الخميس، أكتوبر 31، 2013

المحرضون



بالأمس ألقت قوات الشرطة المصرية القبض على آخر وأهم وأخطر العناصر المحرضة على العنف داخل القطر المصرى؛ إنه القيادي فى جماعة الإخوان المسلمين، ونائب حزب الحرية والعدالة، الدكتور عصام العريان. الشرطة المصرية كانت قد تعهدت إلينا بأنها ستقبض على كل المحرضين على العنف، والآن هي توفي بعهدها، وتنجز وعدها الذي قطعته على نفسها منذ الثورة (الجديدة نوفي).
 قوات الشرطة ألقت القبض على المذكور وهو يبتسم، ربما لأنه حصل أخيراً على المشروب الرسمى للاعتقالات والمشهور إعلاميا بـ "كابي"، أو ربما لأنه شاهد مؤخرا فيلم أحمد زكي "اضحك الصورة تطلع حلوة"، أو ربما كانت ابتسامته تنفيذا لأوامر المرشد العام للجماعة! كل الاحتمالات واردة، وكل الاحتمالات تؤدي بالطبع إلى استنتاجات ونتائج صحيحة، الشئ الوحيد الذي لا تؤدي احتمالاته إلى نتائج صحيحة هو تمسك هؤلاء المحرضون على أن يُقبض عليهم وهم في شقق بالقرب من مدينة نصر، وبالتحديد في التجمع الخامس!
لا تشغل نفسك عزيزى القارئ بالتفكير في هذا الأمر، فمقصدى من هذا المقال قطعا ليس معرفة السبب وراء تمسكهم بالاختفاء في التجمع الخامس وفي مدينة نصر، بل مقصدى من هذا المقال هو ما يلى:-
الداخلية مشكورة لأنها حققت ما وعدتنا به، وهو القبض على المحرضين، وفي أسرع وقت، وبأقل الخسائر، ترى متى ستنجح الداخلية في القبض على المنفذين؟!!
المحرضون على العنف جميعهم الآن في السجون، فأين المنفذون؟!
أين من قاموا بتنفيذ تفجيرات شرم الشيخ، وطابا، ودهب؟!
أين من قاموا بتنفيذ تفجيرات الكنائس، ابتداءً من كنيسة القديسين بالأسكندرية نهاية بإطلاق النار على كنيسة الوراق بالقاهرة!!
أين من قاموا بحرق مقارات الأحزاب والحملات الانتخابة؟
أين من قاموا بحرق المجمع العلمى ومن قبله مجلس الشعب؟
أين المتسببون في أحداث البالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، والعباسية، والاتحادية، والمقطم... إلخ؟!
إننا بصدد انتظار الأخبار المبشرة بالقبض على المنفذين، إذ لا يصح مطلقا أن يشرب المحرضون الكابي، ويفلت من شربه المنفذون؟!

السبت، أكتوبر 26، 2013

الدكتاتور



الدكتاتور دائما ما يكون صناعة محلية، صناعة يصنعها العبيد بأيديهم النجسة، لا لشئ سوى أنهم يريدون أن يشاهدوا الأحرار وهم يعذبون، ويهانون، ويداسون أمام أعينهم... العبيد لم يرضوا بعبوديتهم ولم يستسلموا لها فحسب؛ بل عز عليهم أن يروا غيرهم أحرارا، يستمتعون بحريتهم، ويفكرون بعقولهم، ويبدعون!
العبيد لا يتورعون أبدا في إظهار أسيادهم في أبهى صورهم وأروعها، لا يتورعون في إظهار الخضوع والخنوع والمذلة، حتى يرضى عنهم أسيادهم، ويرمون  إليهم بالفتات!
العبيد يستحلون كل شئ في خدمة الأسياد، لا حرمة عندهم لشئ؛ إلا ما حرمه الأسياد، ولا تقديس لديهم لشئ؛ إلا ما قدسه الأسياد! العبيد هم من يصنعون الأسياد، فيجعلوا منهم الدكتاتور!

الجمعة، أكتوبر 25، 2013

عن الحياء أتحدث!



قالوا فيما قالوا وصدعوا رؤسنا أياما كثيرة، حينما ادعوا أن عام مرسى كان عام خزى وعار على مستوى الدبلوماسية الخارجية، ذلك أنه أعطى لمستشاره للشئون الخارجية صلاحيات أغفل معها صلاحيات وزير الخارجية والسفراء! واليوم تراهم في ثبات، بل في بيات خريفي لا شتاء له، وهم يسمعون عن حكومتهم وهي تؤجر شركة للدفاع عن الانقلاب، ولتوضيح صورة مصر لدى أمريكا!
أين وزير الخارجية المصرى؟ وأين سفير مصر لدى أمريكا؟ بل وأين الحق الذي تدافعون عنه وتودون إظهاره؟ وبأي صفة وأي وجه تتحدثون؟!!
ماذا ستقولون لهم؟ هل ستخبروهم عن آلاف قتلموهم في الميادين بدم بارد؟ أم عن آلاف اعتقلتموهم في السجون بدون رحمة؟  أم عن قنوات وصحف أغلقتموها عن قصد؟
عن ماذا ستدافعون؟ عن سلطة اغتصبتموها؟ أم عن خريطة طريق فرضتموها قصرا على شعبكم؟!
وقديما قالوا: إن لم تستح فافعل ما شئت!

الأربعاء، أكتوبر 23، 2013

صداع!



... ويبقى المترو أفضل وسيلة نقل للبنى آدمين داخل القطر المصرى، فبرغم جميع مساوئه، وبرغم جميع روائحه، وبرغم الزحمة والإهمال؛ إلا أنه أفضل بكثير من الميكروباص، فلا تسمع فيه أغانى المهرجانات التى يجبرك سائقو الميكروباصات على سماعها، ولا تدخل في مشاجرات يومية بسبب ارتفاع الأجرة، والأهم من ذلك كله، إنعدام شبكة التليفون المحمول بداخله!
"وطي الصوت شويه والنبي يا أسطى!" فرحت كثيرا لهذا الطلب، وأسندت ظهرى على الكرسى، ووضعت رأسى على يدي واستسلمت للنوم! أخيرا يوجد أناس إيجابيين في هذا المجتمع، لقد ظننتهم رحلوا! وما هي سوى لحظات قليلة تفصل بين نداء السيدة على السائق بأن يخفض صوت الكاسيت، وبين مكالمة تليفونية جمعت بينها وبين أحد معارفها قصت عليه حياتها وحياة أصدقائها وجيرانها وجميع أقاربها! يا ليتها ما طلبت من السائق أن يخفض من صوت الكاسيت، وياليت السائق لم يستجب لطلبها؛ فلا شك أننى كنت سأنام على صوت الكاست برغم ارتفاعه، فقد تعودت عليه! أما صوت هذه السيدة الذي ينخفض أحيانا ويرتفع أحيانا أخرى، ويذكر تفاصيلا دقيقة، وأخبارا تافهة، وحكايات من هنا ومن هناك، فقد أصابنى بصداع، كاد يفتك بها قبل أن يفتك بي!  

الثلاثاء، أكتوبر 22، 2013

في وصف مصر!

قتلى من الشرطة ومثلهم من الجيش، قتلى من الإسلاميين وغيرهم من العلمانيين والليبراليين والثوريين والشعبيين، قتلى من الأقباط وغيرهم من الشيعة! قتلى في كل مكان؛ في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب، وفي الوسط! قتلى من الكبار ومن الصغار، من الرجال ومن النساء، من الأطفال ومن الشيوخ! قتلى، وجرحى، وخنقى، وحرقى، وحدهم لا يقتلون... البلطجية!
زحام في كل مكان، في المترو زحام، وفي الميكروباصات زحام، في الأتوبيسات زحام، وفي الطرقات زحام. في المصالح الحكومية زحام، وفي محطات البنزين زحام، في البنوك زحام، وفي المطاعم زحام. وحدها خالية من أي زحام ... المساجد!
ارتفاع في الأسعار، وارتفاع في معدلات البطالة، وارتفاع  في ضغط الدم. انخفاض في السياحة، وانخفاض في الصادرات، وانخفاض شديد في الحريات، وحدها ترتفع ولا تنخفض... رغبتى الشديدة  في مغادرة هذا البلد!

الاثنين، أكتوبر 21، 2013

مع من نلعب؟



سترتاح وسأرتاح وسنرتاح جميعا إذا عرفنا مع من نلعب! وسنرتاح جميعا كذلك إذا ما عرفنا قواعد اللعبة التى نلعبها، وسنرتاح كثيرا إذا ما كان حكم المباراة عادلا، وسنرتاح أكثر إذا ما جاءت النتيجة إيجابية لصالحنا! أما عن جمهور المتفرجين فسيفرح كثيرا بما حققناه!
وأريد أن أريحك عزيزى القارئ من عناء التفكير في ما أود ذكره في هذه المقالة، وسأختصر الموضوع في مثال بسيط يشرح مقصدي: ذلك أن مجموعة من الأطفال الصغار يلعبون مع أبيهم شديد الذكاء. قام الأب بضرب طفله الأصغر على رأسه خلسة، ثم استدار ناحية طفله الأكبر موبخا إياه على ما فعله في أخيه، عندها أقسم الطفل الأكبر أنه لم يفعل شيئا، وظن الطفل الأصغر بل وتيقن أن أخيه الأكبر هو من قام بضربه! وواصل الأب اللعب مع أطفاله، ثم في خلسة من الوقت قام بإخفاء اللعبة المفضلة لطلفه الأكبر، ومن دون تفكير ظن الطفل الأكبر بأخيه سوءً، واتهمه بأنه هو من أخفى لعبته المفضلة!
.... وهكذا نلعب، وهكذا يلعبون معنا، وهكذا نتعب، وهكذا تأتى جميع توقعاتنا وتحليلاتنا ونتائجنا مخيبة للآمال، بل ومحبطة؛ فقط لأننا لا نعرف مع من نلعب!

الأحد، أكتوبر 20، 2013

الكراهية!

أعيش في بحر من الكراهية، بل إن شئت فقل في محيط من الكراهية، محيط أمواجه عاتية، وظلماته مركبة، وأعماقه بعيدة، ولا وجود في الأفق لشواطئه الآمنة! أعيش في مصر!
الجميع من حولى يكره بعضه بعضا، الجميع يتربص بالجميع وللجميع، يحملون في قلوبهم مخزونا لا بأس به من الكراهية، الكراهية التى أعمتهم عن رؤية الشئ الجميل، هم لا يرون سوى القبيح من الأشياء، لا يرون سوى العيوب، ولا يذكرون سوى المساوئ، ولا يتحدثون إلا عن النواقص والمسالب!
انقسام حاد يعيشه المجمتع من حولى، في البيوت انقسام، وفي الشوارع انقسام، في العمل انقسام، وفي دور العبادة انقسام، في الأمل انقسام، وفي الرجاء انقسام!
ليس هناك هدف يوحد الجميع أو يتوحدون من أجله، كل يرى الأمور من وجهة نظره هو فحسب!لا أمل في الاتفاق، ولا سبيل عن الاختلاف والتضاد!
لا أحد يستمع إلى الآخر، ولو استمع فهو استماع بلا تركيز، وإنصات بلا نتيجة، وتضيع وقت، وتكبير دماغ!
المجتمع من حولى أصبح بيئة غير صالحة للحياة الآدمية، البقاء فيه سيؤدي حتما إلى أمرين لا ثالث لهما: إما الجنون، وإما الجنون!
لا أريد أن أجن، أريد أن أستمتع بعقلى أبدا ما حييت، أريد أن أستمتع ببلدي، بأسرتي، بشارعي، بعملى، بمسجدي، أريد أن أستمتع بحياتي! فهل لى إلى ذلك من سبيل؟!!

الجمعة، أكتوبر 18، 2013

جامعة الأزهر وتأجيل الدراسة



فصل جديد من فصول الاستغفال التى تمتلؤ بها رواية الانقلاب، تلك الرواية التى لم تترك لنا مشهدا من المشاهد العبثية الشيطانية إلا وروته! تلك الرواية التى أحداثها تتجدد يوميا بشكل يثير معه الشفقة والاشمئزاز، وتمتزج فيها الشيزوفرينيا بالزهايمر، وتختلط فيها السطحية والانهزامية والتردد والمكر والدهاء ليشكلوا في النهاية سيمفونية كبيرة عنوانها "الغباء"!
فصل جديد أبى المنقلبون إلا أن يسطروه بأيديهم داخل رواية كئيبة خالية من أي إبداع، فيضعوا له مضطرين عنوانا كبيرا أسموه ( تأجيل الدراسة بجامعة الأزهر)!
في افتتاحية هذا الفصل بدى واضحا أن ثمة تخبط واضح وجلي في بيانات وتصريحات مسؤولى الجامعة حول موعد بدء الدراسة، ثم ما لبثوا أن خرجوا علينا معلنين تأجيلها لأسبوع كامل، متعللين بعدم اكتمال أعمال الصيانة بالمدينة الجامعية!! وقبل أن ينتهى أسبوع التأجيل، خرجوا علينا ليضاعفوا الأسبوع مرتين، فيمتد التأجيل لأسبوعين آخرين مع التعلل بنفس السبب!
وفي ذروة أحداث هذا الفصل ومع اقتراب مدة التأجيل من نهايتها خرجوا علينا ليعلنوا أنه لا تأجيل إلا إذا....!!!
أي والله، لا تأجيل إلا مع خروج مظاهرات ضد الانقلاب! وهذا ما يؤكد لك عزيزي القارئ عبثية المشهد، وأن السبب المذكور أعلاه من كون أعمال الصيانة بالمدن الجامعية عائقا أمام بدء الدراسة ليس له وجود، وأنه سبب اخترعوه ليكذبوا به علينا!
إنهم مفضوحون، ويفضحون أنفسهم بأنفسهم، لا سيما وأنهم يعلمون تمام العلم أن جامعة الأزهر ليست هي فرع القاهرة وحسب، بل إن هناك فروع عدة في محافظات كثيرة من محافظات مصر ليس بها مدن جامعية، فلماذا إذن يؤجلون الدراسة  في تلك الأفرع؟!!!
أما عن نهاية هذا الفصل ذو المشاهد العبثية فمعروف لذوى العقول والأبصار!

الخميس، أكتوبر 17، 2013

تسلم الأيادي


مشهد رقم واحد
وانطلقت صفارة الحكم المغربي لتعلن نهاية المباراة التاريخية المؤهلة لكأس العالم 2014 ، والتى جمعت منتخبي مصر وغانا في شقها الأول (الذهاب)، وقد منى فيها منتخبنا القومي بهزيمة مدوية، أحرز فيها هدفا واحدا مقابل ستة أهداف لمنافسة الغاني، وبمجرد سماع شعب يونيو لهذا الخبر المؤلم حتى سمعتهم وقد صدحت حناجرهم تردد (تسلم الأيادي)، فهرعت إلى النافذة المطلة على الشارع، فرأيتهم يتمايلون ويرقصون طربا على وقع  إيقاعها الصاخب، في مشهد أقرب لحفلات الزار منه إلى مهرجانات الشوارع الضيقة!
مشهد رقم اثنين
تسلم الأيادي، تسلم يا جيش بلادي!
قلت له لا داعي أن تتراقص على وقع هذه الأغنية الوطنية الصاخب؛ فدماء جنودنا البواسل الذين قتلوا على يد الإرهابيين في سيناء لم تجف بعد! وقف برهة ليفكر فيما سمعه منى، ثم ما لبث أن عاد سيرته الأولى وهو يقول: يا سيدي الحي أبقى من الميت!
مشهد رقم ثلاثة
والله تسلم يا ابن بلدى يلى طول عمرك أمين!
ياللي أبوك رباك يا ولدي ع الأيدين الشقيانين!
التليفزيون المصري يتخطى كل الأعراف الإعلامية، ويضرب بكل المواثيق والقوانين الدولية عرض كل الحوائط، ويسرق مباراة مصر وغانا، ويبثها على شاشاته من دون أي خجل أو أي اعتبار! ومن بين الأسباب الكثيرة التى وردت في هذا الشأن، أجدنى أميل إلى تصديق السبب القائل بأن الفريق أول سيسي هو من أصدر هذا الأمر خوفا من أن تذيع الجزيرة مشاهد فض اعتصامي رابعة والنهضة بين الشوطين!
المشهد رقم أربعة
إللي قال إن لازم أدي حق بلدي بدون خلاف
قال هدوس ع النار وأعدي، قال وعهد الله ما أخاف
إللي زيك يا ابن بلدي يتشال ع الكتاااااااف
تسلم الأيادي

الأربعاء، أكتوبر 16، 2013

تسريبات رصد



يرى كثيرون أن ظهور بعض التسريبات التى تقوم بنشرها شبكة رصد الإخبارية تباعا، لهو دليل قوي وواضح على أن ثمة صراعات موجودة بين قوى مختلفة داخل المؤسسة العسكرية، الأمر الذي قد يتطور مع مرور الوقت والأحداث ليؤدي إلى حدوث انشقاقات في هذه المؤسسة العريقة، وهو ما أخشاه ويخشاه كذلك الكثيرون مثلى، فمهما حدث من تجاوزات من هذه المؤسسة فلا نريد  لها الانشقاق ولا نحبذ فيها الانقسام!
بينما يرى البعض الآخر -وأنا منهم- أن هذه التسريبات ليست سوى دليل واضح على أن مؤسسات الدولة جميعها ومن دون استثناء قد أصابها العطب، ونخرها السوس، وظهرعلى جدارنها علامات التصدع، فباتت مخترقة ممن يصفهم المثل الشعبي ( إللي يسوى واللي ما يسواش)!
وبينما يرى الكثيرون أن ظهور مثل هذه التسريبات له فوائد عديدة تصب في صالح معارضي الانقلاب العسكري بالأساس، من حيث كونها كاشفة ومحبطة لمخططات "الفريق أول عبد الفتاح السيسي"، ومورقة ومربكة  له وللعاملين معه ولللمؤيدين  له ولخارطة طريقه؛ فتجعلهم في موقف الدفاع عن أنفسهم لوقت طويل، ثم إنها مشجعة ومحفزة لمعارضى الانقلاب على مواصلة التظاهر والاحتجاج!
وقد أتفق مع هذا الفريق في كون التسريبات كاشفة ومحبطة ومؤرقة ومربكة للفريق أول والعاملين معه، إلا أننى لا أراها نصرا عظيما وفتحا مبينا للمعارضين، بل وأخشى أن تكون هذه التسريبات نذير شؤم على المعارضين أنفسهم، فيزداد معها البطش والتنكيل من جانب السلطات القائمة، ويهدأ الحماس ويقل معه الاحتجاجات من جانب المتظاهرين والمحتجين!
وعلى كلٍ فنفع هذه التسريبات أكبر من ضررها، في ظل عدم وجود الشفافية التى نعرف بها ما يدور في تلك الغرفات المغلقة!

السبت، أكتوبر 12، 2013

بدم بارد!

ولأنه لا يحمل اسما موسيقيا رنانا مثل جيكا وميكا وسيكا! ولأنه لا ينتمي إلى تيار شعبى، أو جبهة للانقاذ، أو حركة للتمردين، أو ميليشيات للبلاك بلوك! ولأنه خرج يعبر عن رأيه بسلمية لا يملك فيها سوى حنجرته ويديه! ولأنه منعوت بأنه من الأوباش الأنتان كريهى الرائحة! ولأنه محكوم عليه بأنه خوارجي، ولا يستحق أن يكون مصريا... قتلوه بدم بارد!
**
سألنى بعد أن استويت جالسا عن يمينه في الكرسي الأخير لسيارة الميكروباص: كم الأجرة اليوم؟!
ومن دون أن أكلف نفسي عناء النظر إليه أجبته: لا أعرف، ولكنها بلا شك قد زادت عما كانت عليه بالأمس! فكل يوم والأجرة في شأن!
أجابني هو الآخر بعدم اكتراث، فنظراته كانت إلى اللاشيء: كل شئ في هذا البلد يزداد سعره يوما بعد يوم إلا شيئا واحدا!
قلت له وقد استدرت إليه، لأرى وجها عابثا لرجل في عقده الثالث: إنه الإنسان المصرى، وخصوصا إذا كان من ذلك النوع من الأوباش الأنتان كريهي الرائحة!  

الخميس، أكتوبر 10، 2013

تحصين السيسي!



هل يحتاج السيسي إلى تحصين؟  
لا يهمك عزيزي القارئ أن تعرف من هو صاحب السؤال أعلاه؛ فصاحبه نكره من نكرات الزمان والمجتمع، وما أكثرهم، فلا تنشغل به ولا بهم، وانشغل بما  يهمك وهو أن تعرف جواباً على هذا السؤال المعقد! هذا السؤال الذي بات يشغل الجميع بمن فيهم السيسي نفسه! السؤال الذي إجابته واحدة  قاطعة لا تحتمل الشك أو تعرف التأويل!
نعم، يحتاج السيسي إلى تحصين، فمازال بالمجتمع أوباش ذوى روائح نتنة وكريهة. أوباش يتظاهرون من أجل نيل حريتهم، واستعادة حقوقهم، واسترداد كرامتهم. أوباش يعملون ليل نهار على زعزة الأمن والاستقرار، ويعملون على العكننة على الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وهم يعلمون كل العلم ويعرفون كل المعرفة أنه يهوى التأمل ويحب التفكير!
 نعم يحتاج السيسي إلى تحصين؛ فلا يمكنه مطلقا أن يتخلص من أولئك الأوباش الأنتان كريهي الرائحة سوى من خلال مادة في الدستور تحصنه وتمكنه من البقاء والاستمرار إلى ما شاء الله له أن يبقى وأن يستمر! وهو يريد أن يكون مثل زعيم الأمة وقائدها المرحوم جمال عبد الناصر، ولن يكون له ذلك إلا من خلال مادة في الدستور تكتب له البقاء، وواصلت إجابتي بقولى: بل ويحتاج الفريق أول إلى ما هو أفضل من التحصين؛ إنه يحتاج إلى التطعيم! نعم يحتاج إلى التطعيم ضد الموت، فنحن نحتاجة زعيما إلى الأبد!
قال لي صاحبي (النكرة) معلقا: سمحناله دخل بحماره!
قلت له: إخرس! وبدى لى أنه من أولئك الأوباش الأنتان كريهي الرائحة، فانصرفت عنه!

الأربعاء، أكتوبر 09، 2013

عواطف السيسي!



ثمة طقوس أحرص على أداءها فور سماعى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي سيلقى خطابا، أهرع من غرفتي إلى غرفة التلفزيون، أطفؤ الأنوار، وأشعل الشموع، وأغلق النوافذ، وأحرص على أن تكون هناك موسيقى هادئة، تجعل الشقة تسبح في أمواج من الرومانسية!
نعم إنها الرومانسية التى تخرج من فم القائد العظيم الذي يحنو على شعبه المتعطش للحنان، فطالما تجرع الشعب من نهر الذل أعواما وأعواما، وإن شئت فقل قرونا وقرونا، حتى جاء اليوم الذي يسمع فيه كلمات ليست بالكلمات، وهمسات ليست بالهمسات. ولا شك في ذلك فنحن شعب عاطفي بطبعه، شعب يسمع ويتكلم أكثر مما ينصت ويفكر، شعب لا تعجبه الأغاني إذا خلت من كلمات مثل أحبك، حبيبتى، أحبها، الحب كله، حبيب روحي وحبيب حياتي، ومع ذلك فهو شعب تكثر فيه الخلافات الزوجية وتزداد معها حالات الطلاق!
أما القائد العظيم فقد فطن للأمر كله، وخاطب الناس بما يحبوا أن يسمعوه، وأتى لهم بمن يسليهم ويسرِّى عليهم، أتى لهم بكل النجوم من كل السماوات!
وهكذا فعلت مع كلمة السيسي الأخيرة! لا، بل لقد فعلت أكثر مما اعتدت عليه في الماضي، فقد أحضرت الليلة علبة مناديل الكلينكس ذات الحجم الكبير، ووضعتها بجواري كي أجفف بها دموعٌ انهمرت من عينيى حينما سمعته يقول: انتو نور عنينا!
ياالله! أحقا نحن نور أعينكم! وانهمرت الدموع أكثر فأكثر، وازداد انهمارها عندما سمعته يقول: اللي بيحبنا نحبه واللي يخاصمنا نخاصمه!
يالك من قائد عظيم، كلماتك تدغدغ المشاعر،ونظراتك تلهب الأحاسيس، وحركات يديك وجفنيك تحرك الجموع!   
نعم (لازم نشتغل علشان مصر) (مصر ها تكبر وها تبقى قد الدنيا دي كلها) (انتو حبايبي قوي)!
ولاعجب ولا ريب عندما ترى كاتبا مثل مصطفى بكرى يهدد بالإضراب عن الطعام إذا لم يترشح السيسي للرئاسة! إن مصطفى بكرى رجل مرهف الحس، عميق المشاعر، قلبه ينبض بالوطنية، ولسانه ينطق بالحق، ولا شك عندي من أنه يفعل مثل ما أفعل عندما يستمع إلى كلمات السيسي وخطاباته، لا شك من أنه يهرع من غرفته إلى غرفة التلفزيون، ويطفؤ الأنوار، ويشعل الشموع، ويغلق النوافذ، ويحرص على أن تكون هناك موسيقى هادئة، تجعل الفيلا تسبح في أمواج من الرومانسية!

الثلاثاء، أكتوبر 08، 2013

الإجابة: على جمعة!



كثيرا ما سألت نفسي: ما السر وراء تغيير عقيدة جنود القوات المسلحة تجاه المتظاهرين والمعتصمين؟ ما السر الذي يجعلهم يقتلون العزَّل، ويحرقون جثثهم من دون أي شفقة أو رحمة؟ ما السر الذي يجعلهم يحاصرون المساجد، ويقتحمون البيوت، ويشعلون فيهما النيران، ثم يحاصرون القرى والمدن؟
لن أنسى أبدا ذلك الشعور الذي انتابنى، ولا تلك القشعريرة التى سرت في جسدي عندما رأيت الدبابات لأول مرة وهي تقف بجوار المتحف المصري مساء جمعة الغضب، كان إحساسا بالفخر، وشعورا بالأمان، ورغبة في احتضان الجنود وقادتها.  
وسرعان ما تبدل هذا الإحساس وضاع معه ذلك الشعور، وتلاشت معهما تلك الرغبة، وعرفت اليوم سر ذلك التغيير. إنه الشيخ على جمعة سامحه الله!
إنه شيخ كل العصور، وإمام كل الموائد، ومفتى تحت الطلب، ومتصوف عن الحقيقة! إنه من أفتى بعدم الخروج على مبارك، وأنه ملعون من أيقظ الفتنة النائمة، ثم هو من أفتى بالخروج على مرسى، وبضرب مؤيديه في المليان؛ فهم خوارج، وأوباش، ومن يقتلهم فقد رضي الله عنه!
الآن حصحص الحق وعرفت أن الشيخ علي جمعة هو مَنْ غَيَّرعقيدة جنودنا من قتال الأعداء إلى التخلص من المعارضين الخوارج! إنه الشيخ الذي طالما دعا الناس في الماضي إلى التسامح والتآلف والإيخاء، وهو نفسه اليوم  يدعو الجنود إلى ضرب إخوانهم في المليان وينادي بالإقصاء!