المحاور
1) الطيب صالح.
2) تلخيص لرواية موسم الهجرة إلى الشمال.
3) شخصيات الرواية.
1.3 شخصيات
"الأنا"
2.3 شخصيات "الآخر"
1)
الطيب صالح:
ولد الطيب صالح أحمد
في مركز مروى، المديرية الشمالية السودان عام 1929، و تلقى تعليمه في وادي سيدنا و
في كلية العلوم في الخرطوم، مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن، و
نال شهادة في الشؤون الدولية في انجلترا، و شغل منصب ممثل اليونسكو في الفترة
1984/1989.
صدر حوله مؤلف بعنوان
" الطيب صالح عبقري الرواية العربية" لمجموعة من الباحثيـــــــــــن في
بيروت عام 1976، و كان صدور روايته الثانية " موسم الهجرة إلى الشمال" و
النجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف، و جعله في متناول القارئ العربي في كل
مكان.
يمتاز الفن الروائي
للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء و المشاهد المحلية و رفعها إلى مستوى العالمية من
خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش و الاستعارات، منجزا في هذا مساهمة جدية في
تطور بناء الرواية العربية و دفعها إلى آفاق جديدة.
من مؤلفاته: عرس الزين،و موسم الهجرة إلى الشمال، و مريود، ونخلة على الجدول، ودومة ود حامد.
2)
تلخيص لرواية موسم الهجرة إلى الشمال.
"عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة، سبعة
أعوام على وجه التحديد و كنت خلالها أتعلم في أوربا. تعلمت الكثير لكن تلك قصة
أخرى"[1]
هكذا تبدأ الرواية
بعودة الراوي، و هو طالب سوداني كان يدرس بلندن لمدة سبع سنوات. استقبله أهالي
القرية و طالعه وجه غريب عنه اسمه مصطفى سعيد. و هو رجل من الخرطوم جاء إلى القرية
منذ خمس سنوات حيث اشترى أرضا و تزوج بإحدى بنات القرية.
في جلسة حضرها الراوي،
ردد مصطفى سعيد شعرا بالانجليزية تحت
تأثير الخمر، مما أثار فضول الراوي، و في اليوم التالي كشف مصطفى سعيد للراوي السر
و أخبره بكل شيء: قصته، حياته، رحلته باتجاه الشمال، مغامراته العاطفية، و تسببه
بانتحار ثلاث نساء انجليزيات و قتله لزوجته الأنجليزية أيضا: عاش مصطفى سعيد يتيما،
منعزلا عن العالم، دخل المدرسة و تفوق فيها خاصة في الا"نجليزية، حتى أن ناظر
المدرسة قال له: " هذه البلاد لا تتسع لذهنك، فسافر، اذهب إلى مصر أو لبنان
أو انجلترا، ليس عندنا شيء نعطيك إياه بعد الآن"[2].
سافر مصطفى سعيد إلى
القاهرة، دخل مدرسة مجانية، ثم غادر القاهرة إلى لندن، حيث تفوق و أصبح محاضرا في
الاقتصاد بجامعات لندن.
أقام علاقات مع
بريطانيات، حيث أذهلت بحكاياته عن الشرق، وتعلقت به النساء الانجليزيات إلى درجة
الانتحار ( انتحار آن، شيلا، ايزابيلا) و قتله لزوجته جين.
حوكم مصطفى سعيد بتهمة
القتل وقضى سبع سنوات في السجن، عاد بعدها ليستقر في قرية الراوي بالسودان.
رحل مصطفى سعيد غرقا
في فياضانات النيل و ترك رسالة للراوي يوصيه بأهله و حاله، كما ترك مفتاح غرفته
الخاصة للراوي. أما الراوي فهو يشتغل بالخرطوم، يزور بين الحين و الآخر القرية
للسؤال عن أهلـــــه و عن شؤون زوجة مصطفى سعيد و ولديه.
زوجة مصطفى سعيد رفضت
الزواج لأنها كانت متعلقة بزوجها السابق، لكنها تنهزم أمام إصــــــــــــرار (ولد
الريس) في الزواج منها، لكن هذا الأمر يستقر عن مأساة قتلها لزوجها و لنفسها.
عند عودة الراوي من
الخرطوم يعلم بالمأساة و يحمل نفسه مسؤولية الحادث، خاصة أن المرأة جاءت فطلبت منه
في غيابه عقد القران لينقدها، و اكتشف أنه أحب (حسنه). و يذهب الراوي إلى غرفة
مصطفى سعيد الخاصة، يجدها مليئة بالكتب المتنوعة، كما وجد صورا لنساء و مذكرات.
و تنتهي الرواية
بمقاومة الراوي الغرق، حيث اختار أن يكمل الحياة، يقول:
" فكرت أنني أقرر
الآن أني إذا مت في تلك اللحظة فإنني أكون قد مت كما ولدت، دون إرادتي طول حياتي
لن أختبر و لم أقرر، أني أقرر الآن أنني اختار الحياة"[3].
تظهر ملامح مصطفى سعيد
بطل الرواية، متفرقة عبر فقرات الرواية، حيث يمكن لنا استجماعها، إذ يلتقي الراوي
بزملاء سابقين فيخبرونه أنهم كانوا يلقبون مصطفى سعيد بالإنجليزي الأسود، كما يعلم
أنه كان له دور في مؤامرات الإنجليز في السودان، و يخبره محجوب بأن مصطفى سعيد
يستحق أن يكون وزيرا.
3)
شخصيات الرواية.
تتخذ الثنائية " الآنا – الآخر" حسب فهمي المتواضع عدة تمثلات، و
لفهم هذه التمثلات و ما ترمز إليـــــــه في الرواية، يجب على القارئ وضعها في
سياقها المجتمعي و التاريخي. فثنائية " الآنا – الآخر" ترمز إلى شخصيات
أو أماكن تكون لها رمزيتها و دلالاتها تستوجب فهمها من طرف القارئ.
هناك اعتقاد سائد مفاده أن "الآنا" دائما الذات و
"الآخر" هو نقيض الذات و الغريب و اللامنتمي. لكن الطيب صالح في روايته " موسم
الهجرة إلى الشمال" أعطى للآنا و الآخر تمظهرات أخرى: فالآنا هنــــا لا يمثل
الطيب صالح أو بطل الرواية (مصطفى سعيد) فقط، و إنما أتى بصيغة الجمع كذلك و يرمز
إلى السودانيين و الشرق و العالم الثالث. أما الآخر فلا يمثل الغرب فقط إنما يشمل
الذات كذلك حين تعيد اكتشاف نفسها." لما جئتهم، كانت لحظة عجيبة أن وجدتني
قاتما بينهم...حتى أحسست كأن تلجــــــا يذوب في داخلي"[4]
1.3 شخصيات "الأنا"
تتوزع شخصيات "الآنا" و "الآخر" في الرواية بين الشرق و
الغرب، فشخصيات "الآنا" تنتمي إلى الشـــــــرق و هي: مصطفى سعيد،
الراوي، حسنه. و لقد نسج الطيب صالح علاقة تجمع بين هذه الشخصــــــــــيات، ورسم
لكل واحدة منها دور محدد:
فمصطفى سعيد أتى في مواجهة الغرب المستعمر، و الراوي في مواجهة مصطفى سعيد
و مجتمعه، و حسنه أرملة مصطفى سعيد في مواجهة مجتمعها و رفضها الزواج.
انطلاقا مما سبق الإشارة إليه يمكن القول أن شخصية مصطفى سعيد تمثل
"الآنا" أو الذات، و ترمز كذلك إلى ذلك المثقف العربي في مواجهته مع الغرب
و حضارته.
أما شخصية حسنه فهي تمثل الوجه المتمرد للمرأة ضد الظلم و التأثر على
الأعراف السائدة.
2.3 شخصيات "الآخر"
إن تمثلات "الآخر" في الرواية لا تقتصر فقط على الشخصيات الغربية
التي ورد ذكرها و هي: روبنس، مسز، آن همند، شيلا، إيزابيلا، سيمور و جين مورس،
فحسب و إنما يأتي الشرق أيضا كأحد تمثلات "الآخر".
فالفترة التي قضاها في الغرب مكنته من فهم الثقافة الغربية و إتقان علوم الاقتصاد،
و لكن عند العودة إلى الوطن يحصل الصدام مع الشرق و مع المجتمع الذي ينتمي إليه
مصطفى سعيد، يتمثل هذا الصراع في تعارض قيم المجتمع الدينية و الاجتماعية مع الفكر
الذي أتى به من الغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق