عاودنا تكرار المشهد، ورويدا رويدا تكررت معه نفس الأصوات العالية الممزوجة بالضحكات
والصيحات، وجاء رامز فشرحنا له ما اتفقنا عليه فرفض الاشتراك معنا، وفي وسط
انشغالنا بأداء المشهد إذا بقنفذ أسود كبير يمر من أمامنا فانتبهت له إحدى الفتيات
فصرخت صرخة كبيرة ظننت معها أن البوليس قد جاء!
والتفت حولي فلم أجد سوى رامز وأحمد، وهرولت الفتيات في الممر وقد
أصابهن الزعر والهلع؛ فتعلقت كل واحدة منهن بزميلتها وتشبثت... وصرنا ننادي " لا تقلقن إنه قنفذ لا
يضر"!
ترى من الذي بعث به إلينا، هل تلك المرأة التى كانت تصرخ فينا منذ
قليل؟! أم أنه جاء من تلقاء نفسه؟! وما الذي جاء به إذا؟! هل جاء ليحذرنا من علو
الصوت أم أنه جاء لرؤيتنا؟! ليتني كنت أعرف لغة القنافذ كي أسأله عن ذلك السبب!
وعلى كل فحسنا قد فعل!
وسرعان ما انتسى الأمر فقررنا
أن نواصل التدريب على المشهد الأول، وما أن بدأنا نصطف لنحاكي الوقفة الفرعونية
حتى سمعنا صوتا رجاليا يصرخ من مكان لم نستطع تحديده كذلك، وصار الصوت يتوعدنا
ويهددنا، وفي حركة لا إرادية نكسنا رؤسنا ووضعنا أيدينا على أفواهنا ونظر كل منا
للآخر.... واتفقنا على أن نكمل في الغد إن أتيحت لنا الفرصة!
وجاء عبد الرحيم وبدا منزعجا كذلك، فلما سألته أجاب بقوله: "
لقد اتفق العرب على ألا يتفقوا" فقلت له: "باختصار، نحن العرب لا نعرف ثقافة
العمل الجماعي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق