما نفترض ذلك من خلال حجتنا المتأنية لأجزاء الكتاب الثلاثة.
أقول ومع ذلك فالكتاب يخضع للفوضى التأليفية المعهودة في عصر الجاحظ ، فهي سمة من سماته، فليست فيه منهجية معينة ولا ترتيب منظم ، فلا ابتداء ولا انتهاء لموضوع واحد محدد.. فترى كلام الزهاد والنساك بجوار كلام المغفلين والموسوسين، وكلام العقلاء بجوار كلام المجانيين، وكلام الأعرب إلى جانب كلام المولدين، ناهيك عن الاستطراد بالخروج من موضوع إلى موضوع ثم العودة إليه بعد عدة صفحات وقد لا يعود إليه مرة أخرى..

وقد تكون في الكتاب ميزة أساسية وهي: أنه يعكس الصورة الثقافية لعصرة، وأنه -أي  الجاحظ- على الرغم من تكرار بعض الفقرات فقد جمع فأوعى، وسجل فيه عبارات وأقوال في غاية الحكمة، فيها غذاء للعقل والفكرة، وفيها مادة للتربية والتأديب.

هناك 16 تعليقًا:

  1. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. جزاك الله عنا خيرا ولكن قراءة الكتاب ستكون افيد لأن النظرة والأفكار والتحليل والتشخيص سيكون فيها اختلاف (مع التحية والشكر و أحيي فيك الأمانة)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا لمرورك الكريم وتعليقك المفيد سيد إدريسي، بالطبع قراءة الكتاب أفيد كثيرا، وهو ما نريده بالفعل من خلال تقديم نبذه وملخص للكتاب. شكرا جزيلا

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. بارك الله فيك، حقا كنت في حاجة أكيدة لهذا التلخيص

    ردحذف
  6. شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااشكرااااااااااااااااااااأااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  7. هل أجد رابط لتجميل مقتطفات من كتاب البيان والتبيين

    ردحذف
  8. شكرا 🌹

    ردحذف