في الجلسة العامة رفضت الأغلبية مشروع القانون فلم تنفع
معها المجهودات التى بذلت ولم ينفع معها كذلك البرديات التى أهديناها لهم!
وكدت
أصرخ من الحنق والضيق؛ فسحقا لديموقراطية استنفذت منا وقتا وجهدا وأعصابا لتلقي
بنا في أحضان استبداد ودكتاتورية الأغلبية التى لا تبغي من قراراتها سوى المصلحة
الشخصية الضيقة؛ معتمدة على ما اغتنمته من أصوات أناس ربما لا يعلمون شيئا عما
يدور في القاعات المغلقة، وتساءلت: هل هذه هي الديمقراطية، وما الفرق إذا بينها
وبين الدكتاتورية؟! ورأيتها لعبة قذرة!
ودق جرس هاتفي معلنا استقبال رسالة، ففتحتها فإذا هي من
سوزنا مساعدة النائب "اشتيفان كون" تخبرني فيها بأنها تنتظرني خارج
القاعة، وخرجت إليها فسألتنى عما إذا كنت قد انتهيت من البرنامج أم لا؟ فقلت لها: لقد
أوشكنا، ووجدتها فرصة كي أنتهي من حالة الحنق والضيق اللتين أصبت بهما منذ قليل ، وعدت
لآخذ أغراضي ثم ذهبت معها.
كانت الساعة
قد تجاوزت السادسة مساءا بقليل، وكانت الشمس تستعد للرحيل فألقت بشفقها البرونزي
فوق برج برلين، وكذلك فوق منارات الكنائس
التى برزت صلبانها من بين عمائر العاصمة، وكان المشهد رائعا، فدفعنى لأن أتقدم
بالشكر للنائب وبدأنا نتعرف على بعضنا البعض.
أخبرني بأنه
زار القاهرة ضمن وفد برلماني في شهر يوليو الماضي وأنه مهتم كثيرا بمصر وبما يحدث
فيها لا سيما وأن اخته متزوجة من مصرى، ثم سألني عن انطباعي عن البرلمان الألماني،
فقلت له : إن الدكتاتورية أسهل بكثير.
نعم الدكتاتوريه اسهل بكثير انت عارف يا سيد محمد ان الديموقراتيه صعبه لا يطبقها إلا من علمها فرفقا بمصر واهلها
ردحذفياعزيز أنا أرفق كثيرا بمصر وأهلها إلا أنه للأسف أهلها لا يرفقون ببعضهم ويقطعون بعضهم بعضا، على الرغم من أن الجميع في مركب واحد ومتساون في القهر والظلم والاستبداد الذي طالهم لما يقرب من نصف قرن!!! فهلا اتسع الصدر للجميع!
حذف