الجمعة، نوفمبر 09، 2012

الربيع العربي في برلين 29


وهنا سمعت صوت تصفيق حاد فانتبهت من سرحانى وعدت من شرودي، فقد انتهت السيدة فرايتاج من كلمتها ووقف النائب فولفجانج بورنزين مرة ثانية ليقول:- أيتها السيدات والسادة إن معى الآن هدية سأعطيها لشخص واحد، هذا الشخص يحتفل اليوم بعيد ميلاده، ثم قال: كل عام وأنتي بخير يا سناء!

 لم تصدق سناء ما يحدث وبدت المفاجأة جلية على وجهها ومن خلال نبرة صوتها حيث قالت: شكر لك أيها النائب فلا أجد ما أقول، فهذه هي المرة الأولى في حياتى التى يهدينى فيها أحد هدية في عيد ميلادي!

 وغنينا لها جميعا أغنية عيد الميلاد " هابي بيرث داي تو يو سناء، عيد ميلاد سعيد". والحق يقال أننى لم أتعجب من قول سناء أن هذه هي المرة الأولى التى تتلقى فيها هدية بمناسبة عيد ميلادها، فلقد حدث لي مثل ما حدث لها، وكانت أول هدية لى في عيد مولدي من صديق ألماني! وقد كنت أظن أننا وحدنا في مصر لا نهتم كثيرا بالاحتفال بأعياد الميلاد، فوجدت أن الحال لا يختلف كثيرا عنا في معظم الدول العربية!

 وانتهى لقاءنا بالنواب أو إن شئت فقل لقاء النواب بنا انتهى ( فالتعب والإراهاق كانا قد كبلونا)، وقد حرصت السيدة فرايتاج على مصافحة الجميع، وبانتهاء هذا اللقاء انتهى اليوم الأول في البرلمان الألمانى؛ إلا أن الحديث عما حدث فيه لم ينته بعد، ففي طريق العودة حدث وأن تجادلت مع علاء الفلسطينى في حضور( منى ورامز) حول سؤال طرحه علاء في هذا اللقاء الأخير على الدكتور بورنزين وقال فيه: " ما الدور الذي ينبغي أن يقوم البرلمان الألماني بأدائه معنا بعد أن تنتهي فعاليات هذه المنحة؟" وكانت إجابة السيد بورنزين دبلوماسية جدا فلم يقدم وعودا ولم يلزم نفسه بشئ.

 في البيت وقف عبد الرحيم في المطبخ مشمرا عن ساعديه، وقد أخذ في تقطيع الدجاجة المسكينة التى اشتريناها بالأمس، وفي عينيه إصرار وعزيمة أن آكل من يديه طعاما أظل أقسم عليه أبدا ما حييت، وبينما نحن سويا في المطبخ فإذا بنا نسمع جرس الباب يدق من خلال جهاز صغير عجيب يسمى الإنتركم، فكانت (منة) التى تطرقه. 
 
 وقبل أن أتحدث عما قالته لى "منة" أريد أن أعرفكم بهذا الجهاز العجيب والمسمى بـ (الإنتركم) وهو جهاز نادرا ما تراه هنا في مصر إلا في الأحياء الغنية ذات الفيلات والقصور والبنايات الفخمة. أما في ألمانيا فلا يخلو بيت من وجود هذا الجهاز على بابه، وهو جهاز أشبه مايكون بجهاز التليفون الثابت وبه إمكانية فتح باب العمارة وغلقها أوتوماتيكيا... علم الإنسان ما لم يعلم!

 وأعود لمنة التى جاءت ومعها كلا من لمياء وأريج وأصروا أن أنزل لهم بما اشتريته من هدايا حملتها معى من مصر كي نقرر ماذا نفعل بها، ووسط ذلك الإصرار نزلت حاملا معي كل ما اشتريت وتاركا عبد الرحيم وحده مع الدجاجة! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق