الثلاثاء، ديسمبر 25، 2012

الربيع العربي في برلين 73



الجمعة 14 سبتمبر

وجهتنا اليوم ليست إلى البرلمان الألماني، بل هي إلى مبنى وزارة الخارجية الألمانية، وسيأتى الأتوبيس في التاسعة صباحا ليأخذنا من أمام السكن، ووجدت أمامي وقتا كافيا لأفرغ أفكارا أرقت نومتى فأحضرت الورقة والقلم وكتبت ما يلى:-  

الدكتاتورية أسهل بكثير

"ما أصعبها هذه الديمقراطية وما أكثر إجراءاتها ، فلجان رئيسية، ثم لجان منبثقة، ولجان منبثقة من اللجان المنبثقة، ومعادلات وموائمات وموازنات ثم تعديلات وفي النهاية يكون التصويت. قمنا بالأمس بعمل محاكاة للبرلمان الألماني والإجراءات والخطوات التى يتبعها النواب إذا ما أرادو سن قانون ما.

 قسمنا المشرفون إلى أربعة مجموعات كل مجموعة تمثل حزبا " حزب الحكومة المتحالف مع حزب آخر، ثم حزب معارض ذو نسبة كبيرة من عدد النواب و حزب رابع ليس له تمثيل كبير في البرلمان" هذا الحزب المحدود العدد من النواب أراد أن يسن قانونا يسمح للمجتمع الألماني بأن يقرر مصيرة باستفتاء عام في حالة تجاهل البرلمان ومرور أكثر من ثمانية أشهر على مطالبة المواطنين بهذا القانون.

 وقد وضع الحزب شروطا لهذا الأمر منها على سبيل المثال أن يحمل الطلب توقيعات أكثر من 400 ألف مواطن. وفي حالة تصويت 20% من الناخبين سوف يصدر القانون. وقمت مع خمسة من زملائي بتمثيل دور النواب في الحزب الذي يريد سن هذا القانون وعلينا أن نقوم بإقناع حزب الحكومة أو الحزب المعارض أو كلاهما بهذا القانون.

 في البداية اخترنا رئيسا للبرلمان وبعد ذلك أمر رئيس البرلمان بتشكيل لجان من الأحزاب المختلفة لمناقشة هذا القانون المقترح، وبعد ذلك اختارت كل لجنة رئيسا لها ونائبان ثم بعد ذلك بدأنا نتفاوض مع الأحزاب الأخرى في محاولات مستميته لإقناعهم ثم بعد ذلك مناقشة كل مادة على حدى ومن ثم التصويت عليها، ثم الاجتماع مرة أخيرة لمناقشة القانون في جلسة عامة ثم التصويت عليه....

تذكرت البرلمان الأول بعد الثورة الذي تم حله من قبل المجلس العسكري بكلمة دكتاتورية بحتة نسفت مجهودات لم أكن ولا كثيرين مثلي يعرفون أنها تبذل في تلك اللجان.."

وما أن انتهيت من الكتابة حتى أسرعت في ارتداء ملابسي وأخذت حقيبتى واتجهت نحو الأتوبيس فقد كانت التاسعة، وكان بانتظارنا  كل من ليلى أرمانيوس والسيد يورجن بيترز، وانطلق بنا الأتوبيس حتى وصلنا إلى مبنى وزارة الخارجية فالتقينا بالسيدة كارين جوته فصعدنا خلفها حتى الطابق الثالث حيث قاعة صغيرة بها مائدة مستطيلة رصت عليها أكواب الشاي والقهوة، واستقبلنا فيها شاب في الثلاثينيات من العمر أخبرنا بأنه سيحدثنا قليلا حتى وصول السيد/ فولكمار فانسيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق