الأربعاء، نوفمبر 14، 2012

الربيع العربي في برلين 33


ولما فتح باب الأسئلة قامت هبة المصرية بطرح سؤال لم أفهمة ربما بسبب بعد المسافة أو بسبب لغتها الألمانية الأكاديمية القوية التى أشعر معها بالعجز، كذلك سأل غسان التونسي سؤالا  لم أستطع تجميعه، فقد أخذ يقدم له طويلا ويتفرع في مواضيع كثيرة ينسيك بعضها البعض، ثم إن طريقته في الإلقاء مع صوته الشجي يجعلانك تشعر وكأنك تستمع إلى مذيع نشرة إخبارية في الراديو! وحاولت أن يكون سؤالى عاما وسهلا وبسيطا فكان السؤال : " إن في ألمانيا ما يزيد عن ثلاثة ملايين مسلم من جنسيات مختلفة فماذا لو حدث وأن اجتمع منهم من قام بتشكيل حزب سياسي على أساس ديني مثل حزبي الاتحاد المسيحي الألماني، وطالبوا فيه بتطبيق الشريعة الإسلامية؟!"

وجاء رد الدكتور شولر على سؤالي واضحا بأنه طالما التزم الحزب بالخط الديموقراطي فلا مانع من ذلك، أما إذا حدث وانتهج نهجا يخالف به الأعراف الديموقراطية والقانون والدستور الألماني فلن يقبل به حزبا سياسيا في ألمانيا.

وانهالت الأسئلة على الدكتور شولر، وأصبحت السيدة كارين جوته في حيرة من أمرها فالكثيرون قد رفعوا أيديهم يريدون فرصة لطرح سؤالهم من ناحية، وضيق الوقت يداهمها من ناحية أخرى. وظن الدكتور شولر- وبعض الظن إثم- أن كثرة الأسئلة تعنى أن الجميع قد استوعبوا ما ألقاه من محاضرة، لذا أعطى وعدا بأن يخصص لنا وقتا إذا سمحت الظروف كي يستقبل فيه أسئلتهم ويجيب عنها. وتفسيري لكثرة هذه الأسئلة التى أراد طرحها كثيرون منا، هو عدم وصول ما قاله الدكتور شولر لهم!


وفُتح الباب ومع خروج الدكتور شولر من القاعة دخلت ليلى أرمانيوس ومعها زميلتها(..) وفي يد كل واحدة منهن طبق به تورتة وُضع في منتصفهما شمعة أشعلتهما ليلى بمجرد الدخول، وكانت الهدية الثالثة لسناء!

ولم نكد ننتهي من الاحتفال مع سناء والتهام تورتتها حتى دخل علينا الدكتور "هيلموت فينكلمان" رئيس هيئة الخدمات البرلمانية، وتحدث في محاضرة استغرقت ساعة تحت عنوان " الدور التشريعي للبرلمان وعملية سير الجلسات البرلمانية"، وعلى عكس ما كان في المحاضرة الأولى من انخفاض في الصوت وهدوء مميت مع عدم وجود مكبر للصوت في بداية المحاضرة، جاء صوت الدكتور هيلموت واضحا وجاءت لغته سهلة ميسورة فقد بدأ حديثه عن النواب وذكر أن عددهم لا يتجاوز 620 عضوا وأن الشعب وحده هو من يقرر اختيار هذه الأعضاء في اقتراع سري مباشر، وأن لكل ناخب صوتين، فالصوت الأول يقرر به من هو المرشح الذي سيفوز في دائرته الانتخابية. أما الصوت الثاني فيحدد موازين القوى بين الأحزاب في البوندستاج، وفي حالة حصول حزب ما في ألمانيا كلها على أقل من خمسة في المائة من الأصوات، فإنه يفشل، ولا يمثل في البوندستاغ إلا إن حاز على ثلاث دوائر انتخابية بالانتخاب المباشر، وفي هذه الحالة  يمكن الاعتراف به كحزب حال توزيع المقاعد في قوائم الولايات.

في هذه الأثناء استأذنت في طرح سؤال ألح على لساني كثيرا ولم أجد بدا من أن أسأله -وليكن ما يكون- ولما أذن لي الدكتور في طرحه  قلت " ما هو المبلغ الذي يتقاضاه النائب في البرلمان الألماني؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق