الأحد، يناير 28، 2018

الصحافي عمرو أشرف يكتب: ملخص رواية مقتل الرجل الكبير لمؤلفها إبراهيم عيسى


قاعة البرلمان و مجلس الشيوخ ...
وصل الرئيس الجديد إلى صفحة 11 من ملفه الطبي و جرى بعيونه فإذا بالسطر التاسع و العاشر محطوط تحتهما خط أصغر و قرأ بنظرات أوشك أن يشعر أنها آخر ما سوف ينظر إليه في الحياة ... قرأ:
-        و حالة القلب بعد إجراء العمليات تمنح المريض فرصة للحياة شبة الطبيعية بين ستة إلي ثمانية شهور و هي المدة التي يمكن أن يتحملها القلب, بعدها سيكون الموت وشيكًا في أي لحظة.
هي الرواية التي صادرها نظام مبارك عام 1999, ابهرنا إبراهيم عيسى بهذا الكتاب الذي يدور كليًا داخل المطبخ الرئاسي ...

مقتل رئيس الجمهورية - الذي استمر في حُكمه مدة تقرب من 32 عامًا - في غرفة نومه بخنجر أثري معلق على حائط غرفته, و آثار هذا الحدث في قلب موازين القصر الرئاسي رأسًا على عقب, نرى أحداث كثيرة وتخبطات ومناوشات بين الوزراء وأصحاب السلطات في الدولة بجانب رجال الأعمال... لم يكن يُخيل لأحد أن الرئيس يمكن أن يموت في يوم من الأيام, لقد استسلموا لفكرة أنه لن يموت و تعايشوا معها, مع تكتيم كامل لخبر وفاة الرئيس على الشعب ووسائل الإعلام – حتى إبنه لظروف سفره -  ليس بسبب الوفاة بل لطريقتها ... و بعد كثير من النقاشات الحادة والأعصاب المتوترة وصل الوزراء إلى قرار إسناد مهمة الحكم إلى وزير الحرب الذي للصدفة البحتة كان يتعافى جراء عملية تغيير أربعة شرايين للقلب بعد عودته للقاهرة, لكنه وافق على الفور، ولم يُبدي أي إعتراض بل كان دائمًا يقول "ليس هناك من أحق مني بهذا المنصب"... من جهة اُخرى تم إبلاغ الجهات الأمريكية بهذا الحادث و ايضًا القرار الذي تم التوصل إليه بإسناد مهمة الحكم لوزير الحرب ليتم التصديق على القرار من جانبهم, وأعلنت الحكومة الأمريكية بأنهم على ثقة تامة بالقرار الذي توصلت إليه الحكومة المصرية, وأيضًا تم تعيين محققين لكشف مرتكب الجريمة و قد كان (ريتا) و (يوسف رضوان) هما جهة التحقيق – جهة محايدة ليست من الحكومة المصرية ولا الأمريكية – و كانت جهة ليست بهذه الخبرة ولا الجودة لإسناد مهمة التحقيق إليها و قد اتضح أن هذا التحقيق خدعة أو تمثيلية مما أدى إلى استفزاز (ريتا) و (يوسف) وعملوا بجد لكشف المجرم، وكان قاب قوسين أو أدنى من معرفة القاتل, ولسوء الحظ تم القبض على (يوسف) و إيداعه في مصحة نفسية لإتهامه بمرض النيكروفيليا – جماع الأموات – و ذلك لأنه شوهد في المقابر مع اعتقاد الصحافة بأنه مريض و نابش للقبور ... لكنه في الحقيقة كان يدفن جثة أحد العاملين في القصر – كان توفي الطباخ و عامل حوض حمام السباحة نفس يوم مقتل الرئيس و بنفس الطريقة – بعدما أخرجها منذ أيام لتشريحها و معرفة سبب وفاة الرئيس من خلاله.
                       
                        

الخميس، يناير 11، 2018

علي شاهين يكتب: ملخص رواية بريد بغداد.. تعددت الخطابات والرسالة واحدة، لمؤلفها خوسيه ميجيل باراس - تشيلي.


الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب. ومتاح بي دي إف.
نُبذة عن الكاتب :
تشيلي( 1928 - 2011 ) مارس الصحافة والكتابة وعمل مذيعاً في سن الثامنة عشرة من عمره، حيث قدم برنامج «اسمعي يا تشيلي»، وله العديد من الروايات التى نال بسببها الجائزة الوطنية والتى تُعد من أعلى الجوائز والتقديرات فى تشيلي.
مُلخص الرواية :
 للرواية مسارين متوازيان مع بعضها البعض. فهي ـ بشكل عام ـ تتحدث عن رسائل متبادلة على مر سنوات بين شخصين. والمسار الثانى : وصف أحوال الشخص المُكلف بمراجعة ونشر تلك الرسائل.
بالنسبة للمسار الأول :
تبدأ الرواية فى دولة تشيلي. فى شهر مايو من عام 1973 قبل إنقلاب بيونشه على الرئيس المنتخب الليندى ( تم الإنقلاب فى 11 سبتمبر). فى مكتب رئيس تحرير مجلة (العصر)، وهو يتحدث مع أحد محرريه بخصوص مخطوطة ضخمة، تحتوي على العديد من الرسائل والخطابات، التى جرى تبادلها بين رسام تشيلي مغمور، وصديقة البروفسيور (جوزيف) من دولة تشيكوسلفاكيا. وقعت تلك المراسلات فى أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين. بعث بها البروفيسور للجريدة أملاً منها أن تعيد وجهة نظرها فى إبداعات لوحات هويركيو ( اسم الفنان التشيلي الذى ينحدر من قبيلة المابوتشى والذى عمل فى بعض الأحيان فى نفس المجلة). والذي -أى الرسام- لقى شهرة فى أوروبا بسبب موهبته ولم تحتفي به تشيلي كما يجب. والمطلوب من المحرر أن يقرأ تلك المخطوطات ويُبدي رأيه حول صلاحية نشرها.
فى أربعة عشرة رسالة متبادلة، بالإضافة لبعض الملاحظات من قبل البروفسيور، نعلم أن بداية التراسل بين الرسام والبروفسيور، كانت فى عام 1958. هويركيو رسام يُعاني من عدم قدرته على التعايش مع واقعه من حيث أنه من قبيلة مُضطهدة فى تشيلي وليس لها وزن. بالإضافة لنقد قاسي متواصل من قبل كل النقاد لإنه لايلتزم بعرض القضايا التي تهم الجماهير (الثورة الاشتراكية، الشيوعية، نضال الطبقات، الوقوف أمام الإمبريالية، إلخ إلخ). ويهتم بالفن من أجل الفن.
في تشيلي؛ قرر رئيس اتحاد الطلبة تلبية دعوة عبد الكريم قاسم ـ الذى قام بانقلاب عسكرى فى العراق عام 1958ـ حيث دعى الإنقلابى لعمل مؤتمر يجمع فيه أعضاء ورؤساء اتحادات الطلبة من جميع أنحاء العالم. ولأن هويركيو عضو فى اتحاد الطلبة، قرر اصطحاب ابنة اخت البروفيسور جوزيف ( إيفا) التى تزوجها رغم رفض أمها ( ريبيكا) فى البداية لإسباب عرقية وعنصرية.
يصف هويركيو التناقضات التي رأها فى المؤتمر. كمظاهرات لنساء تندد بقرار عبد الكريم بإعدام رئيس اتحاد الطلبة العراقيين! يصف لقاء عبد الكريم السريع لرؤساء اتحاد الطلبة من كل العالم، وحراسته المشددة. يصف الفقر الشديد المنتشر فى البلاد، رغم البذخ الذى يظهر به عبد الكريم فى كل مناسبة. يصف الانحرافات الجنسية، التى قام بها بعض طلاب البلدان الأخرى الاشتراكية! يكشف عن حجم الفوضى وعدم التنسيق، والغوغائية فى المؤتمر. فأغلب الحاضرين لايتحدثون الانجليزية، وتصرفات بعضهم مُشينة. قابل بعدها الطلاب الشيوعيون العراقين، الذين شرحوا له مشاكلهم مع عبد الكريم وتصفيه الأخير لهم. ذكر الفلاحين الذين هجروا أراضيهم بقرار من عبد الكريم تحت شعار ( الاصلاح الزراعى(
 في نفس الوقت يتعرف هويركيو على (زكية) الكردية، والتى شرحت له مشاكل الاكراد ورغبتهم فى الاستقلال وتكوين دولة خاصة بهم. يتعاطف هويركيو معهم، ويوافق على رجائهم فى نقل رسائل إلى أتباعهم فى براغ حين يذهب لمقابلة البروفسيور.
فى نفس الوقت يتعرف هويركيو على صديق مغربى اسمه (بينتو) له نفوذ وعلاقات فى المجتمع العراقى، حيث ساعد هويركيو بالتعرف على عائلة ثرية طلبوا منه رسم حصان عربي، ولما قام برسمه أعطوه فوق ماتخيل من أجر. وازدادت بهجته حين عثر على كتاب اسمه ( بريد بغداد) لـ(ريغاد ديفيرا). الذى عاش كاتبه فى القرن التاسع عشر فى بغداد، ويصف كل مايراه فى العراق.
تظهر المشاكل بين إيفا وهويركيو، فالأخير منهمك فى الرسم حيث يُبدع لوحات مما يراه (لوحة تصور التمور بشكل لامع، عاملات التبغ فى المصنع، الجراد) ولايهتم بها. بالإضافة إلى أن هويركيو يرغب في الإنجاب، وهي ترفض أن تلّد ولداً فى بلد كالعراق حيث يُفرض على النساء عدم الخروج من المنزل بعد السادسة مساءاً !
يواصل هويركيو فى رسائله وصف المجتمع العراقي قبل الإطاحة بانقلاب عبد الكريم. من ذلك قيام الجيش بهدم وتطهير المدن العشوائية ومنازل الفقراء تحت زعم "تحديث المناطق القديمة". يصف واقعة جرت أمام عينه، حين يقترب مواطن فقير بائس من مبنى وزارة الخارجية أملاً فى مقابلة أي مسؤول يقدم أى مساعدة لوضعه الصحي الذى تردى، فلايجد المواطن سوى الضرب من الحراس حتى كاد أن يموت من النزيف. يذكر اغتيال أحد قادة اتحاد المعلمين الشيوعي، وإلقاء جثته فى نهر دجلة. يشكو من الحر الذى لايطاق، ومن جهله باللغة، وصعوبة التواصل مع الجميع، رغم أنه فترة مكوثه فى العراق تجاوزت العام و رغم إتقان إيفا للغة العربية. يشكو من التاريخ الهجري المعمول به فى كثير من النواحى ويجهله هو ثم يطلب هويركيو من البروفسير أن يلتقي الأخير فى براغ فى سبتمبر من عام 1961 .
حين التقى البروفسيور بهويركيو، ذكر الأخير للأول أنه سيقيم معرض ثاني فى براغ، بعد أن قام بعرض لوحاته فى تشيلي والتى قوبلت بنقد قاس. بعد وصول هويركيو لبغداد، يتسلم خطاب من مدير معرضه (كوسرا) يطلب فيه الأخير من هويركيو، الذهاب إلى مكتب بريد بغداد لاستلام مبلغ مالي جراء بيع لوحاته فى فينا. كانت الأموال كافية كى يشتري الرسام سيارة. ومن خلالها راح يجوب بغداد ويوطد علاقته بزكية وبالأكراد، متعمداً قراءة ومعرفة تاريخ ذلك الشعب. وبدون وعى راح يُقارن أوضاعه وأوضاع قبيلته فى تشيلي وبين سعيّ الأكراد لنيل حقوقهم المهضومة.
في إحدى المناسبات خرج هويركيو مع صديقه (بينتو) إلى مايشبه الملهى الليلى. فتروق له إحدى الراقصات (اسمها جميلة) ويرغب فى رسمها عارية. يكتشف هويركيو أنها جارية مملوكة لتاجر رقيق! يضطر هويركيو لشرائها، ويرسمها بأوضاع مختلفة. ثم يقرر السفر إلى باريس مصطحباً معه جميلة ، لأجل المزيد من لوحات عارية. لكن جميلة تظهر له وجهها الأخر، وتقوم بسرقته.
فى نوفمبر 1963 يدعو هويركيو الدكتور إلى لقاءه براغ. ليكون بهذا اللقاء الأخير. يوضح هويركيو للبروفسيور قراره النهائي حول انضمامه للأكراد والانخراط فى الدفاع عنهم، لإنه -أى هويركيو-ـ لم يعد يرى أى جدوى من وراء الفن، أو الرسم فى قدرته على التغير، ثم يفترقان للأبد.
المسار الثانى للرواية:
المحرر يقرأ المخطوطات على ثلاث فترات زمنية مختلفة. فى مايو 1973 بدأ المحرر قراءة الرسائل المتبادلة بين البروفسيور و هويركيو حتى الرسالة العاشرة. وتستثير الخطابات شغف ولهفة المحرر حول معرفة هذا الرسام. فيقوم بإرسال خطابات لبعض النقاد الفنين، مستفسراً منهم عن رأيهم فى الرسام . وبشكل عام، تأتى الردود شاكرة ومادحة ومُحتفية بالرسام وأعماله والبعض كان يسأل عن مكانه الأن؟
ثم يقوم بيونشه بإنقلابه فى( 11 سبتمبر). ويقتحم الجنود الجريدة، ويقومون بمصادرة جميع الأوراق الموجودة. فيهرب المحرر إلى أحد أصدقاءه من أجل الهروب من تشيلي. وبإعجوبة، تصل المخطوطة إلى المحرر مرة أخرى قُبيل سفره إلى ألمانيا الغربية. وحين يصل لبرلين، راح يجمع الأخبار والبرقيات والنشرات التى تخص الإنقلاب فى تشيلي. وكذلك البحث فى الجرائد الصادرة فى تشيلي من 1960 إلى 1963 عن رسام تشيلي فى العراق، لكنه لايجد أى اخبار. فقط أخبار عن أنقلاب الجيش على عبد الكريم قاسم وإعدامه.
تظل المخطوطة مع المُحرر حتى عام 1990. حيث انهيار جدار برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتى، وانتهاء الحرب الباردة. حينها يقرر المحرر مغادرة برلين والعودة إلى تشيلي. بعد وصوله، يذهب المحرر إلى مكتبة الحزب، فيجد صديقته القديمة والتى طعنت فى السن، ليسألها عن أرشيف المجلات والجرائد والمطبوعات التى طُبعت فى عام 1963. فيبحث فى جريدة (أزمنة جديدة). ليجد فيها حوار صحفى، بين ممثل الجريدة وهويركيو الذى أطلق على نفسه إسم (علي معشوق) وقد ارتدى الزي الكُردى وأتقن لغتهم وقرر النضال حتى الموت.
 تمت الرواية.

أسلوب الكاتب :
يتسم فى بعض الأحيان بالغموض. وتكلُف التعبير، والتشبيهات المُفتعلة. مثال: لقد بدأت إيفا التثاؤب بتفخيم أشد من تثاؤب أسد مترو جولد ماير. لقد قرأ لي قصاصة ورقية بأفضل لكنة سوربونية وليس دون تلونات إسبانية خارجة من القصبة.( انتهى) وغيرها من التشبيهات الركيكة.
من الصعب أن أقول أن المترجم فاشل. فصالح علماني معروف بجمال ودقة ترجماته. يتسم كذلك أسلوبه بالإطناب. فتجده يصف لك بكل دقة، ملابس، وملامح، وحركات، وهيئة جسد شخص ما، ثم تكتشف أنه " جرسون " ليس له أى دور هام فى القصة! أسوء ما فى الرواية، والذى أضاف حيرة وضيق للقارئ هو شخصية البروفسيور جويف فى الرواية. فهو يتحدث الإسبانية بصعوبة. فتعمّد الكاتب الكتابة بإسلوب مليء بالأخطاء اللغوية والنحوية. ليعطى إيحاء للقارئ بأن الشخصية ضعيفة فى اللغة، لكنه بهذا الأمر أثار ضباب وتشوش لعقل القارئ، وقلل من رصيد جمال الرواية. فمثلا نقول : ذهب هويركو إلى الفندق وشرب معنى النبيذ ثم عاد إلى الفندق لينام. يقول البروفسيور: هويريكو للفندق ذهب، نبيذ قبل هويركيو شرب قبل ان يعود للفندق ونوم ! لك أن تتصور 14 ملحوظة ـ عقب كل رسالةـ على هذا النمط من الكتابة! مع العلم إن أقل ملحوظة للبروفسيور صفحتين!
رسالة الرواية :
يكشف الروائي ـ عبر سرد الوقائع التاريخية ـ عن مدى الانتهازية التى يتصف بها بعض الحكام الذين يستغلون الشعارات الرنانة بإسم (الاشتراكية، العدالة الاجتماعية، خبز للجميع، الحرية، إلخ إلخ) للحصول على السلطة. ضارباً نماذج متعددة. كإنقلاب بيونشه، وعبد الكريم القاسم، واستغلال ملك كمبوديا لشعبه وتسخيره بالقوة من أجل رفاهيته تحت دعوى الاشتراكية.
يُسلط الضوء على الانقلابات العسكرية التى يَصرْ منفذوها على تسميتها ثورة، فبصرف النظر عن طبيعة البلاد وشعبها، إلا أن الظلم وتحريف المُسميات واحدة، ووحدها الشعوب، هى من تدفع مرارة انحرافات الطريق للديُمقراطية الحقيقية.
ملاحظات على الرواية:
1 -  يصمم الكاتب على اجتزاء أماكن وحوادث ومواقع فى العراق، ويُشبهها بما يُماثلها فى تشيلي. غاضاً الطرف عن الأثار والمبانى والأماكن التاريخية، التي تفوق أضعاف مضعافة تشيلى. وتجاهل الأعراف والتقاليد، الأخرى المنحوتة فى الشخصية العراقية العربية (الاصالة، الشهامة، اكرام الضيف، الحُسينيات، النجف، كربلاء، إلخ إلخ ). فكل ملاحظاته ورؤيته للعراق هى: حر قاتل. غبار منتشر. اثار منهوبة. شعب مغلوب على أمره، ولايملك أى زمام للمبادرة. وباستثناء التمور والسمك المسكوفي؛ فكل الأطعمة والمشروبات سيئة أو حريفة ولاتصلح للأكل. والناس عصبية ويغلب عليها التوحش والبداوة والتناقض والجشع فقط لاغير.
2 - يبدو أن الكاتب كان يتحدث عن عراق القرن الثاني الهجري! حيث يوجد سوق للنخاسة والجواري، ويذهب البطل لشراء جارية ليرسمها ثم يعتقها ! فكانت سقطة كبيرة من الكاتب، تؤكد أنه لم يكن مُلِمْ بشكل متعمق أو حتى بشكل كافى بالتاريخ العراقى. واكتفى بتوضيح المناخ السياسى للعراق وما يُماثله من أحداث سياسية فى تشيلى فى فترة زمنية معينة من تاريخ البلدين.
أظن أن الراوئي يريد أن يقول: التاريخ يعيد احيانا نفسه، فهل من مُتعلم؟ أم كما يقول هيجل: لقد تعلمنا من التاريخ أنه لا أحد يتعلم من التاريخ؟.
 لكنه، أي الروائى، جانبه الصواب فى تقنيات السرد والوصف. ولهذا إن أعرَضْ القارئ عن الرواية، فلن يخسر الكثير. وإن رغب فى قرآءتها فلا يأمل منها الكثير.