الأربعاء، نوفمبر 28، 2012

الربيع العربي في برلين 47

 
 
عاودنا تكرار المشهد، ورويدا رويدا تكررت معه  نفس الأصوات العالية الممزوجة بالضحكات والصيحات، وجاء رامز فشرحنا له ما اتفقنا عليه فرفض الاشتراك معنا، وفي وسط انشغالنا بأداء المشهد إذا بقنفذ أسود كبير يمر من أمامنا فانتبهت له إحدى الفتيات فصرخت صرخة كبيرة ظننت معها أن البوليس قد جاء!
والتفت حولي فلم أجد سوى رامز وأحمد، وهرولت الفتيات في الممر وقد أصابهن الزعر والهلع؛ فتعلقت كل واحدة منهن بزميلتها وتشبثت...  وصرنا ننادي " لا تقلقن إنه قنفذ لا يضر"!
ترى من الذي بعث به إلينا، هل تلك المرأة التى كانت تصرخ فينا منذ قليل؟! أم أنه جاء من تلقاء نفسه؟! وما الذي جاء به إذا؟! هل جاء ليحذرنا من علو الصوت أم أنه جاء لرؤيتنا؟! ليتني كنت أعرف لغة القنافذ كي أسأله عن ذلك السبب! وعلى كل فحسنا قد فعل!
 جلس الفتيات على مقعد خشبي بالقرب من منتصف الممر، فلحقنا بهن وحاولنا تهدأتهن، وقلت لهن منتهزا فرصة ما حدث:- " ألا يكفي ما قد حدث لنا، ولنذهب جميعا لنتدرب فى شقة أحدنا"، فرد رامز " أيوه صحيح تعالوا عندي في الشقة"! وتكرر الرفض!

 وسرعان ما انتسى الأمر فقررنا أن نواصل التدريب على المشهد الأول، وما أن بدأنا نصطف لنحاكي الوقفة الفرعونية حتى سمعنا صوتا رجاليا يصرخ من مكان لم نستطع تحديده كذلك، وصار الصوت يتوعدنا ويهددنا، وفي حركة لا إرادية نكسنا رؤسنا ووضعنا أيدينا على أفواهنا ونظر كل منا للآخر.... واتفقنا على أن نكمل في الغد إن أتيحت لنا الفرصة!
 وعاد كل منا إلى شقته... ولم أكن راضيا عما تم... ياليتنى جلست في شقتي أتابع التلفاز أو أقرأ أو أكتب أو حتى لأنام، فلم يأتيني من هذا الاجتماع سوى صراخ وعويل وإزعاج للناس.... لم ننجز شيئا... ما الذي سنفعله في الغد، لا بد وأن نعتذر..وإلا سنكون حتما مضحكة للجميع!
وجاء عبد الرحيم وبدا منزعجا كذلك، فلما سألته أجاب بقوله: " لقد اتفق العرب على ألا يتفقوا" فقلت له: "باختصار،  نحن العرب لا نعرف ثقافة العمل الجماعي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق