وانتهت المحاضرة الجافة - هكذا أطلقت عليها- فمنذ بدايتها حيث تأخر السيد
فينسيل عن الموعد، وأثنائها حيث الكلام الرتيب والإجابات التى جاءت معظمها مغلفة
بالمصطلحات الدبلوماسية التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، ونهايتها حيث لم نخرج بشئ
يذكر ولم نستفد شئيا، اللهم إلا بعض الصور الغير تقليدية التى التقطها رامز.
وعدنا حيث مقاعدنا في الأتوبيس الذي انطلق بنا نحو البرلمان الألماني
وبالتحديد إلى مبنى باول لوبا في القاعة رقم 1. 501 لنجد في انتظارنا ثلاثة من
كبار المتخصصين في الشأن العربي للبرلمان الألماني وهم:- السيد يؤاخم هورستر،
والسيد كلاوس براندنر، والسيد جونتر جلوسر.
وانقسمنا بالتالي إلى ثلاثة مجموعات حسب تخصص كل واحد من أولئك النواب؛
فمثلا جلست المجموعة المصرية مع السيد كلاوس براندنر، لأنه رئيس المجموعة المتخصصة
في الشئون المصرية. وجلس زملائنا المغاربة والتونسيين سويا مع السيد جونتر جولسر
فهو رئيس المجموعة المتخصصة في شئوون المغرب العربي، وجلس الباقون " اليمنيين
والأردنيين والفلسطيننين واللبناني" مع السيد يوأخم هورستير المسئول عن
المجموعة المتخصصة في شئون الشرق الأوسط.
وانضمت إلى مجموعتنا المصرية ليلى أرمانيوس وكذلك أحد مساعدي النائب كلاوس
براندنر، وتبين لى أن النائب كلاوس براندنر هو النائب الذي سيتدرب عنده زميلنا
أحمد مسعد، لذا فقد كان من الطبيعى أن يحرص أحمد مسعد على أن يجلس بجواره وملتصقا
به ومنصتا لحديثه وفي بعض الأحيان منشكحا بمعرفته!
وقد شعرت ورامز بتجاهل واضح من جانب السيد النائب لكلينا، فقد وجه وجهه شطر
الفتيات المصريات وأخذ يتبادل معهن أطراف الحديث، معرضا عنا إعراضا كاملا؛ إلا أن
رائحة شرائح السمك مع الأرز التى قدمت إلينا جعلتنا نعرض كذلك عن الحديث معه وأجبرتنا
أن ننصت فقط لما بين أيدينا.
ولأن الألمان يحسبونها بالسحتوت فلم يكن لمساعد النائب نصيبا من السمك،
لأنه ببساطة لم يكن مدعو لهذا الاجتماع؛ إلا أن شهامة المصريين وعلى رأسهم أحمد
مسعد أبت أن تأكل وجار لها جوعان، لذا فقد عرض أحمد عليه أن يأكل من نصيبه؛ ورفض
العرض معللا أنه ليس من محبى السمك!!
ولما انتهينا من أكل السمك وما أعقبه من أيس كريم أتى إلينا علاء الفلسطينى
مستفهما من السيد النائب عما توصلت إليه صفقة الغواصات الألمانية لمصر وإسرائيل،
ولم أهتم بمعرفة الإجابة على ذلك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق