الاثنين، ديسمبر 17، 2012

الربيع العربي في برلين 65



خرجنا من مبنى البوندسرات مستقبلين نسمات باردة على الرغم من قرب انتصاف النهار، وسرنا فرادى و في جماعات متجهين نحو البوندستاج وقد تركنا لحناجرنا العنان كي تردد ما يغنيه عبد الله من أغان مصرية وعربية، وطنية أحيانا وعاطفية أحيانا أخرى شعرنا معها بالدفئ وأزالت عنا تلك النسمات الباردة التى استقبلنا بها الشارع.

وعلى بعد حوالى كيلو متر تقريبا من مبنى البوندسرات وجدنا أنفسنا نقف أمام النصب التذكاري لضحايا يهود أوروبا "الهلوكوست" وهو عبارة عن ساحة كبيرة تبلغ مساحتها 19000 متر مربع، صمم عليها المهندس الأمريكي " بيتر أيزنمان" عددا كبيرا من القوالب الأسمنتية المتفاوتة الأحجام بلغ عددها 2711 قالب، رصت بجوار بعضها في خطوط طولية وعرضية فصل بينها حارات صغيرة تسمح بمرور الزائرين، وقد بدء العمل فيه في الأول من إبريل سنة 2003 وتم افتتاحة في الثاني عشر من شهر مايو 2005.

دخلنا في إحدى تلك الحارات الممتدة على طول النصب، فالتقطنا  فيها صورا وأخذنا نتأمل تلك القوالب حتى وصلنا إلى الناحية المقابلة، فوجدنا أناسا يقفون في طابور طويل أمام بوابة بها سلالم تقود  حيث مبنى يقع أسفل تلك القوالب، تبين لى أنه مبنى لمتحف يسمى "جناج المعلومات عن الهلوكوست".

وقفنا بالقرب من هذا المتحف نستمتع بأشعة الشمس التى بدأت تغازلنا، وشجعنا هذا الجو الرائع أن نطلب من عبد الله أن  يشرح لنا كيفية رقص الدبكة اللبنانية ورجوناه أن يدربنا عليها فرحب بذلك وبدأنا في التدريب.
قال عبد الله أن هذه الرقصة الجماعية تشتهر كثيرا في بلاد عربية مثل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، وأكد على انها تحتاج إلى كثير من التجانس والتفاهم والتدريب؛ ففيها يصطف الراقصون إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة. ويمارسها الذكور والإناث على حد سواء، وتؤدى الرقصات إما مختلطة أو بانفصال الجنسين. ويقود الرقصة أول الراقصين، وهو من  يحدد بشكل عام منحى الرقصة، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارته. والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء والعزف الموسيقى الفلكلورية. " حقا لقد استمتعنا وتجددت في عروقنا الدماء"

واقترح علينا علاء الفلسطيني أن نذهب سويا لتناول طعام الغداء؛ فبالقرب من المكان الذي نحن فيه توجد مطاعم كثيرة ؛ إلا أننا " رامز وأحمد وأنا" فضلنا أن ندخل المتحف الذي يقع أسفل النصب التذكاري، واضطررنا للوقوف في الطابور!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق