الأحد، ديسمبر 02، 2012

الربيع العربي في برلين 50


 
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
 
 
ولاحظت أن أحد الموظفين كان يجلس خلف السادة المحاضرين مباشرة ويدون ما نلقيه عليهم من أسئلة؟! ترى هل كتب اسمى؟!

بعد انتهاء المحاضرة كنت أود لو أسأل السيدة كارين جوته عن ذلك الرجل الذي دون ما طرحناه من أسئلة، وما مصير هذا التدوين؟ وقد هممت بسؤالها بالفعل، لولا أن دخل علينا رجلين وقد ارتدى كل منهما معطفا خلعه أحدهما عندما اقترب من الميكروفون وقال: أعزائي سوف تحضرون بعد قليل الجلسة العامة التى ستلقى فيها المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" كلمة أمام نواب البرلمان، وأود إخطاركم بالتعليمات التى يجب عليكم اتباعها: التصوير والتصفيق والكلام والسؤال والأكل والشرب غير مسموح بهم إطلاقا أثناء حضوركم الجلسة!

خرجنا جميعا خلف ذلك الرجل فدخلنا في نفق يربط مبنى باول لوفا بالمبنى الرئيسي للبوندستاج، ثم ركبنا معه المصعد إلى الطابق الثالث حيث المكان المخصص للزائرين، فأودعنا حقائبنا لدى الأمانات، ثم قسمنا إلى مجموعتين كل مجموعة بها اثنتى عشر شابا وشابة وجاء جلوسي في الصالة العلوية التى تقع على يسار رئيس البرلمان.

جلست أتأمل القاعة العملاقة ذات التصميم عميق المغزي والجماليات الرائعة البسيطة التى تتجلى في جنباتها فضلا عن الزجاج الشفاف الذي وضع بديلا عن الحوائط مما مكن للمواطنين والزائرين رؤية حركة أعضاء البرلمان داخل القاعة، وأحسست بأنني كسمك الزينة الذي يجلس في حوض ماء زجاجي يشاهده الناس من كل اتجاه.

القاعة بها أحد عشرعمودا وخلف مقعد رئيس البرلمان الذي تنتصف به القاعة يعلو نسر حديدي كبير علمت بعد ذلك أن الذي قام بتصميمه هو البروفيسور ريان عبد الله الموصلي العراقي، عميد كلية الفنون الجميلة في لايبزك الألمانية، وعميد ومؤسس كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية في القاهرة، وهو من أشهر مصممي الشعارات باستخدام الكمبيوتر في ألمانيا بل في أوربا. وقد صمم أيضا شعار سيارة الفولكس فاجن، وشعار سيارة الأودي وصمم كذلك شعار سيارة بوكاتي التي تعد أغلى السيارات الموجودة في العالم ويبلغ سعر الواحدة منها مليون يورو وأكثر.

وحينما جلسنا في مقاعدنا في الصالة العلوية التى تعد واحدة من بين ستة صالات خصص خمسة منهن للزوار، وجعلت إحداهن للصحفيين وللكاميرات التليفزيونية التى تنقل بثا مباشرا من القاعة، كان الذي يلقى الكلمة هو رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني " شتاينماير" وقد ناله كثير من التصفيق فقط من أنصاره المعارضين أما النواب المواليين للحكومة فقد تجاهلوه تماما!

في أثناء كلمة شتاينماير بدأ أعضاء الحكومة الألمانية يتوافقدون على القاعة، وجاء جلوس السيدة ميركل في الصف الأول عن يمين رئيس البرلمان وما أن انتهى شتاينماير من كلمته حتى قامت ميركل بجمع أوراقها وتوجهت ناحية المنصة.

تحدثت ميركل حول خطط موازنة العام المقبل وقالت: "هذا يوم طيب بالنسبه لألمانيا ويوم طيب بالنسبه لأوروبا"، ثم رحبت بقرار المحكمة الدستورية العليا بشان صندوق الآليه الدائمه للاستقرار الاوروبي، والذي يوجب انضمام برلين لمظله انقاذ اليورو مع بعض التحفظات.

وأضافت ميركل أن المانيا بعثت اليوم بهذا الحكم "اشاره قويه" لأوروبا والخارج مشيره الي ان المحكمه مهدت الطريق لصندوق اليه الاستقرار وللمعاهده الماليه لضبط الموازنه في الدول الأوروبية، كما انها اكدت علي حقوق البرلمان في البت في الاجراءات المتلعقه بذلك، الأمر الذي يعطي شعورا بالأمان للبرلمان وكذا لدافعي الضرائب الألمان. واعربت ميركل عن اعتقادها بضروره حل الأزمه الماليه في الاتحاد الأوروبي من جذورها مشدده علي أهميه رفع القدرة التنافسيه لدول التكتل وقالت:"اريد ان نكون اكثر قدره علي المنافسه".
لاحظت أن ميركل سيدة قوية تعرف تماما ماذا تقول، ومتى، وتعرف كذلك متى ترفع نبرة صوتها ومتى تخفضها ،ولاحظت كذلك أنها لم تنظر ولو لمرة واحدة لمعارضيها.. وأحسست أنني في دار للأوبرا أو في مسرح أشاهد مسرحية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق