نبذه عن كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية

محمد العوضي يكتب: نبذة عن كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية للشيخ محمد أبو زهرة

في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية (حوالي 700 صفحة من القطع المتوسط) قسم الشيخ محمد أبو زهرة (1974) المذاهب الإسلامية إلى ثلاثة مذاهب: سياسية واعتقادية وفقهية، وقد بين أسباب هذا الاختلاف فجعل منها سنة كونية، وبين أن اختلاف المذاهب السياسية يرجع في الأساس إلى الاختلاف حول مسألة الإمامة، وبين كذلك رأي المذاهب المختلفة فيها، كما بين رأي الجمهور، واتفق مع رأي الجمهور في نقاط واختلف معهم في أخرى، وهذا الاختلاف السياسي أثر بدوره على الاختلاف في المذاهب العقدية والفقهية، لكن من الواضح أن الفِرق داخل هذه المذاهب تتفرع إلى فرق أخرى، كما تتلاقى هذه الفرق مع بعضها البعض؛ فنجد على سبيل المثال أن الإثني عشرية (الإمامية) وهو مذهب سياسي، يتبع أصحابه الفقه الجعفري، كما يتبع أصحاب مذهب أهل السنة الفقه الشافعي، أو الحنفي، أو المالكي، أو الحنبلي، أو غيرهم ممن يعتقدون بالمذهب الأشعري أو الماتريدي، وهكذا تتداخل المذاهب السياسية مع المذاهب العقدية والفقهية.

ومن النقاط الأساسية في هذا الكتاب أنه أشار بإيجاز إلى التعريف بالأئمة الثمانية الذين يرجع إليهم تأسيس المذاهب الفقهية. كما تحدث عن الاجتهاد، وبين مراتبه ودوره في عصر الصحابة والتابعين، وتحدث أيضا عن مقاصد الأحكام، وبينها بإيجاز وبطريقة سهلة وبسيطة مناسبة لعصره.

  ومما يؤخذ على المؤلف في كتابه هذا، أنه غالباُ لا يذكر تواريخ الأحداث، مع أن الكتاب اسمه (تاريخ المذاهب الإسلامية). ومما يؤخذ عليه أيضاً أنه لا يذكر المصادر في كثير من الأحيان، ولكنه صنف الفرق الإسلامية وبينها وبين عقائدها وبين الفرق بينها، كما بين العقائد الفاسده للفرق الأخرى (من وجهة نظره) مما يبين أنه كان متبحراً في العقيدة والفقه لجميع المذاهب الإسلامية.

هذا ويعد كتاب المذاهب الإسلامية من الكتب المدخلية إلى التاريخ الإسلامي وإلى علم الكلام وكذلك إلى المذاهب الفقهية المختلفة، كما أن مؤلفه يعد من أكبر علماء عصره، وقد ألف كتباً كثيرة في العقيدة، والفقة، وأصوله، وكذلك في التفسير، والسيرة النبوية، ومقارنة الأديان، والخطابة، والجدل، وغيرها، رحم الله الشيخ ونفعنا من علمه.

يتبع إن شاء الله بملخص بسيط عن الفرق الإسلامية