الربيع العربي في برلين 39

 

وصفق الجميع بعدما استمتعوا بصوت عبدالله، ثم أخذ كل اثنين أو ثلاثة يتحدثون فيما بينهم حتى يأتى الأتوبيس. وكنت أقف مع لمياء التى بمجرد أن رأت زميلتها في الدراسة  تخرج من الباب الرئيسي لمبني باول لوفا حتى سلمت عليها، وعرفنا منها أنها جاءت لتترجم الألمانية لوفد مصري وتونسي يزوران البرلمان، وما هي سوى لحظات حتى خرج الوفد من البوابة ومن بين من خرج كانت سيدة محجبة قالت مها التونسية بأنها تعرفها، فذهبت كي تسلم عليها ثم عاد الاثنين (مها والنائبة التونسية عن حزب النهضة) وأخبرتنا بأن وفدا من حزب الحرية والعدالة المصري قد جاء معهم ثم استدارت لتشير لنا على مكان وقوفهم.

قلت لنفسي فلتذهب إليهم ولتسلم عليهم" واجب برده" وربما استفسرت منهم عن سبب وجودهم في البرلمان الألماني. وترددت.. إلا أن عدم وصول الأتوبيس شجعنى علي ذلك، وقررت الذهاب... ولما اقتربت منهم ابتسموا لي ، فابتسمت وعرفت نفسي لهم بأنني عضو في مجموعة تتكون من أربع وعشرين عضوا جميعهم من العرب وقد اختارنا البرلمان كي نتعرف على الحياة السياسية لألمانيا، وقدم أحدهم المجموعة لي فقال: هذا هو الدكتور محمد جمال حشمت النائب السابق عن حزب الحرية والعدالة ويعمل كأستاذ لأمراض الكبد في جامعة الأسكندرية وهذا هو الدكتور خالد محمد أحمد عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشعب المنحل وأخران لم أذكر لهم اسما، وهممت  أن أسألهم عن السبب الذي من أجله أتوا إلى هنا، وبأي صفة ووصف ووظيفة قد جاءوا؛ إلا أن صوتا من المجموعة نادى علىّ أن احضر فورا فالأتوبيس سيتحرك، فاستأذنت منهم على أمل التواصل!

وتحرك بنا الأتوبيس ناحية الشمال حيث نهر اشبريه ومحطة برلين الرئيسية.  وبدأ مرشد الجولة حديثة مرحبا بنا ومتمنيا لنا قضاء وقت ممتع ومفيد بصحبته، وما أن عبرنا نهر اشبريه ناحية المحطة الرئيسية لبرلين حتى قال:- (هنا في برلين يرتبط الماضي بالحاضر بشكل لا مثيل له، فهذه هي محطة القطار الرئيسية ذات البناء الرائع الحديث والتى تقع بجوار مبنى البوندستاج التاريخي! وعلى مقربة من هنا تقع بوابة براندنبورج التاريخية وبجوارها الهلوكوست الذي تم بناؤة منذ سنوات قليلة وهناك مئات الأمثلة الأخرى التى توضح أن الماضي مرتبط كثيرا بالحاضر في هذه المدينة التاريخية الحديثة!)