الأحد، نوفمبر 18، 2012

الربيع العربي في برلين 37




عدنا حيث حقائبنا فاستأذن بعض منا من السيدة كارين جوته كي نصلى الظهر فأذنت لنا، وساعدتنا في إيجاد مكان نصلى فيه، وكان عبارة عن غرفة صغيرة ملحقة بالقاعة التى نتلقى فيها المحاضرة.
كان المحاضر في هذه المرة هو السيد "توماس هاداميك" مدير الشئون القانونية في البرلمان الألماني، وتحدث  السيد توماس إلينا لمدة ساعة تحت عنوان" طبيعة عمل الائتلاف الحزبي وطبيعة عمل المعارضة - الحقوق والواجبات) أخبرنا عن دور وعمل الأغلبية الحزبية، ودور وعمل الأحزاب المعارضة، والنقاشات التى تدور بينهم في اللجان العامة، واللجان الخاصة. وبين لنا أن التصويت في الجلسة العامة هو الفيصل لتمرير القانون من عدمه! هذه هي لعبة الديمقراطية، الأغلبية هي التي تقرر...

بعده حاضرتنا الدكتورة "إيناس موكين هاوبت جوردون" في محاضرة استغرقت أيضا حوالى ساعة دارت حول " طبيعة عمل اللجان العامة واللجان الخاصة " وبينت فيها أن نظام اللجان للبرلمانييين هام جدا فهو يسمح بتطوير خبراتهم وبدراسة عمل السلطة التنفيذية والقوانين المقترحة والسياسات بدقة شديدة. وعادة ما توصف هذه اللجان بـ"العامل الكادح"في البرلمان، وذلك لأن إدارة اجتماعاتها وجمع المستندات وتنظيم الجلىسات، إضافة إلى القيام بزيارات للتحقيق في المواضيع ولقاء المعنيين، كلّها أعمال تتطلب الكثير من الوقت والمجهود. وكون هذه اللجان تشكل ركيزة مهمة في البرلمان، يجب على موظفيها أن يتمتعوا بكفاءة عالية ويكونوا على اطلاع بالعمليات البرلمانية والقوانين والصياغة القانونية. كما أنه لا بد لموظفي اللجان من أن يكونوا قادرين ومصممين على العمل مع مسؤولي هذه اللجان وأعضاء البرلمان بشكل يخلو من التحيز الحزبي". ( التحيز الحزبي!!)

انتبهت لحديثها جيدا فهذا الموضوع يستهوينى كثيرا وتنقصني فيه معلومات كثيرة؛ فنحن لا نرى هذه اللجان ولا نعرف عنها شئيا، كل ما نعرفه هو الجلسة العامة  وفقط؛ أما المطبخ – اللجان- فلا نعرف ماذا يدار فيها ولا ماذا يقال!

وانتهت المحاضرة وكانت هي المحاضرة الرابعة في هذا اليوم، وأحسست أن رأسي تكاد تنفجر من كثرة المعلومات التى حشرت فيها، فمنذ الصباح لم تسمع أذناي سوى تكرارا لكلمات بعينها مثل :- الديمقراطية ، الأغلبية ، المعارضة، الليبرالية، السياسة، الحرية، اللجان، البرلمان، النواب الخ...." ولا أدري ماذا كان سيحدث لي لولم تكن هي المحاضرة الأخيرة في هذا اليوم!

خرجنا جميعا برغبة واحدة ووحيدة، فقط نريد أن نستنشق هواءا من خارج القاعة التى تلقى علينا فيها المحاضرات ، نريد أن نتجول في شوارع برلين، نريد أن نستمتع بالحياة ولو للحظات بعيدا عن هذا الكم من المفردات والمعلومات التى أزكمتنا!

وبالفعل فقد أدرك القائمون على البرنامج كثرة المحاضرات في هذا اليوم فقاموا بختم هذا اليوم بتنظيم جولة في المدينة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق