الجمعة، مارس 28، 2014

لم نعد أمة!



عندما يصل حد الفجر في الخصومة أن تكتب الهاشتاج المسيئ للسيسي على جدران المساجد، فاعلم أن ما تطالب به من حق لن تحصل عليه!
عندما تتهكم على الأم المثالية لأنها راقصة، وترقص أنت على أغان مسيئة لخصومك، فاعلم أن قضيتك خاسرة لا محالة!
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت    فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لم نعد أمة؛ فقد ذهبت أخلاقنا، وفجرنا في الخصومة، واستحللنا الدماء، وبات بأسنا بيننا شديد!
لم نعد أمة؛ فقد ضاعت مقدساتنا، واستبيحت أوطاننا، وهاجر شبابنا، وضاع اقتصادنا، وأصبحنا نتسول الطعام!
لم نعد أمة
لم نعد أمة
لم نعد أمة

الأربعاء، مارس 26، 2014

متستشيخلناش



 
مثلك عزيزى القارئ توقفت أمام هذه الكلمة (متستشيخلناش) عدة مرات، ثم عاودت قراءتها (متستشيخلناش) عدة مرات أخر، حتى استطعت فك رموزها وفهم مقصود صاحبها منها، وبعد أن فهمت معناها(متستشيخلناش)  تيقنت أنها ليست مجرد أحرف رصت بجوار بعضها البعض من دون قصد أو هدف، بل هي كلمة لها معنى ولها مدولول (متستشيخلناش)، فهي أقرب ما يكون إلى جملة مركبة من عدة  كلمات من العامية المصرية! (ما تستشيخ لناش)

وبداية القصة ونهايتها وقعت في الميكروباص، وبالتحديد في مقعد السائق، وبالتحديد أكثر على ظهر المقعد، حيث وقعت عيناي على تلك الكلمة الغريبة الصعبة (متستشيخلناش)! وللوهلة الأولى أحسست أننى المعنّى بها، فقد كنت أحمل في يدى مصحفا، أرتل آياته في صمت، بعيدا عن ثرثرات الركاب، وزفرات السائق وشهقاته ومن ثم شجاراته! ترى هل أنا المقصود؟

قضيت نصف عمرى أو يزيد متنقلا بين الميكروباصات، قرأت باهتمام تارة، وباستخفاف تارة أخرى، معظم ما كتب على جوانبها أو سطر على مقاعدها، بدءا من (ما تبصليش بعين ردية، شوف اللي اندفع فيا) مرورا بـ (يا تعدي يا تهدي... أنا ماشي على قدي) وصولا إلى (طريق السلامة يا أبو رنا)، إلا أن هذه الكلمة (متستشيخلناش) وقعت منى موقع الرهبة والأسى!

الكلمة موجهة بالأساس (ربما) إلى أصحاب اللحى الطويلة والجلباب القصير، أو إلى أولئك الذين تزعجهم أغاني الميكروباص، فيصيحون في السائق أن اخفض من صوت الكاسيت، أو استبدل أغانيه بقراءة القرآن! أو إلى أولئك الذين ينهونه عن التدخين أو ينصحونه بالالتزام بآداب الطريق! إذن: فلست أنا المقصود!
ورحت أفكر في السر من وراء هذه الكلمة، وتساءلت: ما الذي دعى السائق أن يكتبها؟ أإلى هذا الحد قد سئم النصيحة؟ أم تراه قد سئم الناصحين! وهل هو وحده من بات يجهر بها أم أن هناك من بدأ يشاركه الرأى والرؤية؟! ترى من المسئول؟! أم إن الأمر لا يحتاج؟ أم ترانى قد أخطأت في فهم المقصود؟!

الثلاثاء، مارس 25، 2014

الحمارة هي السبب!




محمود ابن عمى وهو راجع من الغيط ، حمارته الغشيمة شافت كيس بلاستك أسود؛ فخافت منه؛ فقلبت حمل البرسيم على الأرض! محمود اتجنن! مسك الحمارة ضربها! الحمارة حبت تنتقم منه، قامت رفسته في رجله اليمين، كسرتها! محمود قعد من شغله في المصنع، ومبقاش يروح الغيط كمان، وكل ما يفتكر اللي حصله يدعى على الحمارة ويقول هي السبب!
مرات محمود كل ما حد يسألها عن محمود تقوله " منها لله الحماره هي السبب"! إبراهيم بن محمود متضايق جدا من الحمارة، كل ما يشوف رجل أبوه في الجبس يجرى على الزريبة ويحدف الحمارة بالطوب ويقولها " اخرسي انتى السبب"
جيران محمود كل ما يعدوا من قدام بيته يدعوا ربنا انه يشفى محمود ويهديله حمارته!

(بس) أنا بصراحة مش عارف شعور الحمارة إيه، (بس) أكيد هي زعلانه جدا لأنها كسرت رجل محمود اليمين (بس)!

الخميس، مارس 20، 2014

إتقل يا شعب الكبير جاي




من حوالى أسبوع شوفت كام إعلان كده على طريق المحور مكتوب عليه (اتقل يا شعب الكبير جاي). بصراحة فكرت ان دا إعلان شيبسي أو إعلان بيبسي أو إعلان دولسي، بعد شوية تفكير في اللي مكتوب لقيت إنه مش ممكن يكون الكلام ده دعاية لمنتجات محترمة زي شيبسي أو  بيبسي أو حتى دولسي، دا أكيد إعلان عن الجزء التالت لمسلسل الكبير بتاع أحمد مكى. بس رجعت وقلت لنفسي لأ مش ممكن  طبعا يكون الإعلان دا عن المسلسل ، لأن مسلسل أحمد مكى اسمه الكبير قوي، مش الكبير جاي. 
يا ترى مين الكبير جاي ده؟
و سألت واحد صاحبي:
إذا كان الاعلان ده مش إعلان منتج ولا إعلان مسلسل ها يكون إعلان إيييييه؟
 صاحبي قالي: إقرأ الإعلان كويس وانت تعرف هو لمين!
 بصيت للإعلان، وبدأت أقرأ الكلمات مرة تانية، بس بعين المتفحص.. إتقل، يا شعب، الكبير، جاي!
كلمة إتقل كلمة عامية بتستخدم كتير في الحب، تلاقى الشاب تقلان على حبيبته، لما بيلاقيها ملهوفه عليه، أو العكس.
كلمة يا شعب كلمة كترت كتيير اليومين دول، وبتستخدم كتير مع الشعب الوطنى اللي بيكره الإخوان كتير!
كلمة الكبير كلمة قديمة من أيام  محمد على وعلى بك الكبير، وسمعتها كتير في مسلسل أحمد مكي وهو بيقول أنا الكبير! 
كلمة جاي مش عارف بصراحة دي فعل، ولا صفة للكبير، ولا مفعول لأجله!
ع العموم كله ها يبان، والمشكلة عندي مش في الإعلانات، المشكلة في مين اللي بيصرف عليها؟!  
 

الأربعاء، مارس 12، 2014

كعب الفاتورة



في طريقى إلى شقتى في الطابق الأخير، ألقيت عليه التحية فلم يرد، أو ربما ردها ولم أسمع، لا ، لم يرد، أنا متأكد؛ فلقد كان مشغولا بالفواتير في يديه! ترى هل مر على شقتى فلم يجد أحدا، أم أنه لم يمر؟
سأطلب منه كعب الفاتورة، وسيعرف من تلقاء نفسه أننى لا أود دفعها هذه المرة أيضا.  لست وحدي من يفعل ذلك، كثيرون انضموا إلىّ، لا ، بل أنا من انضممت إلى الكثيرين!
لم أكن أظن يوما أننى سأضطر لفعل ذلك، لا لست مضطرا، بل مجبرا، هم من أجبروني!
خلف الباب وقفت أدعوا الله ألا يأتى. وما هى سوى لحظات حتى دق جرس الباب. لن أفتح!  أعاد دق الجرس مرة أخرى، فتحت الباب، أعطانى الكعب وانصرف!

سياسة التنفيس



يحاول النظام الحالى مد فترة بقائه في الحكم  إلى أطول فترة ممكنه، بالكذب تارة، وبالمراوغة تارة، وبالتأجيل تارة، ثم بفتح مساحات من الحرية تارة أخرى. فبعد وصلات من الادعاءات الكاذبة باختراعات وهمية لا تنطلى على أطفال الشوارع، قام بتغيير الحكومة بعد أن سئم الناس منها، وبعد أن ازدادت الاحتجاجات والاضرابات، وبعد تردي الخدمات وخصوصا الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، ثم قام رأس النظام بتأجيل إعلان ترشحه للرئاسة كي يهدأ الناس أو يتشككوا!
النظام الحالى يستشعر خطرا ما، يستشعر ضيقا ما، يستشعر ترتيبا ما، سواء داخليا أو خارجيا، وبما أنه مراوغ فقد بدأ يفكر في دفع هذا الخطر، ورفع هذا الضيق، وإفشال ذلك الترتيب، والحل سحرى بامتياز، الحل هو فتح مساحات من الحرية!
مقالات باسم يوسف الأخيرة في الشروق، الجريدة التى منعت مقالات وائل قنديل وبلال فضل من قبل، تدل وبقوة على أن الاستراتيجية الجديده تكمن في فتح متنفس نقدى للسياسات التى تنتهجها الحكومة، وكذلك التصريحات الغير مسئولة التى يدلى بها السيسي ورفاقه من وقت لآخر!
المقالة الأخيرة لتامر أبو عرب في "المصري اليوم"، الجريدة الناطقة باسم الانقلاب، بتاريخ الأربعاء الثاني عشر من شهر مارس، والتى طالب فيها تامر أبو عرب المشير ومعه القيادات الكبيرة في الجيش بالافصاح عن رواتبهم تدل وبقوة على أن خلق المتنفس بات شيئا واضحا وأساسيا وضروريا! فلم يكتفى أبو عرب في مقالته بالسؤال عن راتب المشير، بل راح  يسخر من خطاب التقشف الذي ألقاه في مؤتمر شباب الأطباء و انظر معى في الفقرة التالية ماذا كتب:
"طالب المشير السيسي المصريين بالتقشف وتخفيض الإنفاق وطالب الشباب بالذهاب إلى جامعاتهم سيرا على الأقدام خلال كلمته في مؤتمر شباب الأطباء، ثم تحرك إلى زهراء مدينة نصر لافتتاح نادي وفندق القوات المسلحة الذي أقامته إدارة الأشغال العسكرية ويضم مجمعًا متكاملًا للملاعب الرياضية يشتمل على ملعب لكرة القدم وتراك على مساحة 15 ألف متر مربع، وملعبين للكرة الخماسية على مساحة 2750 مترًا مربعًا، وملعبين للتنس بمساحة 1400 متر مربع تم تجهيزها وفقًا لأرقى المواصفات القياسية.  وبالتوازي انتشرت صورة للمشير يجلس إلى جانب وزير الداخلية وكبار المسؤولين على مائدة عليها من الطعام ما يكفي ثمنه لذهاب 10 طلاب إلى جامعاتهم بوسيلة مواصلات محترمة لعام كامل دون حاجة للسير على الأقدام."
متنفس الحرية ليس عيبا، وليس سبة، وليس كافيا، بل هو أمر يتطلب معه المزيد من الشفافية والمصارحة والمشاركة في اتخاذ القرار.
متنفس الحرية  قد يطيل أمد البقاء، ولكنه لن يستطيع إبقاء الأمد!

الجمعة، مارس 07، 2014

بأي منطق يتحدثون




·       رحلات مكوكية لمحاولة إقناع البشرية بالثورة الجديدة نوفي
·       عشرات الطلعات الجوية لطائرات ترمى أعلاما وحلوى
·       احتفالات جمعت كل النجوم في ذكرى أعياد أكتوبر
·       مليارات أنفقت على انتخابات واستفتاءات وإعلانات
·       ملايين تنفق على بناء سجون ومعتقلات
·       أموال لا حصر لها ذهبت لتأمين أقسام الشرطة والجامعات
·       زيادات متعاقبة لرواتب ضباط الجيش والشرطة
واليوم تحدثونا عن التبرع برواتبنا، والسير على أقدامنا، والعيش في ظلام دامس؟! بأي منطق تتحدثون؟!!!

الخميس، مارس 06، 2014

الطريق إلى الباب





سأتأكد من الأمر بنفسي، ولكن كيف؟ سأذهب إليهم في الموعد الذي حددوه. سأنسى! سأكتب الموعد في ورقة صغيرة وسأعلقها خلف الباب. الموعد بعد ثلاثة أشهر. لا يهم، الأيام تمر سريعا.
لست مريضا، هذا ما أعرفه عن نفسى، حتى الآن، وقد يتغير الأمر بعد ذلك الموعد، وقد لا يتغير، والأكيد أننى سأطمئن! سأطمئن في كل الأحوال!
يقولون أن الجهاز يشخص الأمراض، جميعها، ويعالجها أيضا. ترى هل سيعالج الصلع؟!
لست أصلع، ولكنى سأصلع حتما، هل أخشى الصلع؟! بالطبع نعم؛ فالشعر نعمة! والعقل أيضا!
هل من العقل أن يكون لديهم مثل هذا الاختراع ويتركون المرضى عرضة للموت؟! لا أعرف.
والآن قد انتهيت من كتابة الورقة، سأذهب لأعلقها خلف الباب، أين الباب؟ لا أستطيع الوصول إليه؛ أين مكان الشمع؟! انقطعت الكهروباء وأنا في منتصف الطريق!

الأحد، مارس 02، 2014

الأحكام المسبقة وباسم يوسف!



يظن الإخوانيون – وبعض ظنهم إثم- أن باسم يوسف كان عاملا أساسيا في التعجيل بسقوط نظام الإخوان، وأظن- وبعض ظنى إثم- أن باسم يوسف كان ومازال وسيظل عاملا أساسيا في تثبيت أي نظام، مالم يتدخل العسكر في إسقاطه!
العسكر وحده هو من أسقط نظام الإخوان، كما أسقط نظام مبارك من قبله،  هكذا أثبتت الأيام، وانكشفت معها الأحداث، وظهرت فيها النوايا، ومن يرى غير ذلك فهو إما معاند أو مكابر!
وأعود إلى باسم يوسف، ذلك الرجل الذي نال من الأوصاف التى تؤهله للحصول على المرتبة الثانية بعد الرئيس مرسي في الإستهزاء والسخرية؛ فقد أطلقوا عليه: سوسته، الأرجوز، الديوث، العميل، الأمنجي، قليل الأدب. ذلك الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في اختراق المحرمات، وتجاوز الخطوط الحمراء، وفتح الملفات العصية على الفتح. الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في النقد والسخرية، نقلة نوعية بوعي وقصد وحرفية!

جاء باسم يوسف ليزيح الستار عن المسرحيات الهزلية الخالية من أي منطق والتى تدور أحداثها في أروقة المؤسسات الحكومية، ويديرها مسؤلون وإعلاميون ومشايخ ورجال دين. ظهر هذا الأمر جليا عندما حكم الإسلاميون مصر، عندها راح باسم يوسف يعمل على نقد أحاديثهم، وتفنيد خطبهم، وإظهار تطرفها وتطرفهم، وإثبات تضاربها وتضاربهم. عندها ثار الإسلاميون وأتابعهم، واتهموه بعدائه الشديد للدين، ونيله من الثوابت الدينية المقدسة، في حين أنه كان يعمل على تثبيت دعائم حكمهم وإظهارهم بمظهر الديموقراطيين المؤمنين بالحريات، ويكفيه محاولاته الجادة بتقديمهم للعالم على  هذا النحو، وأرى الآن- لا سيما بعد الانقلاب- أن النظرة العدائية لباسم يوسف من قبل الاسلاميين قد تغيرت كثيرا وخصوصا في الوقت الذي  بدأ فيه بمهاجمة من هم في السلطة الحالية من نقد أحاديثهم، وتفنيد خطبهم، وإظهار تطرفها وتطرفهم، وإثبات تضاربها وتضاربهم.
كان هذا فيما يتعلق بأعداء الأمس( أصدقاء اليوم)  من الإسلاميين، أما أعداء اليوم (أصدقاء الأمس) من الديموقراطيين والليبراليين وأنصار النظام السابق، فالشواهد باتت كثيرة على أنهم لم يعودوا يطيقون برنامجه؛ ورأينا كيف ثارة ثورتهم وجن جنونهم عندما بدأ يهاجم رموز ثورتهم (الجديدة نوفي)، الأمر الذي أدى إلى منع البرنامج من الظهور لعدة أشهر، حتى استطاع باسم يوسف أن ينتقل ببرنامجه إلى قناة أخرى.
وبين هؤلاء وأولئك يوجد من هم لا يزالون يشككون في مصداقية باسم يوسف ظنا منهم- وبعض ظنهم إثم- أنه يرواغ، وينتقى المواضيع والأحداث – على كثراتها- ولا يقترب من مواضيع بعينها مثل: تجاوزات الشرطة، وقتل المتظاهرين السلميين، واعتقال الأطفال والنساء، وغير ذلك من الأحداث التى لا تنتهى في مصر. وهل تستطيع حلقة مدتها ساعة ونصف من معالجة كل هذه الأحداث؟!

بقى لي أن أٌذكِّر بأننا ما نزال في بداية الطريق، نمشي ببطئ، وتتعثر خطواتنا، ونقع، ثم نكرر الأخطاء، ونتهم الآخرين بأنهم هم من أوقعونا فيها!