الأربعاء، ديسمبر 05، 2012

الربيع العربي في برلين 54


 

في الطابق الأخير من المبنى الرئيسي للبرلمان الألمانى، وفي صالة مربعة يمكنك منها أن ترى بوابة برلين بوضوح وتستمتع برؤية المبانى التاريخية المجاورة للبرلمان الألماني من أعلى، كان لقاؤنا مع محاضرة للدكتور النائب  توماس شوتين/ نائب مدير الالتماسات والطلبات التى على حد وصفه قد بلغت  في العام 2011 حوالى  15 ألف التماس وشكوى.

 و قد أوضح لنا الدكتور شوتين أن هذه الالتماسات والطلبات والشكاوي قد وصلت إلى البرلمان بطرق مختلفة، إما عن طريق البريد العادي أو المستعجل أو من خلال البريد الالكتروني ثم ذكر أنه : " وفقا للمادة 17 من القانون الأساسي فإن لكل شخص الحق، بمفرده أو بالاشتراك مع آخرين في كتابة التماسات أو طلبات أو شكاوى إلى البرلمان. وهنا تدخلت مها الأردنية مستفهمة: تقصد حضرتك أي شخص، فهل يمكن أن يكون راسل الالتماس ليس بألماني؟! فأجاب الدكتور شوتين نعم فكلمة أي شخص تعني أي إنسان على أرض ألمانيا.

ثم واصل الدكتور حديثة بأن طلب من مساعده أن يعرض لنا على البروجكتور (الداتا شو) تجربة ما يسمى بالديموقراطية الالكترونية من خلال استقبال وإرسال الشكاوى والالتماسات من المواطنين وإرسالها للجان الخاصة بها، ومن ثم معالجتها والرد عليها، مودعين النظام التقليدي- الذي يتم من خلال تقديم شكاوى تنتهي إلى الضياع بين أكوام من الأوراق وخطوات معقدة من الروتين- فان التقدم في مسار الالتماس سيظهر على موقع على شبكة الانترنت بمجرد وصوله للجهة الحكومية المسؤولة.

وانتهت المحاضرة وقيل لنا أن رئيس البرلمان على وصول؛ فظننت أننا سنؤدي المسرحية أمامه في هذه القاعة، لذا ارتديت الجلابية التى أحضرتها معى من مصرعلى عجالة على أمل أن تساعد في حبك المشاهد الخمسة التى سنقوم بتقديمها.

 وجاء رئيس البرلمان الدكتور نوربرت لامرت وهو رجل طويل لا يضاهييه أحد في الطول وأصلع قد لا يضاهيه أحد في الصلع  كذلك، تظهر حمرة وجنتيه بوضوح وتبدو عليه علامات الوقار. 
 عبّر لنا الدكتور لامرت عن سعادته البالغة في استقبال الشبان المهتمين بالشؤون السياسية في برلين. ثم قال "إننا نعتبر الدعوة الموجهة إليكم عرضاً لكي تشاركونا في الخبرة التي اكتسبناها، وأضاف إن هذا البرنامج لا يهدف إلى إحداث تطور في شخصياتكم  فحسب، بل عليه أن يعطيكم الفرصة كي نساهموا في تطوير بلدانكم.
 وذكر لامرت أن البرلمان الألماني يتابع باهتمام بالغ وتعاطف كبير التطورات التي تحدث في البلدان العربية، ثم أكد على أنه لا يسعى للوصاية علينا أو تلكيفنا بأمور أو الاستفادة منا في شيء؛ بل إنه قد دعانا هنا كي نتعلم من ألمانيا التى أخفقت في تجربتها الديمقراطية الأولى، ثم قال: "من الخطأ الاعتقاد بأن التأثيرات الخارجية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في الأوضاع. إن ألمانيا لا تستطيع أن تقدم شيئاً سوى الدعم والمساندة". وقال أيضا: "أياً كانت تطورات الأوضاع في بلادكم ، فإن ألمانيا ستواصل تعاونها مع حكوماتها"، مضيفاً "أن التعاون لا يمكن أن يحدث إلا في حالة وجود برلمان".

ثم فتح باب المناقشة؛ فرفع الجميع أياديهم......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق