السبت، ديسمبر 20، 2014

14 في فرايبورج


سبحان الله! النهاردة المفروض إن كان فيه جماعة اصحابي مواعديني أطلع معاهم الجبل، علشان نشوف التلج، بس لقيتهم اعتذروا، اللي قال إنه مش قادر يطلع النهاردة علشان تعبان، واللي قال ان وراه ميعاد ها يخلص بعد الضهر، وبعد الضهر اتحجج ان مفيش تلج نزل ع الجبل، يعنى مفيش لازمه اننا نروح! بصراحة اتضايقت،لأن اليوم كده ضاع وما استفادتش بيه، بس قررت اني أخرج، أعمل أي حاجة، لو حتى اتمشى جنب البيت، خرجت، لقيتنى رحت على نهر صغير اسمه (دراي زام)، وقفت عنده شويه، منظر الميه وهيا بتتدحرج في شلالات متسلسلة مشهد مؤثر جدا. بصراحة شدني المشهد ده وتوقفت عنده شوية، وبعدين قررت إني أطلع الجبل، بس مش عارف أطلعه منين.. سألت راجل كبير في السن: ياترى أطلع الجبل منين؟ الرجل وصف لي الطريق، شكرته ومشيت شوية وبعدين، رجعت له تاني اسأله: ياترى لو اتأخرت هناك هل هالاقي اتوبيسات ارجع بيها ولا لأ؟! قالي لأ..
شوية ولقيت بينادي عليا، قالي تعالى أنا ممكن أوصلك بعربيتي لو حبيت. طبعا حبيت!
 طلعنا مع بعض ، منظر الجبل رائع ، والاشجار أروع، وصلنا عند كنيسة قديمة جدا من القرن السادس الميلادي.. الرجل كبير في السن، عنده 74 سنه، ولع شمعة، وأنا شربت مية نازله من الجبل، بيقولوا عليها انها ميه مبروكة، خلصنا زيارة الكنيسة وقلت له تعالى نتمشى شويه في الغابة. قالي: معلهش أنا مستعجل علشان رايح أزور قبر مراتي! قبر مراتك؟! قلت له: خلاص أنا ممكن آجي معاك؛ لأني بصراحة مش ها اعرف أنزل تاني لوحدي، وخصوصا إن السما بدأت تغييم،  والشمس قربت تغيب.. عرفت منه إنه بيزور قبر مراته يوميا، وإنهم كانوا بيحبو بعض جدا، عاشوا مع بعض 45 سنة، سألته سؤال رخم: قلت له محصلش ولا مرة إنكم اتخانقتوا مع بعض؟ قاللي ولا مرة! أنا طبعا مصدقه، ولازم أصدقه، الرجل  مراته ماتت من سنتين، وكل يوم يروح يحط ورد على قبرها، ولما وراني صورتها قعد يبكي.

في فرايبورج: مشاعر إنسانية نادرة!

الخميس، ديسمبر 18، 2014

13 في فرايبورج



يحتفل الناس بأعياد الميلاد شهرا كاملا، فتزدان الشوارع بأضواء لافتة، وتتزين البيوت بأكاليل خضراء انتزعت من أغصان شجرة التنوب (شجرة عيد الميلاد). وتقام الأسواق في كل مدينة وفي كل قرية، فتباع فيها الأطعمة الساخنة من فطائر محشية بالجبن أو بالزبيب أو بالشيكولاته، وتباع كذلك اللحوم المشوية، والحلويات بشتى أنواعها ومختلف أصنافها؛ من كعك بالسكر، وحلوى بالفستق، ومخبوزات بالفاكهة، والتى يستهويها الكبار قبل الأطفال. وتمتلئ الأسواق كذلك بأنواع مختلفة من الخمور، وغالبا ما تباع ساخنة كي تساعد على تجاوز برودة الجو. ويغلب الطابع اليدوي على منتجات هذه الأسواق مثل: التماثيل، والصلبان، وحقائب اليد النسائية، وأدوات المطبخ، كما تكثر منتجات العسل الطبيعي والشموع.
أما في البيوت فيستعد الناس لأعياد الميلاد بعمل الكعك، ويطلقون عليه " بليتسشن" وهو عبارة عن كعك صغير مفلطح له أشكال مختلفة، وغالبا ما ترتبط هذه الأشكال برموز أعياد الميلاد؛ مثل شجرة عيد الميلاد، أو نجمة عيد الميلاد، أو أجراس عيد الميلاد، أو حمار عيد الميلاد!
وبالأمس دعيت للمساعدة في عمل كعك العيد، ولا أستطيع وصف سعادتي بتلك المشاركة، التى بلا شك ستظل محفورة في ذاكرتي إلى أن يشاء الله!
في فرايبورج أعياد الميلاد "حاجة حلوة"


الأحد، ديسمبر 14، 2014

في فرايبورج 12


يفرح الناس أشد الفرح عندما تشرق عليهم الشمس، فتراهم يهرعون إلى الشوارع، إلى الأسواق، إلى الحدائق أو إلى المنتزهات، وترى الفرحة تكسو وجوههم، والبسمة ترتسم على شفاههم، وتراهم وقد انشرحت صدورهم، وهفت قلوبهم، وصفت أفئدتهم ونفوسهم؛ فالشمس هنا عزيزة، متمنعة، متدللة!
في هذه المدينة أٌعد كل شئ "خصيصا" ليناسب استقبال هذا النجم نادر الظهور؛ من نوافذ زجاجية كبيرة، وشوارع واسعة، وأبنية معظم حوائطها من زجاج، وأتوبيسات وقطارات شفافة تنتظر سطوع الشمس في أي وقت ومن أي اتجاه!
في كل ركن من أركان هذه المدينة ترى للشمس صورا وتمائم ورسومات، ويسعد الناس بزهرة عباد الشمس أيما سعادة، فيهدونها لأحبائهم، و يزرعونها في حدائقهم.  
في فرايبورج ستحمد الله، وتشكره ألف مرة، على نعمة تسمى "الشمس"!