الجمعة، نوفمبر 23، 2012

الربيع العربي في برلين 42



دخل بنا الأتوبيس في  شارع طويل على جوانبه أشجار كثيفة أخبرنا المرشد بأن هذا الشارع هو شارع  17 يونيو الذي يتجمع فيه آلاف البشر في كل عام يحتفلون فيه بالمناسبات المختلفة مثل الاحتفال بوحدة ألمانيا أو بالاحتفال بأعياد رأس السنة. وقد سمي هذا الشارع بذلك الإسم إحياء لذكرى الثورة التي قامت في شرق برلين في 17 يونيو من سنة 1953 ضد الشيوعية، ولما اقتربنا من عمود النصر( بالألمانية Siegessaeule) استدار الأتوبيس حوله ثم قال لنا المرشد إن هذا العمود هو الأشهر في برلين، وقد قام بتصميمه المهندس " هاينريش ستراك" في سنة 1864 تخليدا لذكرى الانتصار البروسي في الحرب البروسية الدنماركية. وبعد عشر سنوات من البدء في بنائه تم افتتاحه في الثاني من يونية سنة 1873، ويعلو هذا العمود تمثالا برونزيا كبيرا وجميلا للملكة فيكتوريا ، وارتفاعه حوالي 8.3 مترا ويزن حوالي 35 طنا.

بعده مررنا بحديقة كبيرة مليئة بالأشجار تسمى (تير جارتن)  والتى تعد أكبر منتزه في برلين ، ويتحول هذا المنتزة في الصيف إلى مكان لإقامة حفلات الشواء العائلية كما يعد أيضاً مقصداً من مقاصد احتفال الحب السنوي في ألمانيا.

ثم مررنا بالهولوكوست الذي قام بتصميمة المعاري الأمريكي بيتر ايزنمان، وكذلك مررنا بساحة بوتسدام وهي ساحة ونقطة تقاطع مهمة تقع في وسط برلين على بعد كيلومتر واحد من بوابة براندنبورج. وسميت الساحة بهذا الاسم نسبة لمدينة بوتسدام التي تبعد عن الساحة بحوالي 25 كيلومتر في جنوب الغرب. والساحة تمثل النقطة التي كان يمر من خلالها الطريق القديم عبر جدار برلين في بوابة بوتسدام. وقد خربت الساحة أثناء الحرب العالمية الثانية، وتركت مهجورة أثناء الحرب الباردة إلا أنها مع سقوط الجدار نهضت المنطقة وأصبحت القلب النابض للمدينة .

بعد ذلك دخلنا شارع فردريش والذي يعتبرأيضا أحد أشهر وأهم الشوارع في مدينة برلين التجارية والتاريخية ففيه توجد أرقى الماركات العالمية في عالم الأزياء والموضة، وسلاسل المحلات العالمية، ويشكل هذا الشارع رابطاً مهماً جداً بين المناطق الغربية والشرقية، وقد شهد أحداثا تاريخية عدة ؛ حيث قسم إلى جزءين بعد اقامة جدار برلين الفاصل عليه، كما أن نقطة التفتيش "شارلي" الشهيرة تقع في هذا الشارع، وعندها توقف الأتوبيس فأعطانا المرشد خمسة عشر دقيقة كي نتجول فيها ومن أراد أن يدخل الحمام في أحد الكافتيريات والمطاعم المتراصة علي جانبية فليفعل.

هناك تعليقان (2):