سرت
في طريقي لا أدري إلى أين، فقط تركت لقدماي العنان كي تذهبا بي حيثما شائتا،
وراودتنى أفكار كثيرة حادة...
" سألقى بكل ما اشتريت في صناديق
القمامة، لا بل سأحرقها حتى لا يبقى منها شئ، وسأرد إليهم أموالهم التى دفعوها! لا
لا سأبقى على ما اشتريت من هدايا وسأرد إليهم أموالهم ، فما ذنب من اشتريناها من
أجلهم"!
ولكنى عدلت عن رأيي مفضلا حسن الظن
بهبة، فلعلها فهمت أنني قد أنفقت كل النقود في وريقات من البردي، فهي لم تكن ممن شاهد
ما اشتريت، أو لعلها لا تحب ورق البردي، سأخبرها في أول فرصة أننى اشتريت أشياءا
أخرى قيمة وسأخبرها كذلك بأنني دفعت أكثر مما دفعوه!
وواصلت السير في طريق لا أعلم له
نهاية، أخرج من حى لأدخل في آخر وأدخل من شارع لأخرج من نهايته، حتى صرت لا أعرف
أين أكون ولا في أي الأحياء أسير! ولولا أمطارا بدأت تتساقط فوق رأسى ما انتبهت للوقت، فقد مضى على سيرى
أكثر من ساعة ونصف، وتذكرت أن المحلات تغلق أبوابها في الثامنة وأن على أن أشترى
أغراضا كثيرة، فقد وعدت عبد الرحيم أن أصنع له عشاءا مصريا سيظل أبد الدهر يتذكره،
ووعدت مها الأردنية كذلك إن جاءت أن تأكل من يدي مالم تأكله من قبل، بالأضافة إلى
ما ينتظره أحمد مسعد الذي يبدو أنه قد غار من رامز، لذا اتجهت سريعا إلى أقرب محطة
للأتوبيس فركبت أول من وصلها حتى اقتربت من مسكنى، فأسرعت إلى متجر كبير يسمى
" ليدل" واشتريت منه دجاجة كبيرة وأشياءا أخرى ثم عدت إلى المنزل
لأطبخها!
قمت بإعداد طبق كبير من سلطة الخضار
مع طبق أكبر من المكرونة المحمرة مستخدما البهارات المصرية التى أحضرتها معى من
مصر، والتى أكسبت الطعام رائحة زكية استنشقها كل من مر من أمام البيت!
وجاء عبد الرحيم ومن بعده أحمد وأوشك
الطعام أن يكون جاهزا ، فطلبت منه أن يتصل بمها الأردنية إن كانت ترغب في المجئ، وما
هي سوى دقائق معدودات حتى دق الجرس فدخلت مها الأردنية ومعها كل من: لمياء، ومنة،
وأريج، ثم لحق بهم التوانسة مها وأروى وغسان. وأشفقت على الدجاجة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق