الأربعاء، يوليو 27، 2016

محمود عبد الفتاح سعودي يكتب:


ملخص كتاب الرحيق المختوم، لمؤلفه صفي الرحمن المباركفوري
أولاً: بطاقة تعريف
 اسم الكتاب:  الرحيق المختوم
 المؤلف: صفي الرحمن المباركفوري الهندي (ت 2006 م)
دار النشر: دار الهلال بيروت، و دار الوفاء للطباعة والنشر
 عدد الأجزاء: 1
سنة النشر: 1976م.
ثانياً: تلخيص كتاب الرحيق المختوم
الكتاب عبارة عن بحث في السيرة النبوية، قدمه الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في مؤتمر أقامته رابطة العالم الإسلامي سنة 1976م. وقد حاز الكتاب على الجائزة الأولى في تلك المسابقة.  ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي أثرت خزانة الفكر الإسلامي والسنة النبوية، كما أنه من أكثر كتب السيرة مبيعاً حيث يقول مؤلفه: "وقد قدر الله لهذا الكتاب القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة، فقد نال المركز الأول في المسابقة، وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط عليه"
هذا ويقع الكتاب في ثمانية فصول رئيسية على النحو الآتي:
الفصل الأول: موقع العرب الجغرافي وقبائلهم
جزيرة العرب يحدها من الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق الخليج العربي والعراق، ومن الشمال بلاد الشام، ومن الجنوب بلاد الهند. وينقسم العرب من حيث القدم إلى طبقات ثلاث: (1) العرب البادئة (أقوام عاد وثمود وغيرهم)  (2)العرب العاربة (القحطانيون)  (3) العرب المستعربة (العدنانيون)وهم من صلب إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام.  
الفصل الثاني: الحكم والإمارة في العرب
 كان هناك ملك وإمارة في اليمن حيث قوم سبأ وقت أن حكمتهم بلقيس. وكان ملك للعرب في الحيرة بالعراق على يد الإسكندر المقدوني. وكان ملك بالشام، توالى عليه العديد من الملوك، آخرهم جبلة بن الأيهم، وكان على الحجاز إمارة وملك منذ زمن إسماعيل -عليه السلام ، حتى وصلت زعامتها إلى قريش.
الفصل الثالث: ديانات العرب
 كان للعرب مراسم يعبدون خلالها الأصنام، وهي: أنهم كانوا يعكفون عليها، ويلجأون إليها في نفعهم وضرهم وكانوا يحجون إليها ويتقربون إليها بالنذور والقرابين مثل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام. وأما الحالة الدينية التي تسودهم، يدعون أنهم على دين إبراهيم، رغم كل مظاهر الشرك! وكان قليل منهم من ينتسب لليهود أو النصارى؛ ويواليهم ويتبع ملتهم.
الفصل الرابع:  صور من المجتمع العربي الجاهلي :
كانت الحالة الاجتماعية مبنية على العصبية القبلية، والتمايز بين اللون، والجنس، والعرق؛ لذلك كان إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد،كما كانت الفوضى تعم شريعتهم؛ في الزواج لا حدود، وفي الميراث، وفي كل الأمور.  أما الحالة الاقتصادية فقد تبعت الحالة الاجتماعية، فكبار القوم وساداتهم هم التجار، وأصحاب الأموال، لهم سوق مميز واسمه عكاظ. كما كانت تجارتهم صيفاً بالشام، وشتاءً باليمن.
الفصل الخامس: نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ذكر المؤلف نسب النبي صلى الله عليه وسلم بدءا من اسمه حتى وصل به إلى بني عدنان أولاً، مروراً بإسماعيل -عليه السلام-، وانتهاءً بأبي البشر آدم -عليه السلام-. ثم ذكر الأسرة النبوية، الهاشمية؛ نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف، الذي تولى الرفادة والسقاية للبيت، وذكر نبذة عن جد النبي عبد المطلب، الذي كان سيد قريش، وحامي الحرمين، وعرج على قصة عام الفيل وهدم الكعبة، ثم تحدث عن عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لقب بالذبيح؛ لأن عبد المطلب نذر أن يذبحه لما أتم العشرة أولاد.
الفصل السادس: المولد وأربعون عاماً قبل النبوة
تحدث فيها الشيخ الحبيب عن نشأة النبي صلى الله عليه وسلم، في بني سعد أولاً، ثم عودته لأمه، إلى أن ماتت، فكفله جده حتى مات، ثم أصبح تحت رعاية عمه أبو طالب. ذكر الشيخ بعدها الأحداث التي شارك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، ومنها: حرب الفجار، وحلف الفضول، وقضية التحكيم، وبناء الكعبة، وتكلم عن زواجه بخديجة رضي الله عنها، ثم ساق سيرة إجمالية قبل النبوة.
الفصل السابع: في ظلال النبوة والرسالة
في غار حراء، حيث كان يتعبد النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزل عليه أمين الوحي جبريل، فحمل هم الدعوة والرسالة من يومها، وكان عمره آنذاك أربعين عاماً، وكانت زوجته خير صاحب ومساند له في تلك الفترة، ثم بدأ يرى رؤى صادقة، حتى علم أنه رسول رب العالمين؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وتكلف صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله، وأن يصدع بها، حتى بدأت مرحلة الدعوة سراً.
الفصل الثامن: أدوار الدعوة ومراحلها
الدور المكي: بدأت الدعوة سراً، حتى اجتمع للنبي عدد من الصحابة المؤمنين، فصعد أعلى جبل في مكة، وصدع بالدعوة، فبدأ الأذى يحيط به وبالمسلمين، حوصروا، وأوذوا، وقتلوا، حتى أمروا بالهجرة للمدينة.
 الدور المدني: استمرت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات بالمدينة، ثم قويت شوكة المسلمين، وأصبح للإسلام دولة وشعائر، وأصبح الناس يرهبونهم، فأتم الحبيب ما عليه، وأدى الرسالة، وبلغ الأمانة، فاصطفاه ربه إلى جواره صلي اللّٰه عليه وسلم .

أرى للكتاب أهمية خاصة، لاسيما وأنه يعرض السيرة النبوية بأسلوب سهل بسيط يصل إلى جميع المستويات، وأتمنى أن يقرؤه من لم يسمع به من قبل.

الأحد، يوليو 24، 2016

ندى إبراهيم تكتب:

ملخص كتاب "أينشتين والنسبية" للدكتور مصطفى محمود

مصطفى محمود هو فيلسوف، وطبيب، وكاتب مصري، درس الطب وتخصص في الأمراض الصدرية، لكنه تفرغ عام 1960م للكتابة والبحث والتأليف، ألَّف العديد من الكتب المتنوعة منها الدينية، والفلسفية، والعلمية، والإجتماعية، وكان مقدمًا لبرنامجه الشهير "العلم والإيمان"
تحدث الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب عن نظرية النسبية، وتم عرضها بطريقة سلسة، ومبسطة، وتحدث عن مجهودات العلماء لتبسيط نظرية النسبية، وتجارب بعضهم لفهم بعض الأمور المتعلقة بها.
 الكتاب صغير الحجم لا تتجاوز عدد صفحاته المائة، تناول عدة موضوعات منها: مبدأ الشك، المكان، الزمان، الكتلة، الحركة المطلقة، وغيرها من المواضيع الأخرى.
تم وضع نظرية النسبية في بداية عام 1905م من قبل أينشتين، ودارت حولها نقاشات عديدة، وكان لا يقربها إلا المختصون، وكان يسمع عنها القارئ العادي في خوف وذعر ولا يجرؤ على الخوض فيها نظرًا لما بها من غموض، وقد خرجت لنا نظرية النسبية من حيّز المعادلات الرياضية، والفروض لتتحول إلى واقعٍ رهيب، وقد تعددت المحاولات من العلماء لتبسيطها، وتقريبها إلى الفهم مثل: أدنجتون، وجيمس جينز، وغيرهما. وكان يحاول أينشتين أيضًا تبسيطها، حيث قال: "إنَّ قصر المعلومات على عدد قليل من العلماء بحجة التعمق، والتخصص، يؤدي إلى عزلة العلم، ويؤدي إلى موت روح الشعب الفلسفية" (ص: 5)
 وقد انهار اليقين العلمي القديم، حيث أنه كان يقينًا ساذجًا، وكشف لنا هذا أينشتين من خلال نظرية النسبية، تم طرح عدة أسئلة في بداية هذا الكتاب منها: -هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها؟ هل هذه السماء زرقاء؟وهل الحقول خضراء؟ وهل الرمال صفراء؟ هل الماء سائل والجليد صلب؟ هل العسل حلو والعلقم مر؟ هل الزجاج شفاف والجدران صماء؟
وكانت الإجابة على هذه الأسئلة بالنفي، لأنها ليست الحقيقة. هذا ما نحسه ونراه بالفعل، ولكنه ليس كل الحقيقة؛ فالنور الأبيض الذي نراه إذا قمنا بتمريره من خلال منشور زجاجي، فإنه سيتحلل إلى ألوان الطيف وهي: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق،النيلي، والبنفسجي. فإذا نظرنا إلى ماهية الألوان، لن نجد أنها ألوان، بل عبارة عن موجات لا تختلف إلا في طولها، وذبذبات متفاوتة في ترددها، لكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الموجات كموجات، أو الذبذبات كذبذبات، لكن الذي يحدث هو أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة،ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان.(ص: 7)
 تناول الكتاب كذلك مبدأ الشك، وقام بالتحدث عن الضوء، وتسائل: هل هو أمواج أم ذرات؟ فقامت تجارب أوضحت أن الضوء عبارة عن موجات، وقامت تجارب أخرى أوضحت أن طبيعته مادية ذرية، فتقدم العالم الألماني "هايزنبرج" وبرفقته العالم "بورن" بمجموعة من المعادلات يمكن من خلالها حساب الضوء على أنه موجات وعلى أنه ذرات، وأن هذه المعادلات تصلح للغرضين في وقت واحد. ويقول العالم "هايزنبرج": "الحقيقة المطلقة لا سبيل إلى إدراكها". (ص: 26)
 العلم لا يستطيع أن يعرف حقيقة أي شئ، لكنه يعرف كيف يتصرف هذا الشئ في ظروف معينة، ويستطيع كشف علاقته من غيره من الأشياء، ويحسبها، ولكن لا يستطيع معرفة ما هو. فالعلم يدرك كميات، ولكن لا يدرك ماهيات، ولاسبيل للعلم لإدراك المطلق، وهو يحيل الألغاز إلى ألغاز أخرى.
 تناول الكتاب أيضا تعريف المكان والزمان طارحا تساؤلات مثل: ما هو المكان؟وما هو الزمان؟ ولقد كان أول سؤال سأله أينشتين: هل يمكن تقدير وضع أي شئ في المكان؟ إذا أردنا تحديد موقع شئ بالنسبة لموقع شئ آخر هل نقدر على ذلك؟ إذا أردنا تحديد موقع راكب على ظهر سفينة في البحر ونقيس مكانه بالنسبة للصاري، هذا التقدير خاطئ لأن الصاري يتحرك مع السفينة التي تتحرك في البحر، وإذا حاولنا أن نعرف موضعه بالنسبة للأرض مع تقاطع خطوط الطول ودوائر العرض فلا نستطيع ذلك أيضًا؛ لأن الأرض تتحرك حول الشمس، ويكون خاطئًا أيضا إذا قمنا بتحديد الموقع بالنسبة للشمس لأنها أيضًا تدور مع مجموعتها الشمسية في المدينة النجمية، وتدور المدينة النجمية في مجرة درب التبانة، فلا جدوى من ذلك. حتى إذا أحطنا بكل المجرات وعرفنا حركتها كلها بالنسبة للكون، لن يفيد أيضًا؛ لأن الكون في حالة تمدد،وأقطاره في حالة انفجار دائم في جميع الاتجاهات، إذن يوجد استحالة في ذلك. فنحن نقدر موضع الشئ النسبي بالنسبة لكذا، أما وضعه الحقيقي فمستحيل معرفته. والزمان لأينشتاين هو كالمكان المطلق في النسبية لا وجود له، وفي تحديد وضع جسم يلزم أن نقول إنه موجود في المكان كذا في الوقت كذا؛ لأنه في حركة دائمة. يقول أينشتين أيضا بالتعبير الدارج "أن الزمان عبارة عن تعبير عن انتقالات رمزية في المكان". الزمن المعروف بالساعة واليوم والشهر والسنة ما هو إلا مصطلحات ترمز لدوران الأرض حول نفسها، وحول الشمس. الزمان والمكان متصلان في حقيقة واحدة. كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي، لكن النظام الشمسي ليس النظام الوحيد في الكون، فلا يمكن أن نفرض هذا التقويم على الزمني على الكون؛ فالسنة الأرضية على الأرض غير السنة على عطارد وغير باقي الكواكب، وأسرع وسيلة مواصلات كونية إلى الآن هي الضوء، وهذه السرعة تمثل حدود معلوماتنا، والسقف الذي تنتهي عنده المعادلات والرياضيات النسبية الممكنة. ويعتبر سرعة الضوء هو الثابت الكوني الوحيد، فينبغي تعديد الكميات التي نعبر بها عن الزمان والمكان في كل المعادلات لتتفق مع هذه الحقيقة الأساسية. ويصبح إذًا الزمان والمكان مقدارًا متغيرًا.

أرى أن هذا الكتاب ممتع فقد أظهر لي على الأقل عبقرية عقل أينشتين، وأتى بأمثلة بسيطة، وموضحة لمفهوم النسبية، وأكد كذلك أنه لا يوجد شئ يسمى ب"اليقين العلمي"، وأن علينا أن نتقبل إزدواجية الحقائق؛ فقد كان الخلاف مثلا بين العلماء محتدما لمعرفة حقيقة الضوء، هل هو ذرات أم أمواج، وهذا  في ذلك الخلاف تناقضًا بل  قد يكون الخلاف تكاملاً، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ولو كان الأمر بيدي لوضعت هذا الكتاب مقررًا لمناهج المرحلة الأعدادية.

الاثنين، يوليو 18، 2016

اسماعيل محمد يكتب:


نبذة عن كتاب خالد بن الوليد لمؤلفه الدكتورمحمد الصادق عرجون

محمد الصادق إبراهيم عرجون من مواليد مدينة إدفو سنة (1321ه ‏1903‏م)، تخرج من الأزهر الشريف عام ‏1929‏م، وتدرج في سلكة الأكاديمي حتى وصل إلى عمادة كلية أصول الدين سنة ‏1964‏م‏، كما عمل أستاذا في كل من: الكويت والسودان والجماهيرية الليبية والمدينة المنورة وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
ويتميز عرجون بكتاباته القوية والتي يصفهامحمد رجب البيومي "بالأسلوب الرجل‏، ففي أسلوبه ما في شخصيته من فحولة وشجاعة وقوة‏،‏ فلقد كان الأستاذ ذا حمية مخلصة وغيرة ملتهبة تلمسها في حديثه كما تراها في بريق عينيه وتوهج ملامحه‏".
توفي عرجون سنة ‏1981‏م وهو صاحب كتاب (محمد رسول الله تحقيق ورسالة) الذي أعادت نشره مجلة الأزهر، عدد شهر رمضان لعام 2016م.
ملخص الكتاب

قدم للكتاب الشيخ سيد قطب وأشاد به بقوله: "إنه يمثل طرازا من دراسة الشخصيات الإسلامية غير مسبوق". (ص 5)
وقد بسط المؤلف أول ما بسط في مقدمة كتابه منهجيته في نقد الروايات التاريخية والترجيح بينها وهي الأفضل على ما فيها من النسبيه؛ فمنهجيته تقتضي بعد نقد السند والمتن – وهو المشهور- أن ندرس شخصية المروي عنه - في حالتنا هذه خالد بن الوليد -  دراسة ممحصة فتعرف مكوناتها ومفاتيحها للتمكن من الوقوف على ما قد يتأتى منها وما يستحيل عليها ثم بعد ذلك دراسة الأجواء المحيطة بها لمراعاة ما قد يطرأ عليها من تأثير وفي ذلك يقول مقدم الكتاب سيد قطب :"أما سمة المنهج الذي سار عليه المؤلف فهي أن يبدأ برسم معالم الشخصية من أخبارها المحققة ثم يأخذ بعد ذلك في عرض سائر أخبارها على ضوء تلك المعالم الثابتة وفي غربلة هذه الأخبار وتنقيتها على ذلك الضوء. وفي ظل الموازنة والترجيح بين الروايات المختلفة ينتهي إلى إقرار بعضها مما تقره الموازنة ومما يتفق مع خطوط الشخصية المحققة وإلى استبعاد بعضها مما لا يثبت على التمحيص ومما يتجافى مع خطوط الشخصية الأصلية".
 ويقع الكتاب في 350 صفحة ويتكون من 14 فصلا أحاط فيها بسيرة خالد رضي الله عنه من نشأته ومكانته قبل الإسلام ثم إسلامه، ومكانته بعد الإسلام، وتقريب الرسول له، ثم بطولاته الحربيه وعبقرية التخطيط، ثم نقد ما ورد في كتب التاريخ والسير من روايات متعارضة، ثم الترجيح بينها موضحا أسباب ذلك. بعد ذلك تحدث عن دور خالد في حروب الردة، ثم حادثة خالد مع مالك بن نويرة وعن بطولته الخيالية في غزو الفرس والروم، ثم عن ما وقع بينه وبين عمر من حوادث مشهورة.
 في الفصل الثامن يأتي بعنوان أحدوثة مالك بن نويرة و يتحدث في الفصل التاسع عن موقعة اليمامة بين خالد ومسيلمة، أما الفصل الثاني عشر فهو بعنوان عزل خالد.
هذا وقد أفرد الشيخ فصلا كاملا للرد على رأي د. محمد حسين هيكل في خالد بن الوليد في كتابه حياة محمد، والخلاف الذي نشب بينه وبين عمر بن الخطاب، وكيف أنه (أي هيكل) كان انتقائيا ويدس السم في العسل.
 بعد ذلك فصل عرجون الحديث عن عزل عمر بن الخطاب لخالد عن الإمارة ثم عزله عن الولاية ثم عزله عن إدارة بعض أمور الجيش ثم عزله عن الجهاد نهائيا موضحا أسباب عمر في ذلك منها أنه خاف فتنة الناس بخالد.
 هذا وأرى أن الشيخ قد أجاد في اختيار منهجه و وأجاد في تطبيقه، كما أن الكتاب شيق ومفيد وثري بالمعلومات.
انتظروني مع كتاب ( عثمان بن عفان المفترى عليه) لنفس المؤلف.


الأربعاء، يوليو 13، 2016

عبد الوكيل أبورحاب يكتب:



نبذة عن كتاب "هكذا تحدث بن عربي" لمؤلفه الأستاذ الدكتور نصر حامد أبوزيد

ابن عربي

هو أبو عبدالله محمد بن محمد بن علي بن العربي الطائي من نسل حاتم الطائي،ولد بمدينة مرُسيه عام (1165م، 560 ه) وتوفي عام (1240م- 638ه). احتلت أسرته دائما مكانة مميزة سواء في الجيش أو الإدارة في عصر "محمد بن سعيد بن مردنيش" حاكم مرُسيه ،وبعد سقوط مرُسيه في يد الموحدين رحلت الأسرة إلي "أشبيلية" وكان وقتها في سن الثامنة، واستطاع الأب الإلتحاق بخدمة الموحدين كي يحفاظ للأسرة على مكانتها.


بدأ الاستاذ الدكتور نصر حامد أبوزيد (توفي عام 2010م_1431ه) كتابه "هكذا تحدث بن عربي" بمقدمة ذكر فيها تجربته مع الصوفية وعلاقته بالمتصوفين، فذكر قصة لأحد أصدقائه المتصوفين الذين رأو الرسول في المنام.
في الفصل الأول تحدث نصر حامد أبو زيد عن تحول الإمام بن عربي إلى الصوفية، وكيف ارتبط بها، كما تحدث عن طفولته ونشأته، وطريق الصوفية الذي وصفه الإمام بأنه عبارة عن تحول من الجاهلية إلى الولاية: "وكشف الله بصري وبصيرتي وخيالي فرأيت بعين البصر مالايبصر إلا به، ورأيت بعين الخيال ما لايدرك إلا به، ورأيت بعين البصيرة ما لا يدرك إلا بها". (ص31).
 هذا ولم يحدد العلماء أسبابا حقيقيه وراء ذلك التحول، ولكن الشيخ نفسه تحدث عن إرهاصات وعلامات حول ذلك مثل مقابلته للخضر والتي قال عنها: "وقد رأينا من رآه واتفق لنا في أمره شأن عجيب ، وذلك أن شيخنا أبا العباس العريني جرت بيني وبينه مسألة في حق شخص ما ولم أتلقاها بالقبول وتركته وذهبت فقابلت شخصا لا أعرفه، فسلم علي ابتداء سلام محب مشفق، فقال لي يا محمد صديق الشيخ أبا العباس فيما ذكره عن فلان وسمى لي الشخص فقلت له: نعم وعلمت ما أراد، فلما رجعت إلى شيخي أخبرني أنه الخضر ". ( ص47)
في الفصل الثاني تحدث نصر حامد عن رحيل بن عربي من الأندلس والمغرب بلا عودة، دون أسباب واضحه قد تكون الحروب التي حدثت في الأندلس، أو وفاة ابن رشد، أو تضييق الحكام على علماء الصوفية. كما تحدث كذلك عن أبرز مراسلات ابن عربي للأمراء وملوك الدول وتأثير خطابه فيهم.
في الفصل الثالث تكلم نصر حامد عن لقاءات ابن عربي بابن رشد فذكر أنهما التقيا أربع مرات، ثلاثة منها في حياة ابن رشد، والرابعة كانت عند نقل رفاته من "مراكش" إلى "قرطبة"، وبين أن اللقاء الأول كان بناء علي رغبة ابن رشد بعدما زاع صيت ابن عربي، وذكر ابن عربي ما دار بينهم من أحاديث ونقاط اختلافهم واتفاقهم في نقاط متعدده وحلول كل منهما لها مثل مسألة البرهان والعرفان.
في الفصل الرابع تحدث نصر حامد عن رسائل وكتب ومؤلفات ابن عربي، وفصّل الحديث عن كتابيه "فصوص الحكم" و"الفتوحات المكية" وذكر أن بن عربي ادعى أن كتاب "فصوص الحكم" عبارة عن كتاب تلقاه من يدي الرسول في رؤيا كما أن كتبه لا تخضع للكتابات والتأليف العاديه، بل هي رؤي وإلهامات تلقاها من الله وأُمر بتبليغها للناس. (ص147)
في الفصل الخامس تكلم نصر حامد عن نظرية نشأة الوجود، وذكر أنها نظرية تتكون من ثلاث عناصر هي: التجلي الأسمائي، ومفهوم التجلي في النفس الإلهي، ومفهوم النكاح. وتحدث عن الأسماء الإلاهية ووظيفتها. (ص167)
في الفصل السادس وهو الفصل الأخير تحدث فيه نصر حامد أبوزيد عن الشريعة، ومعناها عند ابن عربي، والقوانين والأحكام المشتقة لتنظيم حياة الفرد المسلم،ومعناها الظاهري والباطني ،وأصولها ومنابعها،حيث ذكر لها اربع منابع وهي: الكتاب ،والسنه، والإجماع ،والقياس ،وتكلم عن الأركان الخمسة للإسلام وماذا تمثل في حياة المؤمن.
في الحقيقة أجد في الكتاب مدخلا جيدا لفهم نظريات ابن عربي لمن يريد التعمق في كلامه، ويفتح لي طريقا جديدا إلى إمعان النظر أكثر فيها؛ فطريقة الشيخ ومنهجة غريبان بلا شك على الكثيرين.