الجمعة، نوفمبر 29، 2013

سيادة القانون!



 
يرى صاحبي، بل ويكرر دوما، أن حل جميع مشاكلنا يكمن في تعريف المصطلحات وتحديدها؛ وبحسب رأيه فإنه لو عرف الناس عن أي شئ يتحدثون لحلت جميع مشاكلنا، ولانتهت معها معظم  خلافاتنا، ولاستطعنا سريعا إنجاز تقدم ملحوظ!
وقد أتفق معه كثيرا في هذا الأمر، خصوصا في هذه الأيام، التى اختلط فيها الحابل بالنابل، وتداخلت فيها الأمور بعضها ببعض، وظهرت فيها معانى جديدة لمصطلحات قديمة، فارتاب معها الناس، وباتوا لا يستطيعون تحديد المراد الصحيح للمعنى المقصود، ومن ثم ظهرت الخلافات التى باتت تهدد وحدة الصف المجتمعى، كيف ذلك؟ الجواب في القصة التالية:-
"كان أربعة من الفقراء جالسين في الطريق وكل منهم من بلد، أحدهم رومي والثاني فارسي، والثالث عربي والرابع تركي، ومرّ عليهم محسنٌ فأعطاهم قطعة من النقد غير قابلة للتجزئة ومن هنا بدا الخلاف بينهم، فكل منهم يريد أن يلزم الآخرين على اتباع رأيه في التصرف في النقود، أما الرومي فقال نشترى بها (رستافيل) وأما الفارسي فقال: أنا لا أرى من (الانگور) بديلا، وقال العربي: لا والله لا نشتري به إلاّ (عنبا) وقال التركي متشددا في لهجة صارمة: أن الشيء الوحيد الذي أرضى به هو: (أوزوم) أما ما سواه فإني لا أوافق عليه أبدا، وجرَّ الكلام الأربعة إلى الخصام، وكاد الأمر يستفحل لولا أن مرَّ عليهم رجل يعرف لغاتهم جميعاً، فتدخل للحكم بينهم، وبعد أن سمع كلامهم جميعا، وشاهد ما أبداه كل منهم تشددا في موقفه، أخذ منهم النقد واشترى به شيئا، وما أن عرضه عليهم حتّى رأى كل منهم فيه طلبته، قال الرومي هذا هو (رستافيل) الذي طلبته، وقال الفارسي: هذا هو (الانگور) وقال العربي: الحمد لله الذي أتاني ما طلبت، وقال التركي: هذا هو (أوزوم) الذي طلبته، وقد ظهر أن كلا منهم كان يطلب "العنب" من غير أن يعرف كل واحد منهم أنه هو بعينه ما يطلبه أصحابه.

المثال السابق يؤكد بوضوح على ضرورة فهم المقصود من المصطلحات، والأمثلة اللاحقة تدعوا للتفكير في المعنى الدقيق والحقيقي لها:-

هيبة الدولة، سيادة القانون، القضاء الشامخ، الشرطة في خدمة الشعب، الأهالى الشرفاء، المصالحة الوطنية، العدالة الانتقالية، تنظيم الإخوان، نكسة يناير، و ثورة 30 يونيو

الخميس، نوفمبر 28، 2013

33 مليون!





 شهر ونصف، وقت ليس بكثير، ولكن انقضاؤه سريعا مهمٌ وكاشف! ودستور جديد، والاستفتاء عليه أكثر أهمية وأكثر كشفا! كيف؟ الإجابة في السطور القادمة!

خرج المتظاهرون في 30 يونيو الماضى، فقدرهم الإعلام المعارض للإخوان بأكثر من 30 مليون متظاهر، ونتج عن هذا التقدير انقلاب 3 يوليو، بينما شكك الكثير من المصريين ووسائل الإعلام المحايدة في هذا الرقم، ووصفوه بأنه ضرب من الخيال، وأقاموا الحجج والبراهين على دحض هذا الزعم، وتفنيد تلك الإدعاءات.

استند مؤيدوا الانقلاب على صور وفيديوهات وأخبار من هنا وهناك كي يثبتوا بها أن العدد قد اقترب أو تجاوز الثلاثين مليونا، ورفضوا رفضا باتا كل المحاولات والمبادرات الداعية لإجراء استفتاء على خارطة طريق الانقلابيين، مشددين على أن الأمر أصبح واقعا أكيدا، ولا عودة فيه إلى الوراء!

شكل الرئيس الجديد (عدلى مسعود) لجنة العشرة، ومن بعدها لجنة الخمسين لإعداد التعديلات المطلوبة على دستور 2012، ومن المقرر أن يجرى الاستفتاء عليه في منتصف يناير القادم، الأمر الذي سوف يظهر معه بوضوح أعداد المشاركين في الاستفتاء، ساعتها سيعرف الطرفان المتصارعان أي الأرقام أدق!

 المشاركة في الاستفتاء القادم، كما تقول الدعايات التى باتت تغطي طرقات القاهرة والمدن الجديدة ، تعد بمثابة  (نعم) لثورتى 30 يونيو و 25 يناير! إلا أننى أرى أن المشاركة في الاستفتاء القادم ستظهر الأعداد الحقيقية لمن خرج في 30 يونيو الماضى!

الخميس، نوفمبر 21، 2013

موحد الشعبين!




مصر فيها دلوقتي شعبين: شعب السيسي وكارهوا الإخوان، وشعب مرسي وموافقوا الإخوان. شعب السيسي وكارهوا الإخوان عدوهم الأساسي قنوات مثل: الجزيرة، وأحرار، ورصد. وشعب مرسي وموافقوا الإخوان عدوهم الأساسي قنوات مثل: أون تي في، وسي بي سي، والعربية، وصدى البلد، وكل القنوات الأرضية، والإذاعات المحلية.

ومن الواضح جدا إن شعب السيسي وكارهو الإخوان ما بيكلفوش خاطرهم إنهم يتفرجوا على القنوات المعارضة، دا مش كده وبس، لأ ولو حظهم خانهم وقعدوا في مكان شغاله في قناة الجزيرة ، تلاقيهم اتعفرتوا وقلبوا ألوانت كتيرة ( الموضوع دا شوفته بنفسي)!

شعب مرسي وموافقوا الإخوان مش فارقة معاهم كتير، هما بيسمعوا الكلام ده على طول، من أيام مرسي، كانوا بيسمعوا الشتيمة ليل نهار، ونهار وليل... لدرجة إن جتتهم نحست!

شعب السيسي وبعض من كارهي الإخوان ما بيطيقوش يسمعوا أي كلمة على السيسي، ولا على الرئيس الموقت (عدلى مسعود)، وأحيانا على وزير الداخلية محمد ابراهيم، ويا ويله ويا سواد ليله إللي يجيب سيرة السيسي قدامهم بأي سوء، لدرجة إنى فوجئت إن كثير منهم ما يعرفوش حكاية الحزام بتاع السيسي، ولا السلم بتاع السيسي، ولا الأيمانات والتعظيمات بتاع السيسي، والأكتر من كده، إن ما وصلهمش أساسا موضوع تسريبات رصد!

شعب السيسي وكارهو الإخوان عندهم هسهس من علامة رابعة، بيكرهوها كره العمى، عندهم يشوفوا عفريت ولا يشوفوش العلامة الصفرا، (دا بقى شوفته كتير قوي)، لدرجة إنهم كرموا طالب علشان عمل علامة منافسة وسماها (علامة تالته)!
شعب مرسي وموافقوا الإخوان عندهم أغنية تسلم الأيادي أغنية كريهة وخليعة ومش وقتها خالص، وعلشان كده عملوا أغانى مضادة مثل: تتشل الأيادي، وثورة دي ولا انقلاب، سيسي يا سيسي!

شعب السيسي وشعب مرسي يعيشان في بلد واحد، يتنفسان هواءً واحدا، ويشربان من ماء واحد (طبعا ملوث)، ولا يفصل بينهما حدود ولا فواصل، سوى الفواصل السياسية والعنصرية البغيضة، فهل آن الأوان كي يجد الشعبان من يحنوا عليهما، ويوحد بينهما؟!

الاثنين، نوفمبر 18، 2013

ضحكات وقهقهات



في طريقى اليوم إلى الجامعة، مررت بميدان التحرير، وعلى غير العادة التى أصبحت عادة، كانت تقف الدبابات والمدرعات لتغلقه، وفجأة، سمعته يقول: همّا مش لغوا الحظر، وخلاص انتهى الطوارئ، قفلين أم الميدان ليه؟
استدرت إليه قائلا: امبارح الدنيا مطرت كتير، فعملت بركة في الميدان، وفيه سمكتين خرجوا من النيل ودخلوا في البركة، وعشان كده الجيش قفل الميدان وبيدور على السمك دلوقتي! (ضحكات وقهقهات)
نفس الشخص: طب وليه قفلوا مجمع التحرير؟
أنا: علشان السمك ما يدخلش فيه!
رجعت من الشغل، وعرفت إن الببلاوي كان بيحط حجر الأساس لشهداء ثورة 30 يونيو... (ضحكات وقهقهات)

مقارنات



سألنى: متى ستنتهى هذه الأزمة؟ (يقصد أزمة مصر بعد الانقلاب)
أجبته من دون تردد، ومن دون أن آخذ نفسا عميقا كعادتى، كى يمنحنى –ربما- مزيدا من الوقت للتفكير، أو كي يخفف عنى صدمة السؤال، أو أن يمكننى من الهروب من الإجابة، ثم قلته له: هناك ثلاثة آراء:
الرأي الأول: الله أعلم!
الرأي الثاني: بضعة أشهر!
الرأي الثالث: بضع سنوات!
ثم أسرعت معقبا بقولى: إلا إننى أرى أن إيجابية التغيير ستبدأ عندما يدور العام دورته، أي عندما تحل الذكرى الأولى للانقلاب، عندها سيبدأ الناس بمقارنة عام بعام، وأحداث بأحداث، وواقع بواقع، وأشخاص بأشخاص، ومواقف بمواقف، وآراء بأراء!
سيبدأ التغيير عندما يرى مؤيدوا الانقلاب أن القوة وحدها لا تستطيع أن تبنى وطنا، ولا تستطيع أن تحل أزمات ناتجة عن خراب دام عقود! وسيبدأ التغيير عندما يقتنع معارضوا الانقلاب أن الحشود وحدها لا تستطيع إنقاذ البلاد، وأنها تحتاج لرؤية جيدة لمستقبل واضح!
فالقوة من دون غطاء شعبى حقيقي لن تحقق مستقبلا، ولن تدر نفعا، والحشود من دون قوة حقيقية ليس لها تأثير، ولن تجلب شيئا، وهذا ما ينبغى أن يدركه الجميع!
 

الجمعة، نوفمبر 15، 2013

أزمه وتعدي!



بصراحة أنا من أنصار نظرية المؤامرة، يعنى تفكيرى غالبا بيكون على قدّه، الناس بتبقى تفكر في حاجة وانا بفكر في حاجة تانية خالص، ممكن تقول عليا من بتوع (خالف تعرف) مع إنى والله ما باحبش أكون معروف، وبا أكره الشهرة جدا!
المهم...
 أنا شايف إن أزمة الأنابيب الأخيرة، أزمة مفتعلة، والحكومة هي اللي افتعلتها، وعارف إنك (عزيزي القارئ)  بتتهمنى دلوقتي بتهمتين لا ثالث لهما: يا إما مجنون، يا إما مجنون!

مش مهم..

بس أنا مُصِّر على رأيي، ولو عندك وقت تعرف ليه، أقولك:

الحكومة عارفه إن الناس ماعندهاش أي ثقه فيها، ولا في وزرائها، ولا في قرارتها، تقوم تعمل إيه؟! تخترع أزمات، وتعلن إنها ها تحلها في أقرب وقت ممكن، لأ، وكمان بتحدد الوقت اللي ها تحلها فيه، يقوم الناس يراقبوا الحكومة، وتقوم الحكومة تنجح في حل المشكلة، يقوم الناس يثقوا في الحكومة، ويثقوا في كلامها، ويتأكدوا بنفسهم من أفعالها، ولما تيجي أزمه تانية يبقى عندهم ثقة في إن الحكومة ها تحلها في أيام معدودات وهكذا..

الأمر لا يقتصر على الأزمات، بل تراهم ( والضمير يعود على أصحاب السلطة) يختلقون الإشاعات، وينشرونها بين الناس ( اختفاء السيسي  مثالا) ، إما لصرف الناس عن السياسة، أو لتهدئتهم، أو ربما لإحباطهم!

قد تكون شطحاتى الفكرية صائبة، وكثيرا ما تخطئ، ودائما ما يبقى الحال على ما هو عليه، أزمات يعقبها أزمات، مفتعله أو غير مفتعله، الخاسر الوحيد فيها هو المواطن المصرى المطحون!

أزمه وتعدي!



بصراحة أنا من أنصار نظرية المؤامرة، يعنى تفكيرى غالبا بيكون على قدّه، الناس بتبقى تفكر في حاجة وانا بفكر في حاجة تانية خالص، ممكن تقول عليا من بتوع (خالف تعرف) مع إنى والله ما باحبش أكون معروف، وبا أكره الشهرة جدا!
المهم...
 أنا شايف إن أزمة الأنابيب الأخيرة، أزمة مفتعلة، والحكومة هي اللي افتعلتها، وعارف إنك (عزيزي القارئ)  بتتهمنى دلوقتي بتهمتين لا ثالث لهما: يا إما مجنون، يا إما مجنون!

مش مهم..

بس أنا مُصِّر على رأيي، ولو عندك وقت تعرف ليه، أقولك:

الحكومة عارفه إن الناس ماعندهاش أي ثقه فيها، ولا في وزرائها، ولا في قرارتها، تقوم تعمل إيه؟! تخترع أزمات، وتعلن إنها ها تحلها في أقرب وقت ممكن، لأ، وكمان بتحدد الوقت اللي ها تحلها فيه، يقوم الناس يراقبوا الحكومة، وتقوم الحكومة تنجح في حل المشكلة، يقوم الناس يثقوا في الحكومة، ويثقوا في كلامها، ويتأكدوا بنفسهم من أفعالها، ولما تيجي أزمه تانية يبقى عندهم ثقة في إن الحكومة ها تحلها في أيام معدودات وهكذا..

الأمر لا يقتصر على الأزمات، بل تراهم ( والضمير يعود على أصحاب السلطة) يختلقون الإشاعات، وينشرونها بين الناس ( اختفاء السيسي  مثالا) ، إما لصرف الناس عن السياسة، أو لتهدئتهم، أو ربما لإحباطهم!

قد تكون شطحاتى الفكرية صائبة، وكثيرا ما تخطئ، ودائما ما يبقى الحال على ما هو عليه، أزمات يعقبها أزمات، مفتعله أو غير مفتعله، الخاسر الوحيد فيها هو المواطن المصرى المطحون!

خطبة الجمعة!


كثير، بل وممل، وأدى بطبيعة الحال إلى النوم والنفور والإعراض! وهذا ما حدث ظهر اليوم؛ فساعتين إلا قليلا من الحديث المتواصل فوق المنبر أدتا إلى النتائج السابقة، نوم، أو نفور، أو إعراض، بل وقد همّ البعض منا مضطرين إلى الإنصراف قبل جلسة الاستراحة!!

محقون هم عندما انصرفوا، ولو كنت مضطرا مثلهم لانصرفت، ولعقدت العزم ألا أصلى الجمعة قبل أن أسأل عن خطيبها، فإن كان ممن يطيلون، انصرفت أبحث غيره، وإلا جلست!

وجهل الإمام بطبيعة سكان المنطقة لا يعفيه من المسئولية، وطول الخطبة ليس من الدين في شئ، بل وكثرة الكلام ينسى بعضه بعضا، وخيره ما قل ودل، ووقت الناس مهم، خصوصا إذا ما كانوا يعملون في شركات تحاسبهم بالثوانى قبل الدقائق مثل (فودافون)، أو في مصانع تحتاج إلى عمالها، أو مستشفيات تحتاج إلى أطبائها!

أفضل الاستماع إلى القصير المركّز من الخطب، ويا حبذا إذا كانت تحث على الأخلاق الحميدة، وتدعو إلى الاتقان في العمل، وتبث الأمل في النفوس، وتأمر بالعفو، وتنهى عن التناحر! وأكره الخطب الطويلة لأنها تؤدي بى حتما إمّا إلى النوم أو الملل!

الخميس، نوفمبر 14، 2013

مطباااااات




جمعني معه آخر مقعد في المكروباص، ولم يمض كثير وقتٍ حتى التفت إلىّ، وسألني:  يبدو أنك غريب، أليس كذلك؟ قلت له: نعم، فأنا ذاهب إلى قرية تسمى "دلهموا" لأداء واجب العزاء في وفاة والد أحد أصدقائي المقربين. قال لي :وكيف كان الطريق؟ قلت له: الحمد لله، فقد عبرت حتى الآن مائه وثلاثة وثمانين مطبا صناعيا، ناهيك عن المطبات الطبيعية التي لا حصر لها ولا عدد. ومررت كذلك بأكثر من ثلاثمائة كومة قمامة، نصفها ينبعث منه الدخان، والنصف الآخر تفوح منه جميع الروائح العفنة والكريهة، ومعظمها موجود بجوار هذه المطبات، والتي لم تكد تنتهي من استنشاق أحدها حتى تصل إلى الأخرى في حلقات لانهاية لها ولا آخر .قال لي- بعدما ضحك ضحكة فهمت أنها تنتمي إلى ذلك النوع من أنواع شر البلية مايضحك-: "دعني أؤكد كلامك، فقد كرهت المرور والسفر من هذا الطريق ولكنها دوامة أكل العيش"، ثم استطرد قائلا: "أسافر كل يوم إلى مدينة القاهرة؛ فعملي كفراش في إحدي الشركات هناك يضطرنى أن أقطع هذه المسافة ذهابا في ساعتين، أما في العودة فأقطعها في ثلاث ساعات ونصف، والسبب الرئيسي لهذا التأخير هو هذه المطبات الصناعية" ثم واصل الحديث بقوله: "ومنذ شهرين أحسست بألم شديد في ظهري فذهبت إلى الطبيب، الذي بشرني بالغدروف، طالبا منى أن ألزم الفراش. ولما سألته عن سبب ما أصابني قال: جلوسي لساعات طويله في المواصلات هو السبب، وأخبرني بأن المطبات الصناعية ربما تكون أيضا أحد الأسباب". وهنا تدخلت امرأه في سن الأربعين أو يزيد، بدى من طريقة كلامها أنها نالت نصيبا من التعليم قائلة " حسبى الله ونعم الوكيل في اللي اخترعوا المطبات دي، بسببها سقط حملى الأولانى"  ولم تكد المرأة تكمل حديثها حتى توقف الميكروباص فجأة، وسمعنا صراخا وعويلا، فنظرت من النافذة، فإذا بي أرى طفلا ملقيا على الأرض غارقا في دمائه، وقد قام أحدهم بحمله سريعا،ثم استقل متوسكلا (دراجه بخاريه) ثم اختفى.

 ووقف النسوه يولولن وجاء الرجال مزعورين، ووقف الطريق،،، ثم تعالت الأصوات، وألقى أهل الطفل باللوم على السائق، وكل سائق... وبرأ سائق سيارتنا السائق الذي صدم الطفل بقوله : "يعني هو ذنبه إيه؟ مش أهل الطفل دا هم السبب اللي سايبنه يلعب كدا في الشارع من غير مراقبة؟"

انفض الناس، وواصلنا السفر، ثم ذهبت إلى العزاء، وفي طريق العودة جاء جلوسي بجوار السائق، وعند اقترابنا إلى مكان الحادث الذي صُدم فيه الطفل، توقف السائق فجأة، فوجدت أن أهل الطفل الذي صدمته السيارة قاموا بعمل مطب صناعى، وهنا صاح السائق ساخطا " يعني من قلة المطبات اللي في الطريق! " فقلت له " بس الناس عندها حق فيه حوادث كتيرة بتحصل لأنكو بتمشوا بسرعة" فأجاب:"يا بيه مفيش إشارات مرور، والناس بتعدي الطريق من غير ما تبص، وبعدين ما فيش كمان إضاءة كويسة في الشوارع"!

قلت له: لا تعليق!

الخميس، نوفمبر 07، 2013

إشاعات مغرضة!



وكعادتهم، لا يتوانون عن نشر الإشاعات، وإثارة الفوضى، وإرهاب المواطنين، فقد دأبت الجماعة المحظورة منذ الثورة (الجديدة نوفي) على تشويه إنجازات الحكومة المؤقتة، وإنجازات الفريق أول وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وكذلك إنجازات السيد الرئيس عدلى مسعود! فها هي الجماعة تؤكد على كرهها للشعب المصري، وتحاول دوما النيل من أمنه واستقراره، فقد عمدت الجماعة في الآونة الأخيرة على القول بأن هناك أزمة في اسطوانات الغاز، الأمر الذي لا يعدو عن كونه إشاعة مغرضة، الهدف الوحيد من وراءها هو إثبات فشل الحكومة الحالية، ومقارنتها بالحكومة الإخوانية المعزولة، التى استطاعت في أشهر قليلة حل هذه المشكلة!
الإخوان لا يرون سوى النصف الفارغ من الكوب، ولا يذكرون سوى المساوئ والعيوب- إن وجدت-؛ فهم لا يذكرون الرخاء الإقتصادي الذى تعمل الحكومة المؤقته على تحقيقه –إن شاء الله، ولا يذكرون الجولات المكوكية التى يقوم بها الرئيس عدلى مسعود ورئيس وزراءه حازم الببلاوي إلى دول العالم باستثناء 176 دولة. والإخوان لا يعترفون بالاستقرار الأمنى الذي تعمل عليه وزارة الداخلية، ولا التنمية الإقتصادية التى بدأت تؤتي ثمارها في كل من الصعيد وسيناء!
الإخوان لا يفكرون إلا لمصحتهم الخاصة، غير مدركين للواقع، يظنون أن لهم شعبية كبيرة؛ فهم لا يشاهدون التليفزيون المصرى ولا قنوات سي بي سي، و لو أنهم شاهدوها لعرفوا حجمهم، ولتبينوا أنهم يخرجون فرادى في المظاهرات، ولتثبتوا من أن شعبيتهم في انخفاض رهيب!
لا عودة للوراء قليلا، بل سنعود إلى ما قبل الوراء، سنعود إلى الأمجاد التى خلفها لنا عبد الناصر والسادات، وسنعود إلى القومية الوطنية بقيادة القائد العظيم!

الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

متى يتحقق الأمل!



لا أكتم سرا عندما أقول أن منتهى أملى في هذه اللحظات ألا أكتب في السياسة، وأن أعتزل موقع التواصل الإجتماعى (الفيس بوك)، وأن أختفى! منتهى أملى أن أبتعد عن صراعات الحياة المتجددة، وعن الاضطرابات التى تموج بها الأرض من حولى، وأن أنتهى! منتهى أملى أن أسكن إلى نفسى، وأن أعود إلى حياتى الطبيعية، حيث لا أخبار، ولا تظاهرات، ولا شد ولا جذب!
ولا أكتم سرا إذا ما أخبرتكم أنى قد هممت بفعل ذلك، بل فعلته! نعم فعلت، فقد عمدت إلى الكهروباء فقطعتها، وانزويت في غرفتى أقرأ في كتبى القديمة، وأستمع إلى برامج الراديو، من ذلك الراديو الترانزيستوري العتيق، ثم وقفت في شرفتى، فتركت لبصرى العنان كي يتأمل السماء الصافية، والطيور السابحة، وأغصان الأشجار الوارفة، ولا أذكر كم مضى من الوقت وأنا على تلك الحالة، وكم كنت أتمنى ألا تنتهى، وكم كنت أتمنى ألا ينخفض بصري، فيترك صفاء السماء، وسباحة الطيور، وورافة ألأشجار، ليقع على جدار المسجد المقابل لشرفتى فيقرأ ما خطته يد العبث واللهو عليه (السيسي عمهم)...!
بضعة كلمات قليلات كفلت لى العودة إلى نقطة الصفر، فأعدت الكهروباء لتسرى من جديد في أسلاكها، ورميت بالكتب القديمة، وأعدت الراديوا إلى مكانه، ثم فتحت الفيس بوك من جديد!
 

الاثنين، نوفمبر 04، 2013

الهدف وراء محاكمة مرسي



... ومن دون مقدمات، وبعيدا عن مصطلحات مثل: في الواقع، وفي الحقيقة، أقول: الهدف وراء محاكمة مرسي يكمن فيما يرمى إليه المثل المصري الأصيل (اضرب المربوط يخاف السايب)
يعنى إيه؟!
بالبلدي كده، محاكمة مرسي اليوم، وظهوره في قفص الإتهام ما هي إلا رسالة تحذيرية إلى كل من: حمدين صباحي، أبو الفتوح، وخالد على، وإلى كل مرشحي الرئاسة السابقين من المدنيين، وكذلك كل من تسول له نفسه أن يترشح للرئاسة في المستقبل القريب أو البعيد!
الرسالة واضحة؛ فهي بمثابة إعلان واضح، وضوح الشمس في كبد السماء، فمنصب الرئيس أصبح محفوف بالمخاطر بل أصبح الخطر نفسه، من يدخل قصره، من يدنو من مكتبه، من حاول الجلوس عليه،  ياولدي مفقودٌ مفقودٌ مفقودٌ!
اضرب المربوط يخاف السايب!
والمربوط معروف لهم، واستلم الرسالة بالفعل، وانتهى أمره! أما السايب فليس معروف لهم معرفة كاملة، وقد تسول له نفسه أن يفكر في أمر الرئاسة، فكان لا بد من هذه الضربة السريعة، سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، وسواء أتت أكلها أم لم تأت، إلا أن الهدف منها- من وجهة نظرى- كان تحقيق المثل المصري الخالص (اضرب المربوط يخاف السايب)

الأحد، نوفمبر 03، 2013

الحرية في زمن السيسي!



مات فرعون مصر "مينا" وفي صدره شئ، ذلك أنه بعد أن وحد قطريها أراد أن يؤسس دولة ديموقراطية عظيمة، ينعم المصريون فيها بحريتهم كاملة غير منقوصة، وتكون قدوة ومثالا يحتذى به في سائر الأمم؛ إلا أن الأجل كعادته لم يمهله، فمات الفرعون دون أن تتحقق أمنيته، ودون أن ينعم المصريون بعده بالديمقراطية والحرية. ومرت سنوات وسنوات، بل إن شئت فقل قرونا وقرونا، حتى جاء الوقت الذي تحققت فيه أمنية الفرعون الأول على يد خليفة له يدعى السيسي!
في زمن السيسي، وعلى الرغم من مدة حكمه القصيرة، أشهر معدودات، شعر الناس فيها بالأمن على أنفسهم وممتلكاتهم، فاستقرت أوضاعهم، ونمت تجارتهم، وازدهرت صناعتهم، وراجت بضاعتهم، فأبدعوا في المجالات كافة، فعمَّ الرخاء، وقلَّ الوباء، وزاد الثناء!
في زمن السيسي صار الجميع أحرارا، يعبرون بحرية عن آرائهم، فينتقدون من يرونه يستحق النقد، ويشكرون من يرونه يستحق الشكر، ويسدلون النصيحة لمن يحتاج إليها، ويتظاهرون وقتما شاءوا، ويعتصمون ويُضرِبون ويعصون كيفما شاءوا ووقتما أرادوا، و من دون أن يفض لهم اعتصام، أو ينهى لهم إضراب، أو يفسد عليهم عصيان!
في زمن السيسي أغلقت السجون، وهدمت المعتقلات، وألغيت المحاكمات العسكرية، ولم يعد هناك مساجين رأي أو فكر.
في زمن السيسي تضاعفت أعداد القنوات الفضائية، وبرامج التوك شو، والبرامج الساخرة، وزاد عدد المجلات والصحف الورقية، وحلت الصحف المعارضة محل الصحف القومية التى لم يعد لها أثرا ولم يعد لها وجود!
في زمن السيسي حمل المعارضون لوحات صفراء، مرسوم عليها يداً بها أربعة أصابع، فلم يعترض عليهم أحد بقول أو فعل!
في زمن السيسي هبت نسائم الحرية من كل مكان، واستشعر المواطن بكونه هو الحاكم بأمره، وأن صوته له قيمة كبيرة؛ به يمنح السلطة لمن أراد، وبه يمنع السلطة عمن أراد!
في زمن السيسي أصبح للشفافية قدرها، فاختفت التسريبات، وتلاشت الانفرادات، واندسرت الإشاعات؛ وأحس الناس بقيتمتهم ومكانتهم!
في زمن السيسي هتف الناس (تسلم الأيادي) ، ورددوا (السيسي عمهم وحارق دمهم)!

السبت، نوفمبر 02، 2013

الفاشية الدينية في عهد مرسي



لم يمر على مصر منذ أن وحدّ قطريها الملك مينا - رحمه الله - عام أسوأ من العام الذي حكم فيه الدكتور مرسى وجماعته، عام حُق لنا أن نسميه باقتدار "عام الفاشية الدينية"؛ فهوعام تحولت فيه مصر من دولة ذات حضارة وتاريخ، إلى دولة ذات خرّارة وتجريح، تأذى منها القاصى والداني!
عام واحد ووحيد حكم فيه مرسى وجماعته مصر الكنانة، افتتحه بإعلان دستوري حصنه من الطعن عليه، ظنا منه أنه بذلك سيحمى الثورة من مؤسسات الدولة العميقة، ثم تبعه بإصدار دستور إخواني جعل فيه الدين الإسلامي دين التشريع، وحرَم البهائيين والبوذيين من حقهم فيه، وجعل من الدولة رقيبا على أخلاق الناس وتصرفاتهم، ثم طرحه على المغيبين من جماعته فصوت له 64% بالإيجاب!
في هذا العام اضطرت الفتيات والسيدات أن يرتدين الحجاب، وأجبر الشباب والرجال على إطلاق لحاهم، وصار الجلباب زيا رسميا للرجال والنساء والأطفال، وتغير النشيد الوطنى من بلادي بلادي إلى دينى دينى، وأصبحت التحية الرسمية هي " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ومن يحيي الناس بتحية أخرى، يُضرب سبع وعشرين سوطا بعدد حروفها، وألغيت الألقاب، فلم يعد الناس يستخدمون لقب: دكتور، ومهندس، وأستاذ، بل صاروا ينادون بعضهم بعضا بـ (يا أخي، ويا أختى) ويذكرون غيرهم بـ (الأخ فلان، والأخت فلانة)، ومنعت النساء من قيادة السيارة!
في هذا العام أغلقت البنوك الربوية، وحل محلها الصكوك الإسلامية، وتغيرت أسماء المحلات والمولات من أسماء أجنبية  إلى أسماء عربية إسلامية، فلم يعد هناك كارفور ولا هايبر ولا سبنيس، وازدهرت محلات مؤمن، ومسلم، والعارف بالله، والإخواني الطيب!
في هذا العام أغلقت الكباريهات، والملاهي الليلية، والكازينوهات، ومنعت الخمور من الفنادق، وأجبر السياح على شرب الفخفخينا، وعصير القصب، والسحلب، لكون الأخير مشروب الفطرة السليمة!
في هذا العام ألغيت المسلسلات الخليعة، وحل محلها المسلسلات الدينية، لأعلام الإخوان من أمثال: البنا، والهضيبى، وسيد قطب! وأغلقت معها قنوات العرى والرقص، وباتت الأناشيد الإسلامية مقررة على سائقى الميكروباص والتوكتوك! 
في هذا العام تم القبض على جميع الفنانات المصريات والعربيات الموجودات داخل القطر المصرى، وأُودعوا السجون والمعتقلات، بدعوى أنهم ارتكبوا فواحش كثيرة! وصار للخطباء والوعاظ مكانة كبيرة في المجتمع اقتربت من مرتبة القداسة، فلا يحق لأحد أن يتحدث عنهم إلا بالخير وبجميل القول!
ولما اقترب العام من نهايته ضاق الناس ذرعا بما رأوه من فاشية دينية قاسية، تغير فيها وجه مصر الجميل، حتى صار وجها قبيحا عبوسا! ساعتها ثار الناس ثورتهم ليتخلصوا من هذه الفاشية الدينية الإخوانية، ولسان حالهم يقول: نريد من يحنو علينا!