الاثنين، نوفمبر 05، 2012

الربيع العربي في برلين 25


 
وبعد أن امتلأت المعدة وأخذ الجسد قسطا من الراحة عدنا حيث المبنى الذي كنا فيه في بداية اليوم، فوجدنا دكتورة التواصل المجتمعى "دكتورة جابي كراتوشفيل" في انتظارنا، وقد أخذتنا بأسلوبها الشيق، وأدائها الممتع، وقدرتها الفائقة في توصيل المعلومة بسلاسة ويسر إلى عالمها الأفلاطونى حيث المدينة الفاضلة، والمثالية الفائقة، وحب الآخرين واحترامهم، وعدم التفريق بين أي إنسان بسبب الجنس، أو النوع، أو العرق، أو الثقافة، أو الدين.

 وقد حاولت الدكتورة أن تبث أيضا في أجسادنا النشاط، بعد أن بثته في أرواحنا؛ فقامت بتقسيمنا إلى مجموعات حسب الترتيب الأبجدي، ثم حسب الهوايات حتى نعلم أنه من الممكن أن نتشابه في أشياء ونختلف في أشياء أخرى، وأن ما نختلف فيه يمكن أن يكون مكملا لما نحتاجه، وأن ما نتفق عليه يمكن أن يكون دافعا لتطويره.

 وبالفعل فقد وجدت أن هواياتنا قد اختلفت وتعددت، فمنا من يهوى جمع القبعات مثل " أندرية اللبناني"، ومنا من يهوى زيارة المتاحف مثل "هبة المصرية"، ومنا من يهوى الغناء مثل " لمياء المصرية"، ومنا من يهوى الرياضة مثل "كمال الفلسطينى"، ومنا من يهوى صيد الأسماك "مثلى"، واجتمع الباقون على هواية القراءة، أو سماع الموسيقى!

 ولم تكتفي الدكتورة جابي بإظهار المتفق فيه والمختلف عليه في مجموعتنا الصغيرة؛ بل خرجت بنا إلى المجتمع الذي جئنا لنعيش فيه وهو المجتمع الألمانى، وبدأت معنا في عقد المقارنات وشرح وتوضيح العادات والتقاليد والصفات التى يمتاز بها الألمان عن غيرهم مثل النظام، والالتزام بالمواعيد، وحب العمل والذي يصل في بعض الأحيان إلى التقديس، ثم الفصل بين العمل وبين الحياة الشخصية والاجتماعية، وغير ذلك مما يتمتع به الألمان. بعد ذلك طلبت منا الدكتورة أن يخرج منا مجوعتين ليقدما مشهدين يبينان اختلافا ما بين العادات والتقاليد العربية والعادادت والتقاليد الألمانية. وبدأنا نفكر ونفكر، وانقسمنا مجموعتين: مجموعة تكونت من (عبد الله الأردنى، ومشتاق اليمنى، والتونسيان غسان ومها) والمجموعة الثانية تكونت من ( أندريه اللبناني، وكمال الفلسطينى، وسارة المصرية وأنا).

المجموعة الأولى قامت بتمثيل مشهد يدور حول زيارة يقوم بها بعض الأصدقاء لصديقهم الألماني "الذي رحب بهم بفتور ثم أخذهم إلى مائدة الطعام وقال لهم اخدموا أنفسكم بأنفسكم" وقد قامت المجموعة بتمثيل هذا المشهد ببراعة، فقد قام كل واحد في المجموعة بأداء دوره بحرفية عالية، فبدأ بالفتور الذي استقبل به عبد الله ضيوفه وعدم الحفاوة بهم ومن ثم عدم الإلحاح عليهم في تناول الطعام، إلى البرود والهدوء الذي كان عليه الضيوف!

 أما مجموعتنا والتى قمت فيها مع أندريه بتمثيل دور صديقين عربيين التقيا صدفة فأصر أحدهما أن يدعو الآخر على الغداء، وكلما رفض الأول الدعوة أصر الثانى عليها فيضطر الأول على القبول وهكذا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق