السبت، ديسمبر 21، 2013

مظاهرات نظيفة



بلادي وإن جارت على عزيزة ... وأهلى وإن ضنوا على كرام
بلدنا حالها في النازل، اقتصاد ضايع، وسياحة واقفة، وتعليم مات اكلينيكيا، وشباب بيتقتل، وبنات بتتسجن، وزبالة ماليه الشوارع، وأراضي زراعية بيتبنى عليها، وأراضي صحراوية بتتسرق، وشوارع مقفولة بالباعة الجائلين، وميادين مقفولة بالمجنزرات تتفتح ساعة وتتقفل أيام، ومحطات مترو مقفولة من غير سبب، وقطارات متعطلة، وزحاااام في كل مكان، ودنيا ملعبكة لعبكة خيط السنارة، ومفيش حل قريب ولا بعيد! والمثل بيقول: اللي ما يطاوعكش طاوعه! يعنى مش ها نطاوعه قوي، نطاوعه شويه صغيرين، ودي هيا السياسة!
دول ولادنا ودي بلدنا
ميرضيش حد الدم اللي بيسيل ليل نهار ده، وميرضيش حد الانهيار اللي حاصل في البلد ده، وكلامي موجه بالأساس للمتظاهرين، إللي دمهم مش رخيص، وبلدهم غالية عليهم، وبيسمعوا الكلام!
أنا عارف إن الداخلية بتمارس أشد أنواع التنكيل ضد المظاهرات السلمية، وعارف كمان إن فيه طار بايت بين المتظاهرين والداخلية، وإن الداخلية مش عاوزة تنكسر تاني، وعشان كده بيستخدموا كل أسلحتهم عشان يقضوا ع المظاهرات، بس ربنا عرفوه بالعقل، والعقل بيقول ( لا تقف أمام القطار متحديا معتقدا أنه سوف يقف ولن يصدمك، فسائق القطار لن يفكر إلا فى سلامة الركاب من أثر التوقف المفاجئ على أن يفكر فى سلامتك)
وأنا معنديش شك من إن مظاهرات ضد الانقلاب حققت نجاحات مبهرة، أقلها كشف حقيقة الانقلاب، وانضمام شرائح كثيرة للمطالبة بإسقاطة، ولكن استمرار هذه المظاهرات بهذه الكيفية، وهي الخروج في مسيرات ورفع إشارة رابعة، وما يتبعها من  قتل واعتقال، وقنابل غاز، ومطاردات، لازم تتغيير حفاظا على الدم!
إيه رأيكم لو نعمل مظاهرات لنظافة الشوارع، أو لتنظيم المرور، أو لدهان الأرصفة، أو لتجميل الحوائط!
إيه رأيكم لو نحاول نطهر النيل من الزبالة اللي فيه، ونعمل حملات توعية، ونحاول نعلِّم الناس إزاي يتعاملوا مع نيلهم إللي هو مصدر حياتهم!
إية رأيكم لو نعمل مظاهرات نساعد بيها المحتاجين والفقراء! إيه رأيكم لو نعمل كل ده واحنا بنتظاهر برده، نخرج في مسيرات، نرفع فيها شعارات ضد الانقلاب واحنا بنضف شوارعنا، واحنا بنظم مرورنا، وبنجمل حوائطنا! وأظن لو ده حصل، ها يبقى صعب قوى على الشرطة انها تقتل وتعتقل وتضرب غاز علينا!
لو انت مع الفكرة دي ساعدنى في نشرها، ولو عندك اقتراح أو تعديل ما تبخلش عليّ بيه!

الأربعاء، ديسمبر 18، 2013

السياحة في خبر كان



زي النهاردة من سنة فاتت كانت نسبة اشغالات الفنادق السياحية في القاهرة 100%، وده معناه إن فنادق شرم والغردقة والأقصر وأسوان كانت كلها كومبليت، دلوقتي نسبة إشغالات فنادق شرم الشيخ لا تتعدي الـ 20% في أفضل التوقعات!
حتى السياحة الداخلية انخفضت بشكل كبير، خصوصا مع عدم انتظام حركة القطارات المؤدية إلى صعيد مصر (الأقصر وأسوان) أو تردى الأوضاع الأمنية على الطرق المؤدية إلى (الغردقة وشرم الشيخ). وطبعا مفيش حد ها يروح اسكندرية ولا الساحل الشمالي في البرد ده!
هذا الركود السياحي الكبير أدى بطبيعة الحال إلى غلق الكثير من الفنادق والمحلات والبازارات، ومن ثم تسريح العمال، و تراكم الديون، وزيادة أعداد العاطلين.
أعرف شخصيا أصدقاء قاموا بتصفية أعمالهم في شرم الشيخ والغردقة، ونقلوا أبناؤهم من مدارسها، وعادوا بهم إلى بلادهم، وقراهم ونجوعهم، وطبعا مفيش داعى نحكي مآسيهم ومأسى أولادهم بعد التغيير المفاجئ في وضعهم الاقتصادي!
أخشي ما أخشاه أن يستمر هذا الوضع طويلا، ساعتها سيحدث ما لا يحمد عقباه، وما لا نتمناه، وربنا يسترها!

الثلاثاء، ديسمبر 10، 2013

فرج الله قريب!



من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد الفرج، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور.
 من أرحام المِحن تأتى المنَح، ومن أعماق البلايا تخرج العطايا، وأشد ساعات الليل سوادً هي الساعة التى تسبق طلوع الفجر، ولحظات اليأس هي أقرب اللحظات للانتصار.
سننتصر بإذن الله!
(فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا)
وسينتهى الظلم بإذن الله!
ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد
وسنصبر عليهم حتى يأتى فرج الله!
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
إن فرج الله قريب!

الاثنين، ديسمبر 09، 2013

محتاج طبيب نفسي!




جميع من حولى كانوا في حالة كبيرة من الاستنفار، وقد غطى وجوه معظمهم القلق، والخوف، والحيرة ، والتوجس، وفي لحظة تعالت فيها طلقات الرصاص، وتصاعدت معها أدخنة الغاز القاتل، رأيت علي وجوههم احمرارا واخضرارا وألوانا أخرى، وحدى – أو هكذا تخيلت- لم يصيبنى شئ من ذلك، بل على العكس كنت أضحك، وأمزح، ولا أبالى!

وحدي – أو هكذا تيقنت- لم تحرك مشاعرى رؤية الدماء المسالة على جباه الطلاب الفارين من معركة غير متكافئة، على أمل العثور على إسعافات أولية تضمد جراحهم، أو هواء نقي يرد إليهم أرواحهم، أو شربة ماء تعيد إليهم حياتهم!

وحدى – أو هكذا ظننت- كنت أعيش في عالم آخر، عالم استوى فيه الجميل بالقبيح، الخير بالشر، الجد بالهزل، الواقع بالخيال، العلم بالعبث، والحياة بالموت!

وحدى – أو هكذا أشك-  تمنيت أن أغادر هذا البلد من فورى، ولو إلى الصومال!

وحدي – أو هكذا أتمنى- بحاجة إلى طبيب نفسي!