لاحظت أن
ميركل سيدة قوية تعرف تماما ماذا تقول، ومتى، وتعرف كذلك متى ترفع نبرة صوتها ومتى
تخفضها ،ولاحظت كذلك أنها لم تنظر ولو لمرة واحدة لمعارضيها، وكيف لا وهي حسب مجلة فوربس تعد أقوى امرأة في العالم لعام 2011، وهي بذلك قد حازت
على الصدارة في قائمة أقوى امرأة في العالم في خمس سنوات.. وأحسست أنني في دار للأوبراأستمع
إلى معزوفة حفظها العازفون عن ظهر قلب، أو كأننى في مسرح أشاهد مسرحية عرف كل واحد
فيها دوره فأجاده بإتقان!
وأنهت ميركل كلمتها وسط تصفيق حاد من مؤيديها
في مقابل همهمات وشذرات وعفرات من معارضيها، ونهضنا منصرفين جميعا في وقت واحد
وعند الأمانات التقينا، فأخذ كل واحد منا ما يخصة ثم جائتني سارة قائلة: هيا بنا
فلنذهب سريعا- المجموعة المصرية- إلى مقهى أو مطعم مجاور للبرلمان نشتري منه شيئا
لنأكله، ثم نعاود التدريب على ما اتفقنا عليه من مشاهد بالأمس.
كان لدينا وقت ولكنه لا يكفي، فكيف لساعة
ونصف أن تسع لأكل وشرب وذهاب وإياب ثم لتدريب على خمس مشاهد لم نتدرب سوى على واحد
منها بالأمس؟! ولكنى لم أشأ أن أكون حجر العثرة الذي يقف في طريق نجاح المجموعة
فآثرت السمع وانتهجت الطاعة!
توقفنا أمام محطة "هاكشر ماركت" فذخلها من أراد أن يشتري شيئا
خفيفا ليأكله أو يشترى مشروبا سريعا ليشربه، ولا تستغرب ولا تتعجب من ذهابنا لمحطة
قطار كي نشتري منها أكل وشرب؛ فهنا في برلين محطات القطار تختلف تمام الاختلاف عن
محطات قطار القاهرة أو المحافظات في مصر، بشكلها التقليدي الأزلى الممل الضيق
الكئيب؛ فمحطات قطار برلين تتمنى فيها أن يأتى القطار متأخرا بعض الوقت حتى تستمع
بأوقات انتظارك من خلال التسوق والتبضع والمشاهدة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق