الأربعاء، سبتمبر 14، 2016

عبد الوكيل أبو رحاب يكتب: ملخص رواية "مالك" لمحمود بكري


رواية "مالك" هي من أكثر الروايات التي زاع صيتها في وقت قليل وقد حققت نسبة كبيره من المبيعات، وهي الآن في طبعتها الثالثة. محمود بكري هو مؤلف الرواية وهو من مواليد محافظة الشرقية، ويبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما. والمفاجأة أنه حاصل على دبلوم صناعي، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن إحساس الإنسان بما حوله ليس له علاقة بالتعليم، وقد اكتسب الكاتب محمود بكري شهرة واسعة من خلال هذه الرواية الممتعة.
تحكي الرواية عن تجربة أغلب الشباب مع الحياه، والظروف الإحتماعية التي يعاصرونها، وأكثر المشاكل التي تقف عقبه في طريقهم. تبدأ الرواية بشاب في الثامنة والعشرين من عمره وضعته الحياة في ظروف صعبة، وكأنه في أرذل العمر، مالك الذي أجبرته الظروف بعد وفاة والده إلى ترك فكرة الثانوية العامة، والإلتحاق بإحدى الكليات والإكتفاء بدبلوم تجارة حتي يستطيع الإنفاق على أسرته المكونة من هاجر أخته في كلية الهندسة، ووالدته. استطاع مالك أن يحصل على وظيفة حكومية فتح بجانبها محل للعطور كي يستطيع تحمل مسؤلية نفقات عائلته، مرت حياة مالك بظروف لا يتحملها سوى الرجال ولكن علاقته بربه ولدت بداخله إيمان بأن الله لن يترك عبدا تركه مهما حدث.
وقع مالك في حب فتاه مثله في ذلك مثل أي شاب، الأمر الذي زاد من مسؤلياته لكي يستطيع توفير عش زوجية مناسب لهما، كانت مريم تهون على مالك كل متاعب الدنيا كان يري في ابتسامتها كل شيئ جميل، كان يسمع في صوتها أصوات الأمل، كانت هي وحدها من تملك مفتاح قلب هذا الشاب، ودائما وكما يقول المثل "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه" فقد خانت مريم العهد الذي كان بينهما وتركته في أول الطريق وحيدا بلا أي ذنب، بحجة أنه أجريت لها عملية تمنعها من الإنجاب، وتحتاج إلى أموال كثيرة، وهو لن يستطيع تحمل كل هذه النفقات. ورغم أن مالك كان يعرف ذلك إلا إنه كان لديه إقتناع تام بأنها ستغنيه عن كل شئ حتى الولد.
تركته مريم وأحبت شابا لديه من الأموال ما يمكنه أن يلبي رغباتها، ولم تبالي بجراحه، ولأن أكبر مكسب للإنسان في الحياه أن يكون له صديق حقيقي بمعني الكلمة فقد كان مصطفى لمالك ذلك الصديق الوفي، الذي لا يتركه، بل وقف معه في حزنه قبل فرحه، ولم يتخلى عن مالك رغم تدني مستواه التعليمي.
بدأ مالك يمارس حياته الصعبة بدون مريم وبالصدفة تقابل مع فتاة في القطار تسمى حور أخذا يتحدثان سويا وهو الأمر الذي لم تفعله مريم في حياتها قط، فلم تتحدث مع أحد لا تعرفه، لم يبديها مالك أي اهتمام في المرة الأولى فلا تزال مريم بداخله، و هذه الفتاه حتى وإن أحبها فستذهب أيضا. ولكن عندما يريد الله شيئا لا بد أن يتم، فقد جمعتهما الصدفة مره أخرى، ولكن هذه المرة في إحدى المكتبات وتواصلا سويا، كان مالك يعمل كثيرا من أجل خبر سعيد تتمناه كل أم ولأجل اخته التي حصلت على تقدير امتياز وهو رحله عمرة إلى الأراضي المقدسة، وعندما ذهب مالك إلي البيت تحول هذا المنزل الصغير إلي قصر لا يوجد إلا في الخيال. كان الجميع في سعادة لا توصف فهم ذاهبون لزيارة أفضل البشر، ولكن الحياة دائما لا تعطي الإنسان كل ما يريد، فقد توفت أم مالك أثناء الزيارة، وهنا شعر الشاب بأن الحياه قد توقفت وأنها نهاية العالم، ففقدان الأم ليس يدانيه شيء. ولأنه رجل بمعني الكلمه فقد كان مثل البركان قوي المظهر من الخارج ولكنه ملييء بالإضطرابات التي تكاد تفجره من الداخل، وذلك حتى لا يفقد أخته التي لم يتبقى له سواها. دفن مالك أمه في الاراضي المقدسه بمساعدة إحدى السيدات وابنتها وعاد إلى منزله بدون والدته، وشيئا فشيئا تزداد حياته صعوبة ومراره، وحتي تلك الحادثة لم تكن علاقته بحور قد توطدت، وهنا بدأ الحديث بينهما بتحفظ من ناحيته، وتعرفت حور على هاجر التى سهلت مهمتها للوصول إلى قلبه. اهتمت حور بمالك اكثر وأكثر وهو لم يبدي لها أي اهتمام ولكنه كان يحس بما تحاول فعله، فقد انتقلت من جامعتها إلى جامعة قريبة من بيته، وأصبحت تتردد عل بيتهم كثيرا حتى وصلت لأدق تفاصيل حياته.
في أحد الأيام تعرض مالك لحادث سيارة وظل على إثره في المستشفى لبضعة أيام، وهنا يظهر المعدن الأصلي لهذه الفتاه التي تثبت كل يوم ان مشاعرها تجاهه ليست حب فقط، بل شيئ أكبر وأسمى من معني الحب، رغم معاملته لها فلا يريد ان يقربها إليه، ولا اجد وصفا لما تفعله هذه الفتاه سوى انها ذات قلب جميل لم يصل إليه قسوة البشر. في أثناء مرضه قص عليها ما حدث له مع مريم وبدأ شيئا فشيئا يفتح أبواب قلبه لها. تعلقت حور بمالك اكثر وزاد حبها له وحاولت بكل ما أوتيت من قوه ان تساعده وتخرج قلبه من تلك الأحزان، وتمر الاوقات والمواقف ويتأكد مالك من حبها له حتى كان لها ذلك، ولأن فرج الله كبير جدا فقد تقدم مصطفي لزواج هاجر وتم زواج هاجر ومصطفى وحور ومالك.

الحقيقة أن هذه القصة تعرض نموذجا جميلا وواقعيا للظروف التي يتعرض لها الشباب، والروايه ذات أسلوب يجعل القارئ يعيش معها وكأنه يشاهدها على شاشة تلفاز رغم العبارات الكثيرة العامية، كما يحاول كاتب الروايه وبطلها أن يثبت أنه لا يوجد مستحيل في الحياه، فقط التوكل على الله هو مفتاح النجاح.

هناك تعليقان (2):

  1. انت شخص عظيم واسلوبك في التلخيص رائع جدا جدا نريد المزيد

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا

    ردحذف