السبت، نوفمبر 03، 2012

الربيع العربي في برلين 23


وخرجنا من القاعة على غير هوى مني فقد كنت أود البقاء فيها لمدة أطول، وتوقفنا بعدها أمام مجسم حديدي كبير يوضح الأماكن التى بنى حولها وفوقها سور برلين ! ولاحظت اهتماما بزميلتنا "هبة" من قبل الصحافة والكاميرا!
صعدنا مع الدكتور فيرت  مصعدا كهربائيا يحمل أكثر من 30 فردا إلى قبة البرلمان الزجاجية، وهناك اختتم الدكتور شرحه الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف تعرفت فيها على مبى البرلمان الألمانى واستفدت فيها بمعرفة معلومات جديدة.

 وقفت أمام القبة الزجاجية العملاقة متذكرا زيارتى الأولى لها عام 2003، فرأيتها كما هي "مبهرة ومدهشة"، فالممران المخصصان للصعود والنزول بارتفاع 230 مترا لكل منهما ويؤديان إلى ساحة المشاهدة الموجودة أسفل نهاية القبة بسبعة أمتار يدعونانى دوما للتفكير، كيف تم هذا؟! وكذلك الألواح الزجاجية الشفافة المستخدمة في هذه القبة، والتى تبلغ حوالى 3000 متر مربع كما هي فلم يكسر منها لوح واحد!! فشكرا لك إيها المهندس العبقري " نورمان فوستر" فقد قمت بالربط بين هذه القبة وهذا المبنى القديم الجديد بحرفية عالية ومن دون أن يلحظ الزائرين وجود فجوة تاريخية!
          
قررت ورامز أن نصعد سويا إلى أعلى القبة، وانضم إلينا عبد الله الأردنى، ثم أحمد مسعد وما هي سوى بضعة خطوات على الممر حتى شاهدت غسان ومها التونسيان يتحدثان إلى الكاميرا التى كانت تتبع المجموعة، فقلت لهم من منكم يريد أن يذهب معى ليستمع إلى ما يقوله التونسيان؟! فلم يأتى معى سوى رامز.




غسان التونسى 

 

وصلنا وقد أوشك غسان على إنهاء حديثه فما سمعت منه سوى قوله:- "وكثيرون من الشعب التونسى لديهم رغبة حقيقية في معرفة كيف نجحت ألمانيا في الوصول إلى هذه الديمقراطية الحقيقية".
 
 بعده استدارت الكاميرا ناحية مها التونسية فطلبت منها الصحافية أن تقدم نفسها فقالت:-"اسمى مها بوغدير، من تونس وأعمل في مجال التعليم في إحدى المدارس الثانوية في "سيدي بوزيد" فسألتها الصحافية، وما الذي تنتظريه من هذه الزيارة لألمانيا ولبرلمانها؟ فأجابت مها بقولها: " جئت هنا كي أكتشف النظام السياسى لألمانيا وكيف تسير عملية الديمقراطية الألمانية".
 
مها التونسية
 
 
وجاء الدور على فعرفت نفسي ثم طرحت الصحافية علي نفس السؤال الذي طرحته على مها فأجبتها بقولى:- " جئت إلى ألمانيا كي أتعرف على الديمقراطية الألمانية وأحاول نقلها إلى بلدى مصر من خلال كتابتى في مدونتى أو على الأقل من خلال دائرة معارفي الصغيرة!"

كنت أظن بأن الوقوف أمام الكاميرا شئ هين وبسيط، وأنه سيمر على وسأمر عليه مر الكرام " زي شكة الدبوس"، وظننتى سأنطلق وسأبدع وأقول مالم يقله الأولون ولا الآخرون. و لما بدأ الرجل يصوب عدسة كاميرته نحوي، حتى بدأت حبات العرق تتصبب من جبينى، وأصيبت بجفاف في حلقى، وتصطك في أسناني، ثم برعشة في أطرافي، وتخبط في ركبي، وتمنيت أن يأتى رامبو بطائرته الهليكوبتر ليختطفني!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق