السبت، سبتمبر 28، 2013

قليل من الإنصاف!



ولا تزال نبرات صوته وأصداء كلماته ترن في أذني، على الرغم من مرور وقت ليس بالقليل على لقاءنا بعد فترة غياب طويلة، حدثت فيها أحداث جثام، مات فيها من مات، وقتل فيها من قتل، واعتقل في من اعتقل، وظلم فيها من ظلم، ونال البراءة فيها من يستحق ومن لا يستحق! أما عن صاحبي  فلا يزال عقلى غير مدرك وغير مستسيغ لما قاله، ولا أزال أجهل التبريرات التى أسمعنيها، وما زلت لا أجد لها تحقيقا على أرض الواقع!
لقد قال صاحبي فيما قال: إن صورة مصر في عام حكم مرسي كانت مثالا للسخرية والتندر!
عدت إلى العام المنصرم فرأيت أن الزائرين الأجانب من سياح ووفود وأفواج لم ينقطعوا عن مصر، بل على العكس من ذلك فقد زادت نسبتهم عن أعوام سابقة بنسبة مقبولة!
ورأيت علاقات طيبة بجيراننا الحدوديين، ليبيا والسودان، ورأيت دفاعا عن إخواننا المحاصرين في غزة، ورأيت وقوفا في وجه الظلم الغاشم المتمثل في بشار الأسد، ورأيت ندية في التعامل مع إسرائيل وإيران وأمريكا، ورأيت زيارات عديدة إلى دول شرقية وغربية، ورأيت تحالفات مع قوى ناشئة ونامية مثل تركيا والبرازيل، وأكثر من ذلك أني رأيت طموحا وأملا!
ثم عدت إلى ثلاثة أشهر خلت هي عمر الإنقلاب حتى كتابة هذه السطور،  فرأيت سياحة متوقفة، ولا أثر لوفود تأتي إلينا، وإذا سافرت من عندنا وفود قوبلت بازدراء ورفض( المغنية شرين مثالا)! ورأيت اتحادا إفريقيا يعترف بدول مثل الصومال وبوركينا فاسو ولا يعترف بمصر، ورأيت أكثر من 150 دولة لا تعترف بما جرى، بل وتصر أن الرئيس الشرعي لها هو محمد مرسي، وتبعث إليه بالدعوات (دعوة حضور كأس العالم في البرازيل) ورأيت تدخلا في شئوننا من الأمريكان والسعوديين، وتطاولا من الإماراتيين والكويتيين. ثم رأيت الإنقلابيين يتركون هؤلاء المتطاولين ويتحدثون عن تونس لأن رئيسها نادى بالإفراج عن المعتقلين السياسيين كجزء من حل الأزمة!
إن مصر بعد الإنقلاب ليست هي بكل تأكيد مصر قبل الانقلاب، والسبب يكمن في الانقلاب نفسه!

الجمعة، سبتمبر 20، 2013

لا ثورة ولا انقلاب!


وفيها إيه يعنى لما نعدل شويه في قواعد اللعبة الديموقراطية، مش فيه ناس برده بتسميها لعبة! يعنى مثلا نخلى نجاح أي رئيس للجمهورية يكون بمجرد حصوله على 90% من أصوات الناخبين، بدلا من 50% +1 ، وبكده نضمن ان مايبقاش فيه لا ثورة ولا انقلاب، وكمان نبعد شوية عن مجموع الـ 50%؛ لأن سمعته ما بقيتش ولا بد الأيام دي، وكمان علشان المنصب يبقى له هيبته وشنته ورنته!

طب لو مفيش حد جاب الـ90% دي نعمل إيه؟

طبعا موضوع الـ90% ده مستحيل حد يجيبه، خلاص زمن التلات تسعات فات ومات، بس ممكن نحل الموضوع ده بسهولة، يعنى نخلى أكتر اتنين في الأصوات يعيدوا مع بعضهم أربع خمس مرات، ولو محدش جاب الـ90% في المرة الخامسة، يبقى نسلم أمرنا لله والاتنين يحكموا مصر، واحد في الشمال وواحد في الجنوب وبكده نضمن إن محدش لا يعمل انقلاب ولا يعمل ثورة؟

*** الحلول كثيرة، وممكن ما تكونش مقنعة، وممكن ما تكونش منطقية، وممكن ما تكونش مقبولة، بس العامل المشترك في كل ده هو إن فيه حلول.. يعنى ممكن نتناقش، ونتجادل، ونختلف، وفي الآخر لازم نطلع بحلول!

وأهم من كل ده إننا لما نطلع بحلول ونتفق عليها، لازم ننفذها، علشان نضمن إن ما يبقاش فيه لا ثورة ولا انقلاب!

الأربعاء، سبتمبر 18، 2013

الواقع المؤلم!



إنني أشعر - وكذلك الحال بكثير ممن أعرفهم- بندم شديد على ما آلت إليه الظروف الأخيرة، وأدت بنا إلى الحال التى نحن عليها الآن، من انهيارات متعددة على مختلف الأصعدة؛ فعلى الصعيد الأمنى لا ترى مؤيدا أو معارضا يشعر بثلث الأمن الذي كان يشعر به في الماضي؛ فقد كان الواحد منا يخرج في منتصف الليل وحيدا فيقضى حوائجة ويعود سالما إلى بيته، أما الآن فإذا جن الليل لزم الجميع مساكنهم! وعلى الصعيد الاقتصادي فانهيار ما بعده انهيار، وارتفاع في الأسعار لا تخطئه الأعين، فالسياحة أصبحت منعدمة (شرم الشيخ والغردقة مدينتان يشهد لهما القاصي والداني، فبهما تأمين شرطي ومخابراتي يفوق تأمين تل أبيب)، وعلى الرغم من ذلك فإشغالات الفنادق هناك لا يتعدى الخمس وعشرين بالمائة في الفنادق العالمية، أما الفنادق الصغيرة فقد أغلقت أبوابها وقامت بتسريح عمالتها وموظفيها.. وعلى الصعيد الديموقراطي وهو الأهم؛ فحدث ولا حرج: كبت للحريات، إغلاق للقنوات المعارضة، وإطلاق القنوات المؤيدة، اعتقالات، اغتصابات في الأكمنة، طوارئ امتدت لشهرين آخرين، حظر تجوال أوقف معه قطارات الصعيد التى يمتد طولها لأكثر من 700 كيلوا متر... ( ولهذا وحده أهوال يضيق الوقت لذكرها)...
إنني ومعي كثيرون نادمون على ما حدث وما يحدث، وأما وقد تكشفت الحقائق وظهرت جلية واضحة أمام كل ذي عين ترى، وأمام كل ذي عقل يدرك، فأقول وبكل ثقة إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، بيت له بليل، وأجهضت معه كل المحاولات السياسية للتسوية وللخروج بحل وسط لا يقصي أحد، بل ومن خالف الطريقة أو كان له رأيا آخر اعتقل، واتهم بالخيانة، والميول الإخوانية، والخلايا النائمة، ووضع في خانة الطابور الخامس، حتى اضطر أن ينجوا بنفسه ويؤثر الصمت على الكلام. (البرادعي وخالد داود وعمرو حمزاوي وغيرهم أمثلة واضحة)... حتى توفيق عكاشة حليف الأمس بات عدو اليوم لتجاوزه الخط المرسوم له!!!
إن مرسى أخطأ هو ونظامه كثيرا في حق الثورة والشعب، أما هذا النظام فقد أجرم إجراما مفضوحا في حق الثورة والشعب والوطن. أخطأ مرسي كثيرا وفشل فشلا ذريعا في إدارته للبلد، ولكن من السهل أن نلتمس له العذر، وكان من الأسهل أن نعطيه مزيدا من الوقت -وهذا من حقه دستوريا ولا خلاف على ذلك-. أما ما يقال بأن مرسي هو السبب ولو أنه تنازل ورضي بالانتخابات الرئاسية المبكرة فهذا كلام مردود عليه ألف مرة، فقد شهد رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، ورئيس مجلس الشورى السابق أحمد فهمي بأن مرسي كان موافقا على عمل انتخابات رئاسية مبكرة بعد الانتخابات البرلمانية حتى تكون هناك مؤسسة منتخبة موجودة في مصر، إلا أن العسكر كان لهم رأي أخر دبروه في وقت سبق 30 يونيو، وهذا واضح في الكلمة التى قالتها نادية مكرم عبيد في مؤتمرها بأمريكا، وأوضحت فيها أن العسكر دعى القوى المعادية للإخوان إلى الإجتماع صباح يوم الثلاثين من يوينو (قبل نزول المتظاهرين) ليقرروا سويا ويدعموا الجيش فيما سيتخذه من قرارات ( الفيديو موجود على اليوتيوب) وكذلك ما ذكره أحمد شفيق من أنه كان على علاقة قوية بالمخابرات وأن أحاديث مرسي كانت تسجل له وترسل إليه في دبي باستمرار، وهذا يؤكده أيضا حوار وزير الداخلية الذي قال فيه أنه لم يكن يطيع أوامر مرسي، ويبدو أن هذا  هو الأمر الذي جعله يواصل عمله في الوزارة الجديدة، ناهيك عن وزراء الأزمات ( البترول والكهروباء) واستمرارهم في الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى أحد عشر وزيرا من جبهة الإنقاذ وحدها!
الأمر بات مدبر بليل، والمظاهرات المبالغ كثيرا في عددها والتى صورت على أنها ثلاثين مليون، والواقع والحاضر والماضي والمستقبل يشككون في هذا الرقم كثيرا، ولا مجال الآن لتفنيده، تلك المظاهرات التى ما كانت سوى كوبري عبر عليه العسكر ليصلوا إلى السلطة، وإلا لو كان الأمر غير ذلك، فلماذا عطل العمل بالدستور( كان مقرر له الإلغاء لولا تدخل حزب النور) ولماذا حل مجلس الشورى!!!! ألم يكن من الأجدر أن يستشار هذا الشعب في رأيه من خارطة الطريق؟!! ألم يكن من الأجدر أن يختار الشعب من يعدل له الدستور؟!! إنني أذكر أنه كانت هناك اعتراضات واسعة على دستور 2012 وكان هناك اتجاه للمقاطعة بسبب أن لجنة الدستور لا تمثل الشعب بأكمله، فهل هي تمثل الآن الشعب بأكمله؟!! إن من انسحب من اللجنة السابقة كان باختياره، أما من لم يشارك فيها الآن فرغم عن أنفه!!
لقد ماتت التجربة الديموقراطية قبل أن تولد، فكيف لي ولأمثالى أن نثق بعد ذلك في أن أصواتنا تستطيع أن تختار أحدا، ولو اختارت فكيف نثق في أن أحدا لن يسرقها!!!
 لقد ماتت التجربة الديموقراطية عندما ظن بعضنا أن بإمكانه وحده أن يشكل البلد على هواه، وأن يخترع أسسا جديده للديموقراطية تتلائم معه وحده ويتكيف بها وحده دون النظر إلى الآخرين!!

الخميس، سبتمبر 12، 2013

الطاغية




وكان عمرو قد أصهر إلى قيل من أقيال (ملوك) اليمن يقال له: ذو الشناتر، فظ غليظ القلب، جاف الطبع، سيئ الخلق، مدخول الضمير. على أن خصاله هذه لم تكد تبدو منه للناس حين كان قيلا من الأقيال لا ينبسط سلطانه إلا على المخلاف الذي كان يعيش فيه؛ فقد كان ماهرا عظيم المهارة، مداورا شديد المداورة، يلقى الرجل فيخدعه ويخيل إليه أنه أكرم الناس، وأصدق الناس، وأرحم الناس، وأوفاهم وأشدهم استقامة واعتدال مزاج. لذلك انخدع فيه أقرانه من الأقيال (ملوك حمير) و الأذواء (ملوك اليمن)، وحسن فيه رأي تبع حتى قدمه وعظمه واختار ابنته تماضر زوجا لابنه عمرو. وكانت تماضر بارعة الجمال، ذكية القلب، رضية النفس، شديدة الحنان، أنكرت في زوجها الغدر ولكنها لم تجروء أن تباديه بهذا الإنكار.(....) وكان لها صبى لم يبلغ الرابعة، وكان لزوجها أخ لم يبلغ السابعة، فجمعت أخا زوجها إلى ابنها، وقامت على تربية الطفلين، فمنحتهما من الحب والحنان ما كان يملأ قلبها الرحب الرقيق (....) ولم تكن تفكر لنفسا ولا لأحد من الصبيين في ملك ولا وراثة (...) ولكن أباها فكر في الملك لها ولابنها في ظاهر الأمر، وفكر فيه لنفسه في أقصى ضميره ودخيلة قلبه. وما هي إلا أن أعلن أن حماية الأسرة المالكة قد صارت إليه، وأنه ناهض بها على أحسن ما ينهض الأوصياء بأمر الذين يقومون عليهم من القاصرين. وأظهر ذو الشناتر أول أمره سيرة حسنة ونهجا صالحا في الملك (...) فما أسرع ما قَبِل الإغراء واندفع إلى الطغيان؛ وإذا هو يصطفى لنفسه من الجند والقادة قوما يؤثرهم بالمودة، ويختصهم بالمعروف، ويسبغ عليهم النعمة ويجزل لهم العطاء، ثم يستعينهم على غيرهم من الجند والقادة، وما يزال يُغرى ويَغوي، ويمكر ويكيد، حتى تخلُص له صنعاء وما حولها من الأرض، ثم إذا هو يضرب بمن أطاعه من عصاه، ويبعث الهيبة والخوف كما يبعث الرغبة والرجاء، حتى يعظم أمره، ويظهر أشراف حمير له الطاعة إشفاقا منه أو أملا فيه. وأنفق ذو الشناتر أعواما على هذا النحو رفيقا شديد الرفق بمن رجا منه الخير وانتظر منه النفع، عنيفا شديد العنف على من يئس من نصحه ولم يتوسم فيه خيرا ولا نفعا، حتى إذا دانت له اليمن كلها، وآمن له العظماء والأشراف، ولم يبق له بينهم منازع أو مدافع أظهر ما كان قد أخفى من أمره ، وأعلن ما كان قد كتم من سره، فاغتصب الملك لنفسه خالصا من دون ابنته وسبطه، ومن دون أهل البيت من أبناء تبع وذويه، وألقى بتماضر والصبيين في قصر بعيد هو بالسجن أشبه منه بالقصر، وأقام عليهم الحراس والرقباء يعدون عليهم ما يقولون وما يعلمون، ويضيّقون عليهم فيما كان ينبغى أن يتسع لهم من سبل الحياة. وفرغ ذو الشناتر بعد ذلك للأشراف والعظماء، فأعمل فيهم مكره وكيده، ثم سلط عليهم بطشه وبأسه، وأخذ يطغى عليهم ويسئ السيرة فيهم (...) ولكن الشباب من أبناء السادة والقادة عجزوا عن ضبط العواطف والأهواء، وكرهوا عيشة الذل والخضوع، فجمجموا وغمغوا أول الأمر، ثم انطلقت ألسنتهم بعد ذلك بالنكير واللوم، ثم سعى بعضهم إلى بعض وأخذوا يمكرون ويدبرون. ولكن الطاغية كان أشد منهم مكرا، وأنفذ منهم أمرا، وأحسن منهم تدبيرا، فما هي إلا أن يستهوى فريقا منهم بالمال، ويغوي فريقا آخرين بالوعد وإظهار المودة، حتى إذا ظفر من بعضهم بالطاعة والهوى استعانهم على من لم يظفر به، حتى استقام له أمره، وإذا هو ينتقم لنفسه من هؤلاء الشباب بما يستطيع أن ينتقم به من ضروب الكيد وألوان الإذلال. (...)  وأفاق ذو الشناتر من سٌكره ذات يوم، فخطر له على غير انتظار ولا تفكير ذكر ابنته تماضر وابنها عمير وأخى زوجها زرعه، فلما خطر له ذكرهم في هذا اليوم أنكرهم ثم هابهم، ثم اشتد خوفه مهم فاشتد مكره بهم وكيده لهم. ولم يحتج إلى تدبير طويل، حتى استقر رأيه على أن يخلص منهم ويزيلهم من طريقه. وما هو إلا يوم أو بعض يوم حتى أُنفذ أمر الملك، فرأت تماضر ابنها يٌصرع بين يديها، ورأى زُرعة ابن أخيه وأمه الثانية يقتلان بمرأى منه، وانتظر أن يسعى إلى الموت، ولكن الموت أعرض عنه، ولم يسع إليه إلا القيد والغل!
فلما انتهى الفتى إلى القصر وأدخل على الملك، فهش له الملك وبش، وتلقاه بالعطف والبر، ثم دعاه فما يزال يلاطفه ويؤنسه ويؤكد له أنه لا يريد به إلا خيرا، ولا يعد له إلا نعيما وملكا عظيما، وأنه لم يفعل ما فعل ولم يجن ما جنى إلا ليخلص ملك تبع لابن تبع.(...) وإنما هي أعوام أهيئك فيها للنهوض بأمر الملك، وأعلمك فيها مالم تعلم في أعماق ذلك القصر، وأقربك فيها إلى الجند والعظماء (...) وأصبح ذو الشناتر ذات يوم وقد هم بأمر عظيم. وأصبح الفتى ذلك اليوم وقد تهيأ لأمر عظيم، وما ارتفع الضحى حتى أقبل رسول الملك يدعو الفتى إلى منادمته، فأظهر الفتى طاعة سريعة واستجابة ليس فيها تردد ولا التواء. حتى إذا بلغ مجلس الملك حيا فأحسن التحية، ثم هم الشيخ بأمر، وأقدم الفتى على أمر وانصرف الفتى بعد ساعة، فلما كان من غد كان زرعة قد جلس على عرش تبع، وتسمى يوسف، وتلقب ذانواس.

( من كتاب على هامش السيرة لـ طه حسين)

الأربعاء، سبتمبر 11، 2013

للتأمل!





"..... وأخذ الملك يستشير الأطباء فلا يجد عندهم دواء، ويستعين الكهان فلا يلقى عندهم عونا، ويسأل العرافين فلا يظفر منهم بجواب مريح. وما زال فيما هو فيه من استشارة واستعانة وسؤال، حتى أدخل عليه رجل حكيم من أقاصي اليمن. وقص عليه ما يأتى من الأمر، وصور له الملك ما يلقى من الشر، وألح عليه الملك في أن يجد له من هذا الضيق مخرجا ومن هذا الأذى شفاء. وأطرق الرجل الحكيم غير قليل، ثم قال في صوت حازم وقد ظهرت على وجهه صرامة الجد والبأس: أيها الملك، لأنبئنك بالحق وإن كان من دونه الموت، فما تعودت كذبا ولا مينا. إنه والله ما قتل رجل أخاه، ولا غمس رجل يده في دم ذي رحم إلا سلط عليه الحزن والغم، ووكل به الفرق والأرق حتى يقضى. قال الملك : انصرف راشدا فلا بأس عليك! إنما السبيل على هؤلاء الذين كادوا الكيد، ومكروا مكرهم السيئ بي وبحسان (أخوه الذي قلته طمعا في الملك) ثم أمعن في خاصته ومشيرته قتلا وتمثيلا حتى انتهى إلى آخرهم (واسمه) ذي رعين. فلما قدم هذا القتيل للقتل قال للمك: إن لى عندك براءة. قال الملك: وما ذلك؟ قال ذو رعين: ذلك الكتاب المختوم الذي دفعته إليك. وأخرج الملك الكتاب وقرأ فيه هذين البيتين:

 ألا من يشترى سهرا بنوم      سعيد من يبيت قرير عين
فإما حميرٌ غدرت وخانت       فمعذرة الإله  لذي  رعين 

قال الملك: لا بأس عليك! فقد نصحت وبررت وبرئت ذمتك. فليتنى قبلت نصحك واستمعت لدعائك! قال ذو رعين: وليت أخاك قبل نصح الحَبرين.

وأصبح القصر ذات يوم فإذا عمرو (الملك) ملقى على الأرض مضرجا بدمائه، قد أغمد في صدره ذلك النصل الذي أغمده في صدر أخيه... هناك تفرق أمر حمير وانتقض سلطانها، وعادت إلى شر ما عرفت في قديم الزمان من الفساد والاضطراب."

(من كتاب على هامش السيرة، الجزء الأول، طة حسين)

الأحد، سبتمبر 08، 2013

علامة الصمود





تتشابه كثيرا الأفكار، وتتفق أحيانا الرؤى، وفي المحن تتوحد مجموعات البشر كي تنجوا سويا، أو كي تواجه الصعاب مجتمعين، ومن الرائع أن تجد في محنتك ما يجمعك بآخرين، فتتوحد معهم غايتك، ويتحد معهم هدفك؛ ومن الأروع أن يتشكل من هذا التشابه في الأفكار، والاتفاق في الرؤى، والاتحاد عند المحنة، والنضال في وجه المصاعب، من الأروع أن يتشكل شعارا يجتمع حوله المتشابهون، والمتفقون، والمتحدون، والمناضلون، وقديما كانت ترفع الرايات في الحروب، وحديثا اخترُعت العلامات التجارية حتى صارت تباع بالمليارات.

علامة الصمود "رابعة" هي علامة بحق مميزة، ومن فكر فيها، وصورها، وسوقها، يستحق –من وجهة نظرى- أعلى وأقيم جائزة؛ فقد حل لى إشكالا كبيرا، ورفع عنى حرجا بالغا؛ فالحق أقول بأننى لم أكن أبدا أرغب، أو أحب، أو أود أن أرفع صورة الرئيس مرسي، ليس لشئ سوى أنه بشر، مثله مثل كل البشر، يصيب ويخطئ، وهو كمثل الرؤساء يَحكم ويُحكم، ثم إننى قد قررت منذ زمن ألا أحتفى بأي مسئول، وأنظر إليه على أنه خادم جاء ليحقق مطلبي. أما وقد ظهرت تلك العلامة الرائعة، والشعار المعبر، والذي والتى أغرتنى وأغرت كثيرين مثلى على حملها و نشرها، فلا بأس من حملها واحتمالها. تلك العلامة التى انتشرت في العالم أجمع، في عدة سويعات قليلة، تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، وتلك هي الإشارة التى هوجمت وتهاجم هجوما كثيرا، فقد سخروا من خلفيتها الصفراء وشبههوها بالقئ، وقالوا عنها أنها إشارة ماسونية صهيونيةّ!

من حوالى ثلاثة أيام جائتنى فكرة، لم أكن أبدا أقدر على أن أقدم على تنفيذها من قبل، لولا شعور التشابه، وإحساس الاتفاق، ورؤية الاتحاد، ووجود النضال في من يحملون هذه الإشارة، فقد فكرت في أن أضم إلى قائمة أصدقاءي في الفيس بوك كل من يحمل هذه العلامة، أو ينشرها، أو يحتفى بها، وستتعجب عندما تعرف أننى قد أرسلت ما يزيد عن خمسمائة طلب صداقة في يوم واحد، حتى أن إدارة الفيسبوك قد فطنت لهذا الأمر فطلبت منى إعادة تأكيد حسابي مرة تلو الأخرى، لتتأكد من صحة الاستخدام، والعجيب في الأمر أن معظم من أرسلت إليهم طلبات الصداقة استجاب لهذا الطلب سريعا بالإيجاب، ثم كانت المفاجئة، فقد عرفت أننى لست وحدي من فكر في هذا الأمر!

هذه الفكرة- فكرة إضافة المتشابهين-  رحمتنى كثيرا من أولئك الذين يطفون على السطح، فقط ليستفزوك، وهم يعلمون حقائق الأمور، ويتغافلون عنها، بل وينكرونها، ودأبهم على إزعاج الآخرين دأب متواصل لا ينقطع، ولا يجدون فيه ولا منه غضاضة ، بل وربما يشعرون معه باستمتاع!

ودعك منهم وانظر إلى ما حدث من تغيير في شخصيتي، فقد كنت كثيرا ما أتمنع في قبول أو إرسال طلبات صداقة! واليوم أراني لا أكف عن إرسالها واستقبالها لمن يشبهوننى فيما سبق ذكره، قد تراها عنصرية، و قد تراها شيفونية، وأراها راحة بال!

الخميس، سبتمبر 05، 2013

إحنا شعب وإنتو شعب




فاكرين رد الفعل على جملة (أهلى وعشيرتي) لما الرئيس مرسى نطق بيها في أول خطاباته؟  أفكركم: من أولها إقصاء! دا بيتكلم بس عن أهلو وعشيرتوا، دي جماعة إقصائية، فاشية، نازية، صهيونيه، عالميه، وأي حاجة!

طب فاكرين لما صبحي صالح قال ( الإخواني لا يتزوج إلا من إخوانية)! ساعتها الدنيا قامت ومقعدتش!!

امبارح ظهرت أغنية لعلى الحجار( إللى بحب صوته وأغانيه وخصوصا أغاني زي عم بطاطا وهنا القاهرة) الأغنية دي اسمها  إحنا شعب وانتو شعب، الاغنية من تأليف مدحت العدل ومش عارف ألحان مين!، أنا مش ها أعلق على الأغنية لأن فيه ناس كتيرة علقت عليها ومن ضمن التعليقات الكتيرة دي فيه تعليقين عجبوني جدا، حبيت إنى أقتبسهم!

والآن مع القصيدة الأصلية:-

إحنا شعب وإنتو شعب

واللى هز القلب منا

عمره ماهزلكو قلب

رغم إن الرب واحد

لينا رب... وليكو رب

......................

وردة برية وبراءة..

إحنا بنشوف الطفولة

وإنتو شايفينها سبايا

تثبتوا بيها الفحولة

إحنا يسعدنا خيالها..

لما ترسم ف الكتاب

وإنتو لو عدى خيالها

يطلعلكوا فى ثانية ناب

إنتو بتحبوا الجهامة

وإحنا بنحب ابتسامة

إحنا حرية وكرامة

وإنتو سجن وشرع غاب

إحنا شعب وإنتو شعب

........................

مصر بالنسبه لنا ثومة

والا ناصر.. أو حليم

مصر بالنسبه لكو خيمة

أو إمارة أو حريم

إحنا نفديها بحياتنا

ونحبها ونرضى بقليلها

وإنتو عايزين تنهبوها

وتسرقوا خيرها ونيلها

إحنا يسقط منا شهدا

زينة الدنيا وشبابها

وإنتوا قلتوا كنتوا سعدا

لما داسوا فوق ترابها

إحنا أقرب وإنتوا بعدا

إحنا ثورة وإنتو ردة

ياطابور خامس وقاعدة

للعدو الواقف ببابها

إحنا شعب وإنتو شعب

.............................

إحنا بنشوف ربنا

رحمة للعبد اللى تاه

عفو عن مخطئ مسىء

توبة أو طوق للنجاة

وإنتو تِعبان القبور

والمقارع للحريم

سد باب الرحمة غية

واللى يغلط ف الجحيم

واللى يضحك يبقى كافر

والعبوس آخره النعيم

إحنا بنحب الحياة

وإنتو أعداء الحياة

إحنا شعب وإنتو شعب

............................

إحنا بنشوف الحقيقة

والعقيدة ف أى دين

كنت قبطى أو يهودى

والا ضمن المسلمين

رب واحد... معنى واحد

الرسالة يا مؤمنين

ماتكدبوش ماتغيروش

ف النوايا والوشوش

حب جارك زى أهلك

احفظه ولا تخونوش

وإنتو تيجو تخونوه

يختلف ف الرأى عنكو

تحلوا دمه وتقتلوه

وتقولوا ديننا قالنا

أى دين يا أدعيا

والا نبى م الأنبيا

يأمر بكافر تصلبوه

والا بوذى تبهدلوه

والا شيعى تكفروه

واللى بيفكر دا ضال

وتحرموا حتى الحلال

وتحللوا فكر الضلال

وتحكمونا يا أغبيا

إحنا شعب وإنتو شعب

...........................

إحنا شايفين الرسول

رحمة مهداة للبشر

سعى من أجل الوصول

للكمال المنتظر

إحنا شايفين إن ديننا

دعوة للنور والحضارة

وإنتوا حاصرينه ف حكاية

توب قصير أو ستارة

إحنا شايفين ابن سينا

وابن رشد والحسين

وإنتوا شايفين ابن لادن

والكهوف المظلمين

إحنا عشاق الإرادة

والحقيقة واليقين

وإنتو تجار المنابر

والبخور والمجذوبين

الخادعين للخاضعين

والآكلين الشاربين

النازلين الصاعدين

للمصالح والمناصب

وأما أمريكا بتأمر

تصرخوا بقولة آمين

إحنا شعب وإنتو شعب

.............................

إحنا مصرى بسيط وراضى

عسكرى جاى م النجوع

يسمع الراديو الصغير

الأدان يملاه خشوع

يدعى ف الليل للى خلقه

يحمى عيلته يزيد ف رزقه

ف الدعا تنزل دموع

عند رب العالمين

صادقة من غير فلسفة

لا صوت جهورى ف ميكروفون

يصرخ يهدد بالوعيد

وكأنه واخد م السما

توكيل يكفر بعضنا

يهدينا نرجع مسلمين

يا عم مااحنا مسلمين

ومؤمنين وموحدين

من قبل حتى ما تتولد

وإحنا اللى وحدنا الإله

قبل الديانة ما تتوجد

ولإن مصر المؤمنة

قبل التاريخ فى دمنا

عمرنا ما حنبقى زيك

ولا أنت حتكون زينا

لِمّ غنمك أو جمالك

أو مباخرك أو عيالك

والمشانق من حبالك

والعشيرة والخيام

خد زعيقك خد صريخك

خد فتاويك واللجام

خد حرام حرام حرام

حلال عليك يا مسيلمة

اللى سرقته مننا

وإبعد بعيد عن أرضنا

لأنكوا... ولإننا

إحنا شعب......وإنتو شعب


التعليق الأول (منقول)

احنا شعب وانتوا شعب
احنا خدنا العفه رايه
والشرف مبدأ وغايه
وانتوا شعب من العرايا
واعتبرتوا الجنس حب
احنا شعب وانتوا شعب

احنا ناس طالبين سلام
عدل ..رحمه ..مش كلام
انتوا ناس رافعين سلاح
واحنا ناس بنقول يارب
احنا شعب وانتوا شعب

مصر بالنسبالنا ازهر
مصر فى القرآن كنانه
مش مجرد اوضه تسهر
فيها بين احضان فلانه
مصر يوسف والخليل
ارض ربى وهبها نيل
احنا عايزين خيرها ليها
وانتوا نازلين فيها نهب
احنا شعب وانتوا شعب

احنا شعب المؤمنين
بالكتاب ورسول أمين
غيرنا رب العزه قاله
ليكو دين ولينا دين
احنا ايوا تابعين
للنبى الهادى الامين
قولى انتوا فكركم
رأيكم ..تابع لمين

احنا سجده تزيل همومنا
او جلسه وسط الصالحين
وانتوا رقص وليل ومغنى
وسط حبة مخمورين
احنا بتزورنا الملايكه
وانتوا شلة شياطين
احنا شعب وانتوا شعب

احنا ندعو للايمان
تتفتح لينا السجون
وانتوا تدعو للشيطان
والزنا ....وللمجون
عشان يعيش امثالكوا لازم
نتقتل من غير أى ذنب
احنا شعب وانتوا شعب

لحظه
قولى مين كفر فى مين
مين فتى بالقتل فيها
اللى فوق دماغه بطحه
لازم بيحسس عليها

التعليق الثاني:-



Sarah Ibrahim بعد ما قام النظام باستخدام الإعلام للتأسيس لمنظومة فكرية يعتمد عليها لقهر أو قتل فئة في المجتمع طلعت علينا أغنية علي الحجار العنصرية اللي بتتعارض مع الحس السليم عند عامة الناس،،الأغنية بتدعو لنبذ الآخر بشكل مطلق لا يقبل المراجعة،،،هنلاقي قريب عندنا في مصر لو استمر المشهد بالشكل ده فئة اسمها "المنبوذين" مش هيسمح ليهم الاختلاط إلا بأبناء جماعتهم أو من يؤيدوهم أو حتى يبدون قدر من التعاطف معهم،،،في المجتمع الإغريقي القديم كان المجتمع مقسم لطبقين طبقة أصحاب الحقوق والواجبات كانوا يعيشون داخل الأسوار ومن كانوا يعيشون خارجها كان من نصيبهم النبذ السياسي والاجتماعي والقانوني،،،،هل هما عاوزين النموذج ده في مصر؟!!! عاوزين يمارسوا قهر سياسي واقتصادي وقهر مجتمعي كمان!!! الأغنية عاوزة توصل لإيه: انتوا كنتوا بتدوا زيت وسكر للشعب وعشان كده أصبحتوا كائنات أخرى لا يحق لكم أن تتساووا بنا!! مش بعيد زي ما الطفل الإسرائيلي بيشربوه العنصرية الصهيونية اللي نتيجة ليها بيتمنى الموت للطفل الفلسطيني والإصابة بالأمراض ينشروا الوباء العنصري ده بين أطفالنا في المدارس.

دستورمسلوق وآخر نيئ





-    جمعية تأسيسية أولى، ويطلع واحد يرفع عليها قضية، حل الجمعية التأسيسية الأولى ، فترة انتظار، تشكيل جمعية تأسيسية تانية، مع عمل متواصل لمدة خمس شهور مع تسريبات لإشاعات مغرضة بعيده كل البعد عن الحقيقة، وكمان واحد يرفع عليها قضية، انسحابات، دستور مسلوق، دستور الإخوان، استفتاء، والنتيجة 64% موافقة على الدستور!
-         انقلاب عسكري
-    تعطيل العمل بالدستور، تشكيل لجنة الخبراء، ثم لجنة الخمسين، ولن يجرؤ واحد على أن يرفع قضية ضد هذا التشكيل وتلك اللجنة، وإذا شرب أحدهم بريلا واسترجل وقام برفع قضية ضد هذا التشكيل، فإما أنه سيُرفع هذا الرجل رفعا (حقيقي أو مجازي)، وإما أنه ستُرفع تلك القضية وتوضع على أحد الأرفف!
-         مذابح، فمجازر، فاعتقالات، فمحارق، فمحاكمات عسكرية، فشماتة في الإخوان وفي دستور الإخوان!
-    طب إيه رأيك دلوقتي يا عم الحدق: قلت له في إيه؟! قالي: الإخوان بيتحاكمو دلوقتي محاكمات عسكرية طبقا للدستور اللي كتبوه، وبيتمنعوا من التظاهر طبقا للقانون إللي كانوا عاوزين يعملوه! قلت له: على فكرة  الدستور اللي انت بتتكلم عنه دلوقتي معطل، يعنى المفروض إن مالوش وجود، وطبعا انت عارف إنهم بيعدّلوه دلوقتي، فخلينا نشوف، ياترى ها يشيلوا المواد دي ولا ها يسيبوها، وبعدين سيبك من النقطة دي، وخلينى أقولك إن محاكمة الإخوان طبقا للدستور إللي كتبوه دليل على إنهم ماكانوش بيفصلوا دستور على هواهم، يعنى ما كتبوش مثلا ( يجوز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية في حالة التعدي على المنشآت العسكرية ويستثنى من ذلك أفراد جماعة الإخوان)!

-

أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا
ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا
 
ما بتقدر أبدا تلغيني بدك تسمعني و تحاكيني
و إذا فكرك عم تداويني مش هيدا هو الدوا

أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا
ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا

يا ريتك مني تسمع بيكفي اللي صار
القوة هي اللي بتوقع إن وقفت بوش الأفكار

هالدنيي بتساع الكل و حدا الحقيقة بتضل
 
و إذا بدك بنلاقي الحل لو لا بنفكر سوا

أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا
ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا

صوت الحرية بيبقى أعلى من كل الأصوات
مهما تعصف ريح الظلم يغطي الليل المسافات

مافيك تلون هالكون عبعضو بذات اللون
 
و تغير نظام الأرض و تغير مجرى الهوا

أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا
ولا تزيدا كتير عليي أحسن ما نوقع سوا

الكلمات لجوليا بطرس



الثلاثاء، سبتمبر 03، 2013

بهدوء!



1)  الاتنين كانوا أصحاب جدا، يعنى بالبلدى مأنتمين، بيسهروا دايما مع بعض، بيروحوا مصايف مع بعض، وساعات بيذاكروا مع بعض، وتقريبا أفكارهم متقاربة في حاجات كتير... من أسبوعين بس حصلت بينهم خلافات، فافترقوا عن بعض!  واحد صاحبي بيقولى: شوفت دا كانوا سمن على عسل! قلت له: دي سنة الحياة ولازم نغيرها. قالى وهو مستغرب: طب نغيرها ازاي؟! قلت له: نروح نصالحهم على بعض!

2)  انت ليه يا عم متضايق قوى كده، ماهو هو عنده حق برده، فاكر لما قالك "انت نازل مع الفلول وأمن الدولة والشرطة والبلطجية علشان تشيل رئيس منتخب" قلت له إيه؟ أنا أفكرك: انت قلت له: أنا نازل علشان قضيتي وما يهمنيش مين اللي واقف معايا! 
والنهاردة صار فيه قضيه أنا متأكد إنها تهمك، مش انت برده مش عاوز العسكر يحكم، ومش عاوز حكومة ضعيفة، ومش عاوز فساد، ومش عاوز كبت للحريات! فياريت تكبر مخك وما تقعدش تتلكك وتقول أحسن هو بيتهمنى إن أنا خاين وعميل وتعمل فيها حوارات.. انزل معاه ومايهمكش هو بيقول إيه!
3)   يا ظلام السجن خيم
نحن لا نخشى الظلام
ليس بعد الليل إلا
فجر مجد يتسامى
يارنين القيد زدني
نغمة تشجي فؤادي
إن في صوتك معنى للأسى والاضطهادِ
4)   هل فكر أحدنا عقب اندلاع الثورة السورية أن يبحث عن قناة سورية حكومية يستقي منها الأخبار؟؟ أكاد أن أجزم بأن الإجابة: لا.
وماذا حدث؟
معظمنا يستقي أخبار سوريا من الجزيرة، والقنوات الإخبارية العالمية، وهو ما يحدث الآن، العالمين العربي والعالمي يحصلان على أخبار مصر من هذه القنوات، فلا تنشغلوا بما يلوكه الإعلام المصري من أكاذيب، فلن يصل إلا لمن أدمنوه!!
5)  سبحان الله!  في عز أزمة الكهربا اللي كانت في عهد مرسي مكانتش الكهربا بتقطع عندنا خالص، قلنا يمكن لأننا جنب المصانع، والخط بتاعنا متأمن، إلا إنه من حوالى أسبوع كده بدأت  الكهربا تقطع تقريبا ساعة كل يوم في وقت الضهر، ونصف ساعة بالليل.. أول امبارح الكهربا  قطعت عندنا بالليل، قمت وطلعت في البلكونه وقلت بصوت عالى: الله يخرب بيتك يا سيسي!! مرتين.. على فكرة أنا بقيت أحب قطع الكهربا علشان أدعى الدعوة دي!
 
 

الأحد، سبتمبر 01، 2013

وصف!




" إنك تنتظر أن أكتب إليك لأصف لك حياتي في باريس. وما كان أحب إلى أن أفعل! ولكن حياة باريس لا توصف في الكتب والرسائل، ولا سبيل لك إلى أن تعرفها مقاربة إلا إذا حييتها. على أني أحب أن أصور لك شعوري في باريس تصويرا مقاربا غير دقيق. ولن يكون هذا التصوير بكلام أكتبه إليك؛ فالكلام كما قلت لا يغنى في باريس شيئا. ولكن اذهب إلى الأهرام، فما أظن أنك ذهبت إليها قط، وانفذ إلى أعماق الهرم الكبير، فستضيق فيه بالحياة وستضيق بك الحياة، وستحس اختناقا وسيتصبب جسمك عرقا، وسيخيل إليك أنك تحمل ثقل هذا البناء العظيم، وأنه يكاد يهلكك، ثم اخرج من أعماق الهرم واستقبل الهواء الطلق الخفيف، واعلم بعد ذلك أن الحياة في مصر هي الحياة في أعماق الهرم، وأن الحياة في باريس هي الحياة بعد أن تخرج من هذه الأعماق"

(من كتاب "أديب" لـ طه حسين)

ملحوظة:-

الفقرة السابقة هي جزء من خطاب أرسل إلى طه حسين من زميل له في باريس قبيل الحرب العالمية الأولى!