الخميس، نوفمبر 01، 2012

الربيع العربي في برلين 21


توقفنا أمام غرفة صغيرة بها ثلاث موظفات وقد استعدين لإتمام عملية استخراج كارنيهات البرلمان بأسرع وقت ممكن؛ فبمجرد أن يدخل عليهن أحدنا حتى تجلسه على كرسي، ثم تسأله عن اسمه وتطلب منه أن يضحك حتى تخرج الصورة جيدة " اضحك الصورة تطلع حلوة"، ثم في لمح البصر يخرج الكارنية، فتسلمه لسيدة أخرى كي تضع فيه سلسلة ليعلق بها على الصدر. وبهذا لم تستغرق عملية استخراج الكارنيهات لأربع وعشرين عضوا سوى نصف ساعة ( فليحيا المكن الألماني).

بعدها التقينا بالدكتور"رولاند فيرت" الذي اصطحبنا في جولة تفقدية داخل ممرات وغرف وأروقة البرلمان وقد بدأ الشرح بقوله:" إن هذا المبنى يعد شاهدا رئيسيا على تاريخ طويل من التقلبات السياسية التي عاصرتها ألمانيا، فهذا المبنى قد عايش نشوء أول دولة قومية في تاريخ ألمانيا، ثم عايش بعدها فترة تغيبت فيها الديمقراطية إبان الحقبة النازية، والآن ينعم هذا المبنى بزمن الشفافية وحكم الديمقراطية.

انتقل بنا الدكتور"فيرت" إلى مكان ظاهر في المبنى يمكننا منه أن نرى المبنى بوضوح ثم واصل حديثه بقوله:- "إننا كألمان نفخر كثيرا بديمقراطيتنا البرلمانية المبنية على الشفافية والانفتاح. هذه الشفافية لا تجعل من  هذا المبنى حكراً على الساسة فحسب، بل إن أبوابه مفتوحة أمام المواطنين الألمان والسياح الذين يتوافدون على زيارة العاصمة برلين على اختلاف قومياتهم وأصولهم. ولقد زار هذا المبنى خلال العام الماضي قرابة ثلاثة ملايين زائر. أى ما يعادل ثلاثة الآلاف زائر يومياً.

 في هذا الوقت رأيت كاميرا تليفزيونية يحملها مصور ومعه مخرج وصحافية يتتبعوننا؛ فأحسست بأن الموضوع كبير وأن الأمر قد أعدت له كثيرا من التدابير، ويتطلب منى الاستعداد والتحضير. وواصل الدكتور شرحه حيث قال:- " ويعود تاريخ بناء هذا المبنى إلى عام 1884، حين بدأ المعماري الألماني باول فالوت بالإشراف على تشييد المبنى، الذي انتهى العمل فيه عام 1894. وقد تم تشييده على طراز البناء المعروف بعصر النهضة الجديد (Neorenaissance)، حيث تتداخلت فيه العناصر الفنية لعصري النهضة والباروك. وأصبح المبنى بعد الحرب العالمية الأولى مقراً لبرلمان جمهورية فايمار.
وبعد أربعة أسابيع من تسمية هتلر مستشاراً للرايخ الألماني التهمت النيران قبة هذا المبنى ثم انتشرت النيران لتلتهم قاعة الاجتماعات الرئيسية وبعض الغرف الأخرى. وعلى الرغم من أن الكثير من المؤرخين يذهبون إلى أن الحريق كان متعمداً، إلا أنه لم يتم تحديد المتورطين حتى اليوم.( دا الطبيعى يا دكتور؛ فحتى يومنا هذا لم يتم التعرف على من قام بحرق مكتبة الأسكندرية، ولا من قام بحرق البرلمان المصري، أو حتى من  قام بحرق أقسام الشرطة، ومقارات أمن الدولة، وحتى المجمع العلمى، و و و)!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق