الخميس، نوفمبر 22، 2012

الربيع العربي في برلين 41


 
والتفت فإذا بي أرى عبد الرحيم يتشاجر مع مرشد الرحلة وقد على صوته وارتفع، ثم عاد إلى كرسيه وجلس عليه موجها وجهه شطر النافذه  التى تطل على مبنى البوندستاج وما هي سوى لحظات حتى أتاه المرشد فانحنى إليه يكلمه!

لم أتمكن من معرفة الحديث الذي دار بين كليهما؛ إلا أننى عرفت بعد ذلك أن عبد الرحيم أراد أن يدخل حمام الأتوبيس فاعتذر له المرشد، الأمر الذي أغضب عبد الرحيم وأخرجه عن شعوره، ويبدو أيضا أن عبد الرحيم كان في حاجة شديدة إلى دخول الحمام، وهذا أمر لم أجد له تفسيرا؛ حيث أننا كنا في مبنا به حمام وكان باستطاعته استعماله.

 

وواصل مرشد الجولة حديثه بقوله: ( وعلى اليمين ترون قصر المستشارة الألمانية وهو مقر أعلى سلطه ألمانية، تم تجهيزه والانتهاء منه في الثاني من مايو عام 2001  حيث استغرق بناؤة أربعة أعوام، وتبلغ مساحة  هذا المبنى الذي يقع وسط الحي الحكومي وقبالة مبنى البرلمان الألماني حوالي 12 ألف متر ويبلغ طوله 36 ألف متر ويعتبر من أكثر المباني التى تجذب السياح؛  فالمبنى مكون من ثمانية طوابق: في الطابق الأرضي يوجد مكان كبير معد لاستقبال الضيوف ووسائل الإعلام، وفي الطابق الأول توجد قاعات لتنظيم المؤتمرات واللقاءات، أما الطابقين الثاني والثالث فقد تم تخصيصهما للإدارة والتقنية والخدمات والمطابخ ، والطابق الرابع والذي يطلق عليه "الطابق السرى" فهو مخصص لعقد جلسات الأزمات والتخطيط والأرشيف، وفي الطابق الخامس يتم تنظيم مآدب الطعام، وفي الطابق السادس تعقد الحكومة فيه اجتماعاتها، وخصص الطابق السابع وقبل الأخير لمكتب المستشارة الذي يطل مباشرة على مبنى البرلمان و على بوابة براندبورج، وفي الطابق الثامن والأخير يوجد مكتب وزير الدولة للشئون الثقافية.

 وما أن وصل الأتوبيس قبالة مبنى البوندستاج حتى توقف السائق، وقام المرشد بتشغيل الفيديو على مقطع قديم يعرض فيه صورا قديمة للبرلمان الألماني ذو الطبع المميز والتاريخ العريق (تم تشييده في سنة ۱۸۹٤ واضيفت له القبة الزجاجية حديثاً)، ويعتبر هذا المبنى من أكثر الأماكن جاذبية للزوار.

وانطلق بنا الأتوبيس مرة أخرى حتى توقف بنا أمام بوابة براندنبورج وهناك قال المرشد: " هذه هي  آخر البوابات التاريخية الـ 14 التي كانت تحمي المدينة سابقا، وهي أشهر مكان وأهم معلم من معالم برلين، شيدت قبل أكثر من 200 سنه. و أغلقت هذه البوابة إثر الاحتلال الشيوعي وأصبحت برهانا حيا على الصراع بين الشرق والغرب، بين الشيوعية والرأسمالية. أما الآن فقد أصبحت دليلا على الوحدة والعزيمة" ثم أشار إلى خط أسود في منتصف الطريق وقال هذا هو مكان سور برلين الذي تم تحطيمه!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق