الخميس، فبراير 28، 2013

الربيع العربي في برلين 129




وأظهرت عقارب ساعتى حلول السابعة صباحا فخرجت أوقظ عبدالله الذي لم يفصل حجرته عن حجرتي سوى ممر صغير، وأيقظت كذلك أحمد ورامز، ثم عدت إلى عبد الله الأردني ليحكي لى سبب نومه متأخرا، والذي لم يكن سوى لكتابة مقالة له تحت عنوان "الحمد لله على نعمة مصر"
رجوته أن يعطيني هذه المقالة كي أقرأها لاسيما وأن عنوانها أشعل غريزة حب الفضول لدي؛ فهو يحمد الله على نعمة مصر وهو ليس بمصري، فكيف له ذلك؟ وبعد عدة محاولات و محايلات ورجاءات وافق عبدالله أن يعطينى المقالة فقرأت منها مايلى :
 "في طريقنا إلى أكاديمية زانكلمارك في ولاية شليسفيش هولشتاين الألمانية والتى تبعد عن مكان إقامتنا  في برلين حوالى 6 ساعات بالحافلة. انتهزت هذه الفرصة للتعرف على بعض الزميلات المصريات اللواتي كان لدي الفضول للتعرف على شخصياتهم المثيرة، ولكن قبل أن أحدثكم عما جرى يجب أن أخبركم عن الثلاثي المميز وهم: "محمد شحاتة، رامز، وأحمد مسعد"
أما محمد شحاتة فلا يمكنك أن تراه من دون أن تضحك أو أن تبتسم. فهو بالنسبة لي يعكس براءة وأصالة المصريين من أبناء الأرياف. ليس هذا فحسب فبالإضافة إلى ذلك فهو حافظ لكتاب الله ومدرس في جامعة الأزهر للعلوم الإسلامية، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على طيبة قلبه وعلى عفويته وخفة دمة التى يحسد عليها. أما صديقنا رامز فهو شاب مصري قبطي ذو حس فني مرهف وأدب يشدك لمعرفته بالإسلام واحترامه للديانات الأخرى. أضف إلى ذلك أنني أتلاقى معه في المزاج الفني والموسيقى. وأما بالنسبة لأحمد مسعد فهو شاب في سن أخى الصغير "خالد" وهو لطيف، خفيف الظل، ومن السهولة أن تلمس الذكاء والحماس للمعرفة والديمقراطية في عينية السوداويين."
وأردت أن أكمل القراءة إلا أنه استوقفنى عند هذا الحد قائلا: إن ما تبقى من مقالة يخص بعض الفتيات المصريات ولا حاجة لك بقراءتها، ولكن فضولى أخذ يقتلنى فرجوته أن أكمل المقال وأقسمت له أني لن أخبر أحدا بما فيه، فوافق على مضض!
والحق أقول بأن عبدالله وما كتبه وما قاله أظهر لى كثيرا من الصفات التى يتحلى بها هذا الفتى ذو السبع وعشرين ربيعا، فهو ذا حسن مرهف، وقلب طيب، وصوت عذب، ورأي صائب، وعزيمة قوية، بالإضافة إلى أنه اجتماعى إلى حد كبير. ولا عجب إذا ما عرفت أنه يتقن لغات عدة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية ويتعلم حاليا التركية. ولا عجب كذلك إذا ما عرفت أن والده رحمه الله كان فنانا فلسطينيا يمتهن مهنة التمثيل!

الأربعاء، فبراير 27، 2013

الربيع العربي في برلين 128



 لم أكن أتخيل أبدا أن الأمر يحتاج لكل هذا الوقت حتى نعود إلى محطة الاستراحة، فساعة ونصف الساعة وقت ليس بالقليل، ولكنها إرادة الله، ودرس نتعلم منه في المستقبل، وأخيرا وجدنا علاء في انتظارنا ومعه علبة سجائر أعطاها للسائق حتى يتقي شره!
ومنذ ذلك الحين أصبح اسم علاء كلمة السر في هذا البرنامج، وأصبح كذلك مفتاحا للسمر عند صعودنا في الأتوبيس، كما أن هذا الموقف صار ينبهنا دوما قبل الانطلاق كي يتمم بعضنا على بعض، فكنت دوما أتمم على عبد الرحيم، وكان أحمد مسعد يتمم على سفيان، بينما ما يزال صدى صوت رامز يرن في أذني وهو ينادي، "علاء فين يا جماعة" ثم يصيح بعد ذلك قائلا: " يا علاااااء".
 ووصلنا إلى فندق أكاديمية زانكلمارك في الحادية عشرة مساءا ولم أتمالك نفسي حينها من الضحك، فقد تذكرت ما قاله لى هننج من أن الطريق سيستغرق أربع ساعات واثنين وثلاثيين دقيقة!  ولم يكن لنا أن نذهب إلى غرفنا كي نضع حقائبنا ونغير ملابسنا، بل ذهبنا بادئ الأمر إلى المطعم فتناولنا طعام العشاء بجفون تملؤها النوم، وأبدان أنهكها السفر، ثم استلم كل واحد منا مفتاح غرفته، وراح المكان الذي تحيط به الأشجار من كل اتجاه يسبح في عتمة تتخلها بعض الأضواء الخافتة، وراح يموج في سكون سحيق!

 الجمعة 21 سبتمبر 

كنت أود لو قمت بجولة وسط الأشجار، وعلى حافة البحيرة الصغيرة التى تحتضن الفندق الذي يبدو أن مجموعتنا وحدها هي من تسكنه، وكنت أود كذلك لو أخرج لأستنشق هواءا من النادر أن تجده في مكان آخر، ولولا تساقط الأمطار في الخارج لكنت فعلت ذلك، ولم أجد أمامي سوى أن أكتفى بتأمل هذا المشهد الرائع من خلف زجاج النافذة، ثم انكفأت على أوراقي أكتب ما حدث لنا بالأمس، وأخذني التفكير كثيرا في تفسير سلوك السائق العصبي متمنيا له شيئا من الهدوء والسكينة في هذا المكان!
وأظهرت عقارب ساعتى حلول السابعة صباحا فخرجت أوقظ عبدالله الذي لم يفصل حجرته عن حجرتي سوى ممر صغير، وأيقظت كذلك أحمد ورامز، ثم عدت إلى عبدالله ليحكي لى سبب نومه متأخرا بالأمس، والذي لم يكن سوى لكتابة مقالة له تحت عنوان "الحمد لله على نعمة مصر"

الأحد، فبراير 24، 2013

الربيع العربي في برلين 127




وما هي سوى لحظات حتى التقطت السيدة كارين جوتة الميكروفون قائلة: هل يحتفظ أحدكم بفاتورة اشترى بها أشياءا من محطة الاستراحة؟ وأخذ كل واحد منا يتحسس جيبه حتى إذا أخرج أحدنا الفاتورة أرسلها سريعا إلى السيدة كارين جوته، فأخرجت منها سريعا رقم المحل ، ثم بدأت في الاتصال. وسمعتها تطلب من أحد العاملين فيه أن يبحث عن علاء ويخبره بأننا في الطريق إليه!
أبهرنى كثيرا هذا الهدوء وتلك السكينة اللتان أحاطتا بالسيدة كارين جوته، وأبهرني كذلك حسن تصرفها وسرعة بديهتها وصبرها على السائق. ذلك السائق العصبى الذي ما انفتأ يسب ويلعن حظة العاثر الذي أوقعه في أمثالنا. ولو كنت في مكان السيدة كارين جوته لافتعلت معه مشكلة لأقوم بضربه، فقد استفزتني كثيرا ردة فعله المبالغ فيها، فما ينبغي أبدا أن يكون السائق عصبيا لا سيما وأن مهنته هذه تحتاج إلى الهدوء التام، والحكمة البالغة في التعامل مع المستجدات، التى حتما ستواجهه وستعترض طريقه.
 ولأول مرة أعقد مقارنة بين الألمان والمصريين وينجح فيها المصريون. ذلك لأنني تذكرت سائقى الأتوبيسات السياحية في مصر عند مواجهتهم لمثل هذه الأمور، وتذكرت صبرهم وحسن تصرفهم. ولكني أخذت في التماس العذر لهذا السائق الألماني، فكل شئ هنا في ألمانيا يسير بمقدار، وكل أمر قد تم إعداده مسبقا بطريقة محكمة، لذلك تراهم لا يحسنون التصرف إذا شذت القاعدة، أما عندنا فالقاعدة هي الشذوذ، وحسن الحظ يكون بتمام الأمور!
واتصلت السيدة كارين جوتة مرة أخرى لتعرف إذا ما كان الرجل توصل لعلاء أم أنه لم يجده، حينها صمت الجميع وأخذ يترقب، ثم صحنا جميعا فرحين بما علمناه من أن علاء في انتظارنا. وتعالت الأصوات وأخذ كل واحد يتحدث مع زميله واحتد النقاش، واختلفت معه الآراء، فمنهم من ألقى باللوم على علاء لتجاهله الموعد المحدد، ومنهم من ألقى اللوم على السائق لاستعجاله، ومنهم من ألقي باللوم على السيدة كارين جوتة لأنها لم تراجع الأعداد، ورأيت أننا جميعا مشتركون في هذا الخطأ!
ولم أكن أتخيل أبدا أن الأمر يحتاج لكل هذا الوقت حتى نعود إلى محطة الاستراحة، فساعة ونصف الساعة وقت ليس بالقليل، ولكنها إرادة الله، ودرس نتعلم منه في المستقبل، وأخيرا وجدنا علاء في انتظارنا ومعه علبة سجائر أعطها للسائق حتى يتقي شره!

الربيع العربي في برلين 126







وبقدر ذهولى واندهاشي من معرفة هننج لكل هذه المعلومات وتواريخها، بقدر ما كنت مذهولا أكثر لدى معرفتى بأن الدول الأوربية قد بدأت في استخدام القطارات التى تسير تحت الأرض منذ زمن بعيد، ذلك الزمن الذي كانت تعد فيه الخيل والبغال والحمير وسائل النقل والمواصلات الأساسية عند العرب. إنهم بحق يسبقوننا بمئات السنين الضوئية، ومن الصعب اللحاق بركابهم!
وقبل أن أستأذن من هننج لأعود إلى مقعدي في مقدمة الأتوبيس سألته عن المسافة من برلين إلى مدينة زانكل مارك وعن أي  الطرق سنسلك؟ ورأيته قد أخذ مني الورقة والقلم ثم بدأ يرسم لي الطريق وهو يقول: المسافة من  مدينة برلين التى تقع في الشمال الشرق لألمانيا إلى مدينة زانكل مارك التى تقع في الشمال الغربي حوالي 434 كيلو متر، أي حوالى أربع ساعات ونصف بالأتوبيس ( والحق يقال أنه حدد الزمن بدقة فقال: أربع ساعات واثنين وثلاثين دقيقة) ثم واصل بقوله: "هذا إذا كان السائق سيقطع الطريق السريع الذي سيمر عبر هامبورج وأراه قد بدأ يقطعه بالفعل".
وعدت حيث مقعدى بجوار أحمد مسعد الذي راح يغط في نوم عميق، مثله في ذلك مثل معظم الزملاء الذين أنهكتهم زيارات هذا اليوم، بداية من زيارة كاتدرائية برلين إلى زيارة المعبد اليهودي وصولا إلى زيارة المسجد التركي. وكان مشهد النوم هذا مشهدا رائعا، فأخذت كاميرتي وبدأت ألتقط للنائمين صورا تصلح للتندر في أوقات السمر. وانتبهت فإذا بنا نسير فوق كوبري كبير تمر من تحتة سفن عملاقة، وبالقرب منه ميناء ضخم تقف فيه سفن كثيرة محملة بحاويات ليس لها عدد، إنه ميناء هامبورج، لقد صدق هننج فنحن الآن قد وصلنا إلى هامبورج ولم يتبقى سوى ساعتين كي نصل إلى زانكل مارك.
وليس بعيدا عن هامبورج توقف بنا السائق كي نستريح قليلا وليدخل الحمام من أراد أن يدخل، وليصل العصر من أراد أن يصلى. ثم عدنا مرة أخرى إلى الأتوبيس فانطلقنا فرحين ومستبشرين باقتراب وصولنا إلى زانكل مارك، ولم نكن قد ابتعدنا كثيرا عن الاستراحة حتى صاح خالد اليمني قائلا: علاء ، علاء الفلسطيني ليس معنا، ونادى كل منا على علاء، واقتربت السيدة كارين جوته من السائق تخبره بما حدث وتطلب منه أن يتوقف، ورأيت كيف أن السائق لم يتمالك أعصابه فصرخ فيها قائلا: " هذا ليس ممكنا، فلا يمكننا العودة، الطريق سريع، ولا يمكننا العودة، وأقرب مخرج منه يحتاج للسير ساعة كاملة". وانحرف السائق ليدخل في شارع جانبي تبين له بعد قليل أنه شارع غير مكتمل، فبه إصلاحات كثيرة اضطرته للعودة، ورأيت السائق يشتاط غضبا، ورأيته قد أخرج من جيبة علبة السجائر فأشعل سيجارة تلو الأخرى، ثم أخذ ينفث دخانة بطريقة عصيبة، أفقدته التركيز. ولم تفلح معه محاولات التهدئة التى قامت بها السيدة كارين جوته، فتركته والتفتت إلينا.
كان الجو متوترا، تعالت فيه أصوات العرب فاختلطت بعضها ببعض، والتزم الألمان الصمت، ونادى عبدالله الأردني في الجميع أن يلتزمو الصمت كذلك حتى نفكر فيما يمكننا فعله، واستجاب الزملاء لنداءه وحاول البعض الاتصال بعلاء، فما من مجيب، وتبين لنا أنه قد ترك تليفونه المحمول في الأتوبيس، ولم يعد أمامنا من حل سوى أن نعود إليه، ولن يكون ذلك قبل إيجاد طريقة للاتصال به، فلا يمكن أبدا أن نعود إليه لنجده قد غادر المحطة! وتلعبكت الأمور، وهام السائق على وجهه لا يدرى إلى أين المسير!

السبت، فبراير 23، 2013

الربيع العربي في برلين 125




أخذنا الأتوبيس حتى مبنى البرلمان الألماني فاستبدلناه بآخر أكبر منه، وانضم إلينا بعضا من مساعدي النواب الألمان، فتعرفت على "هننج" أحد مساعدي النائب شتيفان كون، الذي أرسل إلى أمس الأول برسالة على بريدى الالكتروني يخبرني فيها بأنه سوف يأتى معنا إلى مدينة زانكل مارك، وجلست بجواره قليلا كي أتعرف عليه، فحكى لى أنه بجانب دراسته لعلوم الطرق ووسائل النقل والمواصلات في جامعة برلين الحرة، فإنه يعمل كذلك مساعدا للنائب اشتيفان كون لثلاثة أيام في الأسبوع. قلت له بمناسبة النقل والمواصلات فهذا الموضوع يهمنى كثيرا خصوصا لكوني أعيش في القاهرة في اختناق مروري ليس له مثيل في العالم، فكيف قمتم بحل هذه المشكلة في برلين: 
"قال هننج على الرغم من أن برلين هي العاصمة وبها الكثيرمن المصالح الحكومية وغير الحكومية، وتعد مركزا لكثير من المؤتمرات والندوات، إلا أنه لا يمكنك أن تشعر فيها بزحام ولا بتكدس، وهذا يرجع لكون برلين  بها نوعان من المترو، مترو تحت الأرض تم افتتاحه في عام 1902، ومترو فوق الأرض وتم افتتاحه في عام 1924. وكدت أن أصعق عندما سمعت العام الذي افتتح فيه مترو برلين وقلت مندهشا: 1902!! لا يمكن، والحق يقال بأني لم أصدقه إطلاقا ، فلم أتخيل أبدا أنه كان هناك مترو يسير تحت الأرض في العالم قبل العام 1950 أي بعد الحرب العالمية الثانية! وقلت له هل تعرف متى تم افتتاح أول خطوط مترو الأنفاق الثلاثة في القاهرة؟ وصعقت مرة أخرى عندما عرفت أنه يعرف الإجابة، فقال: نعم أعرف، فقد تم افتتاح أول خط للمتر في القاهرة سنة 1987.  ومن هنا بدأنا حديثا كنت فيه المستمع لأطول الوقت، فقد أعجبنى وأدهشنى كثيرا دقة معرفته بوسائل النقل المختلفة ليس فقط في بلده بل في معظم بلاد العالم، وأود أن أنقل هنا بعضا من الحديث الذي دار بينى وبين هننج، أو بالأحرى الحديث الذي كنت فيه مستمعا ومستمتعا:
 قلت له خبرنى عن مترو الأنفاق في ألمانيا وخصوصا في برلين!
-        في برلين تم افتتاح أول خطوط مترو الأنفاق التسعة تحت الأرض (يو- بان) في عام 1902، وتضم هذه الخطوط حوالى173 محطة، وهناك أيضا مترو أنفاق فوق الأرض (إس- بان) تم افتتاحة في عام 1928 ويضم حوالى 166 محطة. وفي هامبورج تم افتتاح المترو في عام 1912، أما في ميونيخ فقد تم افتتاح مترو الأنفاق فيها عام 1972، والذي يعد بحق تحفة معمارية مبهرة، ففي محطاته يمكنك مشاهدة أكثر من أربعمائة لوحة معدنية مضيئة بالإضافة إلي الإضاءة الخيالية التي تم تزويد المحطات بها، والتي تحظي باهتمام الكثيرين ممن يستخدمون المترو. ثم سألنى هننج: هل تعرف أين ومتى أنشأ أول مترو في العالم؟
-        لا، لا أعرف، وطلبت منه أن ينتظرني لحين أن أحضر ورقة وقلما، فلا ينبغي أبدا أن أفوت هذه المعلومات الغزيرة من دون تدوين، ولما عدت قال:
-        أول مترو أنفاق في العالم كان مترو لندن الذي تم افتتاحه عام 1863، وكانت قاطراته تعمل في البداية بالبخار، إلى أن تحولت بعد ذلك في عام 1890 للعمل بالكهروباء. ثم كان مترو اسطنبول في عام 1871، تلاه مترو بودابست 1896، ثم مترو باريس 1900، ثم مترو برلين 1902. أما مترو موسكو والذي يعد الأجمل والأفخم في العالم فقد تم افتتاحة في عام 1935 ويتكون من 12 خطا، ويصل عدد محطاته إلى 180 محطة كلها مزينة بأحجار فاخرة ورسوم عديدة وبعض المرمر. ومن فرط جمال مترو موسكو فإن بعض السائحين يشترون تذكرة المترو بهدف تفقد المحطات الفاخرة التي تصفها كتيبات السائحين بأنها قصور تحت الأرض!
وبقدر ذهولى واندهاشي من معرفة هننج لكل هذه المعلومات وتواريخها، بقدر ما كنت مذهولا أكثر لدى معرفتى بأن الدول الأوربية قد بدأت في استخدام القطارات التى تسير تحت الأرض منذ زمن بعيد، ذلك الزمن الذي كانت تعد فيه الخيل والبغال والحمير وسائل النقل والمواصلات الأساسية عند العرب. إنهم بحق يسبقوننا بمئات السنين الضوئية، ومن الصعب اللحاق بركابهم!