وجاء
عبد الرحيم ومن بعده أحمد وأوشك الطعام أن يكون جاهزا، فطلبت من أحدهما أن يتصل
بمها الأردنية إن كانت ترغب في المجئ، وما هي سوى دقائق معدودات حتى دق الجرس
فدخلت مها الأردنية ومعها كل من:لمياء، ومنة، وأريج، ثم لحق بهم التوانسة مها
وأروى وغسان. وأشفقت على الدجاجة!
وبينما
انكب الأخوة والأخوات العرب يجربون طبيخي اكتفت الفتيات المصريات بمشاهدة ما نفعل،
وبدأت أستمع وأستمتع بكلمات المديح والإطراء مثل: " الله، مممم،
لذيذ، تسلم يدّك"، فازدادت لدي ثقتي بنفسي وانكببت على ما وصلت إليه يدي من
طعام حتى أتيت عليه، وبينما نحن منشغلون ومخلصون ومستمتعون بما نأكل، فإذا بجرس
الباب يدق، ليدخل علينا اليمنيين مشتاق وخالد- ولات حين مناص-فقد قضي الأمر، سوى
من بقايا البقايا التى أبقيناها لهما!
واحتاجت
أروى التونسية أن تغسل كوبا زجاجيا تشرب منه، ولما دخلت المطبخ سمعنا صراخها وهي
تقول : أتغسلون أطباقكم بهذا المسحوق؟! فقلت لها: نعم. فانفجر ت تقول: ألم تقرأ ما
كتب عليه إنه مسحوق لتنظيف دورات المياه؟!
وتبادلت
وعبدالرحيم النظرات والاتهامات، مندهشين بما نسمع وغير مصديقين لما تقول. متى كان
هذا، وكيف؟! لقد اشتريناه سويا؟! أحقا لم نقرأ؟! وما العمل إذا؟! إننا نغسل به منذ
أسبوع!! يا إلهى!
ولما
تأكدنا من ذلك صمتنا لبرهه، وفي حركة لا إرادية بدأ الجميع يضعون أيديهم على
بطونهم! وساد المكان حالة من الهستيريا الممزوجة بالضحكات والدموع!
وانهالت
على التعليقات الساخرة: "مسحوق لتنظيف الحمام! احجز لنا من فضلك في أقرب
مستشفى! أين كانت أعينكم عندما اشتريتموه؟! وردد بعضنا الشهادتين!
ثم قالت مها التونسية موجهة كلامها
نحوى "وأنا كنت فرحانه بالأكل المصري وافتكرت الأفلام المصرية اللي بيتقال
فيها رُمي عضمك يا أختى رُمي !!!" وانفجر الجميع ضاحكون، ومر وقت طويل من
السمر سريعا،استمعنا فيه لحكايات عربية بلهجات مختلفة، وكانت ليلة عربية ساخرة باقتدار، ضحكنا فيها كثيرا، حتى ضاع إرهاق هذا اليوم
وماحدث فيه، واقتربنا من بعضنا أكثر فأكثر، حتى أحسسنا أننا صرنا عائلة واحدة، الأمر الذي أعطى الفرصة لمها
الأردنية أن تدعونا لنتناول عندها الإفطار في صباح الغد، ثم جلسنا حتى منتصف الليل نخطط ماذا سنفعل
بعد الإفطار، فغدا السبت أول أيام نهاية الأسبوع !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق