محمود عبدالله أبو شعير يكتب:
توصيف موسوعة أحمد أمين
لكل من يريد البحث في العلوم الإسلامية، ويريد إلقاء نظرة شاملة على الإسلام، ديناً، وتاريخاُ، وشريعة، وعقيدة، ودولة، وما صاحب الإسلام من حضارات أخرى، أنصح بقراءة ما يسمى بموسوعة "الحضارة الإسلامية" لـ أحمد أمين. وهي ثلاثة أعمال كتبها أحمد أمين، أحد أعلام الفكر العربي والإسلامي في النصف الأول من القرن العشرين، وهي: فجر الإسلام، وضحى الإسلام، و ظهر الإسلام.
فجر الإسلام
في هذا العمل يقدم المؤلف
عرضاً تاريخياً لحياة العرب قبل الإسلام، واتصالهم بالشعوب المجاورة للجزيرة
العربية، مبطلاً ذلك الزعم القائل بأن العرب لم يتجاوزوا مجرد كونهم قبائل مشرذمة
منعزلة عن العالم، كما يتعرض للحياة العقلية قبل ظهور الإسلام مبيناً أثر البيئة
والمجتمع في تكوين تلك الحياة العقلية، ثم يدلف المؤلف إلى بيان أثر الإسلام
وتعاليمه في بيئة العرب متحدثاً عن الفتح الإسلامي. كما يعرض أمين أثر ثقافات
وأديان الفرس واليونان على الأدب العربي والحياة الفكرية بشكل عام، ثم يبدأ المؤلف
بعد ذلك في وصف ورصد الحركة العلمية في الدولة الإسلاميه متحدثاً عن نشأة العلوم
الإسلامية الكلاسيكية: كالتفسير، والحديث، والفقه، في مدارس مكة والمدينة والعراق
والشام، ثم يختم بمسألة الخلافة، وكيف أن الاختلاف حول تلك المسألة كان سبباً
مباشراً حيناً وغير مباشر حيناً آخر في نشأة علم الكلام والفرق الإسلامية السياسية،
كالخوارج والمرجئة والشيعة.
ضحى الإسلام
يتكون هذا العمل من ثلاثة
أجزاء، وفيه تناول المؤلف الحياة الثقافية والاجتماعية في العصر العباسي، وبالتحديد
في المائة الأولى من عصر الخلافة العباسية من التاسيس وحتى عهد الخليفة الواثق
بالله، مبينأ أثر تداخل الثقافات المختلفة من ثقافة فارسية وهندية ويونانية في
الحضارة الإسلامية، وراصداً لحركة الشعوبية وأثرها في الفكر الإسلامي، وعرض كذلك
لحياة اللهو والمجون، وتصويرها في أدب تلك الفترة، كما يعرض إلى أثر امتزاج
الثقافة العربية بالثقافات الأخرى المختلفة من خلال أعمال علماء وأدباء كبار وهم:
الجاحظ، وابن قتيبة، وأبو حنيفة الدينوري، ثم تناول في الجزء الثاني مراكز الحركة
العلمية في العصر العباسي، متحدثاً عن علم الحديث، والفرق بين تدوين الحديث والبحث
فيه في العصر العباسي والعصر الأموي، وكذك التفسير والفقه
راصداً لحركة التشريع في هذا العصر، وسارداً للمذاهب الفقهية الأربعة، بجانب مذهب
داوود الظاهري، ثم يتبعهم بعلوم اللغة، والسيرة، وكتابة التاريخ وانفصالهما عن علم
الحديث. وفي الجزء الثالث تحدث باستفاضة
عن أهم المدارس الكلامية وهي: المعتزلة، موضحاً أصول هذه المدرسة بفرعيها البصري
والبغدادي، ومترجماً لأهم رجال مدرستي الاعتزال، ثم يعرض بالتفصيل لأهم الفرق
الإسلامية وهي: الشيعة والخوارج والمرجئة.
ظهر الإسلام
يتكون هذا العمل من أربعة
أجزاء يتناول في مجملها أحمد أمين الحياة الأجتماعية والأدبية، وكذلك الفرق
الدينية التي ظهرت في العصر العباسي الثاني، ويرتكز
محور التحليل في الجزء الأول على وصف الحالتين الاجتماعية والعقلية بما اشتملت
عليه الأخيرة من أعلام وتيارات ومدارس، وذلك منذ عهد المتوكل حتى أواخر القرن
الرابع الهجري، وتُعد تلك الفترة هي الأوسع مجالًا والأخصب إنتاجًا في تاريخ
الحضارة الإسلامية. وينتقل المؤلف في الجزء الثاني ليتناول تاريخ العلوم والفنون
والآداب في القرن الرابع الهجري؛ وذلك في بحث بانورامي يحلق فيه فوق علوم التفسير،
والحديث، والفقه، وعلم الكلام، وعلم الأخلاق، والفلسفة، والتصوُّف، والنحو والصرف،
والبلاغة والأدب، والجغرافيا، والفن، والزراعة، والتجارة، والإدارة، والقضاء. أما
الجزء الثالث فيخصصه المؤلف لدراسة الحياة العقلية في الأندلس منذ أن فتحها
المسلمون إلى أن أُخرجوا منها. ويتناول الجزء الرابع من «ظهر الإسلام» المذاهب
والعقائد الإسلامية، وتطورها، وصراعها، ومستقبلها. وتجدر الإشارة إلى أن أحمد أمين
قد همَ بكتابة حلقة جديدة من سلسلة حلقات الموسوعة الإسلامية، أراد لو يسميها
"عصر الإسلام" ولولا فقدانه لبصره لأتم لنا هذا العمل، إلا إنها إرادة
الله، وحسبه كتاب "يوم الإسلام" الذي كتبه آخر أيامه من الذاكرة!
ملخص جمييل ماشاء الله يادكتور
ردحذفشكراً ليك يامصطفى أنتم السابقون
ردحذفممتاز يا دكتور محمود . زادكم الله علما , ويارب ترجعلنا بالسلامة إن شاء الله .
ردحذفأعزك الله ياعبده ووفقك إلى طريق الحق
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف