الأربعاء، فبراير 19، 2014

بلا قيمة!



بمناسبة الكلام اللي كتر فجأة عن السياحة:-
اشتغلت فترة لا بأس بها في هذا المجال الصعب، بدأتها من الصفر تقريبا، انتقلت من بازار، لبازار تاني، لبازار تالت،  لمعرض بردي، لمركز غوص، لمندوب سياحة، لمرشد، لتور أوبريتور (منظم برامج سياحية). صحيح اتعلمت كتير، واتعرفت على ناس كتيره منهم اللي كان كويس ومنهم اللي مش عاوز أفتكره ، بس أصعب شيء في هذه المهنة هو إنى دايما كنت بأحس بالنقص، وباشعر بديمومة القلق، وكنت محطوط تحت ضغط كبير جدا، سواء من رؤسائي أو من الشرطة، أو من جشع السواق، أو من الخرتجية أو من قلة الفلوس!
أيوه كنت بأحس بالنقص، لأنى كنت عامل زي الصفر اللي ع الشمال، ليست له قيمه إلا اذا انتقل إلى اليمين ووقف بجواره رقم آخر، أي رقم، يعنى أنا من غير السائح الأجبنى ما كنش ليّ قيمة، وكنت باستمد قيمتى منه! باختصار لما يبقى معاك سائح الكل يعملك حساب، أمين الشرطة يقولك اتفضل يا باشا، الخرتجي يطب عليك فجأة ويقولك اتفضل يا كبير، حتى الناس العاديين في الشارع يبصولك باحترام!
انت في المهنة دي ما لكش أي قيمة، سواء قدام نفسك أو قدام السائح، دايما قلقان، سواء بسبب الفلوس، أو بسبب إنك خايف ما ترجعش بيتك! حتى وانت في الطريق لشغلك، معرض إنك تروح تلاقي الرحلة اتلغت لأتفه الأسباب: الزبون عنده برد، أو ما لوش مزاج يخرج النهاردة!
مرة كنت طالع مع مجموعة جبل سانت كاترين، واحد من ضمن المجموعة قرب منى وقالى: إنت عارف إني أنا عامل تأمين دولى على حياتي، يعنى لو وقعت وجرالى أي حاجة ينقلونى فورا بالطيران لأتعالج في المانيا مش في مصر! قلت له: وانت عارف أنا لو جرالى حاجة إيه اللي ها يحصل؟ بصلى كده باندهاش وترقب وقالى إيه؟ قلت له: ها يركبونى حمار!  

هناك 4 تعليقات:

  1. الردود
    1. الخرتجية هم صائدوا الزبائن، وسارقيهم... يقفون دوما بالقرب من الأماكن السياحية... يستغلون جهل الأجانب وحاجتهم!

      حذف
    2. بسم الله ماشاء الله... طب وهذا المصطلح العبقري مشتق من إيه؟

      حذف
    3. أعتقد انه مشتق من الخردة، خردجية، يعنى يبحثون عن الأشياء الساقطة،المنتهية الصلاحية، أو القديمة، ولأن هؤلاء يبحثون عن السائحين المتجولين بمفردهم فهم يبحثون عن السواقط ! والله أعلم

      حذف