اسماعيل محمد يكتب: ملخص
كتاب الرياضة والمجتمع للدكتور أمين أنور الخولي
هو ولا شك من أكثر الكتب
التي قرأتها إثراءً وتثقيفا وإفادة. وعلى الرغم من أنك قد ترى الكتاب ممل في أوله، وطويل نسبيا- يقرب من 300 صفحة- ولكن
ما إن تستعرضه يتضح كنهه وتستوعب محتواه لا تستطيع التوقف ويتملكك الفضول لإنهائه.
الكاتب الشهير د.أمين الخولي أبهرني أولاً بسعة اطلاعه،
ليس فقط على المراجع الأجنبية ولكن أيضاً العربية، إضافة إلى الأسلوب الأدبي
المتميز.
بعنوان (الرياضة والمجتمع) كتب أمين الخولي كتابه في علم الاجتماع الرياضي، وهو وان كان متفرعا من علم الاجتماع، فهو كما يرى وكما أؤيده بناء على استقرائي علم مستقل من حيث التأصيل، كما أن له دراسات تفوق الوصف دقةً ومحتوىً.
الكتاب مكون من ستة فصول، أفرد الكاتب الفصل الأول فيه لذكر نشأة علم الاجتماع الرياضي وهو من اسمه : العلم الذي يهتم بدراسة العلاقة بين الرياضة وجميع نواحي المجتمع وظواهره على مستوى الفرد والجماعة.كما ناقش فيه بعض المصطلحات المتعلقة بكل من الرياضة مثل:Game, Play, Sport و ذكر آراء علماء الاجتماع الرياضي في التفريق بينهم وكان الفرق إجمالا أن Game: هي اللعبة التي لا تحتوى على أي قواعد إلزامية أو خطة مسبقة على الإطلاق كاللعب في الطين أو الرمل
Play : هي درجة أعلى من gameمن حيث أنها تحتوي على بعض القواعد وإن كانت نسبية كلعب الكرة في الشوارع
Sport : هي أعلى درجات الرياضة من حيث التنظيم والقواعد مثل الألعاب الدولية كالأولومبياد.
وفي الفصل الثاني يكتب عن أثر الرياضة على المجتمع والعكس سلبا وإيجابا، ذاكرًا أمثلة تبين كيف أنه أثناء الحرب الباردة اهتم كلا من القطبين الناجيين بالرياضة على أنها وسيلة لانتصاردولة بل أيدولوجية إما انتصار الاشتراكية المتمثلة في روسيا والعكس رد وانعكاس ذلك على الفرد ، وأكمل أن الرياضة في وطننا العربي كانت خارج الحسبان إجمالا.
وفي الفصل الثالث تكلم عن السياسة والرياضة وعلاقة السياسة الداخلية بالرياضة وإسهامات الأخيرة من حيث أنها تزرع مبادئ أهمها: التطوعية،القيادة ،المساواة وتكافؤ الفرص، و الوحدة الوطنية إذا ما طبقت بشكل صحيح، مما أدى إلى اهتمام الدول بالرياضة لأسباب سياسية وإنشاء مراكز الرياضة ك كموسمول في روسيا أو في
امريكا 4H(head-health-hand-heart) لبيان أثر الأيدولوجية على الفرد وتفوقها.
ثم تحدث عن الرياضة
والسياسة الخارجية، وكيف أن الرياضيين كانو محط النظر في أن يكونو سفراء
.
ويعد الفصل الرابع من أهم الفصول حيث تحدث فيه الكاتب عن الرياضة والاقتصاد ذاكرا دراسات أجنبية وعربية مثل دراسة "ناهد علي" و"فاروق غازي" ومفاده أن علاقة الاقتصاد بالرياضة أثرت إما ايجابا أو سلبا.
أما الآثار الإيجابية فكانت إجمالا: زيادة سوق الرياضة، والترويج لها، وأما السلبيات: فهي أنها جعلت الرياضة حكرا على بعض الطبقات الاجتماعية، لغلاء أدوات الرياضة الخاصة بها، كما في الفروسية والجولف.
وأكثر النقاط امتاعا بالنسبة لي كانت الريايضة والدين، حيث ذكر الكاتب تاريخية الرياضة للاديان السماوية الثلاث، وعلاقتها بها حيث أن اليهودية كانت مصدرا لبعض الرياضات اليونانية كما ورد في بعض الدراسات وأنها اهتمت بها نسبيا وشجعتها.
أما المسيحية فكانت ضد الرياضة حيث أنها عنيت بالروح وأهملت الجسد لأنها فصلت بينهما لأنها كانت رسالة روحية بعد مادية اليهودية ومنعت بعض الرياضات قطعا، ومنعت بعضها بسبب الزي وأخرى أيام الأحد والأخيرة هذه مستمرة الى يومنا هذا في بعض دول أوروربا ولكنها بعد أن أدركت حقيقة فائدة الرياضة وبعد حركات المعارضة البروتوستانتية.
ثم وضح أن الإسلام كان بحق وسطا بين اليهودية المادية والمسيحية الروحانية، وأنه يدمج بين الجسد والروح على أنهما مكملان لبعضهما البعض، وأن العرب كانو يحبون أنواعا من الرياضة كالفروسية، وألف المسلمون القدامى مثل ابن القيم الجوزية كتايا عن الفروسية أسماه الفروسية.
ثم تحدث عن الرياضة
والعنصرية. وأخيرا أحب أن أنوه بأن التلخيص لا يغني بحال عن التفصيل.
انتظروني مع كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار، وهو بطريقة مختلفة تماما عن كل ما كتب في هذا الموضوع، وقصته أنه اجتهد في بعض النصوص و حللها عقليا، وضعف بعض الصحيح، وصحح بعض الضعيف، ونشر الكتاب وانتشر في الأسواق، فاقام الأزهر لجنة للرد على الكتاب، ونشرته بالرد عليه، فاعاد كتابة الكتاب تماما كما كان وأضاف رد علماء الازهر ورد عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق