الجمعة، نوفمبر 02، 2012

الربيع العربي في برلين 22


وبعد أربعة أسابيع من تسمية هتلر مستشاراً للرايخ الألماني التهمت النيران قبة هذا المبنى ثم انتشرت النيران لتلتهم قاعة الاجتماعات الرئيسية وبعض الغرف الأخرى. وعلى الرغم من أن الكثير من المؤرخين يذهبون إلى أن الحريق كان متعمداً، إلا أنه لم يتم تحديد المتورطين حتى اليوم.( دا الطبيعى يا دكتور؛ فليومنا هذا لم يتم التعرف على من قام بحرق مكتبة الأسكندرية، ولا من قام بحرق البرلمان المصري إو من  قام بحرق أقسام الشرطة و مقارات أمن الدولة، وحتى المجمع العلمى و و و)!

 وبعد حرق المبنى بدأ البرلمان، الذي اقتصر  فقط على النازيين في عقد جلساته في دار أوبرا كرول القريب من بوابة براندنبورغ في قلب العاصمة برلين. ولكنه كان أثناء ترميم قبته، قاعة لمعارض تتوافق مع الفكر النازي كمعرض "اليهودي الأبدي" و"البلشفية من دون قناع".

وخلال الحرب العالمية الثانية وغياب الديمقراطية في ظل الحكم النازي تم تغييب المبنى تماماً فأُغلقت نوافذه بالطابوق. بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى قيام شركة أيه أي جي AEG الألمانية للصناعات الالكترونية باستغلال المبنى لصناعة مكونات أجهزة المذياع. ومن الطريف في تاريخ المبنى انه تحول بعد ذلك من صالة لصناعة القرار السياسي إلى صالة للولادة بعد أن قامت مستشفى الشاريتيه القريبة منه بنقل قسم النسائية والتوليد إلى المستشفى العسكري الذي أُقيم في المبنى، الذي أصبح مكاناً لولادة مئات البرلينيين.

 وقد أتت الرياح بما لا يشتهي النازيون وانكسر جيشهم في الجبهة الشرقية وتقدمت قوات الجيش السوفيتي الأحمر، الذي رأى في المبنى رمزاً هاماً من رموز النازية. وبعد معارك طاحنة في قلب برلين احتلت المبنى طلائع القوة الضاربة للجيش الأحمر. ومن أجل إعلان الانتصار التام على النازية في الحرب الطاحنة، التي كانت أوروبا مسرحها الرئيس، نقلت تسعة أعلام كبيرة من موسكو إلى برلين جواً على وجه السرعة. لترفع "كرايات للنصر" في أعظم لحظات الدولة السوفيتية على المدخل الرئيسي للمبنى وعلى قبته، في الوقت الذي كانت تدور فيه المعارك في أقبية المبنى.
 
وهنا صمت الجميع متأثرين بهذه الأحداث المأساوية ولما رأى الدكتور ذلك منا انطلق بنا حتى  وصلنا  إلى ممر اكتست جدرانه ببقايا كتابات الجنود السوفيت التي تعود إلى عام 1954، وهناك طرحت عليه السؤال التالى:- لماذا لم تقوموا بطمس هذه الكتابات، وإن كنتم تريدون الاحتفاظ بها فيمكنكم التقاط صورا لها ووضعها في متحف؟ فأجابني بقوله: "بالفعل  فقد كان هناك اتجاهين للرأي: الأول يقول بحتمية إزالة هذه الرسوم، والثاني يقول بحتمية بقاء هذه الرسوم والكتابات كما هي حتى تكون شاهدا على تلك الحقبة المأساوية من تاريخنا، وحتى يرى نوابنا ذلك التاريخ السيئ الذي كان نتاجا للديكتاتورية فيتجنبونه! ثم قال:- "وأنا مع هذا الرأي"

 

 أدخلنا الدكتور فيرت قاعة جانبية صغيرة بها نافذه منها يمكن رؤية بوابة براندنبورج. هذه القاعة تسمى بقاعة الصلاة (لأصحاب الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام). وهذه القاعة على صغر حجمها إلا أننd رأيتها عظيمة جدا لما تحمله جدرانها من لوحات  فنية رائعة عددها سبع لوحات، قام برسمها الفنان التشكيلي الأكثر من رائع "جونتر أوكر". أعجبتنى تلك اللوحات كثيرا حيث قام فيها بتمثيل قصة صلب المسيح ، وقد استخدم كمية كبيرة من المسامير في هذا العمل !! عفوا وصفي للوحات سيقلل من جمالها لذا سامحوني!
 
وخرجنا من القاعة على غير هوى مني فقد كنت أود البقاء فيها لمدة أطول، وتوقفنا بعدها  أمام مجسم  حديدي كبير يوضح الأماكن التى بنى حولها وفوقها سور برلين ! ولاحظت اهتماما بزميلتنا "هبة" من قبل الصحافة والكاميرا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق