الأحد، نوفمبر 11، 2012

الربيع العربي في برلين 31



وانتبهت على صوت ينادي من بلكونة في الطابق الثالث ( إنتو بتعملوا إيه؟) وكان الصوت لرامز، فطلبت منه أن ينزل كي يحمل معى الهدايا حتى نعيدها سيرتها الأولى! وانتهى  عبد الرحيم من طهى الدجاجة على الطريقة المغربية ، فانقضضنا عليها نمزقها بأيدينا وسكاكينا وما هي سوى دقائق معدودات حتى صارت بقايا من عظام ألقيناها في صندوق القمامة!

لم يكتفي رامز بمشاركتنا في تلك الدجاجة المسكينة؛ بل أصر على ألا ينصرف حتى نعطيه وعدا بأن يأتى في كل مرة نطبخ فيها؛ معللا بأنه يشعر معنا وكأنه في بيته، وأنه وجد في طبيخ عبد الرحيم ما يعوضه عن طبيخ والدته! ويبدو أنه  قد استشعر بحق أنه في بيت العائلة فتصرف وكأنه فيه، فترك الأطباق من دون غسيل، لذا اضطررت لأداء ذلك الواجب!

 الثلاثاء 11 سبتمبر

 "صباح الخير" قلتها بصوت عال لذلك الجمع الملتف حول ليلى أرمانيوس، فانتبهوا جميعا وردوا التحية، ثم ملت ناحية منى وقلت لها إننى قد أحضرت معى هدية صغيرة عبارة عن "بردية وقلم به نقش فرعونى" وأود أن نعطيها باسم مجموعتنا المصرية لسناء بمناسبة عيد ميلادها فرحبت بالفكرة، وناديت على سارة ومنة وأريج وهبة ولمياء وأحمد فأخبرتهم بما أخبرت به منى فوافقوا جميعا ثم أعطيناها لسناء فاستقبلتها بسعادة بالغة!

على مقربة من المجموعة المنتظرة أن يكتمل عددها حتى تنطلق خلف ليلى، وقف رجل يرمقنا بعينيه وقد ارتدى معطفا أخضر لونه ووضع على رأسة طاقية بنية. انتبهت إليه فلم تكن هذه هي المرة الأولى التى أشاهده ينظر نحونا، فمنذ يوم الوصول وأنا أراه في هذا المكان يظهر ويختفي، وهممت أن أذهب إليه وأسأله عن أمره وعما يريد،  لولا أن ليلى نادت بأعلى صوتها أن هلموا فالوقت قد داهمنا!

في محطة المترو التفت حولى فلم أجد رامز بيننا، فأبلغت ليلى بغيابه، فاتصلت به فأخبرها أنه وعلاء الفلسطينى قد تأخرا وسيحاولان اللحاق بنا! وتساءلت هل لأكل الدجاجة المسكينة دخل في هذا التأخير؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق