الجمعة، ديسمبر 07، 2012

الربيع العربي في برلين 56


 
أما غسان والذي سرق منى سؤالى الذي كنت قد أعددته منذ الأمس ومنتظر طرحه على رئيس البرلمان بفروغ الصبر فقال بنبرة صوته ذات الشجن الواضح: سيدي الرئيس إن سوريا إحدى الدول العربية التى تمر اليوم بمأساة حقيقية تستوجب الدعم والمساندة من الاتحاد الأوروبي وخصوصا ألمانيا ولم نسمع حتى الآن سوى شجب واحتجاج واستنكار، الأمر الذي لم يرقى لمستوى تلك الجريمة النكراء التى يمارسها النظام ضد شعبه الأعزل!

وكان رد الدكتور لامرت على مداخلة غسان: أن البرلمان الألماني يقف وبكل قوة مع الشعب السورى الذي يناضل من أجل نيل حريته؛ إلا أنه ما تزال هناك أطراف تحاول عرقلة أي جهود لإنهاء تلك الأزمة.

وتحدث أندريه اللبناني في مداخلته عن أن بابا الفاتيكان قد وصل اليوم إلى لبنان في ظل وضع متفاقم، ما بين مظاهرات عارمة تجتاح الشرق الأوسط احتجاجا على الفيلم المسئ لنبى الإسلام، وما بين صراعات في سوريا والعراق متمنيا أن يحل السلام على العالم!

ولو لم يذكر أندريه خبر زيارة البابا للبنان ما كنت قد علمت به، واستغربت كثيرا لأنني لم أسمع بهذا الخبر من قبل؛ فزيارة البابا لبلد في الشرق الأوسط عادة ما تسبقها حوارات وأحاديث؛ ويبدو أن أندريه كان محقا فالمظاهرات العارمة التى اندلعت في الشرق الأوسط قد خطفت كل الأبصار!

واعتذرت السيدة كارين جوته عن استقبال مزيدا من الأسئلة، وكنت أود لو طرحت سؤالى، ويبدو أن السيدة جوته استشعرت ذلك، فجائتنى معتذرة بعد أن انتهت المحاضرة، فقلت لها بأنني متفهم للوضع.

وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن ليحتاج من السيدة كارين جوته إلى أي اعتذار؛ إلا أنها بهذا الفعل قد قدمت نموذجا يحتذى به في إدارة الجلسات والحوارات، وأشعرتني بإنسانيتي!

وخرجنا جميعا من القاعة متجهين إلى مبنى آخر من مباني البرلمان الألماني، ولحق بى أحد نواب البرلمان المرافقين لرئيسهم وقال لي: أمامك الآن رئيس البرلمان يمكنك أن تسأله ما تشاء.. اذهب إليه واطرح عليه سؤالك! وتشجعت...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق