وأسرع عبد
الرحيم يبحث عن حمام يقضي فيه حاجته، وذهب البعض منا ليشتري طعاما وشرابا، بينما
ذهب آخرون كي يلتقطوا صورا لنقطة التفتيش "شارلي" حيث الرجال الذين
يرتدون زي الجيش الأمريكي وزي الجيش الأحمر في محاولة منهم لمحاكات الأجواء
التاريخية التى مرت بها هذه المنطقة، فعندها قد تواجهت الدبابات السوفيتية مع
الدبابات الأمريكية وأمامها تم بناء جدار برلين.
ووقفت التقط
صورا لى ولزملائي أمام بقايا من سور برلين التى رسمت عليه صورا معبرة تصور بعضا من
الأحداث المؤلمة التى مرت بها برلين أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، وبينما
نحن واقفون فإذا بليلى أرمانيوس تنادي هيا أسرعوا فقد انتهت الربع ساعة وسننطلق
الآن وذهبت مع ليلى كي ننادي عمن شرد عن المجموعة!
وصعدنا
الأتوبيس كي نتمم على المجموعة ونرى هل تخلف أحد! ووجدنا أن واحدا فقط هو الذي
تخلف، فظننته عبد الرحيم، فناديت عليه فأجابني أنا موجود. ثم تذكرت مها التونسية ابن بلدتها غسان فصرخت
" غسان مو موجود" فنزلت أبحث عنه!
وقفت بجوار
الأتوبيس لا أدري إلى أين ولا في أي اتجاه أبحث عنه، وأدرت بصري يمنا وشمالا،
وخطوت بضعة خطوات في اتجاة الجموع التى تقف عند نقطة "شارلي"، واشرأبت
عنقي، ولم أجد بدا من أن أنادي عليه بأعلى صوتي "غسسسساااااااااااااااااااان".
نزل المرشد من
الأتوبيس واقترب منى فسألني: " أمازلت لا تجده؟!" فحركت رأسي من دون أن
أنطق بكلمة، ففهم إجابتي ثم عاد إلى الأتوبيس. وعاودت الكرة مرات ومرات ولم أزل لا
أراه، وعبرت الشارع لعلى أجده فلم يحدث،
ثم عدت إلى الأتوبيس فلعله دخله من الناحية الأخرى ولم يحدث ذلك أيضا. أين أنت يا
غسان؟!
وأخيرا رأيته،
فقد جاء حاملا حقيبتين ممتلئتين بالكتب وقال وهو يلهث: " آسف فلقد تقابلت مع
رجل سألنى عن جنسيتي فلما عرف أنني من تونس أصر أن يهديني هذه الكتب!"
وانطلق الأتوبيس
وأمسك المرشد بميكرفونه وقال: " ومن
الشوارع الراقية والجميلة والتي يوجد فيها الكثير من المحلات التجارية ووكالات
الشركات والسفارات الأجنبية هذا الشارع
التاريخي الرائع " أُنتر دين لندن ( Unter
den Linden) ومعناه شارع أشجار
الزيزفون ) بطول 2 كيلو متر وبدايته من بوابة براندنبرج ونهايته شاطئ نهر شبريه،
ثم قام بعرض أغنية قديمة عمرها أكثر من مائة عام وتسمى " أونتر دين
ليندن"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق